غابوا مع الشمس ...بقلم : الشاعر عبد الرّزاق الدّرباس
يا عِيدُ عُذراً فأهلُ الحَيِّ قدْ راحُـوا واسْـتوطنَ الرَّوضَ أغرابٌ وأشْباحُ
يا عِيـدُ ماتَتْ أزاهـيـرُ الرُّبا كَـمَــداً وأُوصِــدَ البـابُ ، ما لِـلبابِ مِفـتـاحُ
أينَ الأراجيـحُ في سَـاحاتِ قريَتِـنا وَضَـجَّـةُ الأُنسِ والتَّــكْـبيـرُ صَـدَّاحُ؟
" اللهُ أكْـبَـرُ " تَعْـلـو فوقَ مَسْــجدِنا وكُـلُّ تَـكْــــبـيــرةٍ تَـزهُـــــو بِهــا السَّــــــاحُ
وَأيْـنَ عِـيـديَّــةٌ في كَـفِّــنــا وُضِـعَـــتْ العُـمْــرُ مِن عِـطـرِهـا كالمِسْـكِ فَوَّاحُ
ودَارُ والــدِنـا بالحُــبِّ تَـجْــمَــعُـــنــــا وَوَجْـــــهُ وَالِـــدتي بالبِـشْــــــرِ وضَّـــــاحُ
وَجَـدَتي سَجَـدَتْ في دفءِ زاويَـةٍ وَفـي يَـــدَيْــهـا لِــذِكْـــرِ اللهِ مِـسْــــــبـاحُ
هُنا جديدٌ، هُنا ضِحكٌ، هُنا حُلمٌ هُنا ضُيُــوفٌ، هُنا شَـهْـدٌ وأَقــــداحُ
هُناكَ أهْـلي إذا ما شَمْلَهُـمْ جَمَعـوا مَشَــيْتُ زَهْـــواً كَما في البَحرِ سَبَّاحُ
أيْنَ الذيـنَ إِذا ما الـدَّهْــــرُ آلَـمَـنــا نَبْـكي على صَدْرِهِــمْ حِيناً فَنرتاحُ
مَصاطِبُ الصّيفِ تًبكي طِيبَ جِلسَتِهِمْ ومِن فَـنـاجـيـنِهِـمْ يُغْـريـكَ إِلْـحــاحُ
دُروبُ حارتِنا حَـنَّـتْ لِـخُـطـوتِهِمْ وَكَيفَ يَنســى دَوالي الكَـرْمِ فَــلَاحُ؟
كَانوا لَنا العِيـدَ والأَفراحَ في أَلــقٍ فَـكَــيْـفَ مـِن بَعْـــدِهِــمْ عِيدٌ وأَفـــراحُ؟
رَفُّوا على حائِـطِ الذّكْرى وماالتَفتوا ما ودَّعوني ولايا(عَبدُ) قدْ صاحُوا
أخاتِلُ الحُلْــمَ عَـلّي فيـهِ أَصْدُفُهُـــمْ رَضَيتُ بالحُـلْـمِ مِنهُــمْ، فهُوَ لَـمَّــاحُ
وَيْلي مِنَ البَيْنِ! أدْمى سَهمُهُ كَبدي والشَّــــوقُ لِلأَهْـــلِ والأَوطــانِ ذبَّــاحُ
غابوا مَعَ الشّـمْسِ لكنْ لا رجُـوعَ لهُمْ والشَّمسُ تَرجِـعُ إذْ مــا حَــلَّ إِصْـبــاحُ
رَوائِـحُ الكْعْــكِ ما عَـادَتْ تُشَوِّقُنـا ناحَتْ على فَقْـدِهِـمْ حِينَ الورى ناحُوا
كأنَّ روحي حَمامُ الدَّارِ مُرتَعِـبـاً مِن سَــطوةِ البُعْــدِ ، إنَّ البُعْـدَ جَـــرَّاحُ
أُحِسُّ صَوتَهُـمُ بالقُـربِ مِن أُذُني أُحـِسُّ طَـــيْــفَــهـُـــــمُ يَـمْـشــــي وَيَــنْـــــزاحُ
أُحِسُّـهُـمْ في دَمي كَالنَّبْضِ مُرتَعِشاً لـكِــــنّـهُـــمْ بِعَـمِـيـقِ السِّــــــــر ما بَـاحُــوا
راحُوا وقَدْ تَركُـوا في الصّدرِ حَشْرَجَةً ودَمْعَــةً في عُـيــونِ الـدَّهْـــــرِ تَـرتاحُ
صَاروا إلى القبرِ والأَحْـزانُ تَعْصِرُني وهُمْ عَلى صَمتِهِـمْ مِن عَصْرِها ارتاحوا
