(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )(107الانبياء).
من وسائل الاسلام في منع الفقر ومحاربته عالميا :-
1= تمكين الناس وتوعيتهم على كيفية الوصول الى ارزاقهم واقواتهم المبثوثة في الارض، وتامين وسائل الانتاج لهم بتامينهم بوسائل الانتاج وتعليمهم المهن والحرف والصنائع ..
2= احياء الارض الموات، ف(من احيا ارضا مواتا فهي له) .. والجمع بينها وبين قاعدة (وليس لمحتجر بعد ثلاث) والتي بمقتضاها تسحب الارض ممن يعطلها ثلاث سنوات متتاليات.مما يجعل ملكية الارض او وضع اليد عليها للانتاج والعمل وليس لمجرد تملكها وتعطيلها ومنع وحرمان الامة من انتاجها.
3= جمع الزكاة والخراج والاعشار والاخماس من الركاز والغنائم والاموال والمزروعات والثمار من اهلها وانفاقها في وجوهها المحددة لها، واعطاء الفقراء من زكاة الاموال ما يغنيهم، ويحولهم الى منتجين وليس محتاجين متسولين.
4= تنفيذ سياسة تحديد الملكيات الخاصة والعامة وملكية الدولة وعودة منافع الملكيات العامة على الامة.. ومنع الاحتكار والامتيازات يجعل الثروة متاحة للجميع، ومنافعها عائدة على الامة بجميع افرادها.. فيرتفع العنت والشقاء وتزول اسباب البؤس والفقر والعناء .
5= سياسة المحاسبة والمكاشفة، وكشف الذمة المالية لمن يتولى امرا من امور العامة والامة، وهذا يضبط سلوك المسؤول ويدفعه لاتقاء الشبهات، وتجعله دوما مكشوفا ماليا تحت نظر العامة والامة ..وتحفظ استقامته او تدفع لاقالته فيحرص على نظافة اليد وطهارة الجيب... خاصة اذا صودرت الاموال التي تجلب له الريبة في امتلاكها ، فالمنصب مسؤولية تحتاج الى قدرة وكفاية وامانة، لا ضعف وخيانة و وهن وكسل وعجز ، ولا يتسلم مناصب ادراة دفة امور حياة الناس مقهور او مسلوب الارادة .
6 = تحريم ومنع الربا بجميع اشكاله وصوره واصنافه واتقاء شبهاته..فهو نازع للبركة وممحق للثروة ومكدس لها بايدي فئام من الناس معدودون على اصابع اليد حارم منها جموع العالمين ....
7 = العودة بالبشرية الى نظام النقدين - الذهب والفضة - ليكونا هما اثمان السلع والخدمات مما يوفر الامن والامان للمستثمر والمنتج والمستهلك ويقضي على ما يعرف بالاقتصاد الوهمي وليد الرؤية الراسمالية الجشعة المشؤمة .. ويعود بالناس الى الاقتصاد الحقيقي...
8 = ايجاد التوازن بين ابناء المجتمع وتقليص الهوة بين الفقراء والاغنياء باعطاء ودفع الاموال للفقراء من قبل ولي الامر.. يقول الله عز و جل : {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (Cool وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر : 7 - 9]
والفيء هنا هو ما يأخذه المسلمون من العدو دون قتال، واشتباك، أو ما تركوه هزيمة قبل القتال .
وهنا يأتي الأمر الإلهي بتوزيعه على هؤلاء المهاجرين الفقراء الذين ذكروا في الآية الكريمة التي تليها ،وكل ذلك من اجل أمر مهم وهو (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ) ، وكأنه تعالى يعلن أن ذلك لا يمكن إلغاء تكدس الأموال في يد فئة قليلة من الناس إلا بإعطاء الفقراء المستحقين ، والإيثار في ذلك، وهذا هو الذي أتى في نهاية الآيات في قوله عز وجل (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ، والخصاصة هي الفاقة والحاجة.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (هذا المقام أعلى من حال الذين وصفهم الله بقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } [الإنسان:8]، وقوله: { وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى } [البقرة:177] ... إلى آخره، فهاتان الآيتان دلتا على أنهم يحبون ما تصدقوا به، وكقوله: { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } [آل عمران:92]، وقد لا يكون لهم حاجة إليه ولا ضرورة به، فهم يحبونه لكنهم غير محتاجين إليه، وليسوا في حالة اضطرار ولا فقر ولا عَوز، وأما هؤلاء المذكورون هنا في هذه الآية فإنهم آثروا على أنفسهم مع خصاصتهم وشدة الحاجة، فهم بلا شك يحبون هذا المال، لكن يزيدون على المذكورين في الآيات الأولى بأنهم محتاجون إلى هذا المال، فقد آثروا على أنفسهم مع خصاصتهم وحاجتهم إلى ما أنفقوا).
9- تشغيل اموال الناس وتنميتها بالمضاربات الشرعية وبث روح التعاون على البر والتقوى واحياء نموذج شركات المضاربة والوجوه والابدان ...
ان هذا الامر العظيم والمسؤولية الجسيمة تجاه البشرية جمعاء لا يمكن ان يتحقق الا على يد امة عظيمة.. مؤهلة لان تحمل الاسلام العظيم مبدءاً ونظاما عالمي النهج والتوجه، ورحمة للعالمين، وخلاصا للبشرية من اسر واسترقاق الراسمالية العفنة البالية، التي غدت اليوم كالنار تاكل الاخضر واليابس وتاكل بعضها بعضا .. نسال الله تعالى ان يعجل لهذه البشرية المعذبة بالفرج العاجل غير الآجل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2022-10-24, 10:12 pm عدل 1 مرات