عـمـا يبحــث الكــادر الفتحــاوي فــي غــزة
بقلــم
رمــزي صادق شاهيـن
لن أكون مثل الذين يحاولون الهروب من الحقيقة ، الذين يعلقون فشل حركة فتح في إدارة الحالة التنظيمية أو المؤسسات على الانقسام الحاصل منذ العام 2007م والذي تم بموجبه سيطرة حماس على مناحي الحياة الرسمية والوطنية بقطاع غزة ، ولن أكون مثل المتفائلين والذين أراهم هذه الأيام مع إعادة تشكيل الهيئة القيادية لقطاع غزة ، هذه الهيئة التي تضم جزء كبير من الكوادر المحترمة وصاحبة الخبرة التنظيمية ، لكنها للأسف لن تستطيع أن تُعيد وضع الحركة إلى المكانة التي يُريدها الكادر الفتحاوي ، مع تمنياتنا لهم بالنجاح ، ونحن معهم في أن يتم استعادة نهوض الحركة على أساس الشراكة والبناء بعيداً عن منهج تصفية الحسابات والإصفافات المناطقية والعشائرية والولاءات الشخصية .
حركة فتح تعرضت للكثير من الأحداث التي جعلت من إعادة ترتيبها شيئاً مستحيلاً ، هذه الأحداث كلنا نعلمها جيداً ، سواءاً في الحالة التنظيمية أو العسكرية ، من هذه الأحداث الجمع بين العمل التنظيمي والرسمي ، بحيث انخرط أبناء التنظيم في المؤسسات الرسمية والعسكرية بعد العام 1994م ، وهنا بدأت المشكلة ، بحيث أصبحت فتح طريق للوصول لديوان الموظفين أو هيئة التنظيم والإدارة ، رتب عسكرية ومدراء عامون ووكلاء وزارات ، فأصبحت فتح عبارة عن بطاقة وصول للموقع وهنا كانت الكارثة الأولى .
القضية الأخرى هي تقسيم الحركة إلى مواقع عشائرية .. بين لاجئ ومواطن ... بين ابن غزة وابن الضفة بين الحرس القديم والحرس الجديد ، هذه التقسيمات التي سمحنا بها وصمتنا عليها وهي بالتأكيد كانت السكين التي ذبحنا فيها فتح ، وللأسف الشديد هناك أعضاء من اللجنة المركزية والقيادات التنظيمية التي ساهمت في تعميق هذه الفجوات ، لخلافات شخصية وخاصة مع الأخ محمد دحلان .
القضية الثالثة هي إعادة ترتيب الأقاليم قبل أعوام ، حين قام الأخ عبد الله الإفرنجي بعقد لقاءات أدت بالنهاية لانتخابات وتعيينات في الأقاليم والمناطق ، لدرجة أن أصحاب الحق في الإقتراع كانوا من غير أبناء فتح ، ومنهم من ثبت انتماءه لتنظيم آخر ، والمصيبة أن الأخ عبد الله الإفرنجي علم بذلك من خلال إخوة أبلغوه بكافة الثغرات ، وبالنهاية تم تنفيذ اختياراته والتي أفرزت للأقاليم والمناطق شخصيات لا تمثل إلا نفسها ، وهذا ما أنتج حالة من السخط والغضب على القيادة التنظيمية وتوسعت الفجوة بين الكادر الميداني والقيادة التنظيمية وفقد الكادر الثقة بإمكانية تقدم الحركة بما يحقق طموحاتهم .
القضية الرابعة هي الإنقسام ، وما نتج عنه من تقسيم الحركة بين فتح في غزة تتعرض لمحاولات الإقصاء والاستهداف ، وفي الضفة الاستفراد بالقرار وتحويل الأمور إلى مركزية يتم من خلالها تهميش غزة وكوادرها ، وتكريس حالة الإحباط العام لدى الكادر الفتحاوي الذي بدأ تائهاً بين المطرقة والسنديان .
مع انعقاد المؤتمر السادس للحركة ، وبرغم كُل السلبيات التي سبقت انعقاده ، من حيث الأسماء التي تم ترشيحها ، ونظام الكوتة والشللية ، إلا أن الكادر الفتحاوي أراد أن يخرج من الأزمة التي حلت بالحركة منذ أعوام ، وجاءت نتائج المؤتمر مخيبة للآمال ، حيث الشعارات الرنانة والوعود ، وللأسف لازالت الحركة تسير في نفس الدائرة ، بل أن عدد المستفيدين منها زاد من خلال المواقع والمسميات ، على حساب المناضلين وكوادر الحركة الذين قدموا لها ولازالوا بدون أي مقابل .
