التكامل و الكمال!!
الكمال فقط لله تعالى وكل ما سواه عاجز ناقص محتاج، فالجمادات في الكون مسيرة وفق نظام فرضه الخالق عليها لتؤدي وظائف وجودها في الوجود، والبهائم مسخرة لاداء مهام وجودها في الوجود، والملائكة عالم مبرمج على الطاعة لربهم ولا يعرفون معصيته ولا يستطيعون،بل يفعلون ما يؤمرون وما خلقوا له وهم به موكلون ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)التحريم
وقال تعالى : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) الانبياء ) .. قال ابن كثير . رحمه الله : " يقول تعالى ردا على من زعم أن له تعالى وتقدس ولدا من الملائكة كمن قال ذلك من العرب إن الملائكة بنات الله ,, فقال سبحانه : ( بل عباد مكرمون ) أي : الملائكة عباد الله مكرمون عنده في منازل عالية ومقامات سامية وهم له في غاية الطاعة قولا وفعلا ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) أي : لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما أمرهم به بل يبادرون إلى فعله وهو تعالى علمه محيط بهم فلا يخفى عليه من امرهم من شيء.وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره :- ولا يشفعون إلا لمن ارتضى قال ابن عباس : هم أهل شهادة أن لا إله إلا الله . وقال مجاهد : هم كل من رضي الله عنه ، والملائكة يشفعون غدا في الآخرة كما في صحيح مسلم وغيره ، وفي الدنيا أيضا ؛ فإنهم يستغفرون للمؤمنين ولمن في الأرض ، كما نص عليه التنزيل على ما يأتي . وهم يعني الملائكة من خشيته يعني من خوفه مشفقون أي خائفون لا يأمنون مكره . اه
واما الانس والجن فانهم خلقوا للعبادة وابتلاهم الله تعالى بالتكاليف، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }الذاريات وهؤلاء الجن و الانس المسميان بالثقلين في قوله تعالى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ ﴿٣١ الرحمن﴾اي سنحاسبكم ولا يشغلنا شيء عن شيء في محاسبتكم و الثقل والخفة متقابلان، فكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به يقال: هو ثقيل، وأصله في الأجسام ثم يقال في المعاني، نحو: أثقله الغرم والوزر. قال الله تعالى: ﴿أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون﴾ [الطور/40]، والثقيل في الإنسان يستعمل تارة في الذم، وهو أكثر في التعارف، وتارة في المدح كقولك رجل ثقيل تريد انه راكز ورزين ونفس القول قد يكون ذما اذا قصد به الرجل البليد.والجن مستتر عنا وليس لنا معه تواصل ولا نحن مكلفين بذلك لانه عالم مجهول الذات والطباع بالنسبة لنا كانس بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يعهد الينا التواصل معهم لانه لو حصل لكان تكليفنا بما لا نطيق وفوق الوسع البشري والله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ومن ادعى الوصل والاتصال فهو كاذب يتبع شيطانا مريدا.
والانسان يعلم ويدرك عجز نفسه وقصورها وعدم كمالها فلذلك جائته التشريعات الربانية على صنفين :- صنف اداءه فردي اي شخصي وصنف اداءه جمعي مجتمعي لا يؤديه بشخصه الا اذا انضم اليه بنوا جنسه ممن هداهم الله للايمان وسلموا قيادهم لطاعة الرحمن فبجنسه ومع جنسه من المؤمنين المسلمين المنقادين لله بما ارتضاه لهم من دين يحصل التكامل للجنس البشري في العمل الصالح والفضيلة،.ووأد الطالح والرذيلة. ويضرب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لنا مثلا بقصة اصحاب الغار الثلات حيث الثلاثة هي اصغر وحدة يطلق عليها لغويا لفظ الجماعة ، فاروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَأَوَوْا إلى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ. قَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ. وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ مِنْهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَبَغَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ. فَقُمْتُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً. فَفَرَجَ. وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ. فَقُلْتُ: اذْهَبْ إلى ذَلِكَ البَقَرِ وَرُعَاتِهَا، فَخُذْ. فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَسْتَهْزِئْ بِي. فَقُلْتُ: إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَخُذْ. فَأَخَذَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ مَا بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ". وفي رواية: "فخرجوا يمشون".متفق عليه
وبذلك نعلم ان تكامل العمل الصالح بين أفراد الأمة وفئاتها هو السبيل الوحيد الذي يجعل الامة تتكامل في طاعتها لربها والذي سيزيل الصخرة الجاثمة على صدر الأمة.فلو أن واحدًا من هؤلاء الثلاثة لم يكن له عمل صالح يرقى إلى مستوى قبول الله عز وجل له ، فما الذي سيستفيده الآخران؟
وهنا نتذكر الدور الذي نصب الرسول كل فرد من امته بعينه لحراسته والقيام عليه حيث قال صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِين على ثَغْرةٍ من ثُغَرِ الاسلام، اللهَ اللهَ لاَ يُؤتَى الإسلامُ من قِبَلِك). والخلاصة:قال الله تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران : 103]
اللهم ارزقنا اعمالا صالحة مقبولة تقربنا اليك وتفرج بها كربنا وكرب امتنا واعصمنا رب بحبلك المتين واجمعنا به يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكمال فقط لله تعالى وكل ما سواه عاجز ناقص محتاج، فالجمادات في الكون مسيرة وفق نظام فرضه الخالق عليها لتؤدي وظائف وجودها في الوجود، والبهائم مسخرة لاداء مهام وجودها في الوجود، والملائكة عالم مبرمج على الطاعة لربهم ولا يعرفون معصيته ولا يستطيعون،بل يفعلون ما يؤمرون وما خلقوا له وهم به موكلون ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)التحريم
وقال تعالى : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) الانبياء ) .. قال ابن كثير . رحمه الله : " يقول تعالى ردا على من زعم أن له تعالى وتقدس ولدا من الملائكة كمن قال ذلك من العرب إن الملائكة بنات الله ,, فقال سبحانه : ( بل عباد مكرمون ) أي : الملائكة عباد الله مكرمون عنده في منازل عالية ومقامات سامية وهم له في غاية الطاعة قولا وفعلا ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) أي : لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما أمرهم به بل يبادرون إلى فعله وهو تعالى علمه محيط بهم فلا يخفى عليه من امرهم من شيء.وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره :- ولا يشفعون إلا لمن ارتضى قال ابن عباس : هم أهل شهادة أن لا إله إلا الله . وقال مجاهد : هم كل من رضي الله عنه ، والملائكة يشفعون غدا في الآخرة كما في صحيح مسلم وغيره ، وفي الدنيا أيضا ؛ فإنهم يستغفرون للمؤمنين ولمن في الأرض ، كما نص عليه التنزيل على ما يأتي . وهم يعني الملائكة من خشيته يعني من خوفه مشفقون أي خائفون لا يأمنون مكره . اه
واما الانس والجن فانهم خلقوا للعبادة وابتلاهم الله تعالى بالتكاليف، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }الذاريات وهؤلاء الجن و الانس المسميان بالثقلين في قوله تعالى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ ﴿٣١ الرحمن﴾اي سنحاسبكم ولا يشغلنا شيء عن شيء في محاسبتكم و الثقل والخفة متقابلان، فكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به يقال: هو ثقيل، وأصله في الأجسام ثم يقال في المعاني، نحو: أثقله الغرم والوزر. قال الله تعالى: ﴿أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون﴾ [الطور/40]، والثقيل في الإنسان يستعمل تارة في الذم، وهو أكثر في التعارف، وتارة في المدح كقولك رجل ثقيل تريد انه راكز ورزين ونفس القول قد يكون ذما اذا قصد به الرجل البليد.والجن مستتر عنا وليس لنا معه تواصل ولا نحن مكلفين بذلك لانه عالم مجهول الذات والطباع بالنسبة لنا كانس بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يعهد الينا التواصل معهم لانه لو حصل لكان تكليفنا بما لا نطيق وفوق الوسع البشري والله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها ومن ادعى الوصل والاتصال فهو كاذب يتبع شيطانا مريدا.
والانسان يعلم ويدرك عجز نفسه وقصورها وعدم كمالها فلذلك جائته التشريعات الربانية على صنفين :- صنف اداءه فردي اي شخصي وصنف اداءه جمعي مجتمعي لا يؤديه بشخصه الا اذا انضم اليه بنوا جنسه ممن هداهم الله للايمان وسلموا قيادهم لطاعة الرحمن فبجنسه ومع جنسه من المؤمنين المسلمين المنقادين لله بما ارتضاه لهم من دين يحصل التكامل للجنس البشري في العمل الصالح والفضيلة،.ووأد الطالح والرذيلة. ويضرب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لنا مثلا بقصة اصحاب الغار الثلات حيث الثلاثة هي اصغر وحدة يطلق عليها لغويا لفظ الجماعة ، فاروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فَأَوَوْا إلى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالاً عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ. قَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ. وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ مِنْهَا، فَأَبَتْ عَلَيَّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَبَغَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ. فَقُمْتُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً. فَفَرَجَ. وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ. فَقُلْتُ: اذْهَبْ إلى ذَلِكَ البَقَرِ وَرُعَاتِهَا، فَخُذْ. فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَسْتَهْزِئْ بِي. فَقُلْتُ: إِنِّي لاَ أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَخُذْ. فَأَخَذَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ مَا بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ". وفي رواية: "فخرجوا يمشون".متفق عليه
وبذلك نعلم ان تكامل العمل الصالح بين أفراد الأمة وفئاتها هو السبيل الوحيد الذي يجعل الامة تتكامل في طاعتها لربها والذي سيزيل الصخرة الجاثمة على صدر الأمة.فلو أن واحدًا من هؤلاء الثلاثة لم يكن له عمل صالح يرقى إلى مستوى قبول الله عز وجل له ، فما الذي سيستفيده الآخران؟
وهنا نتذكر الدور الذي نصب الرسول كل فرد من امته بعينه لحراسته والقيام عليه حيث قال صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ رَجُلٍ مِنَ المُسلِمِين على ثَغْرةٍ من ثُغَرِ الاسلام، اللهَ اللهَ لاَ يُؤتَى الإسلامُ من قِبَلِك). والخلاصة:قال الله تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران : 103]
اللهم ارزقنا اعمالا صالحة مقبولة تقربنا اليك وتفرج بها كربنا وكرب امتنا واعصمنا رب بحبلك المتين واجمعنا به يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.