إلى الجيش السوري الذي فقد بوصلة البطولة لعله يرعوي
شيء ما
أيتها الدماء العظيمة .
هو ذا علم الحرية يستحم بكِ ،
تُزيلينَ عنه بشاعة الطغيان
تُعيدين له عظمته ،
ذلك القماش الملطخ المهتريء ،
فما أبهظ الثمن .
الشاعرة سنية صالح
مع أنني أتخذ موقفاً سلبياً تجاة الجيوش العربية لاعتقادي الراسخ بان أفرادها يعتاشون مثل الدود الطفيلي على حساب افراد الشعب إذ ليس لهم عمل غير العناية بتلميع الحذاء العسكري (البسطار) وازرار بدلهم فلم تحم هذه الجيوش الشعب ولا الوطن ولم تدخل أو تشارك في حرباً وانتصرت بها إلا إذا كانت حرباً عربية عربية أو حرباً داخلية لتحقق التفوق بامتياز في قمع الشعب العربي . أنا لا اسوق ثقافة الهزيمة التي تحدث عنها الاستاذ/ محمد حسنين هيكل في برنامجة الأسبوعي عبر قناة الجزيزة لأن الهزيمة العربية لا تحتاج إلى مبررات فضلا عن أن أسبابها يدركها القاصي والداني بالفطرة والمرارة واحساسه بوجود امكانيات النصر لكن الصدق مع الذات مفقود .
أوقفني خبر في صحيفة الغد الاردنية الذي يقول أن الجندي العراقي السابق علي الجاسم فوجيء اثناء عمله في تقطيع الخردة بمنطقة الموقر شرقي العاصمة عمان بأن الدبابة التي يقوم بتقطيعها تحمل شارة الكتيبة التي كان ينتمي إليها اثناء وجوده في الجيش العراقي أثناء الحرب الأخيرة ، ومن خلال علامات يعرفها جيدا اكتشف أنها الدبابة التي كان يحارب عليها ضد الاحتلال الأمريكي لبلاده .
لقد بكى ، من حقه أن يبكي ، الجندي علي الجاسم الذي قدم للأردن للعمل بعد تسريح الجيش العراقي، بكى حينما أدرك أنه يقوم بتقطيع الدبابة التي حاول أن يحمي بلاده بها من الأعداء في معارك الناصرية ومن ثم قرر ترك العمل في تقطيع الخردة لأنه شعر أنه يطعن جيش بلاده رغم أن هذه المهنة تدر عليه ربحا كبيرا كونه يجيد مهنة لحام الأكسجين .
هل هذا خبر عادي في زمن أغبر تموت فيه الروح القتالية العربية وتولد أيام سوداء وجراء ودعارة وفشل . أنها بطولة الطفولة التي تتعلق بالشيء لا لشيء إلا انها ترى نفسها فيه . فالعلاقة الحميمة بين الجندي ودبابتة فجرت مخزون شرف الجندية . الدبابة التي تحمي الذات قد حطمت الذات لأنها لم تسقط في معركة بل اثارت لدية تاريخاً جارحاً أخذ يلاحقة بالبطولة والهزيمه . مع أنه يقطع دبابات أخرى لكن دبابته مثلت أمامه مثل لحظة الموت فاعادت شريط الذاكره إلى مسارها السليم . فالجندي لا يحيا بسلاحة بل إن السلاح هو الذي يحيا بالجندي .
بكاء الجندي علي متشعب الأحاسيس . لقد بكى حنانا ووحشة وغضبا وحبا للوطن وانتفاضا على مرض الإحتلال الأمريكي الذي يشده إلى حالة عدم التوازن والاستقرار لكنه وأمام قسوة كسب العيش والاحتلال رفض أن يكون الابن الذي خان حليب الوطن .
لا أقدر أن أعلن حيادي بل اشهر تعاطفي الوجداني مع الجندي علي لأنني مثل قاريء قصيدة شعر يسعده الدخول إليها ليشعر بالزهو والفخر لبساطة هذا الجندي أمام فجر المذابح وإن أنارت الكلاب البلاد وعطشت الأرض فالعودة للوطن هي الرحمة مهما كثرت الويلات فلا بد أن ينشر البنفسج الزهر والشذى ليعم الارض الخراب .
ماذا عسانا نفعل في الحرب ؟ أنهرب أم ننعق مثل الغراب ؟ أم نلتصق بمن نحب أكثر لأن العيش في منطقة الصمت كمن يعشق الموت بلا هدف . عاد علي الجاسم إلى العراق ليحتفل بدموعه التي تخترق الضحكات . لقد عاد ليحتفل بوجوده الذي فقده إلى حين .
