سبب تسميه الكرواسون
عندما تأكل حلوي الكرواسون فاعلم ان تسميتها هذه تعني شجن مرير قد يعصف بفؤادك تجاه دينك العظيم ...
الزمان : رمضان 1683 م _ 1093 هجرية .
المكان : علي ابواب فيينا معقل أوروبا الأخير ..
لم ينهزم المسلمون يوما مهما كانت قوة خصومهم إلا لسببين
" الخيانة _ حب الدنيا "
كان فشل العثمانيون في حصار " فيينا الأول " وهزيمتهم في سهل كالينبرج ثم عودتهم مرة اخري بسبب خيانة الصفويين الشيعة واستعادة المانيا لبودابست وتأديب المانيا اكبر حافز للصدر الأعظم " قرة مصطفي " لفتح فيينا ..
عرض الصدر الاعظم علي السلطان " محمد الرابع " ان يقوم بإقتحام قلعة " نو هزل " اقوي قلاع أوروبا والتي من يسيطر عليها يبسط نفوذه في وسط اوربا من بوادبست حتي فيينا وبالفعل توجه " قرة مصطفي " واجتاح "سلوفاكيا " وكل الإستحكامات الأوروبية في طريقه حتي وصل الي قلعة " نوهزل " وحاصرها 37 يوما واستسلمت الحامية وسقطت القلعة وكان لسقوطها دوي هائل في اوروبا ..
فجأة يعلن الصدر الأعظم " قرة مصطفي " عن مجلس حرب للقادة العثمانيين والذي اعلن فيه انه سيقوم بإجتياح فيينا نظرا لتوفر كل الأسباب وأن مجيئه بذلك الجيش الجرار ليس لقلعة " نوهزل " فقط بل لتحقيق الحلم الكبير .
كان الأمر عاصف بين القادة العثمانيين الذين راعتهم الفكرة و عدم معرفة السلطان بها ولكنه اقنعهم انه خاف من علم اوروبا بالأمر ورغبته في مباغتتهم دون ان يخبرهم جواسيسهم هناك
اجتاح العثمانيون اقليمي مورافيا _ سيلزيا وحصلوا علي كل القلاع في طريقهم حتي فيينا لتأمين ظهورهم واصبح الوضع امام فيينا مثالي جدا للقوات العثمانية ..
كان وضع فيينا كالآتي
من الغرب جسر " الدونة " وهو المنفذ والشريان الوحيد للمدينة ولا مجال لأي دعم او انقاذ او مساعدة الا من خلاله ..
وضع " قرة مصطفي " قوات القرم العثمانية علي جسر " الدونة " الإستراتيجي تحت قيادة " مراد كراي " وكانت تعليماته واضحة " لا عبور ابدا ولو اضطررتم لتفجير الجسر نفسه " .. .
وكان في الشرق " جبل الأبيض او الأصلع " ووضع ناحيته قوات الميمنة تحت قيادة " أوغلوا ابراهيم " ...
واخذت المدافع العثمانية تدك حصون واسوار فيينا واجتمعت قوات اوروبا المتحدة تحت صرخات البابا لإنقاذ المسيحية فتجمعت القوات الفرنسية والألمانية والبولندية والبولونية ...
ظل الحصار 57 يوما وعلم " قرة مصطفي " بالإستعدادات الاوربية القادمة فقرر ان يقوم بكسب الوقت بعمل خاص وهو فتح نفق اسفل المدينة الي " عقد " السور وتفجيره واستطاع المهندسون العثمانيون الوصول الي " عقد " السور من خلال حرق الخنازير والتي تأخذ وقتا اطول في الاشتعال " 8 ساعات " لتوفير الوقود والزيت "
وعند الظهر ظهرت طلائع الأوروبيين بقيادة الملك البولندي " يوحنا الثالث البودياسكي " و حاول المهندسين تفجير اللغم فبائت محاولاتهم بالفشل وكان ظهور القوات الاوروبية وقع الصاعقة علي قوات العثمانيون وشعروا ان هناك خيانة وقعت من " مراد كراي " قائد حامية جسر " ادنة " ..
وهنا تقول الرواية الشعبية النمساوية ان طباخ كان يعمل الحلوي في الليل فرأي اهتزاز ادوات المطبخ علي المائدة فخاف من ان يكون زلزال فأصاخ السمع فسمع بدق اسفل منه و هرع الي قائد النمساويين فارسلوا من يكتشف الامر فعلموا بمحاولة فتح النفق وزرع اللغم فهاجموا المهندسين العثمانيون وابطلوا " اللغم " وقام الطباخ احتفالا بفشل العثمانيون ان يخلد بطولته فقام بصنع " حلوي " علي شكل هلال اسلامي وهنا سميت بالهلال شعار الدولة العثمانية او " كرواسون " والتي انتقلت الي فرنسا في القرن التاسع عشر لتصبح حلوي شهيرة .
