----------- بسم الله الرحمن الرحيم ---------
======= "قُرْآناً عَجَباً" ======
انه بحق قران عجبا، لانه نموذج من رصف الكلام لم تعهده الجنة والانس من قبل، لا هو بشعر، مع انه كلام موزون، ولا بنثر رغم انه در منثور، ولا بخطابة مع انه يخاطب العقل والوجدان والاحاسيس والمشاعر معا ... انه فعلا كتاب التحدي والاعجاز المستمر الى يوم القيامة، انه القران المجيد ، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين...
ان الكتاب العظيم هو الذي يهديك سبل الرشاد، ويقودك الى طريق الهداية والنور،
فلذلك وصف الله تعالى القران الكريم بالمبين ، لانه تبيانا لاصل كل شيء ،
و وصفه تعالى بالحكيم لانه نزل من لدن حكيم عليم خبير، ومعلوم انه كلما تعددت الاسماء
والصفات للشيء الواحد، فانما يدل ذلك على علو مكانته وشرفه، ولان القران كذلك
فقد ذكر علماء القرآن والتفسير عدة أسماء وألقاب سَمّى الله تعالى بها القرآن،
وعبّر بها عنه ،و قالوا يمكن تصنيف تلك الأسماء والصفات إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: وهي طائفة من الأسماء التي تشير إلى ذات الكتاب وحقيقته، وهي:
1 ـ الكتاب: قال تعالى: "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ" يوسف ـ 2.
2 ـ القرآن: قال تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي..." الإسراء ـ 9.
3 ـ كلام الله: قال تعالى: "فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ" التوبة ـ 6.
4 ـ الروح: قال تعالى: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا" الشورى ـ 52.
5 ـ التنزيل: قال تعالى: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الشعراء ـ 192.
6 ـ الأمر: قال تعالى: "ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ" الطلاق ـ 5.
7 ـ القول: قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ" القصص ـ 51.
8 ـ الوحي: قال تعالى: "إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ" الأنبياء ـ 45.
المجموعة الثانية:
وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن الذاتية. وذلك كالأسماء التالية:
1 ـ الكريم: قال تعالى: "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ" الواقعة ـ 77.
2 ـ المجيد: قال تعالى: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ" البروج ـ 21.
3 ـ العزيز: قال تعالى: "إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" فُصّلت ـ 41.
4 ـ الحكيم والعلي: قال تعالى: "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" الزخرف ـ 4 .
5 ـ الصدق: قال تعالى: "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ" الزمر ـ 33.
6 ـ الحقّ: قال تعالى: "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ" آل عمران ـ 62.
7 ـ المبارك: قال تعالى: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ" ص ـ 29.
8 ـ العَجَبُ: قال تعالى: "قُرْآناً عَجَباً" الجن ـ 29.
9 ـ العلم: قال تعالى: "وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ" الرعد ـ 37.
المجموعة الثالثة:
وهي الطائفة التي تشيرإلى صفات القرآن التأثيرية،والمتجسدة في علاقة القرآن بالناس.وهي الأسماء التالية:
1 ـ الهدى: قال تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" البقرة ـ 2.
2 ـ الرحمة: قال تعالى: "هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ" لقمان ـ 3.
3 ـ الذكر: قال تعالى: "وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ" الأنبياء ـ 5.
4 ـ الموعظة: قال تعالى: "هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ" آل عمران ـ 138.
5 ـ الشفاء: قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ" الإسراء ـ 82.
6 ـ التذكرة: قال تعالى: "كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ" المُدَّثر ـ 54 .
7 ـ المبين: قال تعالى: "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ" يوسف ـ 2.
8 ـ البلاغ: قال تعالى: "إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ" الأنبياء ـ 105.
9 ـ البشير والنذير: قال تعالى: "بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ" فُصِّلَتْ ـ 4.
10 ـ البصائر: قال تعالى "هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ" الجاثية ـ 20.
11 ـ البيان: قال تعالى: "هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ" آل عمران ـ 138.
12 ـ النور: قال تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً" النساء ـ 174.
