بسم الله الرحمن الرحيم
سلوك النهوض
ليحقق الانسان النهضة في حياته، لا بد له من سلوك مسارين اساسيين، المسار الاول :- الفكر، حيث لا نهضة بدون فكر منهض، والنهضة نعني بها الارتقاء بفكر الانسان وسلوكه عن المستوى الحيواني الغريزي الهابط .. اي لاتجعل فكرك وتفكيرك مجرد رجع غريزي، دوافعه مجرد الحاجات الغرائزية والجوعات العضوية. فالنهضة انما هي حركة تشتمل على تغيير الحال والانتقال من حال الى حال افضل وارقى، وحتى في المعنى اللغوي فان النهوض يعني القيام من قعود، ونهض النبت بمعنى استوى وحسن حاله.. وهنا يبرز ايضا دور المسار الثاني:
اما المسار الثاني : فهو المسار السلوكي، حيث ان السلوك انما هو ترجمة للفكر وتجسيد له في الواقع .. فالفكر ان لم يجسد سلوكيا ويصبح مفاهيم موجهة ودافعة للسلوك يبقى مجرد معلومات نظرية لا اكثر ولا اقل .. فلا بد للفكر الراقي من الارتقاء بالسلوك ،وذلك بتجسيده سلوكا قيميا ومفاهيم يعكس صورة الفكر الراقي بتجسيده بسلوك راقي.
فمن درس ارقى الافكار واعظمها شانا ولم تصحح سلوكه و تهذبه وتقومه، ومن ثم ترتقي به وتنهض، تبقى افكاره مجرد معلومات نظرية لا قيمة عملية لها ولا اثر لها في الواقع.
ولما سئلت امنا عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اجابت فقالت كان خلقه القران.
فيا دعاة الاسلام وحملة افكاره ..انكم تحملون اعظم فكر وارقى عقيدة واعظم قاعدة فكرية للبشرية على الاطلاق، فلا تسول لكم انفسكم بخيانة امانة ربكم التي حملتموها حين يناقض سلوككم فكركم، فتحرمون على الناس وتحلون لانفسكم او العكس ... (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)88هود.
ويا مدعي الدعوة للاسلام لاتسيئوا لدين ربكم وتسيئوا لشرعه وتشريعه حين تقبلون الدنية في دينكم ... فيوما تداهنون، ويوما تتملقون، ويوما تنافقون، ويوما تخلطون النجس بالطاهر، حتى اصبح النفاق سمة لبعض من ينظر لهم انهم أئمة الدين وعلمائه!!..ويزينون الدعوات الباطلة للناس، وكانها لبست ثوب الشريعة التي تدعون دعوتها، من ديمقراطية واشتراكية ودولة مدنية وعلمانية وغير ذلك، فالبسوا على الناس دينهم، وخلطوا مصطلحات الكفر بالايمان، وسوقوها على انها من الاسلام، فمسخوا الاسلام بخلط مفاهيمه ومقايسته بغيره ، ورحم الله من قال :- خذوا الاسلام دفعة اودعوه...
فهذا يا قوم سلوك انتكاسي هابط وليس ارتقائي صاعد ..
نعم ان تجزيء الاسلام لا يجعله اسلاما ، بل ردة وارتداد عن مفاهيمه وقيمه..وان التوفيق بين الاسلام وغيره يساوي هذا الغير او واضعه بالمشرع الرب الحكيم.. وهذا شرك واشراك..
يا قومنا بتقصيرنا ومداهنتنا الذي سنسال عنه انتشر العلمانيون الملاحدة في اوساط امتنا، واشاعوا الفاحشة والزنا والرذيلة، فهاهم دعاة عبادة الشيطان بلا خجل ولا وجل يبنون معابدهم، وهاهم اللوطيون والسحاقيات ينشرون دعواتهم بكل خسة وحقارة وجرأة على الله والمجتمعات وبكل وقاحة وبمنتهى السفالة، وقد حذرنا قراننا ونبينا من ذلك في عدة مواضع منها:
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم:59].
و الخلْف بإسكان اللام هو العقب الفاسد، وبالفتح هو العقب الصالح ، فعلى المعنى الأول قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ} [مريم:59]، وكذلك قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف:169].
قال مجاهد: عند قيام الساعة، وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ينزو بعضهم على بعض في الأزقة]. وقال ابن جرير: حدثني الحارث قال: حدثنا الحسن الأشيب قال: حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم:59] قال: هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق، لا يخافون الله في السماء، ولا يستحيون الناس في الأرض].[وقال الحسن البصري: عطلوا المساجد ولزموا الضيعات].
والضيعات هي الأموال والمزارع، فكانوا يشتغلون فيها ويضيعون الصلوات.
