الثلاثاء: 04 ذو القعدة 1434هجري، الموافق لـ 10 سبتمبر 2013
التعليم بالدعاء
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
ذكر الخطيب جملة من الآداب، التي يجب على الوالدين أن يتقيّدوا بها لتعليم الأبناء وتربيتهم. وأثناء وجبة الغداء التي جمعت الإمام بضيوفه، عاتبته في واحدة منها، قائلا .. أسأت حين طلبت من الأولياء، تفتيش جيوب أبنائهم، لأن بطلبك هذا، ستتحول البيوت إلى مراكز تفتيش، تزول عنها الثقة، ويحل محلها الصراع وسوء الفهم. ثم شكرته قائلا .. كنت رائعا حين قلت للأولياء.. ادعوا لأبنائكم.
إن الإبن، عطاء من الله تعالى، ولكي يدوم العطاء وينعم به صاحبه، فالدعاء بالتوفيق والنجاح والثبات، أولى الخطوات وأهمها.
الأولياء بفطرتهم السليمة، يوفرون للأبناء مايحتاجون من أكل وشرب وملبس وأدوات مدرسية ووسائل الراحة المختلفة، وقد يحرمون أنفسهم متاع الدنيا، مقابل أن ينعم بها الأبناء.
وهذه خصال حسنة محمودة يُشكرصاحبها، لكن الدعاء للأبناء، لايحرم صاحبه ولايرهقه، وفوائده تتعدى صاحبه .. فالمستفيد الأول من الدعاء هما الوالدين، لأنه دعاء بالغيب، وكل من دعا بالغيب، فله مثل دعوته. والولد الصالح، هو ذاك الذي كان ثمرة دعاء صالح من الوالدين، فينمو الولد على الدعاء للوالدين في حياتهما، وبعد مماتهما.
المطلوب من الوالدين، أن لايتوقفوا لحظة عن الدعاء للأبناء، فأبواب السماء مفتوحة لدعاء الوالدين في كل حين.
والدعاء يشمل كل الأوقات، وجميع الحالات، وكل الخصال .. ادعوا لابنك أن يوفقه ربه، فيما تراه حسنا يستوجب الدوام والثبات. وادعوا أن يبعده عن ماتراه سيّئا غير لائق، يستوجب الابتعاد عنه. وادعوا أن يحفظه في جميع حركاته وسكناته.
وعلى الوالدين أن يغتنموا فرص الدعاء، فيحرصون عليها .. وقد كان علماؤنا يجمعون أهليهم وأبنائهم، أثناء ختم القرآن الكريم. وسيّدنا زكريا عليه السلام، دعا ربه، حين لمس بشائر من سيّدتنا مريم عليها السلام .. والأمثلة على ذلك كثيرة متنوعة.
إن الدعاء عبادة، وإذا كان من الوالدين للأبناء، فهو من أجلّ العبادات. والعلم عبادة، فتقرّب للعبادة بالعبادة، فتجمع بين عبادتين، عبادة الدعاء وعبادة العلم.
إن تربية الأبناء وتعليمهم، لايمكن أن يدعيها أحد، فكم من جاهل خرج من صلب عالم، وكم من عالم خرج من ظهر جاهل. ولولا استغلال النفوذ والمناصب، لكان أكثر أبناء أهل العلم خارج أسوار المدارس والجامعات، ولكان أبناء الضعفاء والأميين، أساتذة يقتدى بهم في العلم والمعرفة. ولاعجب في ذلك، فالناس مازالوا يتعوّذون من إبن سيّدنا نوح عليه السلام، وهو رسول الله ومن أولي العزم.
إن تعليم الابن وتربيته، يقوم على مايحتاجه من حوائج ولوازم، وكذلك دعاء الوالدين، يظل يرافق الأبناء في كل مراحل الحياة، وجميع ظروفها .. فاغتنم سرّك وعلانيتك، وحلّك وترحالك، وفراغك وشغلك، وصحتك ومرضك، وغناك وفقرك، وشبابك وهرمك، وصعودك ونزولك، وفرحك وأحزانك، وقوتك وضعفك، في الدعاء لأبناء، ولجميع الأبناء.