عَلى رُكامِ المُنى تَبكي قَصَائِـدُنا مِنْ بَعْـدِ أنْ أَظْـهَـرَ المَخبُوءَ إِفْصـاحُ
لا يَكْـتُمُ الحُـزنَ مَـنْ عَيناهُ تَفضَحُهُ فَفي سُـــتورِ الخَفا الكِـتمـانُ فَـــــضَّــاحُ
يا عِـيدُ كَـيفَ أُداري دَمْعَتي وَبهِــمْ كانتْ عُيوني تَرى؟ فالأهلُ مِصْباحُ
هـــذا عَليـــلٌ، وَهــــذا فــي تَـشَـــــــــرُّدِهِ وَذاكَ فــي غُـــربــــةٍ، تَــلْــويـــــهِ أَتْــراحُ
وَذاكَ يَرفَــعُ ثِـقْـــلَ الحِــمْـــلِ مُنفَـرداً يُصــارعُ الهَـــمَّ عَـــلَّ الهَــــمَّ يَـنْـــــزاحُ
وَوالِـــــدٌ أَوهَــــــتِ الأَيّــــــامُ هِـــمَّـــتَــــــــهُ يَدعو فَتُـنـعَـشَ في الآفاقِ أَرواحُ
لَسْـتُ الوَحيدَ بِحُـزني، إِنّمـا وَطَني مِـثــــلي، وكُـلُّ بَنـِيـــهِ الـيـَومَ نُـــوَّاحُ
مَضَـى زَمانُ الصَّـفا عَجْلى رَكائِبُهُ كَـأَنَّــمـــــا سُـــــــكَّــــــرُ الأَيَّــــامِ أَمْــــلاحُ
للهِ نحــنُ! فَـمــا لِـلشّـــامِ مِـنْ أَحَـــدٍ ما عادَ في الشَّــامِ عُنقودٌ وتفَّاحُ
فُـرْسٌ وَرومٌ وروسٌ ثُـمّ رابِعُـهُــمْ غَـــدْرُ الشَّـقيقِ وظُــلمُ الرّحِمِ ذبّاحُ
أُسَـــائِلُ اللهَ تَـفْـريـجــاً لِــكُــــرْبَـتِــنــا فَـهُـوَ الـمُرَجَّـى إذا النَّـكــباتُ تَجْتاحُ
*** تمّـتْ ***الشارقة29 رمضان 1438 ه ، 24/6/2017
يا عِيدُ عُذراً فأهلُ الحَيِّ قدْ راحُـوا واسْـتوطنَ الرَّوضَ أغرابٌ وأشْباحُ
يا عِيـدُ ماتَتْ أزاهـيـرُ الرُّبا كَـمَــداً وأُوصِــدَ البـابُ ، ما لِـلبابِ مِفـتـاحُ
أينَ الأراجيـحُ في سَـاحاتِ قريَتِـنا وَضَـجَّـةُ الأُنسِ والتَّــكْـبيـرُ صَـدَّاحُ؟
" اللهُ أكْـبَـرُ " تَعْـلـو فوقَ مَسْــجدِنا وكُـلُّ تَـكْــــبـيــرةٍ تَـزهُـــــو بِهــا السَّــــــاحُ
وَأيْـنَ عِـيـديَّــةٌ في كَـفِّــنــا وُضِـعَـــتْ العُـمْــرُ مِن عِـطـرِهـا كالمِسْـكِ فَوَّاحُ
ودَارُ والــدِنـا بالحُــبِّ تَـجْــمَــعُـــنــــا وَوَجْـــــهُ وَالِـــدتي بالبِـشْــــــرِ وضَّـــــاحُ
وَجَـدَتي سَجَـدَتْ في دفءِ زاويَـةٍ وَفـي يَـــدَيْــهـا لِــذِكْـــرِ اللهِ مِـسْــــــبـاحُ
هُنا جديدٌ، هُنا ضِحكٌ، هُنا حُلمٌ هُنا ضُيُــوفٌ، هُنا شَـهْـدٌ وأَقــــداحُ
هُناكَ أهْـلي إذا ما شَمْلَهُـمْ جَمَعـوا مَشَــيْتُ زَهْـــواً كَما في البَحرِ سَبَّاحُ
أيْنَ الذيـنَ إِذا ما الـدَّهْــــرُ آلَـمَـنــا نَبْـكي على صَدْرِهِــمْ حِيناً فَنرتاحُ
مَصاطِبُ الصّيفِ تًبكي طِيبَ جِلسَتِهِمْ ومِن فَـنـاجـيـنِهِـمْ يُغْـريـكَ إِلْـحــاحُ
دُروبُ حارتِنا حَـنَّـتْ لِـخُـطـوتِهِمْ وَكَيفَ يَنســى دَوالي الكَـرْمِ فَــلَاحُ؟