نعم انه اعظم كتاب واشرف كتاب واعجب كتاب في الوجود، لانه كتاب حوى الهداية والنور ليقودنا الى خير الدنيا والاخرة، بما يجعلنا منسجمين في مسيرة حياتنا و نظام هذا الكون الكبير الذي فرضه عليه الخالق العليم ، فلا نكون نشازا في هذا الكون ومسيرة الوجود ، لان النشاز في الكون مصيره الدمار والافول ... ولا تنس ايها الانسان انك بالنسبة للكون لا تساوي فيه ذرة، الا ان ربك الذي خلقك اكرمك بان جعل هذا الكون مسخر لك بما فيه من ايات وامكانيات وسنن ونواميس تستطيع تطويعها بعلم لتخدمك وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12 النحل) .....
وذلك من اجل ان يكون هذا الكون مسرحا لك تمارس فيه عبادة الله تعالى وحده، دون ان تشرك به شيئا او احدا وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56 الذاريات) .
وقال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5 البينة) .. ولاحظ ان الله تعالى خص بالذكر من انواع العبادات التي امرنا بها على لسان رسله صلوات وسلام ربي عليهم وقي كتايه: - الصلاة والزكاة - ، فاما الصلاة فانها تشمل كل صلة وعلاقة مباشرة مع الله تعالى،و بها تستقيم النفس وتطمئن، فكانت رمزا لكل قربة روحية تعبدية وخلقية، واما الزكاة فانها عبادة مالية ترمز الى اخضاع عصب الحياة نظام الاقتصاد وموارده وطرق الحيازة والتملك لله تعالى،و لتطهير النفس ومعاملاتها من الجشع والانانية والطمع والتغول والتوحش في الوجود ، ومنع الانسان من يتحول الى مفترس لبني جنسه واخوته .
ولضمان مسيرة هدي ونور هذا القران العجيب، فان الله تعالى امر بان لا يتخذ البشر بعضهم البعض اربابا من دون الله، يشرعون الشرائع والقوانين من دون الله تعالى لخلقه وعباده، فقال سبحانه امرا نبينا وامرا لنا ان نوجه النداء الى اهل الكتاب - وهذه اشارة لطيفة لقوم يعلمون- حيث ان اهل الكتاب هم من يصارعون الامم لقيادة العالم وقد كانوا وما زالوا دعاة التشريع من دون الله !!! قفال سبحانه قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)ال عمران .
جعلنا الله واياكم من اهل نور وهدي القران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
======= "قُرْآناً عَجَباً" ======
انه بحق قران عجبا، لانه نموذج من رصف الكلام لم تعهده الجنة والانس من قبل، لا هو بشعر، مع انه كلام موزون، ولا بنثر رغم انه در منثور، ولا بخطابة مع انه يخاطب العقل والوجدان والاحاسيس والمشاعر معا ... انه فعلا كتاب التحدي والاعجاز المستمر الى يوم القيامة، انه القران المجيد ، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين...
ان الكتاب العظيم هو الذي يهديك سبل الرشاد، ويقودك الى طريق الهداية والنور،
فلذلك وصف الله تعالى القران الكريم بالمبين ، لانه تبيانا لاصل كل شيء ،
و وصفه تعالى بالحكيم لانه نزل من لدن حكيم عليم خبير، ومعلوم انه كلما تعددت الاسماء
والصفات للشيء الواحد، فانما يدل ذلك على علو مكانته وشرفه، ولان القران كذلك
فقد ذكر علماء القرآن والتفسير عدة أسماء وألقاب سَمّى الله تعالى بها القرآن،
وعبّر بها عنه ،و قالوا يمكن تصنيف تلك الأسماء والصفات إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: وهي طائفة من الأسماء التي تشير إلى ذات الكتاب وحقيقته، وهي:
1 ـ الكتاب: قال تعالى: "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ" يوسف ـ 2.
2 ـ القرآن: قال تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي..." الإسراء ـ 9.
3 ـ كلام الله: قال تعالى: "فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ" التوبة ـ 6.
4 ـ الروح: قال تعالى: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا" الشورى ـ 52.
5 ـ التنزيل: قال تعالى: "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الشعراء ـ 192.
6 ـ الأمر: قال تعالى: "ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ" الطلاق ـ 5.
7 ـ القول: قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ" القصص ـ 51.
8 ـ الوحي: قال تعالى: "إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ" الأنبياء ـ 45.
المجموعة الثانية:
وهي الطائفة التي تشير إلى صفات القرآن الذاتية. وذلك كالأسماء التالية:
1 ـ الكريم: قال تعالى: "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ" الواقعة ـ 77.
2 ـ المجيد: قال تعالى: "بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ" البروج ـ 21.
