في تاريخنا العظيم أياماً مجيدة تُكتب بمداد من الذهب الخالص ..
في عام ١٣١٨ م وفي شهر مايو تحديداً قررت أوروبا طرد المسلمين من الأندلس نهائياً وردهم الي بلاد المغرب مرة أخري فقامت انجلترا بإرسال حملة انجليزية من خيرة الفرسان الملكية للتخطيط مع الدون بيدرو " بطرة" القائد والأمير القشتالي الشهير و الوصي علي ملك قشتالة الصغير " الفونسو الحادي عشر " لإقتحام غرناطة وطرد المسلمين منها نهائيا وإستغلال الهزيمة المروعة التي اصابت الجيش الإسلامي الأندلسي قبلها في " وادي فرتونة " بعد أن اصبح الطريق الي غرناطة مفتوحاً ...
كان " ابن الأحمر " أمير غرناطة آخر ممالك المسلمين في أوروبا والأندلس في هذه الأثناء يعاني من هزيمته السابقة ومن سوء علاقاته السياسية بسلطان المغرب والذي رفض أن يمد له يد العون في هذا الموقف العصيب ..
ماذا يفعل ابن الأحمر ؟
كانت إستخباراته وعيونه قد خبرته أن قشتالة قد دفعت بثلاثين الفا فارس قشتالي وبرتغالي و انجليزي للمعركة وظل يفكر ماذا يفعل في هذا الموقف العصيب ؟
هل سيجدي القتال في معركة حاسمة ومصيرية كتلك بجيشه الخاص الصغير الذي يتكون من خمسة الاف مقاتل والف فارس فقط ؟
في ظل إنشغال ابن الاحمر بتلك المعركة يتذكر قائدا مغربياً كبيراً في السن عظيماً في الديانة والعبادة وهو الشيخ " ابو سعيد عثمان بن أبي العلاء " الذي استدعاه ابن الأحمر لتاريخه المجيد ضد القشتاليين وخبراته الكبيرة في شبابه اثناء تأمينه للمسلمين المطرودين من الممالك الإسلامية التي تسقط في ايدي النصاري والذي اقسم لإبن الأحمر علي أن غرناطة لن تسقط في عصره وأن تاريخه هذا لن ينتهي برؤية سقوط الأندلس ..
تقدم الجيش القشتالي الأوروبي بقيادة القائد " بيدرو " علي القيادة العامة وقد كلف القائد الشهير " دون خوان " بقيادة الفرسان والتقدم لمباغتة طلائع الحامية الإسلامية والقضاء عليها لقلة عددها ...
كان الشيخ القائد ابو سعيد قد فطن لمقابلة الجيش القشتالي في مكان ضيق لا يسمح فيه للعدو الكافر بالمناورة الكبيرة و الكر و الفر لفارق القوات ولكن رحمه الله قد اختار بالإضافة الي الجيش الغرناطي المسلم ٥٠٠ من الفرسان المغاربة " بني العلاء " من تلاميذه و الذين حاربوا معه وبهذا أصبح لديه الف وخمسمائة فارس ..
قام البطل المسلم بهجوم بالفرسان فقط عندما علم بأن " بيدرو " ارسل خمسة الآف فارس كطليعة لجيشه لتدمير الحامية الاسلامية وكانت المعركة مريرة جدا بين الطليعتين وقد انتهت في آخر النهار بمقتل فرسان قشتالة ونحرهم عن بكرة ابيهم وطارد الشيخ كل فلولهم وفي مقابل استشهاد ٢٤٠ -٣٠٠ فارس من فرسان الإسلام ..
تقدم الجيش القشتالي وقد علم قائده بيدرو بالإشتباك الذي دار بين طليعته وطليعة المسلمين
وعند اقترابهم واجتيازهم لهضبة ألبيرة انقضت علي ميسرتهم طلائع الجيش الغرناطي المسلم لتحول دون إلتفافهم في نفس الوقت كانت فرسان المسلمين قد داهمت قلب الجيش القشتالي والذي اخذته المفاجأة بسبب عدم وجود طليعتهم التي تؤمن تقدمهم ..
كانت المعركة وفق المؤرخ ابن خلدون الذي يثير حنقنا كثيراً بحياديته المبالغ فيها في نقل الأحداث وكأنه اوروبي وليس مؤرخ مسلم قد وصف المعركة بأنها مذبحة استمرت ٣ ايام وكان بيدروا يصرخ في جنوده وقادته كل ليلة بعد أن تحولت نزهته البسيطة الي كابوس اودي بأحلامه المستقبليه والتي رسمها طوال زحفه بأن يكون القديس الذي سيخلد تاريخه بطرد
المسلمين من الأندلس ..
انتهت المعركة بالقضاء التام علي الجيش القشتالي ومن حاول منهم الفرار فقد غرق في نهر شنترين واسر البقية و امتلأت غرناطة بالإحتفالات الصاخبة وكانت الغنائم مقادير هائلة من الذهب والفضة والمتاع وسجد ابن الاحمر شكرا لله واحتضن الشيخ المجاهد سيدنا ابي سعيد وتعالت الصرهات بالتكبير والتهليل في يوم من أيام الله الخالدة ..
انتصر المسلمون بإيمانهم بقضيتهم وأبر الشيخ البطل بقسمه ثقة في الله اولاً وجنده ثانياً بعيداً عن مقاييس القوة والفارق العددي او التقني او الاستراتيجي ..
لقد كانت معركة دين ليس إلا وما كان الله ليخذل عباده الصالحين ابداً اذا كانت قضيتهم هي الدين وفقط ..
في عام ١٣١٨ م وفي شهر مايو تحديداً قررت أوروبا طرد المسلمين من الأندلس نهائياً وردهم الي بلاد المغرب مرة أخري فقامت انجلترا بإرسال حملة انجليزية من خيرة الفرسان الملكية للتخطيط مع الدون بيدرو " بطرة" القائد والأمير القشتالي الشهير و الوصي علي ملك قشتالة الصغير " الفونسو الحادي عشر " لإقتحام غرناطة وطرد المسلمين منها نهائيا وإستغلال الهزيمة المروعة التي اصابت الجيش الإسلامي الأندلسي قبلها في " وادي فرتونة " بعد أن اصبح الطريق الي غرناطة مفتوحاً ...
كان " ابن الأحمر " أمير غرناطة آخر ممالك المسلمين في أوروبا والأندلس في هذه الأثناء يعاني من هزيمته السابقة ومن سوء علاقاته السياسية بسلطان المغرب والذي رفض أن يمد له يد العون في هذا الموقف العصيب ..
ماذا يفعل ابن الأحمر ؟
كانت إستخباراته وعيونه قد خبرته أن قشتالة قد دفعت بثلاثين الفا فارس قشتالي وبرتغالي و انجليزي للمعركة وظل يفكر ماذا يفعل في هذا الموقف العصيب ؟
هل سيجدي القتال في معركة حاسمة ومصيرية كتلك بجيشه الخاص الصغير الذي يتكون من خمسة الاف مقاتل والف فارس فقط ؟
في ظل إنشغال ابن الاحمر بتلك المعركة يتذكر قائدا مغربياً كبيراً في السن عظيماً في الديانة والعبادة وهو الشيخ " ابو سعيد عثمان بن أبي العلاء " الذي استدعاه ابن الأحمر لتاريخه المجيد ضد القشتاليين وخبراته الكبيرة في شبابه اثناء تأمينه للمسلمين المطرودين من الممالك الإسلامية التي تسقط في ايدي النصاري والذي اقسم لإبن الأحمر علي أن غرناطة لن تسقط في عصره وأن تاريخه هذا لن ينتهي برؤية سقوط الأندلس ..
تقدم الجيش القشتالي الأوروبي بقيادة القائد " بيدرو " علي القيادة العامة وقد كلف القائد الشهير " دون خوان " بقيادة الفرسان والتقدم لمباغتة طلائع الحامية الإسلامية والقضاء عليها لقلة عددها ...
كان الشيخ القائد ابو سعيد قد فطن لمقابلة الجيش القشتالي في مكان ضيق لا يسمح فيه للعدو الكافر بالمناورة الكبيرة و الكر و الفر لفارق القوات ولكن رحمه الله قد اختار بالإضافة الي الجيش الغرناطي المسلم ٥٠٠ من الفرسان المغاربة " بني العلاء " من تلاميذه و الذين حاربوا معه وبهذا أصبح لديه الف وخمسمائة فارس ..
قام البطل المسلم بهجوم بالفرسان فقط عندما علم بأن " بيدرو " ارسل خمسة الآف فارس كطليعة لجيشه لتدمير الحامية الاسلامية وكانت المعركة مريرة جدا بين الطليعتين وقد انتهت في آخر النهار بمقتل فرسان قشتالة ونحرهم عن بكرة ابيهم وطارد الشيخ كل فلولهم وفي مقابل استشهاد ٢٤٠ -٣٠٠ فارس من فرسان الإسلام ..
تقدم الجيش القشتالي وقد علم قائده بيدرو بالإشتباك الذي دار بين طليعته وطليعة المسلمين
وعند اقترابهم واجتيازهم لهضبة ألبيرة انقضت علي ميسرتهم طلائع الجيش الغرناطي المسلم لتحول دون إلتفافهم في نفس الوقت كانت فرسان المسلمين قد داهمت قلب الجيش القشتالي والذي اخذته المفاجأة بسبب عدم وجود طليعتهم التي تؤمن تقدمهم ..
كانت المعركة وفق المؤرخ ابن خلدون الذي يثير حنقنا كثيراً بحياديته المبالغ فيها في نقل الأحداث وكأنه اوروبي وليس مؤرخ مسلم قد وصف المعركة بأنها مذبحة استمرت ٣ ايام وكان بيدروا يصرخ في جنوده وقادته كل ليلة بعد أن تحولت نزهته البسيطة الي كابوس اودي بأحلامه المستقبليه والتي رسمها طوال زحفه بأن يكون القديس الذي سيخلد تاريخه بطرد
المسلمين من الأندلس ..
انتهت المعركة بالقضاء التام علي الجيش القشتالي ومن حاول منهم الفرار فقد غرق في نهر شنترين واسر البقية و امتلأت غرناطة بالإحتفالات الصاخبة وكانت الغنائم مقادير هائلة من الذهب والفضة والمتاع وسجد ابن الاحمر شكرا لله واحتضن الشيخ المجاهد سيدنا ابي سعيد وتعالت الصرهات بالتكبير والتهليل في يوم من أيام الله الخالدة ..
انتصر المسلمون بإيمانهم بقضيتهم وأبر الشيخ البطل بقسمه ثقة في الله اولاً وجنده ثانياً بعيداً عن مقاييس القوة والفارق العددي او التقني او الاستراتيجي ..
لقد كانت معركة دين ليس إلا وما كان الله ليخذل عباده الصالحين ابداً اذا كانت قضيتهم هي الدين وفقط ..