حديث المساء اسعد الله مساءكم بكل خير
حكاية معبرة
يروى انه كان في قديم الزمان في احد البلدان تولى زمام الامر للناس سلطان شاب بعد ان انقلب على ابيه وقتله، فاصدر هذا السلطان الشاب امرا بان لا يبق في مملكته شيخ كبرت سنه وعلى كل شاب ان يقتل اباه,فنفذ الشباب ما طاب منهم سلطانهم وقتلوا اباءهم، الا واحدا اخذ اباه وتظاهر بقتله وخبأه في مخبأ امين، وزوده بما يكفيه من الطعام والشراب مؤنة ما يكفيه لشهر.
خلا الجو للسلطان وتخلص من عار انه قتل اباه وتخلص من كل صاحب خبرة ودراية قد يزعجه اذا ما اتخذ قرارا لا يقبله عقل ولا عرف.
واخذ يروض المواطنين من اهل تلك البلاد على وجوب لزوم الطاعة العمياء وتنفيذ اي امر يصدر عنه بدون نقاش. امرهم بان يحصدوا الهواء فيسيروا زحفا بجلسة الحصادين المعروفة مسيرة نهار فلا ينتهون الى نهاية المسافة المحددة الا اخر النهار وهم بلا طعام ولا شراب طوال النهار. فساءت احوالهم وخارت قواهم وظهر التعب والارهاق على وجوههم. انتهى الشهر وهم على هذا الحال وذهب الشاب الذي ارهقه حصاد الهواء لينظر اباه واحواله ويزوده بالمؤن في غاره.
راى العجوز الحكيم اثار التعب والارهاق على ولده الشهم الوفي فساله ما حل بك؟
فاخبره الشاب بما فعل بهم السلطان وانه مر الشهر كاملا وهم يحصدون الهواء، فقال له العجوز لان كان يوم غد فانظر حتى اذا قدم السلطان فاعمل نفسك بانك تفرك شيئا بين يديك وكانك تفرك سنبلة ثم انفخ عليها وكانك تذريها ثم التهم ما المفروض انك حصلته. فان سالك السلطان ماذا تفعل فقل له ياسيدي ناكل مما نحصد.
وفي اليوم التالي فعل الشاب ما امره ابوه بفعله وكان جوابه للسلطان ما لقنه اياه ابوه.
فعلم السلطان ان هذا الشاب لم يقتل اباه، فقال له السلطان غدا تاتيني بصديقك وكاتم اسرارك وعدوك والا قتلتك. فرجع الشاب مهموما مذعورا لا يدر ما يفعل، وفي جنح الظلام تسلل الى غار ابيه فاخبره بما حصل وطلب منه الحل.. فقال له يا ولدي في يوم غد خذ معك كلبك وحمارك وامرأتك، فان قال من صديقك فاشر الى الكلب، فان قال لك لم؟ فقل له اطرده واضربه واذا جاء من يغدرني نبهني، فان قال لك من كاتم اسرارك فاشر له الى حمارك، فان قال لك لم؟ فقل له لا يخبر عني احدا بما فعلت وهو يراني، فان قال لك من عدوك؟ فاشر له الى امراتك، وسترى ما يحصل.
وفي اليوم التالي فعلا اصطحب الشاب كلبه وحماره وامراته وذهب فساله السلطان فاجابه بما لقنه والده ، فجن جنون المراة وثارت مشاعرها وعاطفتها التي اشتعلت بالغضب فقالت انا عدوتك وانت مخبيءٌ اباك في كهف كذا ولم اخبر عنك يا عديم الوفاء؟!
فطلب السلطان منه احضار ابيه ففعل، فقال له لم لم تقتل اباك؟ فقال له يا سيدي من لا ماضي له لا مستقبل له ويعيش حياته في الاوهام.
فسال الشيخ لم لم يقتلك ولدك؟ فقال لاني لم اطعمه يوما لقمة حرام ولم اظلم في حياتي شخصا حقه، فقال له لو كنت انت السلطان ماذا تفعل لاصلاح الرعية؟ قال الشيخ لو كنت سلطانهم لجعلتهم ياكلون مما يزرعون وينتجون ويلبسون مما ينسجون ولحافظت على شيابهم واخذت منهم الحكمة والخبرة واستعملت شبابهم في خدمة مصالح الامة .
