بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة اسعد الله ايامكم وبارك جمعكم وجمعتكم
بين ويل للمصلين ..واقم الصلاة
قال الله عز وجل :- فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۩ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۩ والويل تهديد ووعيد بالعذاب والعقاب للمصلين ، وسماهم مصلين كونهم يتصفون بفعل وعمل اداء الصلاة، فهم يصلون اداءً، فلذلك سموا مصلين ، الا انهم - عن صلاتهم ساهون- فهم يؤدونها الا انهم ساهون عنها ولم يقل في صلاتهم ساهون، والا لشق على الانفس ذلك ، ولكان تحميلا لها ما لاتطيق، ومن سمات التشريع الرباني في الاسلام انه سبحانه لم يكلف النفوس ما لا تطيقه وما لا تقوى على اداءه، فليس هناك من احد الا ويسهو في صلاته، اما بامر يشغل باله وفكره، او حديث نفس يطرأ على الخاطر، وكثرته طبعا منافية لمعنى الخشوع الذي هو عنوان الخضوع في الصلاة وهذه الصلة مع الله تعالى،
فيحصل الانشغال بغير قصد ولا ترتيب بل بطروء الخاطر وحديث النفس او التاثر بطاريء يحصل حوله. وقد يؤدي هذا الى الزيادة او الانقاص في اداء جزئيات الصلاة ، فلذلك شرع الاستدراك وتذكير الامام وسجود السهو الجابر للسهو في الصلاة.
فيتبين لنا ان السهو في الصلاة يحصل بدون علم وعن غير قصد، واما السهو عن الصلاة فهو الغفلة عنها وغياب القلب عنها بالكلية مع اداءه لهيكلها وشكلها، من ناحية ومن ناحية ثانية الغفلة عن تاثيرها في سلوكه ونهج تعامله في الحياة، ويتضح لنا هذا المعنى جليا حين ندقق النظر في الخطاب القراني الكريم حيث ورد لفظ ((الصلاة)) في القرآن الكريم : 63 مرة. منها 51 مقترنة بلفظ (القيام) و مشتقاته… و لم يستعمل القرآن الكريم و لو مرة واحدة صيغة (صلّوا) أو (أدّوا الصلاة) نهائيا. و إنما الأمر بالصلاة جاء بصيغة (أقيموا الصلاة)واقم الصلاة ! كما في قوله ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14طه) و(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78الاسراء)و( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114هود)
فما هو الفرق بين أداء الصلاة و إقامة الصلاة؟
أداء الصلاة لغة يعني: (الإتيان بأركانها الهيكلية كاملة)، أما الإقامة (أو قام على الشيء) فتعني (حافظ عليه و رعاه حق رعايته) وقد جاءت صيغة الأمر بالإقامة في القرآن الكريم في أمور عدة، منها:
كقوله تعالى في سورة الطلاق: { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ 2} . و معنى إقامة الشهادة هنا: جعلها أمراً جارياً متعارفاً في المجتمع يؤدى لتحقيق العدالة واظهار الحقوق.
و قوله تعالى في سورة الرحمن: { وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩}، و معنى إقامة الوزن بالقسط جعل التقييم العادل للأشياء و الحقوق أمراً متبعاً سائداً بين الناس. وعدم بخس الناس اشيائهم الحسية والمعنوية.
فإقامة الصلاة تعني الجمع بين أداء الصلاة و المحافظة عليها في أوقاتها، مع تقوى الله و المحافظة على السلوك القيم في التعامل فيما بين الصلوات الخمسة، و الخشوع و تدبر معاني القرآن، و العمل على أن ينعكس ذلك على السلوك… والتطهر بالابتعاد عن الفحشاء و المنكر و قول الزور والظلم والتعدي و النميمة والغيبة و الابتعاد عن الفتن و المعاصي و الحرص على التعامل بالحسنى مع كل الناس.
