حدبث الصيام = الاصلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى ( إن اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين )(يونس: 81).فالاصلاح اذا لايكون لمن طبعه الافساد وطبيعته الفساد. والإصلاح لغة نقيض الإفساد (لسان العرب والصحاح )،والصلاح ضد الفساد، يقال رجل صالح في نفسه من قوم صلحاء،ومصلح في أعماله وأموره،ويقول الراغب في المفردات( الصلح يختص بإزالة النفار بين الناس, وإصلاح الله تعالى الإنسان يكون تارة بخلقه إياه صالحا،وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده،وتارة يكون بالحكم له بالصلاح).
ووردمصطلح الإصلاح والصلاح في القران الكريم بعده معاني منها: ما يقابل الفساد ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ )الأعراف( 56:،ومايقابل السيئة ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾ )[التوبة: 102( ،وتوفيقَ الله لعباده لعمل الصَّالحات ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ )الأحزاب: 71(، ومسح التباغض بين المتخاصِمين: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَ تُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ )البقرة: 224)…
وقد أشارت الكثير من النصوص الشرعية إلى مفهوم الإصلاح بمعانيه المتعددة، وجعله القران جوهر الرسالات الربانية للبشرية فوصف به إبراهيم: ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾(البقرة: 130)، وعيسى ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾)آل عمران(46: ،وشعيب ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود: 88) يقول الإمام الرازي في تفسيره الكبير (والمعنى: ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي, وقوله ما (استطعت) فيه وجوه: الأول أنه ظرف والتقدير مدة استطاعتي للإصلاح وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهدا. والثاني أنه بدل من الإصلاح, أي المقدار الذي استطعت منه. والثالث أن يكون مفعولا له أي ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه. ثم يميز القران الكريم بين الإصلاح الحقيقي على الوجه السابق بيانه وادعاء الإصلاح(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ،ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) يقول القاشاني: (كانوا يرون الصلاح في تحصيل المعاش، وتيسير أسبابه،وتنظيم أمور الدنيا لتوغلهم في محبة الدنيا) (محاسن التأويل للقاسمي، 1/252).
والاصلاح وعمل المصلحين هو فريضة دائمة لكل مؤمن مسلم لايعفى منه احد فقد قال صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، ليس بعد ذلك من الإيمان شيء) (صحيح مسلم ). فاضعف الايمان عدم الرضا بالفساد وعدم اظهار قبول المنكر لا في الحياة الخاصة ولا في الحياة العامة..ومن اهم انماط الاصلاح ما ارشدنا اليه أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بقوله (إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني). والتقويم يعبر عن موقف يتجاوز كل من موقفى الرفض المطلق والقبول المطلق إلى موقف نقدي قائم على اخذ وقبول الصواب، ورد ورفض الخطا، فهو نقد للسلطة لتقويمها اى بهدف الكشف عن أوجه قصورها عن أداء دورها وفق قاعدة الالتزام بالحكم الشرعي والالتزام بالحلال واجتناب الحرام. حيث ان الأصل في السلطة رعاية شؤون الناس بالاحكام الشرعية المنبثقة من العقيدة الإسلامية ، ومن أشكال الإصلاح النصح لقوله (صلى الله عليه وسلم)(الدين النصيحة، قيل : لمن يا رسول الله !؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ). .رواه مسلم في صحيحه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى ( إن اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين )(يونس: 81).فالاصلاح اذا لايكون لمن طبعه الافساد وطبيعته الفساد. والإصلاح لغة نقيض الإفساد (لسان العرب والصحاح )،والصلاح ضد الفساد، يقال رجل صالح في نفسه من قوم صلحاء،ومصلح في أعماله وأموره،ويقول الراغب في المفردات( الصلح يختص بإزالة النفار بين الناس, وإصلاح الله تعالى الإنسان يكون تارة بخلقه إياه صالحا،وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده،وتارة يكون بالحكم له بالصلاح).
ووردمصطلح الإصلاح والصلاح في القران الكريم بعده معاني منها: ما يقابل الفساد ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ )الأعراف( 56:،ومايقابل السيئة ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾ )[التوبة: 102( ،وتوفيقَ الله لعباده لعمل الصَّالحات ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ )الأحزاب: 71(، ومسح التباغض بين المتخاصِمين: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَ تُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ )البقرة: 224)…
وقد أشارت الكثير من النصوص الشرعية إلى مفهوم الإصلاح بمعانيه المتعددة، وجعله القران جوهر الرسالات الربانية للبشرية فوصف به إبراهيم: ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾(البقرة: 130)، وعيسى ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾)آل عمران(46: ،وشعيب ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود: 88) يقول الإمام الرازي في تفسيره الكبير (والمعنى: ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي, وقوله ما (استطعت) فيه وجوه: الأول أنه ظرف والتقدير مدة استطاعتي للإصلاح وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهدا. والثاني أنه بدل من الإصلاح, أي المقدار الذي استطعت منه. والثالث أن يكون مفعولا له أي ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه. ثم يميز القران الكريم بين الإصلاح الحقيقي على الوجه السابق بيانه وادعاء الإصلاح(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ،ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) يقول القاشاني: (كانوا يرون الصلاح في تحصيل المعاش، وتيسير أسبابه،وتنظيم أمور الدنيا لتوغلهم في محبة الدنيا) (محاسن التأويل للقاسمي، 1/252).
والاصلاح وعمل المصلحين هو فريضة دائمة لكل مؤمن مسلم لايعفى منه احد فقد قال صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، ليس بعد ذلك من الإيمان شيء) (صحيح مسلم ). فاضعف الايمان عدم الرضا بالفساد وعدم اظهار قبول المنكر لا في الحياة الخاصة ولا في الحياة العامة..ومن اهم انماط الاصلاح ما ارشدنا اليه أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بقوله (إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني). والتقويم يعبر عن موقف يتجاوز كل من موقفى الرفض المطلق والقبول المطلق إلى موقف نقدي قائم على اخذ وقبول الصواب، ورد ورفض الخطا، فهو نقد للسلطة لتقويمها اى بهدف الكشف عن أوجه قصورها عن أداء دورها وفق قاعدة الالتزام بالحكم الشرعي والالتزام بالحلال واجتناب الحرام. حيث ان الأصل في السلطة رعاية شؤون الناس بالاحكام الشرعية المنبثقة من العقيدة الإسلامية ، ومن أشكال الإصلاح النصح لقوله (صلى الله عليه وسلم)(الدين النصيحة، قيل : لمن يا رسول الله !؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ). .رواه مسلم في صحيحه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.