زر الإضاءة في هذه الدائرة
أرأيتِ لو أن إنساناً يقبع في غرفة ضيقة مظلمة للغاية ،
هل سيرى ما حوله ؟
أظنه لا يستطيع أن يرى يده التي هي جزء منه ..
ومع هذا نجد هذا الإنسان يزعم أنه يرى … ويرى .. ويرى ..!!
ويقسم على ذلك ..!!
أرأيت الآن لو امتدت يد إلى زر الإضاءة في هذه الغرفة ، فاشتعل الضوء ،
كيف ستكون المفاجأة بالنسبة لهذا الإنسان ؟!
أحسبه الآن فقط :
سيعرف الفرق الهائل بين ما كان فيه ، وبين الحقيقة التي يراها الآن بعينيه .؟!
هذا المثال الواضح ، ينطبق تماماً بتمام ، على الإنسان
_ ذكراً كان أم أنثى _ الذي لا يقبل على الله ، ولا يلتزم تعاليمه ،
هو في ظلمات يركب بعضها بعضاً ، ومع هذا فهو يقسم أنه يبصر كل شيء ..
ولكن من نصدق ..؟
أنصدقه هو أم نصدق الذي خلقه عز وجل ؟!
الذي خلقه من نطفة يقول عن هذا الصنف
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ ..
لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا .. وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا ..
وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا.. أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ..
أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
ويخبر عنهم أيضا في موضع آخر أنهم :
( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ))
وآيات كثيرة تؤكد هذه الصفات فيهم ..
صحيح .. نحن نرى أن لهم عيوناً كبيرة وحلوة ..!!
وقوية : ستة على ستة ..!
ولكنهم مع هذا لا يبصرون بها مع أنها مفتوحة جداً ..!
وهذا من العجب !
المهم :
كل الذين عرفوا طريق الانحراف والضلالة لفترة من الزمن ،
ثم عرفوا الطريق إلى الله وتابوا وأنابوا ، وذاقوا حلاوة الإقبال على الله ،
كلهم يؤكدون هذه الحقيقة ،
حقيقة هذه النقلة الهائلة من موت إلى حياة ..
حتى قالت إحدى الممثلات اللاتي تبن ،وقد سمعت أنهم يقولون عنها بأنها تركت الفن ولبست الحجاب لأن بعضهم أعطاها مليون جنية ..!!
فقالت في استخفاف وفي ثقة :
والله إن ( الملايين ) التي تتحدثون عنها ، لا تساوي ( ملاليم ) بالنسبة لما وجدناه في قلوبنا من حلاوة الإيمان ، يا قوم أنتم في واد ونحن في واد ..!
لاحظوا ( ملايين ) و ( ملاليم ) ..!!
ومثل هذا القول مئات الأقوال قالها كثير من التائبين الذين عرفوا حلاوة الإقبال على الله تعالى ..
الذي أريد أن أصل إليه :
هل نستطيع أن نضغط على زر الإضاءة في نفوسنا أولاً ..
ثم عند الآخرين ثانياً ؟
لأننا لو نجحنا في ذلك فقد قطعنا الطريق كله ..
لأن الطريق يصبح مكشوفاً أمامنا لا يزيغ عنه إلا هالك ..
ولكن مصيبة هذا الإنسان كامنة في الهوى ..
مع أن الهوى .. هوان ..!
نسأل الله سبحانه أن يذيق قلوبنا حلاوة معرفته ، ولذة الإقبال عليه ..
اللهم آمين ..