التعليم بالدعاء
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
ذكر الخطيب جملة من الآداب، التي يجب على الوالدين أن يتقيّدوا بها لتعليم الأبناء وتربيتهم. وأثناء وجبة الغداء التي جمعت الإمام بضيوفه، عاتبته في واحدة منها، قائلا .. أسأت حين طلبت من الأولياء، تفتيش جيوب أبنائهم، لأن بطلبك هذا، ستتحول البيوت إلى مراكز تفتيش، تزول عنها الثقة، ويحل محلها الصراع وسوء الفهم. ثم شكرته قائلا .. كنت رائعا حين قلت للأولياء.. ادعوا لأبنائكم.
إن الإبن، عطاء من الله تعالى، ولكي يدوم العطاء وينعم به صاحبه، فالدعاء بالتوفيق والنجاح والثبات، أولى الخطوات وأهمها.
الأولياء بفطرتهم السليمة، يوفرون للأبناء مايحتاجون من أكل وشرب وملبس وأدوات مدرسية ووسائل الراحة المختلفة، وقد يحرمون أنفسهم متاع الدنيا، مقابل أن ينعم بها الأبناء.
وهذه خصال حسنة محمودة يُشكرصاحبها، لكن الدعاء للأبناء، لايحرم صاحبه ولايرهقه، وفوائده تتعدى صاحبه .. فالمستفيد الأول من الدعاء هما الوالدين، لأنه دعاء بالغيب، وكل من دعا بالغيب، فله مثل دعوته. والولد الصالح، هو ذاك الذي كان ثمرة دعاء صالح من الوالدين، فينمو الولد على الدعاء للوالدين في حياتهما، وبعد مماتهما.
المطلوب من الوالدين، أن لايتوقفوا لحظة عن الدعاء للأبناء، فأبواب السماء مفتوحة لدعاء الوالدين في كل حين.
والدعاء يشمل كل الأوقات، وجميع الحالات، وكل الخصال .. ادعوا لابنك أن يوفقه ربه، فيما تراه حسنا يستوجب الدوام والثبات. وادعوا أن يبعده عن ماتراه سيّئا غير لائق، يستوجب الابتعاد عنه. وادعوا أن يحفظه في جميع حركاته وسكناته.
وعلى الوالدين أن يغتنموا فرص الدعاء، فيحرصون عليها .. وقد كان علماؤنا يجمعون أهليهم وأبنائهم، أثناء ختم القرآن الكريم. وسيّدنا زكريا عليه السلام، دعا ربه، حين لمس بشائر من سيّدتنا مريم عليها السلام .. والأمثلة على ذلك كثيرة متنوعة.
إن الدعاء عبادة، وإذا كان من الوالدين للأبناء، فهو من أجلّ العبادات. والعلم عبادة، فتقرّب للعبادة بالعبادة، فتجمع بين عبادتين، عبادة الدعاء وعبادة العلم.
إن تربية الأبناء وتعليمهم، لايمكن أن يدعيها أحد، فكم من جاهل خرج من صلب عالم، وكم من عالم خرج من ظهر جاهل. ولولا استغلال النفوذ والمناصب، لكان أكثر أبناء أهل العلم خارج أسوار المدارس والجامعات، ولكان أبناء الضعفاء والأميين، أساتذة يقتدى بهم في العلم والمعرفة. ولاعجب في ذلك، فالناس مازالوا يتعوّذون من إبن سيّدنا نوح عليه السلام، وهو رسول الله ومن أولي العزم.
إن تعليم الابن وتربيته، يقوم على مايحتاجه من حوائج ولوازم، وكذلك دعاء الوالدين، يظل يرافق الأبناء في كل مراحل الحياة، وجميع ظروفها .. فاغتنم سرّك وعلانيتك، وحلّك وترحالك، وفراغك وشغلك، وصحتك ومرضك، وغناك وفقرك، وشبابك وهرمك، وصعودك ونزولك، وفرحك وأحزانك، وقوتك وضعفك، في الدعاء لأبناء، ولجميع الأبناء.