الأربعاء: 19 ربيع الثاني 1435هجري، الموافق لـ 19 فيفري 2014
سماحة مسلم وشهادة مسيحي
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
في إحدى حلقات "خواطر9"، سأل صاحب الحصة، القساوسة الأقباط، المشرفين على الكنائس المصرية عن سبب تسمية الكنائس بأسماء معينة، وذكر بعضها، وعرض اللوحة التي تحمل أسماءهم في مدخل الكنيسة.
قال القساوسة الأقباط .. سميت الكنائس بأسماء الشهداء الأقباط الذين قتلوا، أثناء غزو الرومان لمصر. فكانت الأسماء من باب الذكرى والعرفان، ثم راحوا يتحدثون بمرارة عن البشاعة وسفك الدماء، التي تزامنت وغزو الرومان.
وحين سئل القساوسة الأقباط عن الظروف التي تمّ فيها الفتح الإسلامي على يد سيّدنا عمر بن العاص، رحمة الله عليه، ورضي الله عنه وأرضاه، أجابوا بصوت واحد..
لم يتعرّض مسيحي واحد لأذى، وأن الفاتحين المسلمين جميعا، احترموا الرهبان والصلبان والكنائس، وأبقوا على دينهم وعاداتهم. ثم أكدوا ذلك وقالوا..
لم يحدث للمسيحيين الأقباط أيّ مكروه، جرّاء الفتح الإسلامي، بدليل أنه لم يمت قبطي واحد، حتى نطلق إسمه على كنائسنا، لذلك لايوجد كنيسة تحمل اسم قبطي عاش في الفتح الإسلامي، لأنه في تلك الفترة، لم يتعرّض أحد لأذى، ناهيك عن سفك دمه.
وفي نفس اليوم مساء وبالصدفة، تبث إحدى الفضائيات السورية، حصة حول المسيحيين في سورية، قال عبرها أحد القساوسة..
حين هاجمنا المسلحون، وأرادوا قتل المسيحيين وسفك دماءهم، التف الجيران المسلمون حولنا، ودافعوا عنا دفاعهم عن أنفسهم، وسلكوا في سبيل ذلك كل السّبل، وأخفونا عن المسلحين، حتى مرّت الأمور بسلام. ثم راح القسّ، يشكر جيرانه المسلمين، الذين لايعرف النسبة الكبيرة منهم، ويدعو لهم بالتوفيق، ويشيد بهذه الخصال، ويدعو الجميع، لتكون خلقا للجميع.
إن سعة الكون كسعة التسامح، تصون المسامح وتحفظ ذكره، لأن صدره أوسع. ومن وسع صدره غيره، احترمه الكبار. وأعلى مراتب التسامح، أن تعفو وأنت القادر الفاتح.
سماحة مسلم وشهادة مسيحي
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
في إحدى حلقات "خواطر9"، سأل صاحب الحصة، القساوسة الأقباط، المشرفين على الكنائس المصرية عن سبب تسمية الكنائس بأسماء معينة، وذكر بعضها، وعرض اللوحة التي تحمل أسماءهم في مدخل الكنيسة.
قال القساوسة الأقباط .. سميت الكنائس بأسماء الشهداء الأقباط الذين قتلوا، أثناء غزو الرومان لمصر. فكانت الأسماء من باب الذكرى والعرفان، ثم راحوا يتحدثون بمرارة عن البشاعة وسفك الدماء، التي تزامنت وغزو الرومان.
وحين سئل القساوسة الأقباط عن الظروف التي تمّ فيها الفتح الإسلامي على يد سيّدنا عمر بن العاص، رحمة الله عليه، ورضي الله عنه وأرضاه، أجابوا بصوت واحد..
لم يتعرّض مسيحي واحد لأذى، وأن الفاتحين المسلمين جميعا، احترموا الرهبان والصلبان والكنائس، وأبقوا على دينهم وعاداتهم. ثم أكدوا ذلك وقالوا..
لم يحدث للمسيحيين الأقباط أيّ مكروه، جرّاء الفتح الإسلامي، بدليل أنه لم يمت قبطي واحد، حتى نطلق إسمه على كنائسنا، لذلك لايوجد كنيسة تحمل اسم قبطي عاش في الفتح الإسلامي، لأنه في تلك الفترة، لم يتعرّض أحد لأذى، ناهيك عن سفك دمه.
وفي نفس اليوم مساء وبالصدفة، تبث إحدى الفضائيات السورية، حصة حول المسيحيين في سورية، قال عبرها أحد القساوسة..
حين هاجمنا المسلحون، وأرادوا قتل المسيحيين وسفك دماءهم، التف الجيران المسلمون حولنا، ودافعوا عنا دفاعهم عن أنفسهم، وسلكوا في سبيل ذلك كل السّبل، وأخفونا عن المسلحين، حتى مرّت الأمور بسلام. ثم راح القسّ، يشكر جيرانه المسلمين، الذين لايعرف النسبة الكبيرة منهم، ويدعو لهم بالتوفيق، ويشيد بهذه الخصال، ويدعو الجميع، لتكون خلقا للجميع.
إن سعة الكون كسعة التسامح، تصون المسامح وتحفظ ذكره، لأن صدره أوسع. ومن وسع صدره غيره، احترمه الكبار. وأعلى مراتب التسامح، أن تعفو وأنت القادر الفاتح.