....ازيلوا الكرسف عن اذانكم والغشاوة عن ابصاركم يا اولي الالباب.....
فالعاقل لايخشى ان يستمع ويزن القول فيتبع احسنه ويميز بين غث القول وسمينه ، واستمعوا معي الى قصة اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه يرويها عنه ابن اسحق رحمه الله في سيرته ففيها من العبر والدروس والقدوة والمثل لكل عاقل، وذي لب حكيم كنوزا لايقدرها ويثمنها الا العقلاء اولي الالباب البصيرة جعلنا الله واياكم منهم:-
( قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يرى من قومه يبذل لهم النصيحة ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه . وجعلت قريش ، حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب .
وكان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث أنه قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش ، وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا ، فقالوا له يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وقد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا .
قال فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه . قال فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة . قال فقمت منه قريبا فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال فسمعت كلاما حسنا قال فقلت في نفسي : واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته
قال فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت : يا محمد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ، للذي قالوا ، فوالله ما برحوا ' يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك ، فسمعته قولا حسنا ، فاعرض علي أمرك .
قال فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا علي القرآن فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه . قال فأسلمت وشهدت شهادة الحق .). ا.هـ
..........................معاني المفردات التي ربما تستعجم على البعض:-
أَعْضَلَ الأَمْرُ : اشتدَّ واستغلق و أعضل الدَّاءُ الأطبَّاءَ أعجزهم وأعياهم ، اشتدَّ وصَعُبَ واستغلق عليهم وأَعْضَلَهُ فلانٌ ، وأَعَضَلَ به : أَعْياهُ أَمْرُهُ ، وفي حديث عمر : أَعْضَلَ بي أَهْلُ الكوفة ، ما يَرْضَوْنَ بأميرٍ ولا يرضاهم أَميرٌ . وعضل المراة منعها من الزواج...
والكرسف :- القطن
وفرقا اي خوفا
اللهم ازل الغشاوة عن ابصارنا وبصائرنا واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فالعاقل لايخشى ان يستمع ويزن القول فيتبع احسنه ويميز بين غث القول وسمينه ، واستمعوا معي الى قصة اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه يرويها عنه ابن اسحق رحمه الله في سيرته ففيها من العبر والدروس والقدوة والمثل لكل عاقل، وذي لب حكيم كنوزا لايقدرها ويثمنها الا العقلاء اولي الالباب البصيرة جعلنا الله واياكم منهم:-
( قال ابن إسحاق : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يرى من قومه يبذل لهم النصيحة ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه . وجعلت قريش ، حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب .
وكان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث أنه قدم مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، فمشى إليه رجال من قريش ، وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا ، فقالوا له يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا ، وقد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه وبين الرجل وبين أخيه وبين الرجل وبين زوجته وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا تكلمنه ولا تسمعن منه شيئا .
قال فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه . قال فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة . قال فقمت منه قريبا فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله . قال فسمعت كلاما حسنا قال فقلت في نفسي : واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته وإن كان قبيحا تركته
قال فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت : يا محمد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ، للذي قالوا ، فوالله ما برحوا ' يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك ، فسمعته قولا حسنا ، فاعرض علي أمرك .
قال فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا علي القرآن فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه . قال فأسلمت وشهدت شهادة الحق .). ا.هـ
..........................معاني المفردات التي ربما تستعجم على البعض:-
أَعْضَلَ الأَمْرُ : اشتدَّ واستغلق و أعضل الدَّاءُ الأطبَّاءَ أعجزهم وأعياهم ، اشتدَّ وصَعُبَ واستغلق عليهم وأَعْضَلَهُ فلانٌ ، وأَعَضَلَ به : أَعْياهُ أَمْرُهُ ، وفي حديث عمر : أَعْضَلَ بي أَهْلُ الكوفة ، ما يَرْضَوْنَ بأميرٍ ولا يرضاهم أَميرٌ . وعضل المراة منعها من الزواج...
والكرسف :- القطن
وفرقا اي خوفا
اللهم ازل الغشاوة عن ابصارنا وبصائرنا واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.