اليست صورة معبرة عن دجل رجال الدين الاسلامي الذين لم تهاجمهم اطلاقا
اولا انا لا اهرب مطلقا ثانيا الصورة ليست معبرة بل الصورة تم تحريفها
فكما تعلم ويعلم الجميع ان الانسان يمرض وان المرض تختلف حالاته
وبالتالي تختلف علاجاته
فهل الطب المتقدم اليوم يعالج مثلا مرض السكري بادوية الانفلونزا
ام ان لكل حالة من حالات المرض دواء وعلاج يختلف عن الاخر
والاسلام حث على التداوي ولم يهمل التداوي
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صل ى الله عليه وسلم:" إن الله انزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بالحرام" سنن البيهقي الكبرى
ولحديث أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى ؟ قال : ( تداووا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحد ) قالوا : يا رسول الله وما هو ؟ قال : ( الهرم ) . أخرجه الترمذي 4/383 رقم 1961 وقال : هذا حديث حسن صحيح وهو في صحيح الجامع 2930 .
يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) رواه البخاري
فالتدواي والدواء يحتاج الى العلم والمعرفة كما هو واضح في الحديث السابق ذكره
* ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) رواه أبو يعلى وأبن حبان في صحيحه
* وقال عليه الصلاة والسلام : ( أعرضو علي رقاكم ، لابأس بالرقى مالم تكن شركاً ) رواه مسلم وأبو داوود
* وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً قال ( اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً ) رواه البخاري ومسلم
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أشتكى قرأ على نفسه بالمعوذات ( البخاري ومسلم )
كما حثَّ الإسلامُ الأطبَّاءَ على التَّفتيش عن الدَّواء وإجراء البحث العِلمي الذي يُوصِلهم إليه، بقوله عليه الصَّلاة والسَّلام في الحَديث الذي رواه مسلمٌ وأحمد عن جابِر: [لكلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أَصابَ دواءٌ الدَّاءَ، بَرِئ بإذن الله]، وكأنَّ النبيَّ بذلك يريد من أطبَّاء المسلمين أن يُحدِّدوا الدواء لكلِّ مرض، ومقداره ونوعه وكمِّيته أو جرعاته، حتَّى يصيل المرضَ تَماماً؛ وفي رواية أحمد: [إنَّ اللهَ لم يُنـزِل داءً إلاَّ أنزلَ له شفاءً: عَلِمَه من عَلِمه، وجَهِله من جَهِله]. وليسَ أدلَّ على دفع الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام الناس إلى الإصرار على التَّداوي بدلاً من انتظار الشَّفاء من دون طلب للعِلاج ما رواه البُخاري عن خالِد بن سَعد، قال: خَرجنا ومعنا غالب بن أَبجر، فمَرض في الطَّريق، فقَدمنا المدينةَ وهو مَريضٌ، فعاده ابنُ أبِي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحُبَيبة السَّوداء فخُذوا منها خَمساً أو سبعاً فاسحقوها، ثمَّ اقطروها في أنفه بقطراتِ زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإنَّ عائشةَ حدَّثتني أنَّها سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلَّم يقول: [إنَّ هذه الحبَّة السَّوداء شفاءٌ من كلِّ داء إلاَّ من السَّام، قلُت وما السَّام قال: الموت].
والمهمُّ في مَوضوع المُداواة أنَّ النبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام وضعَ للنَّاس قضيَّةَ التَّداوي في مَوضِعها الصَّحيح يومَ قيلَ له، فيما رَواه التِّرمذي عن أبِي خُزامَة، [أرأيت رُقىً نَستَرقيها، ودواءً نتداوى به، وتُقاةً نتَّقيها، هل تَردُّ من قَدر الله شيئاً؟ فقال صلَّى الله عليه وسَلَّم: هي من قَدَر الله]، مبيِّناً بذلك أنَّ أقدارَ الله تُدفَع بأقدار الله؛ فلا مكانَ في الإسلام للتَّواكُل باسم التوكُّل، بل إنَّ المسلمَ مأمورٌ بأن يدفعَ قدرَ الله بقدرِ الله، مُتوكِّلاً في ذلك على ربِّ العالمين.
