النشأة والتكوين
في مدينة دلهي الهندية ولد السيد أحمد خان بن محمد متقي خان في (6 ذو الحجة 1232هـ=17 من أكتوبر 1817م)، ونشأ في أسرة شريفة الأصل، فأبوه ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأجداده عملوا في خدمة الدولة المغولية، وتولوا في كنفها مناصب مدنية وعسكرية. وبدأ السيد أحمد خان تعليمه بتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم درس اللغتين الفارسية والعربية، وتعلم الرياضيات ثم تزوج وهو في الثامنة عشرة من عمره.
وفي سنة (1254هـ=1838م) توفي والده، فاضطر إلى العمل بعد أن زادت عليه أعباء الحياة، فالتحق بإحدى الوظائف الحكومية "نائب كاتب" في النيابة بمدينة أجرا، ثم مكنته ثقافته الواسعة من اجتياز اختبار للعمل في سلك المحاماة.
الاتجاه إلى التأليف
وفي أثناء هذه الفترة كتب السيد أحمد خان عدة كتب، فنشر في سنة (1256هـ= 1840م) كتابا باسم "جام جم" ذكر فيه تراجم لثلاثة وأربعين ملكا من ملوك دولة المغول، بدأ من الأمير تيمور حتى بهادر شاه آخر ملوك دولة المغول، ثم كتب رسالة باسم "جلاء القلوب بذكر المحبوب النبي صلى الله عليه وسلم".
"آثار الصناديد" كانت موسوعة شاملة أصدرها سيد أحمد خان لمدينة دلهي وأمرائها وملوكها. ثم أصدر المصلح الإجتماعي" لترويج الأفكار الليبرالية في المجتمع المسلم.
ولما استقر في مدينة دهلي سنة (1263هـ=1846م) بعد أن تنقل للعمل في عدة مدن هندية عكف على دراسة العلوم العربية والإسلامية على يد أحد علماء دهلي يسمى "نوازش علي"، كما عاون أخاه الأكبر السيد محمد خان في إدارة جريدة "سيد الأخبار"، ونشر في سنة (1264هـ=1847م) كتابه "آثار الصناديد" وهو موسوعة شاملة لمدينة دهلي وأمرائها وملوكها. وبعد أن مكث في دهلي عشر سنوات انتقل إلى مدينة "بجنور" سنة (1272هـ=1855م) للعمل في وظيفة وكيل نيابة.
ثورة الهند الكبرى
وحين اشتعلت ثورة الهند التي قادها المجاهدون المسلمون كان السيد أحمد خان يعمل في بجنور، لكنه لم يشارك في أعمالها ضد الإنجليز، لأنه كان يرى أن المسلمين ليست لديهم القوة الكافية التي تمكنهم من مواجهة الإنجليز.. وهذا الرأي يعارضه فيه الكثيرون، فقيام الحركات التحررية لم يعتمد على اعتدال موازين القوى بينها وبين المحتلين، وإلا لما قامت حركة للمقاومة والتحرير.
ولم يقتصر السيد أحمد خان على كف يده عن الاشتراك في الثورة، بل عمل على تهدئة الناس، وحماية المدنيين الإنجليز من بطش الثائرين.
وبعد فشل هذه الثورة التي أراق المجاهدون فيها دماء غالية طلبا للحرية والشهادة، واستنقاذا للوطن السليب، صب المحتلون جام غضبهم على المسلمين، وحملوهم مسئولية اشتغال الثورة دون غيرهم، وجردوهم من أدنى حقوقهم الإنسانية.
التفاهم مع الإنجليز
ولم يجد السيد أحمد خان بدا من مد جسور التفاهم والتعاون مع الإنجليز بعد أن تسارعت الطوائف المختلفة للهند في التقرب إلى الإنجليز الذين أحكموا قبضتهم على البلاد، وكان أحمد خان يهدف من سعيه إلى وقف الأضرار التي لحقت بالمسلمين من تعذيب وظلم، وإنهاء حالة العداوة بين الطرفين، وألف في هذا الشأن رسالة باللغة الأردية بعنوان "أسباب الثورة الهندية"، برأ فيها المسلمين من التهم التي نسبت إليهم.
وفي الوقت نفسه سعى أحمد خان إلى تقديم تفسير جديد لنظرية الجهاد التي كانت تخشاها بريطانيا بعد أن زلزلت الأرض من تحت أقدامها بفعل حركات المجاهدين، وكان قد ساد في هذه الفترة أن الهند أصبحت دار حرب ووجب الجهاد المسلح على أبنائها المسلمين دفاعا عن دينهم.
وقام تفسير أحمد خان للجهاد على أساس أن الجهاد غير مباح إلا في حالة القهر البالغ أو الحيلولة بين المسلمين وأداء شعائرهم الدينية، ولما كان ذلك غير متحقق لأن الإنجليز يكفلون الحرية الدينية، فإن ذلك لا يبرر الجهاد ضدهم.. وقد جرت هذه الفكرة اتهامات كثيرة وجهت إليه.
