سؤال: كيف يصلي ويصوم من نهاره طويل جدا وليله قصير وكيف الحال بمن نهاره ستة اشهر وليله كذلك...وهل لنا ان نجتهد في هذا الامر بعقولنا؟؟
الجواب وبالله المستعان
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الهدى والبينات وبعد:-
ان العبادات امور توقيفية لا مجال للعقل فيها بتاتا فالصلاة جعل الشارع الحكيم لايجابها اسبابا كتبين الخيط الابيض من الخيط ىالاسود من الفجر لايجاب الفجر وامساك الصائم. وكذا زوال الشمس عن كبد السماء لايجاب الظهر وصيرورة ظل كل شيء مثله لايجاب العصر وغروب الشمس واقبال الليل لايجاب المغرب وكذا لافطار الصائم وغياب الشفق لايجاب صلاة العشاء ورؤية هلال رمضان لايجاب صومه ورؤية هلال شوال للفطر والخروج من رمضان. ولايجاب الزكاة جعل سببا متعلق بالمزكى ذاته وهو النصاب وسببا متعلق بالزمن وهو الحول على ملكية النصاب. ونلاحظ ان اسباب ايجاب الصلاة والصيام امساكا وافطارا علامات كونية يمكن ان يراها جميع من في الارض محل معيشة البشر المكلفين بشرع الله وعبادته وطاعته. وبغض النظر عن طول ساعات النهار او قصرها فان التكليف يتوجب بتحقق حصول سببه سواءا في الصيام ام في الصلاة ففي ايجاب صيام الشهر قال تعالى -فمن شهد منكم الشهر فليصمه-. وقال النبي سلام الله عليه صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته. وبالنسبة للامساك والافطار في نهار الصائم قال ربنا سبحانه - {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بلالاً لا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر» وقال أيضاً: «إذا أقبل الليل من ههنا (وأشار إلى المشرق) وأدبر النهار من ههنا (وأشار إلى المغرب) وغربت الشمس فقد أفطر الصائم». ففي هذه الآية الكريمة والحديثين الثابتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل ظاهر على وجوب الإمساك على الصائم من حين أن يطلع الفجر حتى تغرب الشمس في أي مكان كان من الأرض، سواء طال النهار أم قصر، إذا كان في أرض فيها ليل ونهار يتعاقبان في أربع وعشرين ساعة، وهو اليوم الطبيعي
حتى ولو كان النهار ساعة واحدة او كان الليل ساعة واحدة.فما كلفنا الله الا ما في وسعنا اما من قال انه لا يطيق بسبب عمله او ما شاكل ذلك فليس بصحيح لان التكليف للبشر كان ضمن دائرة وسعهم فعليهم ان يعودوا انفسهم على تنفيذ اوامر الله والله يعين ويسهل فقد كان الصحابة يدربون اطفالهم على الصيام في اجواء حر الجزيرة القاحلة فقد بوَّب البخاري في صحيحه عن الربيع بنت مُعوِّذ قالت: "كنا نصوم ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".
ولكن الاشكال الحقيقي هو في البلاد التي يستمر طلوع شمسها اشهرا وكذا يستمر ليلها اشهرا طويلة فهؤلاء لا يمكنهم الصيام ومن قال لهم بفتوى التقدير اخطا وحكم عقله في امر الصيام تحديدا وهو عبادة لانه واقعيا سيفطر ويصوم بليل وهذا ليس صيام لان الصيام للنهار وليس لليل بل ان الليل احل فيه محظورات الصيام والصواب ان يقال بوجوب الفدية عليه لانه يطيقه ولا يستطيع فعله اما الصلاة فلو قلنا يقدر لها فان حديث الدجال جاء فيه مستند شرعي يعالج اوضاع الصلاة في الوضع والظرف غير العادي الذي يمر بالامة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدَّث عن الدجال، وأنه يلبث في الأرض أربعين يوماً يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة وسائر أيامه كالأيام المعتادة، قالوا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا. اقدروا له قدره» وكما تلاحظ فان النص متعلق بالصلاة وليس بالصيام
فيوقف عنده لانه لا قياس في العبادات كونها ليست معلله والقياس لا يكون الا بعلة شرعية.
