منْ بينِ قطراتِ المطر
منْ بينِ قطراتِ المطرْ
عبرتْ صورْ
حملتْ أنينًا
منْ منافي الذّكرياتِ
وصدرِ نيسانَ الحزينِ
وقدْ تملّكهُ الضّجرْ
وكمثلِ طوفانٍ شديدٍ
هزَّ جدرانَ السّكونِ
أتى ليبكي فوقَ أطلالِ الودادِ
ويذكرَ الماضي البعيدَ
وقدْ بدا متوسّلًا
مستأنفًا حكمَ القدرْ
منْ بينِ قطراتِ المطرْ
تمتدُّ أيدٍ بالدّعاءِ وأعينٌ بالدّمعِ
فاضتْ والرّجاءِ * تدقُّ أبوابَ النّدى
والرأسُ عجّتْ بالحكايا
والفِكــــــرْ
يا أيّها الطـّـلُّ استمعْ
لحكايةِ الأسرابِ في عرضِ السّماءِ
تهجّرتْ عنْ عـُـشـِّها واقرأ عليها
كلَّ آياتِ التّصبُرِ في كتابِ الله
واذكرْ ما عـــــرفتَ
منَ العبرْ
يا أيّها الطـّـلُّ الذي
قدْ ضلَّ عنْ دربِ الحنينْ
نحنُ انتظارُ الجـّائعينَ
لكسرةٍ منْ
خبزِ تربٍ قدْ تفتَّتَ قلبهُ قبلَ النّدى
نحنُ اصفرارُ الياسمينْ
نحنُ الغصونُ الذابلاتُ وموتُها
نحنُ الذين يحبّنا تعبُ الطـّريقِ وصخرهُ
ونحبُّ وعثاءَ السّفرْ
إنزلْ علينا
بالسّكينةِ والأمانِ تودّدا
واغسلْ بكفــّـكِ ما مضى
دعنا نعودُ إلى ابتساماتِ الغروبِ
إلى المساءِ وأهلهِ
تــُـقنا لليلٍ فيهِ
يحملنا القمرْ
ما أجملَ الغيثَ الرّقيقَ
على الوجوهِ اليابساتِ
يفتِّحُ الرّيحانَ فيها بعدَ طولِ تقشّفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاجٍ قدْ
ترصّعَ بالدَررْ
كنّا وكانوا
والحياةُ تبدّلتْ أيّامها
كمْ كانتْ الدّنيا نقيًّا قلبُها
والنـّاسُ أشبهُ بالعصافيرِ الجّميلةِ
ويلنا ماذا جرى
كيفَ انتهى عصرُ البشرْ
بلْ كيفَ أصبحنا
صقورًا جارحينَ بلا هدى
في الجـّوعِ نأكلُ بعضنا
أينَ المحبّة بيننا
أينَ البصيرةُ والنّظرْ
أينَ المساحاتُ الفسيحةُ
والقلوبُ وأيننا
أينَ التّغني للحبيبةِ
عندَ ساعاتِ الأصيلِ
وفي الليالي العاشقاتِ وأينها
تلكَ النّجومُ وأينَ
ساعاتُ السّحرْ
كيفَ القلوبُ تحجّرتْ
خلفَ الضّلوعِ وأقفرتْ
كيفَ القساوةُ قدْ تمكنَ صخرها منّا
فلمْ تــُـبقِ ابتسامًا في الوجوهِ
ولمْ تــَـذَرْ
واللهِ تــُـقنا للرّبيعِ
وصوتِ بلبلهِ الـّذي
إنْ ما تغنـّى في الصـّباحِ
تمايلتْ كلُّ النّسائمِ
دونَ لحنٍ أوْ وترْ
هيّا بخيركَ
أيُّها الغيثُ الكريمُ لأرضنا
واملأ كؤوس النـّاسِ منْ حبِّ الغيومِ
وهاتها كأسًا بماءٍ كوثر
وأعدْ إلينا ما فقدنا في السّرابِ
أعدْ وُريقاتِ النّضارةِ للغصونِ بروضنا
واطبعْ منَ القبلاتِ حولَ شفاهها
يا أيّها الغيثُ الودودُ
إذا مررتَ بليلةٍ
أعدِ المسرّةَ للشّجرْ..
بقلم: مهندس رفعت زيتون
16 \ 12 \ 2010
القدس
.