في مدينة دلهي الهندية ولد السيد أحمد خان بن محمد متقي خان في (6 ذو الحجة 1232هـ=17 من أكتوبر 1817م)، ونشأ في أسرة شريفة الأصل، فأبوه ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأجداده عملوا في خدمة الدولة المغولية، وتولوا في كنفها مناصب مدنية وعسكرية. وبدأ السيد أحمد خان تعليمه بتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم درس اللغتين الفارسية والعربية، وتعلم الرياضيات ثم تزوج وهو في الثامنة عشرة من عمره.
وفي سنة (1254هـ=1838م) توفي والده، فاضطر إلى العمل بعد أن زادت عليه أعباء الحياة، فالتحق بإحدى الوظائف الحكومية "نائب كاتب" في النيابة بمدينة أجرا، ثم مكنته ثقافته الواسعة من اجتياز اختبار للعمل في سلك المحاماة.
الاتجاه إلى التأليف
وفي أثناء هذه الفترة كتب السيد أحمد خان عدة كتب، فنشر في سنة (1256هـ= 1840م) كتابا باسم "جام جم" ذكر فيه تراجم لثلاثة وأربعين ملكا من ملوك دولة المغول، بدأ من الأمير تيمور حتى بهادر شاه آخر ملوك دولة المغول، ثم كتب رسالة باسم "جلاء القلوب بذكر المحبوب النبي صلى الله عليه وسلم".
"آثار الصناديد" كانت موسوعة شاملة أصدرها سيد أحمد خان لمدينة دلهي وأمرائها وملوكها. ثم أصدر المصلح الإجتماعي" لترويج الأفكار الليبرالية في المجتمع المسلم.
ولما استقر في مدينة دهلي سنة (1263هـ=1846م) بعد أن تنقل للعمل في عدة مدن هندية عكف على دراسة العلوم العربية والإسلامية على يد أحد علماء دهلي يسمى "نوازش علي"، كما عاون أخاه الأكبر السيد محمد خان في إدارة جريدة "سيد الأخبار"، ونشر في سنة (1264هـ=1847م) كتابه "آثار الصناديد" وهو موسوعة شاملة لمدينة دهلي وأمرائها وملوكها. وبعد أن مكث في دهلي عشر سنوات انتقل إلى مدينة "بجنور" سنة (1272هـ=1855م) للعمل في وظيفة وكيل نيابة.
ثورة الهند الكبرى
وحين اشتعلت ثورة الهند التي قادها المجاهدون المسلمون كان السيد أحمد خان يعمل في بجنور، لكنه لم يشارك في أعمالها ضد الإنجليز، لأنه كان يرى أن المسلمين ليست لديهم القوة الكافية التي تمكنهم من مواجهة الإنجليز.. وهذا الرأي يعارضه فيه الكثيرون، فقيام الحركات التحررية لم يعتمد على اعتدال موازين القوى بينها وبين المحتلين، وإلا لما قامت حركة للمقاومة والتحرير.
ولم يقتصر السيد أحمد خان على كف يده عن الاشتراك في الثورة، بل عمل على تهدئة الناس، وحماية المدنيين الإنجليز من بطش الثائرين.
وبعد فشل هذه الثورة التي أراق المجاهدون فيها دماء غالية طلبا للحرية والشهادة، واستنقاذا للوطن السليب، صب المحتلون جام غضبهم على المسلمين، وحملوهم مسئولية اشتغال الثورة دون غيرهم، وجردوهم من أدنى حقوقهم الإنسانية.
التفاهم مع الإنجليز
ولم يجد السيد أحمد خان بدا من مد جسور التفاهم والتعاون مع الإنجليز بعد أن تسارعت الطوائف المختلفة للهند في التقرب إلى الإنجليز الذين أحكموا قبضتهم على البلاد، وكان أحمد خان يهدف من سعيه إلى وقف الأضرار التي لحقت بالمسلمين من تعذيب وظلم، وإنهاء حالة العداوة بين الطرفين، وألف في هذا الشأن رسالة باللغة الأردية بعنوان "أسباب الثورة الهندية"، برأ فيها المسلمين من التهم التي نسبت إليهم.
وفي الوقت نفسه سعى أحمد خان إلى تقديم تفسير جديد لنظرية الجهاد التي كانت تخشاها بريطانيا بعد أن زلزلت الأرض من تحت أقدامها بفعل حركات المجاهدين، وكان قد ساد في هذه الفترة أن الهند أصبحت دار حرب ووجب الجهاد المسلح على أبنائها المسلمين دفاعا عن دينهم.
وقام تفسير أحمد خان للجهاد على أساس أن الجهاد غير مباح إلا في حالة القهر البالغ أو الحيلولة بين المسلمين وأداء شعائرهم الدينية، ولما كان ذلك غير متحقق لأن الإنجليز يكفلون الحرية الدينية، فإن ذلك لا يبرر الجهاد ضدهم.. وقد جرت هذه الفكرة اتهامات كثيرة وجهت إليه.