فاصدر السلطان مرسوما يعفو فيه عن كل من خبأ اباه ويطلب منهم احضارهم ليشكل منهم مجلس حكماء السلطنة كي لا يتخذ قرارا دون الرجوع اليهم
ودمتم دوما بود وبخير
حكاية معبرة
يروى انه كان في قديم الزمان في احد البلدان تولى زمام الامر للناس سلطان شاب بعد ان انقلب على ابيه وقتله، فاصدر هذا السلطان الشاب امرا بان لا يبق في مملكته شيخ كبرت سنه وعلى كل شاب ان يقتل اباه,فنفذ الشباب ما طاب منهم سلطانهم وقتلوا اباءهم، الا واحدا اخذ اباه وتظاهر بقتله وخبأه في مخبأ امين، وزوده بما يكفيه من الطعام والشراب مؤنة ما يكفيه لشهر.
خلا الجو للسلطان وتخلص من عار انه قتل اباه وتخلص من كل صاحب خبرة ودراية قد يزعجه اذا ما اتخذ قرارا لا يقبله عقل ولا عرف.
واخذ يروض المواطنين من اهل تلك البلاد على وجوب لزوم الطاعة العمياء وتنفيذ اي امر يصدر عنه بدون نقاش. امرهم بان يحصدوا الهواء فيسيروا زحفا بجلسة الحصادين المعروفة مسيرة نهار فلا ينتهون الى نهاية المسافة المحددة الا اخر النهار وهم بلا طعام ولا شراب طوال النهار. فساءت احوالهم وخارت قواهم وظهر التعب والارهاق على وجوههم. انتهى الشهر وهم على هذا الحال وذهب الشاب الذي ارهقه حصاد الهواء لينظر اباه واحواله ويزوده بالمؤن في غاره.
راى العجوز الحكيم اثار التعب والارهاق على ولده الشهم الوفي فساله ما حل بك؟
فاخبره الشاب بما فعل بهم السلطان وانه مر الشهر كاملا وهم يحصدون الهواء، فقال له العجوز لان كان يوم غد فانظر حتى اذا قدم السلطان فاعمل نفسك بانك تفرك شيئا بين يديك وكانك تفرك سنبلة ثم انفخ عليها وكانك تذريها ثم التهم ما المفروض انك حصلته. فان سالك السلطان ماذا تفعل فقل له ياسيدي ناكل مما نحصد.
وفي اليوم التالي فعل الشاب ما امره ابوه بفعله وكان جوابه للسلطان ما لقنه اياه ابوه.
فعلم السلطان ان هذا الشاب لم يقتل اباه، فقال له السلطان غدا تاتيني بصديقك وكاتم اسرارك وعدوك والا قتلتك. فرجع الشاب مهموما مذعورا لا يدر ما يفعل، وفي جنح الظلام تسلل الى غار ابيه فاخبره بما حصل وطلب منه الحل.. فقال له يا ولدي في يوم غد خذ معك كلبك وحمارك وامرأتك، فان قال من صديقك فاشر الى الكلب، فان قال لك لم؟ فقل له اطرده واضربه واذا جاء من يغدرني نبهني، فان قال لك من كاتم اسرارك فاشر له الى حمارك، فان قال لك لم؟ فقل له لا يخبر عني احدا بما فعلت وهو يراني، فان قال لك من عدوك؟ فاشر له الى امراتك، وسترى ما يحصل.
وفي اليوم التالي فعلا اصطحب الشاب كلبه وحماره وامراته وذهب فساله السلطان فاجابه بما لقنه والده ، فجن جنون المراة وثارت مشاعرها وعاطفتها التي اشتعلت بالغضب فقالت انا عدوتك وانت مخبيءٌ اباك في كهف كذا ولم اخبر عنك يا عديم الوفاء؟!
فطلب السلطان منه احضار ابيه ففعل، فقال له لم لم تقتل اباك؟ فقال له يا سيدي من لا ماضي له لا مستقبل له ويعيش حياته في الاوهام.
فسال الشيخ لم لم يقتلك ولدك؟ فقال لاني لم اطعمه يوما لقمة حرام ولم اظلم في حياتي شخصا حقه، فقال له لو كنت انت السلطان ماذا تفعل لاصلاح الرعية؟ قال الشيخ لو كنت سلطانهم لجعلتهم ياكلون مما يزرعون وينتجون ويلبسون مما ينسجون ولحافظت على شيابهم واخذت منهم الحكمة والخبرة واستعملت شبابهم في خدمة مصالح الامة .
فاصدر السلطان مرسوما يعفو فيه عن كل من خبأ اباه ويطلب منهم احضارهم ليشكل منهم مجلس حكماء السلطنة كي لا يتخذ قرارا دون الرجوع اليهم
ودمتم دوما بود وبخير