3 ـ العزيز: قال تعالى: "إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" فُصّلت ـ 41.
4 ـ الحكيم والعلي: قال تعالى: "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" الزخرف ـ 4 .
5 ـ الصدق: قال تعالى: "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ" الزمر ـ 33.
6 ـ الحقّ: قال تعالى: "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ" آل عمران ـ 62.
7 ـ المبارك: قال تعالى: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ" ص ـ 29.
8 ـ العَجَبُ: قال تعالى: "قُرْآناً عَجَباً" الجن ـ 29.
9 ـ العلم: قال تعالى: "وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ" الرعد ـ 37.
المجموعة الثالثة:
وهي الطائفة التي تشيرإلى صفات القرآن التأثيرية،والمتجسدة في علاقة القرآن بالناس.وهي الأسماء التالية:
1 ـ الهدى: قال تعالى: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" البقرة ـ 2.
2 ـ الرحمة: قال تعالى: "هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ" لقمان ـ 3.
3 ـ الذكر: قال تعالى: "وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ" الأنبياء ـ 5.
4 ـ الموعظة: قال تعالى: "هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ" آل عمران ـ 138.
5 ـ الشفاء: قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ" الإسراء ـ 82.
6 ـ التذكرة: قال تعالى: "كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ" المُدَّثر ـ 54 .
7 ـ المبين: قال تعالى: "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ" يوسف ـ 2.
8 ـ البلاغ: قال تعالى: "إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ" الأنبياء ـ 105.
9 ـ البشير والنذير: قال تعالى: "بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ" فُصِّلَتْ ـ 4.
10 ـ البصائر: قال تعالى "هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ" الجاثية ـ 20.
11 ـ البيان: قال تعالى: "هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ" آل عمران ـ 138.
12 ـ النور: قال تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً" النساء ـ 174.
نعم انه اعظم كتاب واشرف كتاب واعجب كتاب في الوجود، لانه كتاب حوى الهداية والنور ليقودنا الى خير الدنيا والاخرة، بما يجعلنا منسجمين في مسيرة حياتنا و نظام هذا الكون الكبير الذي فرضه عليه الخالق العليم ، فلا نكون نشازا في هذا الكون ومسيرة الوجود ، لان النشاز في الكون مصيره الدمار والافول ... ولا تنس ايها الانسان انك بالنسبة للكون لا تساوي فيه ذرة، الا ان ربك الذي خلقك اكرمك بان جعل هذا الكون مسخر لك بما فيه من ايات وامكانيات وسنن ونواميس تستطيع تطويعها بعلم لتخدمك وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12 النحل) .....
وذلك من اجل ان يكون هذا الكون مسرحا لك تمارس فيه عبادة الله تعالى وحده، دون ان تشرك به شيئا او احدا وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56 الذاريات) .
وقال الله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5 البينة) .. ولاحظ ان الله تعالى خص بالذكر من انواع العبادات التي امرنا بها على لسان رسله صلوات وسلام ربي عليهم وقي كتايه: - الصلاة والزكاة - ، فاما الصلاة فانها تشمل كل صلة وعلاقة مباشرة مع الله تعالى،و بها تستقيم النفس وتطمئن، فكانت رمزا لكل قربة روحية تعبدية وخلقية، واما الزكاة فانها عبادة مالية ترمز الى اخضاع عصب الحياة نظام الاقتصاد وموارده وطرق الحيازة والتملك لله تعالى،و لتطهير النفس ومعاملاتها من الجشع والانانية والطمع والتغول والتوحش في الوجود ، ومنع الانسان من يتحول الى مفترس لبني جنسه واخوته .
ولضمان مسيرة هدي ونور هذا القران العجيب، فان الله تعالى امر بان لا يتخذ البشر بعضهم البعض اربابا من دون الله، يشرعون الشرائع والقوانين من دون الله تعالى لخلقه وعباده، فقال سبحانه امرا نبينا وامرا لنا ان نوجه النداء الى اهل الكتاب - وهذه اشارة لطيفة لقوم يعلمون- حيث ان اهل الكتاب هم من يصارعون الامم لقيادة العالم وقد كانوا وما زالوا دعاة التشريع من دون الله !!! قفال سبحانه قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)ال عمران .
جعلنا الله واياكم من اهل نور وهدي القران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2022-11-18, 3:09 am عدل 1 مرات