التحليل والتحريم
التحليل والتحريم هو التشريع الذي هو في ديننا حق لله تعالى وليس لبشر ان يحل او يحرم على الناس او للناس من دون الله تعالى...ولا يكون التحليل والتحريم حسب الهوى والمزاج
بل لا بد فيه من الوقوف على حكم الشارع الحكيم سبحانه. قال الله تعالى:- (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)النحل.
وقال تعالى:- ۞ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)الاعراف.
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
فهذه الآية الكريمة لنا معها وقفة هنا فقد تضمَّنت أحكامًا بعضها نُسخ العمل به، وبعضها محكم يُعمل به إلى يوم الدين، فمِن المحكم والواجب العمل به: تحريمُ شعائر الله، وهي أعلام دينه من سائر ما فرض أو أوجب ونهى وحرَّم، فلا تستحل بترك واجب ولا بفعل محرم، ومن ذلك مناسك الحج والعمرة، ومن المنسوخ الشهر الحرام؛ فإن القتال كان محرَّمًا في الأشهر الحُرُم، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ... ﴾ [التوبة: 5]، ومن المنسوخ - أيضًا - هدي المشركين وقلائدهم، والمشركون أنفسهم فلا يسمح لهم بدخول الحَرَم، ولا يقبل منهم هدي، ولا يجيرهم من القتل تقليد أنفسهم بلحاء شجر الحرم، ولو تقلدوا شجر الحرم كله، ومعنى ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ﴾ [المائدة: 2]: المراد بالفضل: الرزق بالتجارة في الحج، والمراد بالرضوان: ما كان المشركون يطلبونه بحجِّهم من رضا الله؛ ليبارك لهم في أرزاقهم، ويحفظهم في حياتهم.
وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا... ﴾ [المائدة: 2] خطاب للمؤمنين أذن لهم في الاصطياد الذي كان محرَّمًا وهم مُحْرِمون، أذن لهم فيه بعد تحلُّلهم من إحرامهم.
وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا... ﴾ [المائدة: 2] ينهى عباده المؤمنين أن يحملهم بغض قوم صدُّوهم يوم الحديبية عن دخول المسجد الحرام أن يعتدوا عليهم بغير ما أذن الله تعالى لهم فيه، وهو قتالهم إن قاتلوا وتركهم إن تركوا، ثم أمرهم تعالى بالتعاون على البر والتقوى؛ أي: على أداء الواجبات والفضائل، وترك المحرمات والرذائل، ونهاهم عن التعاون على ضدها، فقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، ولما كانت التقوى تعم الدين كله فعلاً وتركًا، أمرهم بها، فقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [المائدة: 2]؛ أي: بالإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم، والطاعة في الفعل والترك، وحذرهم من إهمال أمره بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2] فاحذروه بلزوم التقوى.
فائدة: الأشهر الحرم هي التي كانت العرب يحرِّمون فيها القتال، وهي ذو القعدة، وسمي بذلك لأنهم كانوا يقعدون فيه عن الأسفار والغزو، وذو الحجة، وهو شهر الحج آخر الشهور الهجرية، والمحرَّم، وهو أول الشهور الهجرية ومعناه ذو الحرمة، ورجب مضر، الذي بين جمادى الآخرة وشعبان، قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ... ﴾ [التوبة: 36].
فالتحليل والاباحة وكذا التحريم والمنع في شريعتنا هو التشريع ولا يحل ان يكون لبشر مهما كانت رتبته او صفته او درجته العلمية او مكانته الدنيوية.
التحليل والتحريم هو التشريع الذي هو في ديننا حق لله تعالى وليس لبشر ان يحل او يحرم على الناس او للناس من دون الله تعالى...ولا يكون التحليل والتحريم حسب الهوى والمزاج
بل لا بد فيه من الوقوف على حكم الشارع الحكيم سبحانه. قال الله تعالى:- (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)النحل.
وقال تعالى:- ۞ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)الاعراف.
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
فهذه الآية الكريمة لنا معها وقفة هنا فقد تضمَّنت أحكامًا بعضها نُسخ العمل به، وبعضها محكم يُعمل به إلى يوم الدين، فمِن المحكم والواجب العمل به: تحريمُ شعائر الله، وهي أعلام دينه من سائر ما فرض أو أوجب ونهى وحرَّم، فلا تستحل بترك واجب ولا بفعل محرم، ومن ذلك مناسك الحج والعمرة، ومن المنسوخ الشهر الحرام؛ فإن القتال كان محرَّمًا في الأشهر الحُرُم، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ... ﴾ [التوبة: 5]، ومن المنسوخ - أيضًا - هدي المشركين وقلائدهم، والمشركون أنفسهم فلا يسمح لهم بدخول الحَرَم، ولا يقبل منهم هدي، ولا يجيرهم من القتل تقليد أنفسهم بلحاء شجر الحرم، ولو تقلدوا شجر الحرم كله، ومعنى ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ﴾ [المائدة: 2]: المراد بالفضل: الرزق بالتجارة في الحج، والمراد بالرضوان: ما كان المشركون يطلبونه بحجِّهم من رضا الله؛ ليبارك لهم في أرزاقهم، ويحفظهم في حياتهم.
وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا... ﴾ [المائدة: 2] خطاب للمؤمنين أذن لهم في الاصطياد الذي كان محرَّمًا وهم مُحْرِمون، أذن لهم فيه بعد تحلُّلهم من إحرامهم.
وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا... ﴾ [المائدة: 2] ينهى عباده المؤمنين أن يحملهم بغض قوم صدُّوهم يوم الحديبية عن دخول المسجد الحرام أن يعتدوا عليهم بغير ما أذن الله تعالى لهم فيه، وهو قتالهم إن قاتلوا وتركهم إن تركوا، ثم أمرهم تعالى بالتعاون على البر والتقوى؛ أي: على أداء الواجبات والفضائل، وترك المحرمات والرذائل، ونهاهم عن التعاون على ضدها، فقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، ولما كانت التقوى تعم الدين كله فعلاً وتركًا، أمرهم بها، فقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [المائدة: 2]؛ أي: بالإيمان به وبرسوله صلى الله عليه وسلم، والطاعة في الفعل والترك، وحذرهم من إهمال أمره بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2] فاحذروه بلزوم التقوى.
فائدة: الأشهر الحرم هي التي كانت العرب يحرِّمون فيها القتال، وهي ذو القعدة، وسمي بذلك لأنهم كانوا يقعدون فيه عن الأسفار والغزو، وذو الحجة، وهو شهر الحج آخر الشهور الهجرية، والمحرَّم، وهو أول الشهور الهجرية ومعناه ذو الحرمة، ورجب مضر، الذي بين جمادى الآخرة وشعبان، قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ... ﴾ [التوبة: 36].
فالتحليل والاباحة وكذا التحريم والمنع في شريعتنا هو التشريع ولا يحل ان يكون لبشر مهما كانت رتبته او صفته او درجته العلمية او مكانته الدنيوية.