وباختصار شديد، فان إقامة الصلاة هي أداء الصلاة في وقتها بخشوعها وخضوعها، وباركانها وواجباتها وسننها وادابها، و المحافظة عليها مع الامتثال لاوامر الله و الانتهاءعما نهى عنه واظهار اثرها على السلوك الحياتي والمعاشي لتقوم معانيها في حياتك فلا تكون عنها من الساهين الغافلين استجابة لامر الله تعالى: { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ… 45}العنكبوت
وبهذا الفهم انت تقيم الصلاة في كل جوانب حياتك،اي تقيم الاسلام في حياتك، فتجعل حياتك مرتبطة الصلة على الدوام برب الوجود، فتضفي بذلك الروح حتى على اعمالك ومعاملاتك الجامدة، فتبعثها حية مؤثرة في الوجود تستجلب رضى الرب ورحمته سبحانه للخلق، فيكون عملك قد عم خيره العالمين وتكون بارا للبشرية اجمعين ودمتم دوما برضى الرحمن تنعمون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم أبو علي الزيادي
حديث الجمعة اسعد الله ايامكم وبارك جمعكم وجمعتكم
بين ويل للمصلين ..واقم الصلاة
قال الله عز وجل :- فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۩ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۩ والويل تهديد ووعيد بالعذاب والعقاب للمصلين ، وسماهم مصلين كونهم يتصفون بفعل وعمل اداء الصلاة، فهم يصلون اداءً، فلذلك سموا مصلين ، الا انهم - عن صلاتهم ساهون- فهم يؤدونها الا انهم ساهون عنها ولم يقل في صلاتهم ساهون، والا لشق على الانفس ذلك ، ولكان تحميلا لها ما لاتطيق، ومن سمات التشريع الرباني في الاسلام انه سبحانه لم يكلف النفوس ما لا تطيقه وما لا تقوى على اداءه، فليس هناك من احد الا ويسهو في صلاته، اما بامر يشغل باله وفكره، او حديث نفس يطرأ على الخاطر، وكثرته طبعا منافية لمعنى الخشوع الذي هو عنوان الخضوع في الصلاة وهذه الصلة مع الله تعالى،
فيحصل الانشغال بغير قصد ولا ترتيب بل بطروء الخاطر وحديث النفس او التاثر بطاريء يحصل حوله. وقد يؤدي هذا الى الزيادة او الانقاص في اداء جزئيات الصلاة ، فلذلك شرع الاستدراك وتذكير الامام وسجود السهو الجابر للسهو في الصلاة.
فيتبين لنا ان السهو في الصلاة يحصل بدون علم وعن غير قصد، واما السهو عن الصلاة فهو الغفلة عنها وغياب القلب عنها بالكلية مع اداءه لهيكلها وشكلها، من ناحية ومن ناحية ثانية الغفلة عن تاثيرها في سلوكه ونهج تعامله في الحياة، ويتضح لنا هذا المعنى جليا حين ندقق النظر في الخطاب القراني الكريم حيث ورد لفظ ((الصلاة)) في القرآن الكريم : 63 مرة. منها 51 مقترنة بلفظ (القيام) و مشتقاته… و لم يستعمل القرآن الكريم و لو مرة واحدة صيغة (صلّوا) أو (أدّوا الصلاة) نهائيا. و إنما الأمر بالصلاة جاء بصيغة (أقيموا الصلاة)واقم الصلاة ! كما في قوله ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14طه) و(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78الاسراء)و( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114هود)
فما هو الفرق بين أداء الصلاة و إقامة الصلاة؟
أداء الصلاة لغة يعني: (الإتيان بأركانها الهيكلية كاملة)، أما الإقامة (أو قام على الشيء) فتعني (حافظ عليه و رعاه حق رعايته) وقد جاءت صيغة الأمر بالإقامة في القرآن الكريم في أمور عدة، منها:
كقوله تعالى في سورة الطلاق: { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ 2} . و معنى إقامة الشهادة هنا: جعلها أمراً جارياً متعارفاً في المجتمع يؤدى لتحقيق العدالة واظهار الحقوق.
و قوله تعالى في سورة الرحمن: { وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩}، و معنى إقامة الوزن بالقسط جعل التقييم العادل للأشياء و الحقوق أمراً متبعاً سائداً بين الناس. وعدم بخس الناس اشيائهم الحسية والمعنوية.
فإقامة الصلاة تعني الجمع بين أداء الصلاة و المحافظة عليها في أوقاتها، مع تقوى الله و المحافظة على السلوك القيم في التعامل فيما بين الصلوات الخمسة، و الخشوع و تدبر معاني القرآن، و العمل على أن ينعكس ذلك على السلوك… والتطهر بالابتعاد عن الفحشاء و المنكر و قول الزور والظلم والتعدي و النميمة والغيبة و الابتعاد عن الفتن و المعاصي و الحرص على التعامل بالحسنى مع كل الناس.
وباختصار شديد، فان إقامة الصلاة هي أداء الصلاة في وقتها بخشوعها وخضوعها، وباركانها وواجباتها وسننها وادابها، و المحافظة عليها مع الامتثال لاوامر الله و الانتهاءعما نهى عنه واظهار اثرها على السلوك الحياتي والمعاشي لتقوم معانيها في حياتك فلا تكون عنها من الساهين الغافلين استجابة لامر الله تعالى: { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ… 45}العنكبوت
وبهذا الفهم انت تقيم الصلاة في كل جوانب حياتك،اي تقيم الاسلام في حياتك، فتجعل حياتك مرتبطة الصلة على الدوام برب الوجود، فتضفي بذلك الروح حتى على اعمالك ومعاملاتك الجامدة، فتبعثها حية مؤثرة في الوجود تستجلب رضى الرب ورحمته سبحانه للخلق، فيكون عملك قد عم خيره العالمين وتكون بارا للبشرية اجمعين ودمتم دوما برضى الرحمن تنعمون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم أبو علي الزيادي