اليوم هناك تحرك مع تشكيل الهيئة القيادية الجديدة للقطاع ، ومع عدم تفاؤلي بنجاح هذه الهيئة لأكثر من سبب أهمها أن لازالت هناك حالة من عدم الرضى من التشكيلة ، التي اعتمدت على الشخصنة واستبعاد كوادر مهمة وأساسية لهم تاريخ ويستطيعون المشاركة في محاولات استعادة أوضاع الحركة وترتيب أوراقها ولملمة جراحها وإعادة ثقة الكادر بها من جديد ، لذلك فإن الكادر الفتحاوي في غزة ، يُريد عدم مطالب ، هذه المطالب لن تكون مستحيلة ، بل هي حق طبيعي لكادر تمسك بحركته بكل الظروف ، وبرغم قلة الإمكانيات ، وتعرض الحركة لكُل المؤامرات الداخلية والخارجية .
المطلب الأول / احترام الكادر
مما لا شك فيه أن الكادر في غزة أصبح مقتنع بأن قيادة الحركة لا تقيم له أي اعتبارات ، وتتعامل معه كحجر الشطرنج مطلوب منه أن يبقى تحت الأوامر ، يتلقاها بدون مناقشة ، ولا يحق له مراجعتها أو إبداء الرأي فيها ، خاصة إذا كانت القرارات تتعلق بأداء الحركة أو مستقبلها ، وقد أثبتت القيادة هذه النظرية بأكثر من موقف منها عمليات التعيين والإقصاء والقرارات المتعلقة بالمؤسسات الحركية أو الوطنية .
وقف سياسة التشهير/
سئم الكادر الفتحاوي من سياسة التشهير والتخوين ، والتي تأتي بعد أي خلافات داخلية في الحركة ، ويصبح أن اختلاف في وجهات النظر وسيلة للبعض لانتهاج سياسة التخوين والتشهير الإعلامي ، مما ينعكس سلباً على وضع الحركة بشكل عام ، ويعمق حالة الإحباط لدى الكادر الفتحاوي .
التعامل مع غزة /
الكادر يتطلع لأن تتعامل القيادة مع قطاع غزة على أنه جزء أساسي ومهم في المعادلة ، فلا يجوز أن يكون جزء مهمش ، أو ضائع ، أو ساقط من الحسابات ، فيتم منحة الموازنات على أساس إرضائي وليس كمنطقة تنظيمية شكلت على الدوام الركيزة الأساسية لحركة فتح وللمشروع الوطني .
إنهاء ظاهرة المخبرين والممالك الشخصية /
لا يريد الكادر الفتحاوي في غزة أن يستمر العمل بنظام المخبرين ، هذا النظام السائد منذ فترة ، وهو الذي يُشكل أساس العلاقة بين القيادة والميدان ، فكل عضو في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري له شلة على الأرض ، تعطيه المعلومات التي تُريد ، وتحجب عنه ما تُريد ، وذلك بعيداً عن مصلحة الحركة وكوادرها أو المصلحة العامة ، كذلك مطلوب إنهاء ظاهرة الممالك ، بحيث يعتقد كُل قائد في فتح أن الحركة ملكاً خاصاً له ولعائلته وهي جزء من إمبراطوريته الخاصة .
تحقيق العدالة /
الكادر الفتحاوي تعرض للكثير من الظلم طيلة سنوات ، فعلى مستوى التعيينات ، أو الترقيات ، أو الوظائف ، فهو يتطلع لتحقيق العدالة ، وإعادة تقييم الأمور لتسوية أوضاع المناضلين والمعطاءين ، بعيداً عن نظام الشخصنة والتزكيات الخاصة والواسطة والمحسوبيات ، فهناك كوادر لم يحصلوا على حقوقهم الطبيعية بالتوازي مع تضحياتهم ، في حين أن عدد كبير حصل على مواقع وترقيات على حساب هذه الفئة المظلومة .
