سلوانُ عينُ القدس
بضعُ الدّقائقِ
تفصلُ الأفراحَ عنْ عينيكِ
فاحتملي ...
قدْ آنَ أنْ تلهوُ
الفراشاتُ الرّقيقةُ
فـــي ربـــيعِكِ
دونما وَجَلِ ..
فتجهّزي للعيدِ
منْ فوقِ الرّكامِ
وأخرجي منْ جرحِ صدركِ
كلَّ أبخرةِ العذابِ
ولعنةَ الأزلِ ..
مـُدّي جناحكِ
فوقَ أسوارِ المشقّةِ
والتّمزّقِ والأسى ,
ألقي ثيابَ العجزِ عنْ
نخرِ السنينِ اليومَ
واغتســـلي ..
ولتلبسي
ثوبًا جديدًا للسّعادةِ
في مساءِ الحبِّ
واكـتــحلي ..
سلوانُ
يا بنتَ الطّهارةِ في
زمانِ العـُهرِ
قدْ تعبَ العفافُ
منَ ارتــكابِ الفـُحـــشِ
والأوزارِ والدّجلِ ..
وأنتِ منذُ البدءِ قدْ
حـَمَلتــْكِ في نــُـطــَفِ النّشوءِ كرامةٌ
وولدتِ منْ رحمِ الرّسالاتِ العظيمةِ
في مدينةِ أولياءِ الله
والرّسلِ ..
ورضعتِ منْ
ثديِ اغترابِ النَفسِ
والأسفارِ والمنفى
وعرفتِ أرصفةَ الضّياعِ وبردَها
عندَ ارتطامِ الحقِّ بالجـّدرانِ
وخطبِها الجللِ ..
سلوانُ عينُ القدسِ
إنْ همْ أغلقوا فيكِ الجّفونَ
فكيفَ تعرفنا الطّريــــقُ
ومنْ يقودُ بها الخطى
في حالكِ السّبلِ ..
سلوانُ
أيـّـتها الحزينةُ
تحتَ سقفِ الفرحِ
أرسلكِ الزمانُ
إلى وراءِ الفهمِ والإدراكِ
قدْ آنَ الإيابُ
وآنَ أنْ تمشي إليكِ سريعةً
سحــبُ السّــــــماءِ
بغيثها الهَطـِلِ ..
اليومُ يومُكِ
كيْ تدورَ الشّمسُ حولكِ
قدْ غدوتِ أميرةً
فخذي سناكِ مِنَ الثّريـّا والضّيا
واللؤلؤَ المنــثورَ
منْ زُحَـلِ ..
إنّي أراكِ
كما الحوارياتِ في ظلِّ النّخيلِ
أرى جـــنانَ الخـُــلدِ فــــي
صفحاتِ خدّكِ زهــــرةً
والعاشـــقونَ لشــــمّها
عبروا بحارَ الحبِّ
فـي عـَـجـَلِ ..
والسّابقونَ السّابقونَ
منَ الذينَ تقدّموا في العشقِ
أيـّـتها الجـمـّيلةُ في النّعيمِ
يضمّهمْ كالأمِّ
كوثــرُكِ الطّهورِ
وأنهرُ العسلِ ..
هوَ ذا شُعاعُ النّورِ
يقبعُ خلفَ أبوابِ المدينةِ
حاملًا حلمَ الصّباحِ
وباقةَ الأملِ ..
بضعُ الدّقائقِ
في حقيباتِ الزّمانِ خفيفةٌ
وكلمحةٍ في سالفِ الأيامِ بلْ
وكـــحصوةٍ في
قمّةِ الجـّبلِ ..
بضعُ الدّقائقِ
بعدها ستُـفَتــّـحُ الأبوابُ
تدخلها خيوطُ الشّمسِ
تحملها دموعُ الذّكرياتِ
وجمرُها المخبوءُ منذُ
خـُـروجها مـــنْ
دفترِ الأزلِ ..
ولسوفَ تأتيكِ
البلابلُ منْ منافي العمرِ
تصـــدحُ بالنــّـشيدِ
بصوتِ مُبتهلِ ..
ويعودُ في الفجرِ الحبيبُ
مُقــَـبـّـلًا منْ تحتِ قدميكِ التّرابَ
ووجنتيكِ فزغردي وتهيّئي
سلوانُ للأعيادِ والأفراحِ
قومي استقبلي خدَّ الحبيب
وسائرَ العُشاقِ
بالقـُـبلِ ...
...
بقلم:
مهندس رفعت زيتون
22-10-2010
القدس.