في نفس الوقت الذي شعر فيه " قرة مصطفي " بهجوم الاوروبيين " 70000 " قام بعمل انسحاب تكتيكي بارع بالهجوم بفرقة الصاعقة " الإنكشارية " العثمانية ليمنح معسكراته فرصه الانسحاب وظل القتال حتي الليل وكانت الصدمة المروعة "الاخري هي هجوم القوات والفرسان " البولونية " من اعلي " جبل الأبيض " والذي تتولي تأمينه قوات الميمنة والسبب حقد " اوغلوا ابراهيم " علي قرة مصطفي لو تم فتح فيينا وهو اعظم حلم بعد " القسطنطينية " وكانت مفاجئة صاعقة علي العثمانيين الذين كانو في حالة تشتت وسوء نظام وعدم استعداد لمعرفتهم ان تمركز قوات الميمنة و جيش القرم يمنحهم حماية ..
انسحب الجيش العثماني و اخذ قرة مصطفي 100 الف اسير ليحمي بهم جيشه ورجع العثمانيون بقوتهم دون خسائر كبيرة " 12 " الفا فقط وهذا لحسن تصرف قرة مصطفي والذي قرر اعدام كل من " الخائنين مراد كراي _ اوغلوا ابراهيم "
يحاول يوحنا الثالث بقوات تبلغ "60 " الفا ان يهاجم الجيش العثماني في " جكرلدن " ولكن قائد القوات العثمانية الذي وضعه الصدر الاعظم مكانه في الخلف يوقع به هزيمة كبيره ويضطره للتراجع ..
وبعد وصول الجيش العثماني يقرر السلطان العثماني " شنق " قرة مصطفي " بسبب فشله وعدم اخباره بما ينتويه ويقول البطل للجندي العثماني وهو يلف الحبل علي رقبته " شد الحبل جيدا ايها الجندي فأنا اريد الموت بسرعة " .
المصادر:
:يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية-
محمد فريد وجدي: تاريخ الدولة العلية العثمانية- تحقيق إحسان عباس-
محمد حرب: العثمانيون في التاريخ والحضارة
عندما تأكل حلوي الكرواسون فاعلم ان تسميتها هذه تعني شجن مرير قد يعصف بفؤادك تجاه دينك العظيم ...
الزمان : رمضان 1683 م _ 1093 هجرية .
المكان : علي ابواب فيينا معقل أوروبا الأخير ..
لم ينهزم المسلمون يوما مهما كانت قوة خصومهم إلا لسببين
" الخيانة _ حب الدنيا "
كان فشل العثمانيون في حصار " فيينا الأول " وهزيمتهم في سهل كالينبرج ثم عودتهم مرة اخري بسبب خيانة الصفويين الشيعة واستعادة المانيا لبودابست وتأديب المانيا اكبر حافز للصدر الأعظم " قرة مصطفي " لفتح فيينا ..
عرض الصدر الاعظم علي السلطان " محمد الرابع " ان يقوم بإقتحام قلعة " نو هزل " اقوي قلاع أوروبا والتي من يسيطر عليها يبسط نفوذه في وسط اوربا من بوادبست حتي فيينا وبالفعل توجه " قرة مصطفي " واجتاح "سلوفاكيا " وكل الإستحكامات الأوروبية في طريقه حتي وصل الي قلعة " نوهزل " وحاصرها 37 يوما واستسلمت الحامية وسقطت القلعة وكان لسقوطها دوي هائل في اوروبا ..
فجأة يعلن الصدر الأعظم " قرة مصطفي " عن مجلس حرب للقادة العثمانيين والذي اعلن فيه انه سيقوم بإجتياح فيينا نظرا لتوفر كل الأسباب وأن مجيئه بذلك الجيش الجرار ليس لقلعة " نوهزل " فقط بل لتحقيق الحلم الكبير .
كان الأمر عاصف بين القادة العثمانيين الذين راعتهم الفكرة و عدم معرفة السلطان بها ولكنه اقنعهم انه خاف من علم اوروبا بالأمر ورغبته في مباغتتهم دون ان يخبرهم جواسيسهم هناك
اجتاح العثمانيون اقليمي مورافيا _ سيلزيا وحصلوا علي كل القلاع في طريقهم حتي فيينا لتأمين ظهورهم واصبح الوضع امام فيينا مثالي جدا للقوات العثمانية ..
كان وضع فيينا كالآتي
من الغرب جسر " الدونة " وهو المنفذ والشريان الوحيد للمدينة ولا مجال لأي دعم او انقاذ او مساعدة الا من خلاله ..
وضع " قرة مصطفي " قوات القرم العثمانية علي جسر " الدونة " الإستراتيجي تحت قيادة " مراد كراي " وكانت تعليماته واضحة " لا عبور ابدا ولو اضطررتم لتفجير الجسر نفسه " .. .
وكان في الشرق " جبل الأبيض او الأصلع " ووضع ناحيته قوات الميمنة تحت قيادة " أوغلوا ابراهيم " ...
واخذت المدافع العثمانية تدك حصون واسوار فيينا واجتمعت قوات اوروبا المتحدة تحت صرخات البابا لإنقاذ المسيحية فتجمعت القوات الفرنسية والألمانية والبولندية والبولونية ...
ظل الحصار 57 يوما وعلم " قرة مصطفي " بالإستعدادات الاوربية القادمة فقرر ان يقوم بكسب الوقت بعمل خاص وهو فتح نفق اسفل المدينة الي " عقد " السور وتفجيره واستطاع المهندسون العثمانيون الوصول الي " عقد " السور من خلال حرق الخنازير والتي تأخذ وقتا اطول في الاشتعال " 8 ساعات " لتوفير الوقود والزيت "
وعند الظهر ظهرت طلائع الأوروبيين بقيادة الملك البولندي " يوحنا الثالث البودياسكي " و حاول المهندسين تفجير اللغم فبائت محاولاتهم بالفشل وكان ظهور القوات الاوروبية وقع الصاعقة علي قوات العثمانيون وشعروا ان هناك خيانة وقعت من " مراد كراي " قائد حامية جسر " ادنة " ..
وهنا تقول الرواية الشعبية النمساوية ان طباخ كان يعمل الحلوي في الليل فرأي اهتزاز ادوات المطبخ علي المائدة فخاف من ان يكون زلزال فأصاخ السمع فسمع بدق اسفل منه و هرع الي قائد النمساويين فارسلوا من يكتشف الامر فعلموا بمحاولة فتح النفق وزرع اللغم فهاجموا المهندسين العثمانيون وابطلوا " اللغم " وقام الطباخ احتفالا بفشل العثمانيون ان يخلد بطولته فقام بصنع " حلوي " علي شكل هلال اسلامي وهنا سميت بالهلال شعار الدولة العثمانية او " كرواسون " والتي انتقلت الي فرنسا في القرن التاسع عشر لتصبح حلوي شهيرة .
في نفس الوقت الذي شعر فيه " قرة مصطفي " بهجوم الاوروبيين " 70000 " قام بعمل انسحاب تكتيكي بارع بالهجوم بفرقة الصاعقة " الإنكشارية " العثمانية ليمنح معسكراته فرصه الانسحاب وظل القتال حتي الليل وكانت الصدمة المروعة "الاخري هي هجوم القوات والفرسان " البولونية " من اعلي " جبل الأبيض " والذي تتولي تأمينه قوات الميمنة والسبب حقد " اوغلوا ابراهيم " علي قرة مصطفي لو تم فتح فيينا وهو اعظم حلم بعد " القسطنطينية " وكانت مفاجئة صاعقة علي العثمانيين الذين كانو في حالة تشتت وسوء نظام وعدم استعداد لمعرفتهم ان تمركز قوات الميمنة و جيش القرم يمنحهم حماية ..
انسحب الجيش العثماني و اخذ قرة مصطفي 100 الف اسير ليحمي بهم جيشه ورجع العثمانيون بقوتهم دون خسائر كبيرة " 12 " الفا فقط وهذا لحسن تصرف قرة مصطفي والذي قرر اعدام كل من " الخائنين مراد كراي _ اوغلوا ابراهيم "
يحاول يوحنا الثالث بقوات تبلغ "60 " الفا ان يهاجم الجيش العثماني في " جكرلدن " ولكن قائد القوات العثمانية الذي وضعه الصدر الاعظم مكانه في الخلف يوقع به هزيمة كبيره ويضطره للتراجع ..
وبعد وصول الجيش العثماني يقرر السلطان العثماني " شنق " قرة مصطفي " بسبب فشله وعدم اخباره بما ينتويه ويقول البطل للجندي العثماني وهو يلف الحبل علي رقبته " شد الحبل جيدا ايها الجندي فأنا اريد الموت بسرعة " .
المصادر:
:يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية-
محمد فريد وجدي: تاريخ الدولة العلية العثمانية- تحقيق إحسان عباس-
محمد حرب: العثمانيون في التاريخ والحضارة