بسم الله الرحمن الرحيم
اقيموا العبادات بعقولكم وقلوبكم الى جانب اعضاء الجسد
ينبغي للعاقل أن يقبل على الله تعالى عند ممارسة مناسك العبادة بقلبه وعقله وخاطره ووجدانه قبل جسده ، بحيث يمزج بين الخوف والرجاء وبين الخشية والمحبة للمعبود عز وجل المستحق حقا للعبودية والطاعة، فيكون مع ربه بعقله وفكره وحواسه وسكون جوارحه، مستسلما لربه مناجيا متقربا يبغي رضاه ويخشى غضبه ويجتنب سخطه، لا أن يمارس العبادة بجسده وحركاته وسكناته دون اعمال لعقله وفكره، فالله لا تناله الحركات أو السكنات، وإنما يناله التقوى سبحانه ، والتقوى مكانها القلب ، والقلب يحركه العقل، وعبادة دون عقل وقلب لا تساوي شيئاً، لانها ستكون خاوية من مضامينها وبالتالي فاقدة لاثارها ، غير مؤدية لغايتها ومقصدها وهو ربط الانسان بربه ووبناء العلاقة والصلة معه تعالى للنجاة في اليوم الاخر، و لتقوم هذه الصلة في حياته كلها وشانه كله، فتكون حياته قائمة على الصلة الروحية بالله ، فتتجاوز حدود المادة والوجود لترتقي لبناء الصلة مع الحق المعبود، فتصبح كل تصرفات الانسان وحتى نظرته للوجود من خلال هذه الصلة الروحية، فيدرك بها صلته بالله وعلاقته معه تعالى في كل اعماله وتصرفاته وسكناته، بحيث تجعله هذه العقلية المرتبطة برب الوجود والايبة اليه تعالى في اليوم الاخر الموعود، تُري الانسان صلة المادة الصماء بخالقها، وتجعله يبحث عن حكمة خلقها وتسخيرها لخدمة الانسان، فيبحث بالتالي عن احكام شرع ربه في علاقته حتى بالشجر والحجر والحيوان والبشر، فينجوا من الخواء والفراغ الروحي، الذي ان حل بالنفس البشرية نزع عنها صفة الانسانية، وحولها الى نفس وحشية وشيطانية، وتصبح نشازا في الكون والوجود ان هي ضلت الغاية و اضاعت المقصد، وان ادركها حقق معنى العبودية الاشمل والامثل، وهو غاية الوجود والايجاد للعاقلات - وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون- عبادة يتحقق فيها الا خلاص والارتباط الحقيقي بالخالق عز وجل . بمثل هذه العقلية لو اديت الصلاة التي نصليها لكانت تلك الصلاة هي التي تحقق مقاصدها وتقرب الى الله تعالى، وتصبح امرة ناهية كما قال سبحانه ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)العنكبوت.
فالعبادات ومنها الصلاة هي صلة فكرية عقلية قبل ان تكون حركات بدنية جسدية وذلك لحديث " إن عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له : خففت يا أبا اليقظان فقال : هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئا ؟ قالوا : لا قال : إني بادرت سهو الشيطان إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها . ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها " وكان يقول : " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها "
أخرجه الامام أحمد بإسناد ومثله عند أبي داود والنسائي ودمتم دوما في طاعة الله ورضوانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقيموا العبادات بعقولكم وقلوبكم الى جانب اعضاء الجسد
ينبغي للعاقل أن يقبل على الله تعالى عند ممارسة مناسك العبادة بقلبه وعقله وخاطره ووجدانه قبل جسده ، بحيث يمزج بين الخوف والرجاء وبين الخشية والمحبة للمعبود عز وجل المستحق حقا للعبودية والطاعة، فيكون مع ربه بعقله وفكره وحواسه وسكون جوارحه، مستسلما لربه مناجيا متقربا يبغي رضاه ويخشى غضبه ويجتنب سخطه، لا أن يمارس العبادة بجسده وحركاته وسكناته دون اعمال لعقله وفكره، فالله لا تناله الحركات أو السكنات، وإنما يناله التقوى سبحانه ، والتقوى مكانها القلب ، والقلب يحركه العقل، وعبادة دون عقل وقلب لا تساوي شيئاً، لانها ستكون خاوية من مضامينها وبالتالي فاقدة لاثارها ، غير مؤدية لغايتها ومقصدها وهو ربط الانسان بربه ووبناء العلاقة والصلة معه تعالى للنجاة في اليوم الاخر، و لتقوم هذه الصلة في حياته كلها وشانه كله، فتكون حياته قائمة على الصلة الروحية بالله ، فتتجاوز حدود المادة والوجود لترتقي لبناء الصلة مع الحق المعبود، فتصبح كل تصرفات الانسان وحتى نظرته للوجود من خلال هذه الصلة الروحية، فيدرك بها صلته بالله وعلاقته معه تعالى في كل اعماله وتصرفاته وسكناته، بحيث تجعله هذه العقلية المرتبطة برب الوجود والايبة اليه تعالى في اليوم الاخر الموعود، تُري الانسان صلة المادة الصماء بخالقها، وتجعله يبحث عن حكمة خلقها وتسخيرها لخدمة الانسان، فيبحث بالتالي عن احكام شرع ربه في علاقته حتى بالشجر والحجر والحيوان والبشر، فينجوا من الخواء والفراغ الروحي، الذي ان حل بالنفس البشرية نزع عنها صفة الانسانية، وحولها الى نفس وحشية وشيطانية، وتصبح نشازا في الكون والوجود ان هي ضلت الغاية و اضاعت المقصد، وان ادركها حقق معنى العبودية الاشمل والامثل، وهو غاية الوجود والايجاد للعاقلات - وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون- عبادة يتحقق فيها الا خلاص والارتباط الحقيقي بالخالق عز وجل . بمثل هذه العقلية لو اديت الصلاة التي نصليها لكانت تلك الصلاة هي التي تحقق مقاصدها وتقرب الى الله تعالى، وتصبح امرة ناهية كما قال سبحانه ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)العنكبوت.
فالعبادات ومنها الصلاة هي صلة فكرية عقلية قبل ان تكون حركات بدنية جسدية وذلك لحديث " إن عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له : خففت يا أبا اليقظان فقال : هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئا ؟ قالوا : لا قال : إني بادرت سهو الشيطان إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها . ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها " وكان يقول : " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها "
أخرجه الامام أحمد بإسناد ومثله عند أبي داود والنسائي ودمتم دوما في طاعة الله ورضوانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.