شيء ما
أيتها الدماء العظيمة .
هو ذا علم الحرية يستحم بكِ ،
تُزيلينَ عنه بشاعة الطغيان
تُعيدين له عظمته ،
ذلك القماش الملطخ المهتريء ،
فما أبهظ الثمن .
الشاعرة سنية صالح
مع أنني أتخذ موقفاً سلبياً تجاة الجيوش العربية لاعتقادي الراسخ بان أفرادها يعتاشون مثل الدود الطفيلي على حساب افراد الشعب إذ ليس لهم عمل غير العناية بتلميع الحذاء العسكري (البسطار) وازرار بدلهم فلم تحم هذه الجيوش الشعب ولا الوطن ولم تدخل أو تشارك في حرباً وانتصرت بها إلا إذا كانت حرباً عربية عربية أو حرباً داخلية لتحقق التفوق بامتياز في قمع الشعب العربي . أنا لا اسوق ثقافة الهزيمة التي تحدث عنها الاستاذ/ محمد حسنين هيكل في برنامجة الأسبوعي عبر قناة الجزيزة لأن الهزيمة العربية لا تحتاج إلى مبررات فضلا عن أن أسبابها يدركها القاصي والداني بالفطرة والمرارة واحساسه بوجود امكانيات النصر لكن الصدق مع الذات مفقود .
أوقفني خبر في صحيفة الغد الاردنية الذي يقول أن الجندي العراقي السابق علي الجاسم فوجيء اثناء عمله في تقطيع الخردة بمنطقة الموقر شرقي العاصمة عمان بأن الدبابة التي يقوم بتقطيعها تحمل شارة الكتيبة التي كان ينتمي إليها اثناء وجوده في الجيش العراقي أثناء الحرب الأخيرة ، ومن خلال علامات يعرفها جيدا اكتشف أنها الدبابة التي كان يحارب عليها ضد الاحتلال الأمريكي لبلاده .
لقد بكى ، من حقه أن يبكي ، الجندي علي الجاسم الذي قدم للأردن للعمل بعد تسريح الجيش العراقي، بكى حينما أدرك أنه يقوم بتقطيع الدبابة التي حاول أن يحمي بلاده بها من الأعداء في معارك الناصرية ومن ثم قرر ترك العمل في تقطيع الخردة لأنه شعر أنه يطعن جيش بلاده رغم أن هذه المهنة تدر عليه ربحا كبيرا كونه يجيد مهنة لحام الأكسجين .
هل هذا خبر عادي في زمن أغبر تموت فيه الروح القتالية العربية وتولد أيام سوداء وجراء ودعارة وفشل . أنها بطولة الطفولة التي تتعلق بالشيء لا لشيء إلا انها ترى نفسها فيه . فالعلاقة الحميمة بين الجندي ودبابتة فجرت مخزون شرف الجندية . الدبابة التي تحمي الذات قد حطمت الذات لأنها لم تسقط في معركة بل اثارت لدية تاريخاً جارحاً أخذ يلاحقة بالبطولة والهزيمه . مع أنه يقطع دبابات أخرى لكن دبابته مثلت أمامه مثل لحظة الموت فاعادت شريط الذاكره إلى مسارها السليم . فالجندي لا يحيا بسلاحة بل إن السلاح هو الذي يحيا بالجندي .
بكاء الجندي علي متشعب الأحاسيس . لقد بكى حنانا ووحشة وغضبا وحبا للوطن وانتفاضا على مرض الإحتلال الأمريكي الذي يشده إلى حالة عدم التوازن والاستقرار لكنه وأمام قسوة كسب العيش والاحتلال رفض أن يكون الابن الذي خان حليب الوطن .
لا أقدر أن أعلن حيادي بل اشهر تعاطفي الوجداني مع الجندي علي لأنني مثل قاريء قصيدة شعر يسعده الدخول إليها ليشعر بالزهو والفخر لبساطة هذا الجندي أمام فجر المذابح وإن أنارت الكلاب البلاد وعطشت الأرض فالعودة للوطن هي الرحمة مهما كثرت الويلات فلا بد أن ينشر البنفسج الزهر والشذى ليعم الارض الخراب .
ماذا عسانا نفعل في الحرب ؟ أنهرب أم ننعق مثل الغراب ؟ أم نلتصق بمن نحب أكثر لأن العيش في منطقة الصمت كمن يعشق الموت بلا هدف . عاد علي الجاسم إلى العراق ليحتفل بدموعه التي تخترق الضحكات . لقد عاد ليحتفل بوجوده الذي فقده إلى حين .