منْ بينِ قطراتِ المطرْ
عبرتْ صورْ
حملتْ أنينًا
منْ منافي الذّكرياتِ
وصدرِ نيسانَ الحزينِ
وقدْ تملّكهُ الضّجرْ
وكمثلِ طوفانٍ شديدٍ
هزَّ جدرانَ السّكونِ
أتى ليبكي فوقَ أطلالِ الودادِ
ويذكرَ الماضي البعيدَ
وقدْ بدا متوسّلًا
مستأنفًا حكمَ القدرْ
منْ بينِ قطراتِ المطرْ
تمتدُّ أيدٍ بالدّعاءِ وأعينٌ بالدّمعِ
فاضتْ والرّجاءِ * تدقُّ أبوابَ النّدى
والرأسُ عجّتْ بالحكايا
والفِكــــــرْ
يا أيّها الطـّـلُّ استمعْ
لحكايةِ الأسرابِ في عرضِ السّماءِ
تهجّرتْ عنْ عـُـشـِّها واقرأ عليها
كلَّ آياتِ التّصبُرِ في كتابِ الله
واذكرْ ما عـــــرفتَ
منَ العبرْ
يا أيّها الطـّـلُّ الذي
قدْ ضلَّ عنْ دربِ الحنينْ
نحنُ انتظارُ الجـّائعينَ
لكسرةٍ منْ
خبزِ تربٍ قدْ تفتَّتَ قلبهُ قبلَ النّدى
نحنُ اصفرارُ الياسمينْ
نحنُ الغصونُ الذابلاتُ وموتُها
نحنُ الذين يحبّنا تعبُ الطـّريقِ وصخرهُ
ونحبُّ وعثاءَ السّفرْ
إنزلْ علينا
بالسّكينةِ والأمانِ تودّدا
واغسلْ بكفــّـكِ ما مضى
دعنا نعودُ إلى ابتساماتِ الغروبِ
إلى المساءِ وأهلهِ
تــُـقنا لليلٍ فيهِ
يحملنا القمرْ
ما أجملَ الغيثَ الرّقيقَ
على الوجوهِ اليابساتِ
يفتِّحُ الرّيحانَ فيها بعدَ طولِ تقشّفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاجٍ قدْ
ترصّعَ بالدَررْ
كنّا وكانوا
والحياةُ تبدّلتْ أيّامها
كمْ كانتْ الدّنيا نقيًّا قلبُها
والنـّاسُ أشبهُ بالعصافيرِ الجّميلةِ
ويلنا ماذا جرى
كيفَ انتهى عصرُ البشرْ
بلْ كيفَ أصبحنا
صقورًا جارحينَ بلا هدى
في الجـّوعِ نأكلُ بعضنا
أينَ المحبّة بيننا
أينَ البصيرةُ والنّظرْ
أينَ المساحاتُ الفسيحةُ
والقلوبُ وأيننا
أينَ التّغني للحبيبةِ
عندَ ساعاتِ الأصيلِ
وفي الليالي العاشقاتِ وأينها
تلكَ النّجومُ وأينَ
ساعاتُ السّحرْ
كيفَ القلوبُ تحجّرتْ
خلفَ الضّلوعِ وأقفرتْ
كيفَ القساوةُ قدْ تمكنَ صخرها منّا
فلمْ تــُـبقِ ابتسامًا في الوجوهِ
ولمْ تــَـذَرْ
واللهِ تــُـقنا للرّبيعِ
وصوتِ بلبلهِ الـّذي
إنْ ما تغنـّى في الصـّباحِ
تمايلتْ كلُّ النّسائمِ
دونَ لحنٍ أوْ وترْ
هيّا بخيركَ
أيُّها الغيثُ الكريمُ لأرضنا
واملأ كؤوس النـّاسِ منْ حبِّ الغيومِ
وهاتها كأسًا بماءٍ كوثر
وأعدْ إلينا ما فقدنا في السّرابِ
أعدْ وُريقاتِ النّضارةِ للغصونِ بروضنا
واطبعْ منَ القبلاتِ حولَ شفاهها
يا أيّها الغيثُ الودودُ
إذا مررتَ بليلةٍ
أعدِ المسرّةَ للشّجرْ..
بقلم: مهندس رفعت زيتون
16 \ 12 \ 2010
القدس
.