فلهم في الصلاة التقدير باتباع اقرب الاصقاع لهم التي فيها الليل والنهار طبيعيين والله تعالى اعلم واحكم وانتم لا تعلمون. اسال الله التوفيق والسداد والفقه في الدين لي ولكم وسائر اخواني المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب وبالله المستعان
الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الهدى والبينات وبعد:-
ان العبادات امور توقيفية لا مجال للعقل فيها بتاتا فالصلاة جعل الشارع الحكيم لايجابها اسبابا كتبين الخيط الابيض من الخيط ىالاسود من الفجر لايجاب الفجر وامساك الصائم. وكذا زوال الشمس عن كبد السماء لايجاب الظهر وصيرورة ظل كل شيء مثله لايجاب العصر وغروب الشمس واقبال الليل لايجاب المغرب وكذا لافطار الصائم وغياب الشفق لايجاب صلاة العشاء ورؤية هلال رمضان لايجاب صومه ورؤية هلال شوال للفطر والخروج من رمضان. ولايجاب الزكاة جعل سببا متعلق بالمزكى ذاته وهو النصاب وسببا متعلق بالزمن وهو الحول على ملكية النصاب. ونلاحظ ان اسباب ايجاب الصلاة والصيام امساكا وافطارا علامات كونية يمكن ان يراها جميع من في الارض محل معيشة البشر المكلفين بشرع الله وعبادته وطاعته. وبغض النظر عن طول ساعات النهار او قصرها فان التكليف يتوجب بتحقق حصول سببه سواءا في الصيام ام في الصلاة ففي ايجاب صيام الشهر قال تعالى -فمن شهد منكم الشهر فليصمه-. وقال النبي سلام الله عليه صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته. وبالنسبة للامساك والافطار في نهار الصائم قال ربنا سبحانه - {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بلالاً لا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر» وقال أيضاً: «إذا أقبل الليل من ههنا (وأشار إلى المشرق) وأدبر النهار من ههنا (وأشار إلى المغرب) وغربت الشمس فقد أفطر الصائم». ففي هذه الآية الكريمة والحديثين الثابتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل ظاهر على وجوب الإمساك على الصائم من حين أن يطلع الفجر حتى تغرب الشمس في أي مكان كان من الأرض، سواء طال النهار أم قصر، إذا كان في أرض فيها ليل ونهار يتعاقبان في أربع وعشرين ساعة، وهو اليوم الطبيعي
حتى ولو كان النهار ساعة واحدة او كان الليل ساعة واحدة.فما كلفنا الله الا ما في وسعنا اما من قال انه لا يطيق بسبب عمله او ما شاكل ذلك فليس بصحيح لان التكليف للبشر كان ضمن دائرة وسعهم فعليهم ان يعودوا انفسهم على تنفيذ اوامر الله والله يعين ويسهل فقد كان الصحابة يدربون اطفالهم على الصيام في اجواء حر الجزيرة القاحلة فقد بوَّب البخاري في صحيحه عن الربيع بنت مُعوِّذ قالت: "كنا نصوم ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".
ولكن الاشكال الحقيقي هو في البلاد التي يستمر طلوع شمسها اشهرا وكذا يستمر ليلها اشهرا طويلة فهؤلاء لا يمكنهم الصيام ومن قال لهم بفتوى التقدير اخطا وحكم عقله في امر الصيام تحديدا وهو عبادة لانه واقعيا سيفطر ويصوم بليل وهذا ليس صيام لان الصيام للنهار وليس لليل بل ان الليل احل فيه محظورات الصيام والصواب ان يقال بوجوب الفدية عليه لانه يطيقه ولا يستطيع فعله اما الصلاة فلو قلنا يقدر لها فان حديث الدجال جاء فيه مستند شرعي يعالج اوضاع الصلاة في الوضع والظرف غير العادي الذي يمر بالامة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدَّث عن الدجال، وأنه يلبث في الأرض أربعين يوماً يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة وسائر أيامه كالأيام المعتادة، قالوا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا. اقدروا له قدره» وكما تلاحظ فان النص متعلق بالصلاة وليس بالصيام
فيوقف عنده لانه لا قياس في العبادات كونها ليست معلله والقياس لا يكون الا بعلة شرعية.
فلهم في الصلاة التقدير باتباع اقرب الاصقاع لهم التي فيها الليل والنهار طبيعيين والله تعالى اعلم واحكم وانتم لا تعلمون. اسال الله التوفيق والسداد والفقه في الدين لي ولكم وسائر اخواني المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.