العمل وفق نظام الإستفتاء /
أعتقد أن العالم اليوم أنهى نظام فرض القرارات بقوة السلطة ، وخاصة إذا تعلق الأمر بحركة جماهيرية لها تاريخها ، حركة مطلوب أن تراعي العديد من الظروف والإحتياجات والتطلعات ، فيجب أن يتم اعتماد نظام الإستفتاء والمشاركة في صنع القرار بالتنسيق بين القيادة والقاعدة الجماهيرية الميدانية ، لأن القاعدة هي من يستطيع أنجاح أو إفشال أي مشروع مستقبلي لبناء الحركة .
توحيد ودعم الإعلام /
مما لاشك فيه أن الإعلام يلعب دور مهم في صناعة القرار في العالم ، وهو صاحب الفضل في توجيه مسارات الشعوب ، وهو الطريقة الأسرع والأسهل للوصول لعقول الناس ، بالتالي كانت تجربة فتح في الإعلام فاشلة تماماً ، وهذا ما يجعلنا نطالب بأن يكون الإعلام الفتحاوي موحداً ، يحمل خطاب واحد مبني على معلومات ، وليس على التكهنات أو التأليف .
إعادة تقييم المؤسسات /
ثبت للجميع الفشل الذريع لحركة فتح في إدارة المؤسسات والنقابات ، لذلك المطلوب العمل على إعادة تقييم الأداء المؤسساتي ، ووضع الخطط اللازمة لترتيب هذه المؤسسات ، بما يضمن وجود كادر يستطيع أن يحمل الأمانة بكل شرف ونزاهة ، بعيداً عن المحسوبيات والشللية .
تعميق مفهوم الوفاء والإنتماء /
أخيراً ، لا يجب أن ننسى شهداءنا الأبرار ، وأسرانا البواسل ، وجرحانا ، وفقراءنا ، وأهمية تعميق مفهوم الوفاء لذكراهم ، والعمل على التواصل مع عائلاتهم ، وتقديم كُل الدعم والمساندة والمساعدة المادية واللوجستية لهم ولأطفالهم ، بما يضمن تحقيق رسالة التكافل الاجتماعي ، هذا التكافل الذي يؤدي بالنهاية لخلق أجيال متتالية تؤمن وتحافظ على هذا الموروث من العمل النضالي الذي قدمنا من أجلة كُل هذه التضحيات والدماء ، وتعمق مفهوم الإنتماء لحركة تحترم تضحيات أبناءها .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي
بقلــم
رمــزي صادق شاهيـن
لن أكون مثل الذين يحاولون الهروب من الحقيقة ، الذين يعلقون فشل حركة فتح في إدارة الحالة التنظيمية أو المؤسسات على الانقسام الحاصل منذ العام 2007م والذي تم بموجبه سيطرة حماس على مناحي الحياة الرسمية والوطنية بقطاع غزة ، ولن أكون مثل المتفائلين والذين أراهم هذه الأيام مع إعادة تشكيل الهيئة القيادية لقطاع غزة ، هذه الهيئة التي تضم جزء كبير من الكوادر المحترمة وصاحبة الخبرة التنظيمية ، لكنها للأسف لن تستطيع أن تُعيد وضع الحركة إلى المكانة التي يُريدها الكادر الفتحاوي ، مع تمنياتنا لهم بالنجاح ، ونحن معهم في أن يتم استعادة نهوض الحركة على أساس الشراكة والبناء بعيداً عن منهج تصفية الحسابات والإصفافات المناطقية والعشائرية والولاءات الشخصية .
حركة فتح تعرضت للكثير من الأحداث التي جعلت من إعادة ترتيبها شيئاً مستحيلاً ، هذه الأحداث كلنا نعلمها جيداً ، سواءاً في الحالة التنظيمية أو العسكرية ، من هذه الأحداث الجمع بين العمل التنظيمي والرسمي ، بحيث انخرط أبناء التنظيم في المؤسسات الرسمية والعسكرية بعد العام 1994م ، وهنا بدأت المشكلة ، بحيث أصبحت فتح طريق للوصول لديوان الموظفين أو هيئة التنظيم والإدارة ، رتب عسكرية ومدراء عامون ووكلاء وزارات ، فأصبحت فتح عبارة عن بطاقة وصول للموقع وهنا كانت الكارثة الأولى .
القضية الأخرى هي تقسيم الحركة إلى مواقع عشائرية .. بين لاجئ ومواطن ... بين ابن غزة وابن الضفة بين الحرس القديم والحرس الجديد ، هذه التقسيمات التي سمحنا بها وصمتنا عليها وهي بالتأكيد كانت السكين التي ذبحنا فيها فتح ، وللأسف الشديد هناك أعضاء من اللجنة المركزية والقيادات التنظيمية التي ساهمت في تعميق هذه الفجوات ، لخلافات شخصية وخاصة مع الأخ محمد دحلان .
