صحف غربية:
فرنسا هدف لكراهية الإسلاميين
http://www.aljazeera.net/news/pages/f515765b-5f11-4c1c-b8b1-eff789fb88ff?GoogleStatID=9
اهتمت الصحف الألمانية بتحليل التدخل العسكري الفرنسي المتواصل منذ الجمعة الماضي ضد الإسلاميين والطوارق بشمال مالي، واتفقت تحليلات هذه الصحف على وجود إجماع أوروبي بالاكتفاء بالمساعدة اللوجستية وعدم إرسال قوات لمشاركة الفرنسيين قتالهم في شمال مالي.
ورأت صحيفة أن إرسال فرانسوا هولاند جنوده لمالي حوّل فرنسا إلى هدفٍ لكراهية الإسلاميين بالعالم، واعتبرت أخرى أن الاتحاد الأوروبي تعرض لصدمة "شريرة" بعدما تكشفت له استهانته بالإسلاميين والطوارق، وإبلاء الآخرين بلاء حسنا بقتال الفرنسيين.
وتحت عنوان (تدخل خطر وعواقبه أخطر)، كتبت زود دويتشه تسايتونغ "من المفترض أن هولاند دخل الحرب بمالي وهو يعرف أهدافه فيها وكيف سيخرج منها بلحظة ما".
وأضافت "عندما أطلق الفرنسيون رصاصهم على المتمردين شمالي مالي برروا تدخلهم هناك بالرغبة في المساعدة لإيقاف زحف الجهاديين، وهو ما يبدو غير قابل للتحقيق، ثم وسع هولاند أهداف حربه بإعلان عزمه تحرير كل مالي وتعيين حكومة شرعية وإجراء انتخابات فيها".
وذكرت الصحيفة أن تباطؤ أو ضعف التدخل الأفريقي المرتقب بمالي سيؤدي لبقاء الفرنسيين لفترة أطول لمقاتلة الإسلاميين والطوارق، وانتقال تداعيات الأزمة لدول الجوار مثلما جرى بالجزائر، وأشارت إلى أن هولاند حوّل بلاده بهذا التدخل العسكري في منطقة الساحل إلى هدفٍ لكراهية الإسلاميين في العالم، وكان أسهل وأكثر راحة له لو كان ترك مالي لمصيرها.
وخلصت إلى أن "محاولة باريس بزمن الأزمة الاقتصادية مواساة نفسها بإظهار أنها قوة عسكرية، لاقى تأييدا بكلمات دافئة أكثر من الأفعال من شركائها الأوروبيين، خاصة ألمانيا الراغبة بالمحافظة على ماء وجهها كصديقة لفرنسا بعرض المساعدة الضرورية".
"
رأت فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ أن الناتو يبدو غير مكترثٍ لما يجري بمالي، وأنه أوكل مهمة التصرف هناك للاتحاد الأوروبي لاستغراقه بمتابعة انسحابه من أفغانستان، وتحفظ الأميركيين على المشاركة بأي تدخل عسكري دولي جديد نتيجة تركيز باراك أوباما على بناء أميركا
"
مفاجأة الإسلاميين
وتحت عنوان "كله إلا إرسال قوات" تطرقت فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببروكسل، وقالت "رغم دعم دول أوروبية كثيرة لتدخل باريس العسكري بمالي إلا أن أيا من هذه الدول ليست مستعدة لإرسال قوات للقتال إلى جانب الفرنسيين في شمال مالي أو المشاركة بتدخل عسكري طويل الأمد في هذا البلد".
وقالت إن أحدا من الأوروبيين لا يبدوا قادرا على الحديث أمام الكاميرات عن "مفاجأة شريرة" تبدت لهم بمالي بعد المستوى الذي أظهره المقاومون هناك بقتال الفرنسيين، وأوضحت أن الأوروبيين خططوا منذ شهور لتدخلهم العسكري في شمال مالي، وهم واثقون من أن مجموعات الإسلاميين والطوارق هم "همج" يفتقدون التنسيق وسيولون الأدبار عند أول زخات رصاص يطلقها عليهم خصم مدرب.
وأشارت إلى أن الأيام الماضية أظهرت استهانة بروكسل بالجهاديين، وكشفت للأوروبيين أن المسلحين الإسلاميين والطوارق شمال مالي جيدو التنظيم والتسليح وذوي بأس شديد في القتال.
ولفتت إلى أن عبارة "حل أفريقي لمشكلة أفريقية" باتت من أكثر العبارات المتداولة الآن داخل الاتحاد الأوروبي، مما يعكس رغبة الأوروبيين بعدم إرسال أي قوات لمالي، وتفضيل انتظار مجيء القوات الأفريقية، ونوهت إلى أن حالة من الهدوء تسود الطرف الآخر من مدينة بروكسل حيث مقر حلف الناتو.
ورأت أن الناتو يبدو غير مكترث لما يجري بمالي، وأنه أوكل مهمة التصرف هناك للاتحاد الأوروبي، لاستغراقه بمتابعة انسحابه من أفغانستان، وتحفظ الأميركيين على المشاركة بأي تدخل عسكري دولي جديد نتيجة تركيز باراك أوباما على بناء أميركا.
انتقادات فرنسية
ومن جانبها، قالت صحيفة يونغا فيلت إن الانتقادات للتدخل العسكري الفرنسي بمالي أخذت تبرز في فرنسا رغم ما عكسته استطلاعات الرأي من تأييد أكثرية الفرنسيين لهذا التدخل، وأشارت إلى أن الحزب الشيوعي الفرنسي هاجم إرسال جنود البلاد لمنطقة الساحل الأفريقي دون عرض الأمر على البرلمان.
واعتبر الحزب -وفق يونغا فيلت- أن الأوضاع بمالي تتطلب حلا سياسيا يتضمن حوارا مع الإسلاميين هناك، وانتقد سياسة حكومة هولاند الإعلامية تجاه ما يجري بمالي وتحديد حرية الصحفيين المرسلين لباماكو، وترويج الجيش الفرنسي لصور عادية لمناطق بمالي لا تظهر الواقع المرير للحرب هناك