ايها الساعون لنهضة امتكم لكم البشرى من نبيكم سلام الله وصلاته عليه حيث يقول لكم:
اللهم ثبتنا على الحق والهدى والهمنا رشدنا وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سلوك النهوض
ليحقق الانسان النهضة في حياته، لا بد له من سلوك مسارين اساسيين، المسار الاول :- الفكر، حيث لا نهضة بدون فكر منهض، والنهضة نعني بها الارتقاء بفكر الانسان وسلوكه عن المستوى الحيواني الغريزي الهابط .. اي لاتجعل فكرك وتفكيرك مجرد رجع غريزي، دوافعه مجرد الحاجات الغرائزية والجوعات العضوية. فالنهضة انما هي حركة تشتمل على تغيير الحال والانتقال من حال الى حال افضل وارقى، وحتى في المعنى اللغوي فان النهوض يعني القيام من قعود، ونهض النبت بمعنى استوى وحسن حاله.. وهنا يبرز ايضا دور المسار الثاني:
اما المسار الثاني : فهو المسار السلوكي، حيث ان السلوك انما هو ترجمة للفكر وتجسيد له في الواقع .. فالفكر ان لم يجسد سلوكيا ويصبح مفاهيم موجهة ودافعة للسلوك يبقى مجرد معلومات نظرية لا اكثر ولا اقل .. فلا بد للفكر الراقي من الارتقاء بالسلوك ،وذلك بتجسيده سلوكا قيميا ومفاهيم يعكس صورة الفكر الراقي بتجسيده بسلوك راقي.
فمن درس ارقى الافكار واعظمها شانا ولم تصحح سلوكه و تهذبه وتقومه، ومن ثم ترتقي به وتنهض، تبقى افكاره مجرد معلومات نظرية لا قيمة عملية لها ولا اثر لها في الواقع.
ولما سئلت امنا عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اجابت فقالت كان خلقه القران.
فيا دعاة الاسلام وحملة افكاره ..انكم تحملون اعظم فكر وارقى عقيدة واعظم قاعدة فكرية للبشرية على الاطلاق، فلا تسول لكم انفسكم بخيانة امانة ربكم التي حملتموها حين يناقض سلوككم فكركم، فتحرمون على الناس وتحلون لانفسكم او العكس ... (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)88هود.
ويا مدعي الدعوة للاسلام لاتسيئوا لدين ربكم وتسيئوا لشرعه وتشريعه حين تقبلون الدنية في دينكم ... فيوما تداهنون، ويوما تتملقون، ويوما تنافقون، ويوما تخلطون النجس بالطاهر، حتى اصبح النفاق سمة لبعض من ينظر لهم انهم أئمة الدين وعلمائه!!..ويزينون الدعوات الباطلة للناس، وكانها لبست ثوب الشريعة التي تدعون دعوتها، من ديمقراطية واشتراكية ودولة مدنية وعلمانية وغير ذلك، فالبسوا على الناس دينهم، وخلطوا مصطلحات الكفر بالايمان، وسوقوها على انها من الاسلام، فمسخوا الاسلام بخلط مفاهيمه ومقايسته بغيره ، ورحم الله من قال :- خذوا الاسلام دفعة اودعوه...
فهذا يا قوم سلوك انتكاسي هابط وليس ارتقائي صاعد ..
نعم ان تجزيء الاسلام لا يجعله اسلاما ، بل ردة وارتداد عن مفاهيمه وقيمه..وان التوفيق بين الاسلام وغيره يساوي هذا الغير او واضعه بالمشرع الرب الحكيم.. وهذا شرك واشراك..
يا قومنا بتقصيرنا ومداهنتنا الذي سنسال عنه انتشر العلمانيون الملاحدة في اوساط امتنا، واشاعوا الفاحشة والزنا والرذيلة، فهاهم دعاة عبادة الشيطان بلا خجل ولا وجل يبنون معابدهم، وهاهم اللوطيون والسحاقيات ينشرون دعواتهم بكل خسة وحقارة وجرأة على الله والمجتمعات وبكل وقاحة وبمنتهى السفالة، وقد حذرنا قراننا ونبينا من ذلك في عدة مواضع منها:
{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم:59].
و الخلْف بإسكان اللام هو العقب الفاسد، وبالفتح هو العقب الصالح ، فعلى المعنى الأول قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ} [مريم:59]، وكذلك قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف:169].
قال مجاهد: عند قيام الساعة، وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ينزو بعضهم على بعض في الأزقة]. وقال ابن جرير: حدثني الحارث قال: حدثنا الحسن الأشيب قال: حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} [مريم:59] قال: هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام والحمر في الطرق، لا يخافون الله في السماء، ولا يستحيون الناس في الأرض].[وقال الحسن البصري: عطلوا المساجد ولزموا الضيعات].
والضيعات هي الأموال والمزارع، فكانوا يشتغلون فيها ويضيعون الصلوات.
ايها الساعون لنهضة امتكم لكم البشرى من نبيكم سلام الله وصلاته عليه حيث يقول لكم:
( بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ فطُوبِى للغرباءِ، وفي روايةٍ قيل يا رسولَ اللهِ : مَن الغرباءُ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، وفي لفظٍ آخرَ قال : هم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سنتي) رواه مسلم .
ويا ايها المتلمسون طريق النجاة والنهوض اسمعوا الى ربكم يرشدكم ويهديكم الطريق : ﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾
[ الإسراء: 9]
اللهم ثبتنا على الحق والهدى والهمنا رشدنا وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[ الإسراء: 9]