القضية الثالثة هي إعادة ترتيب الأقاليم قبل أعوام ، حين قام الأخ عبد الله الإفرنجي بعقد لقاءات أدت بالنهاية لانتخابات وتعيينات في الأقاليم والمناطق ، لدرجة أن أصحاب الحق في الإقتراع كانوا من غير أبناء فتح ، ومنهم من ثبت انتماءه لتنظيم آخر ، والمصيبة أن الأخ عبد الله الإفرنجي علم بذلك من خلال إخوة أبلغوه بكافة الثغرات ، وبالنهاية تم تنفيذ اختياراته والتي أفرزت للأقاليم والمناطق شخصيات لا تمثل إلا نفسها ، وهذا ما أنتج حالة من السخط والغضب على القيادة التنظيمية وتوسعت الفجوة بين الكادر الميداني والقيادة التنظيمية وفقد الكادر الثقة بإمكانية تقدم الحركة بما يحقق طموحاتهم .
القضية الرابعة هي الإنقسام ، وما نتج عنه من تقسيم الحركة بين فتح في غزة تتعرض لمحاولات الإقصاء والاستهداف ، وفي الضفة الاستفراد بالقرار وتحويل الأمور إلى مركزية يتم من خلالها تهميش غزة وكوادرها ، وتكريس حالة الإحباط العام لدى الكادر الفتحاوي الذي بدأ تائهاً بين المطرقة والسنديان .
مع انعقاد المؤتمر السادس للحركة ، وبرغم كُل السلبيات التي سبقت انعقاده ، من حيث الأسماء التي تم ترشيحها ، ونظام الكوتة والشللية ، إلا أن الكادر الفتحاوي أراد أن يخرج من الأزمة التي حلت بالحركة منذ أعوام ، وجاءت نتائج المؤتمر مخيبة للآمال ، حيث الشعارات الرنانة والوعود ، وللأسف لازالت الحركة تسير في نفس الدائرة ، بل أن عدد المستفيدين منها زاد من خلال المواقع والمسميات ، على حساب المناضلين وكوادر الحركة الذين قدموا لها ولازالوا بدون أي مقابل .
اليوم هناك تحرك مع تشكيل الهيئة القيادية الجديدة للقطاع ، ومع عدم تفاؤلي بنجاح هذه الهيئة لأكثر من سبب أهمها أن لازالت هناك حالة من عدم الرضى من التشكيلة ، التي اعتمدت على الشخصنة واستبعاد كوادر مهمة وأساسية لهم تاريخ ويستطيعون المشاركة في محاولات استعادة أوضاع الحركة وترتيب أوراقها ولملمة جراحها وإعادة ثقة الكادر بها من جديد ، لذلك فإن الكادر الفتحاوي في غزة ، يُريد عدم مطالب ، هذه المطالب لن تكون مستحيلة ، بل هي حق طبيعي لكادر تمسك بحركته بكل الظروف ، وبرغم قلة الإمكانيات ، وتعرض الحركة لكُل المؤامرات الداخلية والخارجية .
المطلب الأول / احترام الكادر
مما لا شك فيه أن الكادر في غزة أصبح مقتنع بأن قيادة الحركة لا تقيم له أي اعتبارات ، وتتعامل معه كحجر الشطرنج مطلوب منه أن يبقى تحت الأوامر ، يتلقاها بدون مناقشة ، ولا يحق له مراجعتها أو إبداء الرأي فيها ، خاصة إذا كانت القرارات تتعلق بأداء الحركة أو مستقبلها ، وقد أثبتت القيادة هذه النظرية بأكثر من موقف منها عمليات التعيين والإقصاء والقرارات المتعلقة بالمؤسسات الحركية أو الوطنية .
وقف سياسة التشهير/
سئم الكادر الفتحاوي من سياسة التشهير والتخوين ، والتي تأتي بعد أي خلافات داخلية في الحركة ، ويصبح أن اختلاف في وجهات النظر وسيلة للبعض لانتهاج سياسة التخوين والتشهير الإعلامي ، مما ينعكس سلباً على وضع الحركة بشكل عام ، ويعمق حالة الإحباط لدى الكادر الفتحاوي .
