بسم الله الرحمن الرحيم
انما الحياة طريقان.....مؤديان الى مصيرين فقط.
خلق الله الحياة الدنيا وجعل فيها فقط طريقان وربط نتائج اتباعهما ربطا مباشرا بالاخرة
ويدرك الانسان ذلك حين يكشف عنه الغطاء بالموت ويحد بصره وكذلك حين تاتيه الطامة الكبرى ويصنف الناس الى شقي وسعيد فيتذكر الانسان ما سعى فقال سبحانه:- { فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات}.قال الكلبي : نزلت في من هم بمعصية وقدر عليها في خلوة ثم تركها من خوف الله . ونحوه ذكر عن ابن عباس .
فأما من طغى , وآثر الحياة الدنيا , فإن الجحيم هي المأوى). .
والطغيان هنا أشمل من معناه القريب . فهو وصف لكل من يتجاوز حدود الحق والهدى . ومداه أوسع من الطغاة ذوي السلطان والجبروت , حيث يشمل كل متجاوز للهدى , وكل من آثر الحياة الدنيا , واختارها على الآخرة . فعمل لها وحدها , من غير ان يحسب للآخرة حسابا . ان اعتبار الآخرة هو الذي يقيم الموازين في يد الإنسان ونفسه وقلبه . فإذا أهمل حساب الآخرة أو آثر عليها الدنيا اختلت كل الموازين في يده , واختلت كل القيم في تقديره , واختلت كل قواعد الشعور والسلوك في حياته , وعد طاغيا وباغيا ومتجاوزا للمدى .
فأما هذا . .(فإن الجحيم هي المأوى). . الجحيم المكشوفة المبرزة القريبة الحاضرة . يوم الطامة الكبرى !
(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى). .والذي يخاف مقام ربه لا يقدم على معصية , فإذا أقدم عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم والاستغفار والتوبة . فظل في دائرة الطاعة بعيدا عن دائرة المعصية.
يعني من خاف عند المعصية مقامه بين يدي الله ، فانتهى عنها انه صراع النفس وجهادها للانتصار على هواها والسيطرة على زمامها وقيادها.فإن الإنسان إنسان بهذا النهي , وبهذا الجهاد , وبهذا الإرتفاع والارتقاء. وليس إنسانا بترك نفسه لهواها , وإطاعة جواذبه إلى دركها , بحجة أن هذا مركب في طبيعته . فالذي أودع نفسه الاستعداد لجيشان الهوى , هو الذي أودعها الاستعداد للإمساك بزمامه , ونهي النفس عنه , ورفعها عن جاذبيته ; وجعل له الجنة جزاء ومأوى حين ينتصر ويرتفع ويرتقي .
قال عبد الله بن مسعود : أنتم في زمان يقود الحق الهوى ، وسيأتي زمان يقود الهوى الحق فنعوذ بالله من ذلك الزمان . فالحر من تخلص من اتباع هواه والعبد المستعبد الذليل من ملكه هواه فقاده وادناه مدارك السفول. اعاذنا الله واياكم من شرور الهوى واتباعه ورزقنا نهي النفس عنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انما الحياة طريقان.....مؤديان الى مصيرين فقط.
خلق الله الحياة الدنيا وجعل فيها فقط طريقان وربط نتائج اتباعهما ربطا مباشرا بالاخرة
ويدرك الانسان ذلك حين يكشف عنه الغطاء بالموت ويحد بصره وكذلك حين تاتيه الطامة الكبرى ويصنف الناس الى شقي وسعيد فيتذكر الانسان ما سعى فقال سبحانه:- { فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات}.قال الكلبي : نزلت في من هم بمعصية وقدر عليها في خلوة ثم تركها من خوف الله . ونحوه ذكر عن ابن عباس .
فأما من طغى , وآثر الحياة الدنيا , فإن الجحيم هي المأوى). .
والطغيان هنا أشمل من معناه القريب . فهو وصف لكل من يتجاوز حدود الحق والهدى . ومداه أوسع من الطغاة ذوي السلطان والجبروت , حيث يشمل كل متجاوز للهدى , وكل من آثر الحياة الدنيا , واختارها على الآخرة . فعمل لها وحدها , من غير ان يحسب للآخرة حسابا . ان اعتبار الآخرة هو الذي يقيم الموازين في يد الإنسان ونفسه وقلبه . فإذا أهمل حساب الآخرة أو آثر عليها الدنيا اختلت كل الموازين في يده , واختلت كل القيم في تقديره , واختلت كل قواعد الشعور والسلوك في حياته , وعد طاغيا وباغيا ومتجاوزا للمدى .
فأما هذا . .(فإن الجحيم هي المأوى). . الجحيم المكشوفة المبرزة القريبة الحاضرة . يوم الطامة الكبرى !
(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى). .والذي يخاف مقام ربه لا يقدم على معصية , فإذا أقدم عليها بحكم ضعفه البشري قاده خوف هذا المقام الجليل إلى الندم والاستغفار والتوبة . فظل في دائرة الطاعة بعيدا عن دائرة المعصية.
يعني من خاف عند المعصية مقامه بين يدي الله ، فانتهى عنها انه صراع النفس وجهادها للانتصار على هواها والسيطرة على زمامها وقيادها.فإن الإنسان إنسان بهذا النهي , وبهذا الجهاد , وبهذا الإرتفاع والارتقاء. وليس إنسانا بترك نفسه لهواها , وإطاعة جواذبه إلى دركها , بحجة أن هذا مركب في طبيعته . فالذي أودع نفسه الاستعداد لجيشان الهوى , هو الذي أودعها الاستعداد للإمساك بزمامه , ونهي النفس عنه , ورفعها عن جاذبيته ; وجعل له الجنة جزاء ومأوى حين ينتصر ويرتفع ويرتقي .
قال عبد الله بن مسعود : أنتم في زمان يقود الحق الهوى ، وسيأتي زمان يقود الهوى الحق فنعوذ بالله من ذلك الزمان . فالحر من تخلص من اتباع هواه والعبد المستعبد الذليل من ملكه هواه فقاده وادناه مدارك السفول. اعاذنا الله واياكم من شرور الهوى واتباعه ورزقنا نهي النفس عنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.