كَانوا لَنا العِيـدَ والأَفراحَ في أَلــقٍ فَـكَــيْـفَ مـِن بَعْـــدِهِــمْ عِيدٌ وأَفـــراحُ؟
رَفُّوا على حائِـطِ الذّكْرى وماالتَفتوا ما ودَّعوني ولايا(عَبدُ) قدْ صاحُوا
أخاتِلُ الحُلْــمَ عَـلّي فيـهِ أَصْدُفُهُـــمْ رَضَيتُ بالحُـلْـمِ مِنهُــمْ، فهُوَ لَـمَّــاحُ
وَيْلي مِنَ البَيْنِ! أدْمى سَهمُهُ كَبدي والشَّــــوقُ لِلأَهْـــلِ والأَوطــانِ ذبَّــاحُ
غابوا مَعَ الشّـمْسِ لكنْ لا رجُـوعَ لهُمْ والشَّمسُ تَرجِـعُ إذْ مــا حَــلَّ إِصْـبــاحُ
رَوائِـحُ الكْعْــكِ ما عَـادَتْ تُشَوِّقُنـا ناحَتْ على فَقْـدِهِـمْ حِينَ الورى ناحُوا
كأنَّ روحي حَمامُ الدَّارِ مُرتَعِـبـاً مِن سَــطوةِ البُعْــدِ ، إنَّ البُعْـدَ جَـــرَّاحُ
أُحِسُّ صَوتَهُـمُ بالقُـربِ مِن أُذُني أُحـِسُّ طَـــيْــفَــهـُـــــمُ يَـمْـشــــي وَيَــنْـــــزاحُ
أُحِسُّـهُـمْ في دَمي كَالنَّبْضِ مُرتَعِشاً لـكِــــنّـهُـــمْ بِعَـمِـيـقِ السِّــــــــر ما بَـاحُــوا
راحُوا وقَدْ تَركُـوا في الصّدرِ حَشْرَجَةً ودَمْعَــةً في عُـيــونِ الـدَّهْـــــرِ تَـرتاحُ
صَاروا إلى القبرِ والأَحْـزانُ تَعْصِرُني وهُمْ عَلى صَمتِهِـمْ مِن عَصْرِها ارتاحوا
عَلى رُكامِ المُنى تَبكي قَصَائِـدُنا مِنْ بَعْـدِ أنْ أَظْـهَـرَ المَخبُوءَ إِفْصـاحُ
لا يَكْـتُمُ الحُـزنَ مَـنْ عَيناهُ تَفضَحُهُ فَفي سُـــتورِ الخَفا الكِـتمـانُ فَـــــضَّــاحُ
يا عِـيدُ كَـيفَ أُداري دَمْعَتي وَبهِــمْ كانتْ عُيوني تَرى؟ فالأهلُ مِصْباحُ
هـــذا عَليـــلٌ، وَهــــذا فــي تَـشَـــــــــرُّدِهِ وَذاكَ فــي غُـــربــــةٍ، تَــلْــويـــــهِ أَتْــراحُ
وَذاكَ يَرفَــعُ ثِـقْـــلَ الحِــمْـــلِ مُنفَـرداً يُصــارعُ الهَـــمَّ عَـــلَّ الهَــــمَّ يَـنْـــــزاحُ
وَوالِـــــدٌ أَوهَــــــتِ الأَيّــــــامُ هِـــمَّـــتَــــــــهُ يَدعو فَتُـنـعَـشَ في الآفاقِ أَرواحُ
لَسْـتُ الوَحيدَ بِحُـزني، إِنّمـا وَطَني مِـثــــلي، وكُـلُّ بَنـِيـــهِ الـيـَومَ نُـــوَّاحُ
مَضَـى زَمانُ الصَّـفا عَجْلى رَكائِبُهُ كَـأَنَّــمـــــا سُـــــــكَّــــــرُ الأَيَّــــامِ أَمْــــلاحُ
للهِ نحــنُ! فَـمــا لِـلشّـــامِ مِـنْ أَحَـــدٍ ما عادَ في الشَّــامِ عُنقودٌ وتفَّاحُ
فُـرْسٌ وَرومٌ وروسٌ ثُـمّ رابِعُـهُــمْ غَـــدْرُ الشَّـقيقِ وظُــلمُ الرّحِمِ ذبّاحُ
أُسَـــائِلُ اللهَ تَـفْـريـجــاً لِــكُــــرْبَـتِــنــا فَـهُـوَ الـمُرَجَّـى إذا النَّـكــباتُ تَجْتاحُ
*** تمّـتْ ***الشارقة29 رمضان 1438 ه ، 24/6/2017