التعامل مع غزة /
الكادر يتطلع لأن تتعامل القيادة مع قطاع غزة على أنه جزء أساسي ومهم في المعادلة ، فلا يجوز أن يكون جزء مهمش ، أو ضائع ، أو ساقط من الحسابات ، فيتم منحة الموازنات على أساس إرضائي وليس كمنطقة تنظيمية شكلت على الدوام الركيزة الأساسية لحركة فتح وللمشروع الوطني .
إنهاء ظاهرة المخبرين والممالك الشخصية /
لا يريد الكادر الفتحاوي في غزة أن يستمر العمل بنظام المخبرين ، هذا النظام السائد منذ فترة ، وهو الذي يُشكل أساس العلاقة بين القيادة والميدان ، فكل عضو في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري له شلة على الأرض ، تعطيه المعلومات التي تُريد ، وتحجب عنه ما تُريد ، وذلك بعيداً عن مصلحة الحركة وكوادرها أو المصلحة العامة ، كذلك مطلوب إنهاء ظاهرة الممالك ، بحيث يعتقد كُل قائد في فتح أن الحركة ملكاً خاصاً له ولعائلته وهي جزء من إمبراطوريته الخاصة .
تحقيق العدالة /
الكادر الفتحاوي تعرض للكثير من الظلم طيلة سنوات ، فعلى مستوى التعيينات ، أو الترقيات ، أو الوظائف ، فهو يتطلع لتحقيق العدالة ، وإعادة تقييم الأمور لتسوية أوضاع المناضلين والمعطاءين ، بعيداً عن نظام الشخصنة والتزكيات الخاصة والواسطة والمحسوبيات ، فهناك كوادر لم يحصلوا على حقوقهم الطبيعية بالتوازي مع تضحياتهم ، في حين أن عدد كبير حصل على مواقع وترقيات على حساب هذه الفئة المظلومة .
العمل وفق نظام الإستفتاء /
أعتقد أن العالم اليوم أنهى نظام فرض القرارات بقوة السلطة ، وخاصة إذا تعلق الأمر بحركة جماهيرية لها تاريخها ، حركة مطلوب أن تراعي العديد من الظروف والإحتياجات والتطلعات ، فيجب أن يتم اعتماد نظام الإستفتاء والمشاركة في صنع القرار بالتنسيق بين القيادة والقاعدة الجماهيرية الميدانية ، لأن القاعدة هي من يستطيع أنجاح أو إفشال أي مشروع مستقبلي لبناء الحركة .
توحيد ودعم الإعلام /
مما لاشك فيه أن الإعلام يلعب دور مهم في صناعة القرار في العالم ، وهو صاحب الفضل في توجيه مسارات الشعوب ، وهو الطريقة الأسرع والأسهل للوصول لعقول الناس ، بالتالي كانت تجربة فتح في الإعلام فاشلة تماماً ، وهذا ما يجعلنا نطالب بأن يكون الإعلام الفتحاوي موحداً ، يحمل خطاب واحد مبني على معلومات ، وليس على التكهنات أو التأليف .
إعادة تقييم المؤسسات /
ثبت للجميع الفشل الذريع لحركة فتح في إدارة المؤسسات والنقابات ، لذلك المطلوب العمل على إعادة تقييم الأداء المؤسساتي ، ووضع الخطط اللازمة لترتيب هذه المؤسسات ، بما يضمن وجود كادر يستطيع أن يحمل الأمانة بكل شرف ونزاهة ، بعيداً عن المحسوبيات والشللية .
تعميق مفهوم الوفاء والإنتماء /
أخيراً ، لا يجب أن ننسى شهداءنا الأبرار ، وأسرانا البواسل ، وجرحانا ، وفقراءنا ، وأهمية تعميق مفهوم الوفاء لذكراهم ، والعمل على التواصل مع عائلاتهم ، وتقديم كُل الدعم والمساندة والمساعدة المادية واللوجستية لهم ولأطفالهم ، بما يضمن تحقيق رسالة التكافل الاجتماعي ، هذا التكافل الذي يؤدي بالنهاية لخلق أجيال متتالية تؤمن وتحافظ على هذا الموروث من العمل النضالي الذي قدمنا من أجلة كُل هذه التضحيات والدماء ، وتعمق مفهوم الإنتماء لحركة تحترم تضحيات أبناءها .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي