بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة العاشرة=10= من سلسلة كيف نعقل؟
الاعتبار والاتعاظ
الطفل حين يمد يده ليتناول جمرة اعجبه لمعانها وتوهجها مجرد ان تلذعه بحرارتها يكف يده ويتراجع..ومرة اخرى لا يمد يده اليها وان حاول احد ان يقربها منه ابتعد لانه احس بخطرها وادركه.
كانت امهاتنا حين تريداحداهن فطام صبيا عن الرضاع تضع على حلمة ثديها معجون الفلفل الحار مرة او متين او ثلاثة فكلماطلب الصبي الثدي القمته اياه فيذوق طعم الفلفل فيقلع عن الثدي ويرفضه.
وكن يعملن شبه الطريقة مع مواليد الاغنام فيضعن على حلمات ضرع الشاة بعض روثها فيستنكره الرضيع ومع تكرار ذلك يومين او ثلاثة ينفطم السخل عن امه.
فالتجربة الصادمة حتى الحيوان بما عنده من ادراك غريزي يتعظ منها ويعتبر فلا يعود الى ما سببها من عمل.
العجيب ان الانسان المكرم بعملية التفكير قليلا ما يتعظ ويعتبر بسبب ما يحصل له من غشاوة تعمي بصيرته عن الادراك والتفكير والتمييز حتى ابسط درجاته وهو التمييز الغريزي الذي به يعتبر الحيوان وطفل بني الانسان. وتمر الاحداث والحوادث على الناس وتحصل ويرون نتائجها الكارثية فلا يعتبرون ولا يتعظون وكان ما حصل لهم او لبني جنسهم لا يعنيهم بشيء....وفعلا ..انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور...
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)الحج.
وعمى القلب ياتي من تبلد احساسه وانعدام تفاعله مع الاحداث والوقائع فلا يغضب لما يغضب ولا يسعد ويفرح لما يفرح..بل قد يتبلد احساسه وادراكه لدرجة ان يرى الخطأ صوابا والصواب خطئا..(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) البقرة.
فوجود الافساد وادراكه يحتاج الى حواس سليمة تنقل اثاره وردات الافعال عليه ونتائجه على الخلق والوجود فلا يقول عن الفساد صلاح الا من تبلد احساسه وتحجرت احاسيسه ومشاعره.
فالافساد يكون امرا ظاهرا فناسب ان يستعمل الله تعالى الشعور وهو الاحساس بالحواس او ما يترتب على اثاره من انفعال ومشاعر تتولد من اثر الفعل وردة الفعل وتاثيره على القلب سلبا او ايجابا.وقال تعالى في هذا الصدد:-
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف.
والسؤال هنا ما هو علاقة القلب بالتفكير ؟
علمنا من خلال حلقات هذه السلسلة ان التفكير يتم بواسطة نقل الحواس للواقع الى الدماغ وهناك تتم عملية تصوره وتفسيره بحسب المعلومات السابقة التي يخزنها الدماغ والحكم عليه بحسب المنظور الذي يتبناه االعقل.
الا ان الاحكام والافكار التي ينتجها العقل من فكر مرتبط بالوقائع والاحداث يولد عند الانسان امورا مشاعرية واحاسيس قلبية كالكره والبغض والحب والتعلق .. فالفكر وهو نتاج العملية العقلية تنعكس اثاره على القلب انفعالات نفسية وقلبية ويتاثر بها القلب خفقانا وانبساطا وانقباضا وكانت لذلك العرب تسمي العقل والعملية العقلية قلبا وتسند اليه عملية العقل ،
وقلب الشيء هو لبه ومدار وجوده.
ولاحظ معي اخي المؤمن انه سبحانه وتعالى يوم تكلم عن الايمان والامور العقائدية غير المادية والتي لا تلمس بالحس استعما كلمة يعلمون والعلم امر ادراكي خفي باطن فقال :-
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)البقرة..نعم استعمل (لا يعلمون) لأن العلم داخلي. لكن لما استعمل دعاهم إلى الإيمان والإيمان شيء قلبي لا تعلمه استعمل (لا يعلمون) و ما قال لا يشعرون لأن الإيمان ليس شعوراً ظاهراً وإنما هو علم باطن يقابله السفه والطيش اي الجاهلية والجهل.
والى ان نلتقي في حلقة اخرى لكم مني اطيب المنى والدعوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...لاتنسونا وامواتنا من صالح دعائكم والمسلمين.
الحلقة العاشرة=10= من سلسلة كيف نعقل؟
الاعتبار والاتعاظ
الطفل حين يمد يده ليتناول جمرة اعجبه لمعانها وتوهجها مجرد ان تلذعه بحرارتها يكف يده ويتراجع..ومرة اخرى لا يمد يده اليها وان حاول احد ان يقربها منه ابتعد لانه احس بخطرها وادركه.
كانت امهاتنا حين تريداحداهن فطام صبيا عن الرضاع تضع على حلمة ثديها معجون الفلفل الحار مرة او متين او ثلاثة فكلماطلب الصبي الثدي القمته اياه فيذوق طعم الفلفل فيقلع عن الثدي ويرفضه.
وكن يعملن شبه الطريقة مع مواليد الاغنام فيضعن على حلمات ضرع الشاة بعض روثها فيستنكره الرضيع ومع تكرار ذلك يومين او ثلاثة ينفطم السخل عن امه.
فالتجربة الصادمة حتى الحيوان بما عنده من ادراك غريزي يتعظ منها ويعتبر فلا يعود الى ما سببها من عمل.
العجيب ان الانسان المكرم بعملية التفكير قليلا ما يتعظ ويعتبر بسبب ما يحصل له من غشاوة تعمي بصيرته عن الادراك والتفكير والتمييز حتى ابسط درجاته وهو التمييز الغريزي الذي به يعتبر الحيوان وطفل بني الانسان. وتمر الاحداث والحوادث على الناس وتحصل ويرون نتائجها الكارثية فلا يعتبرون ولا يتعظون وكان ما حصل لهم او لبني جنسهم لا يعنيهم بشيء....وفعلا ..انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور...
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)الحج.
وعمى القلب ياتي من تبلد احساسه وانعدام تفاعله مع الاحداث والوقائع فلا يغضب لما يغضب ولا يسعد ويفرح لما يفرح..بل قد يتبلد احساسه وادراكه لدرجة ان يرى الخطأ صوابا والصواب خطئا..(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) البقرة.
فوجود الافساد وادراكه يحتاج الى حواس سليمة تنقل اثاره وردات الافعال عليه ونتائجه على الخلق والوجود فلا يقول عن الفساد صلاح الا من تبلد احساسه وتحجرت احاسيسه ومشاعره.
فالافساد يكون امرا ظاهرا فناسب ان يستعمل الله تعالى الشعور وهو الاحساس بالحواس او ما يترتب على اثاره من انفعال ومشاعر تتولد من اثر الفعل وردة الفعل وتاثيره على القلب سلبا او ايجابا.وقال تعالى في هذا الصدد:-
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الاعراف.
والسؤال هنا ما هو علاقة القلب بالتفكير ؟
علمنا من خلال حلقات هذه السلسلة ان التفكير يتم بواسطة نقل الحواس للواقع الى الدماغ وهناك تتم عملية تصوره وتفسيره بحسب المعلومات السابقة التي يخزنها الدماغ والحكم عليه بحسب المنظور الذي يتبناه االعقل.
الا ان الاحكام والافكار التي ينتجها العقل من فكر مرتبط بالوقائع والاحداث يولد عند الانسان امورا مشاعرية واحاسيس قلبية كالكره والبغض والحب والتعلق .. فالفكر وهو نتاج العملية العقلية تنعكس اثاره على القلب انفعالات نفسية وقلبية ويتاثر بها القلب خفقانا وانبساطا وانقباضا وكانت لذلك العرب تسمي العقل والعملية العقلية قلبا وتسند اليه عملية العقل ،
وقلب الشيء هو لبه ومدار وجوده.
ولاحظ معي اخي المؤمن انه سبحانه وتعالى يوم تكلم عن الايمان والامور العقائدية غير المادية والتي لا تلمس بالحس استعما كلمة يعلمون والعلم امر ادراكي خفي باطن فقال :-
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)البقرة..نعم استعمل (لا يعلمون) لأن العلم داخلي. لكن لما استعمل دعاهم إلى الإيمان والإيمان شيء قلبي لا تعلمه استعمل (لا يعلمون) و ما قال لا يشعرون لأن الإيمان ليس شعوراً ظاهراً وإنما هو علم باطن يقابله السفه والطيش اي الجاهلية والجهل.
والى ان نلتقي في حلقة اخرى لكم مني اطيب المنى والدعوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...لاتنسونا وامواتنا من صالح دعائكم والمسلمين.