لكنَّ التَّداوي بالاعتِماد على الله تعالى، بعدَ الأَخذ بالأَسباب وطلب مَشورة الطَّبيب، هو أعلى دَرجات التَّداوي على الإطلاق؛ فإذا كان الشخصُ الصَّحيح لا غنى له على التوكُّل على الله عزَّ وجل، والاعتِماد عليه في حفظ صِحَّته وعافيته فكيف بالمريض الذي يَكون في أمسِّ الحاجة لعَون خالِقه؟ وقد بيَّن الإمامُ ابنُ القيِّم ـ رحمه الله تعالى ـ أثرَ التوكُّل على الله تعالى في دفع المرض بأحسن ممَّا تدفعه الأدويةُ مهما قيل في نَفعها، وذكر في ذلك: (اعتماد القلب على الله، والتوكُّل عليه، والالتِجاء إليه، والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلُّل له، والصَّدقة، والدُّعاء والتَّوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف والتَّفريج عن المكروب؛ فإنَّ هذه الأدوية قد جَرَّبتها الأممُ على اختِلاف أديانِها ومِلَلها، فوجدوا لها من التَّأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علمُ الأطبَّاء. وقد جَرَّبنا نحن وغيرنا من هذا أموراً كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدويةُ الحسِّية)؛ ثم قال رحمَه الله: (فإنَّ القلبَ إذا اتَّصل برب العالمين، وخالق الدَّاء والدواء، ومدبِّر الطبيعة ومُصرِّفها على ما يشاء، كانت له أدويةٌ أخرى غير الأدوية التي يُعانيها القلبُ البَعيد منه المُعرِض عنه ... وقد عُلِم أنَّ الأرواحَ متى قويت وقويت النفسُ والطَّبيعة تعاونا على دفع الدَّاء وقهره، فكيف يُنكَر لمن قَويت طبيعتُه ونفسه وفرحت بقُربِها من بارئها وأُنسِها به وتوكُّلها عليه أن يكونَ ذلك له من أكبر الأدوية، وتُوجِب له هذه القوَّة دفعَ الألم بالكلِّية؟!.
ولكنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم قاومَ ما يُسمَّى "الطبَّ الرُّوحانِي"، واحترمَ الطبَّ القائمَ على الملاحظَة والتَّجربة والأَسباب والمسبِّبات، وأبطلَ كلَّ مظهرٍ وثني في التَّداوي، كالاعتِماد على التَّمائم والقوى الخفيَّة، وما إلى ذلك من عَمَل السَّحرة والمشعوذين والدجَّالين، فقال عليه الصَّلاة والسَّلام في الحديث الذي رواه الإمامُ أحمد عن عقبة بن عامِر: [من علَّقَ تَميمةً فقد أشركَ]، وفي روايةٍ عنه لأبِي داوود والنِّسائي وابن ماجَة والحاكِم: [من علَّقَ تَميمةً فلا أتمَّ اللهُ له، ومن علَّقَ ودعةً فلا وَدَعَ اللهُ له]، أي لا تركه اللهُ في دَعةٍ وسُكون.
وبناءً على ذلك فإنَّ الجمعَ ما بين الأخذ بالأسباب وتَناوُل الدَّواء الذي وصفه الطَّبيب، والاعتماد على الله، مُسبِّب الأسباب ومسيِّر الأكوان، الشَّافي المعافِي، لهو الكَفيل بإذن الله بتَحقيق الشَّفاء والمنفعة من العِلاج، يقول تعالى: {وَإِذَا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ} [الشُّعَراء، 80].
واذا كان القاريء منصفا فسيجد ان الاسلام حث على التدواي وطلب العلم لمعرفة الداء والدواء
ويلاحظ القاريء المنصف ايضا اختلاف وصفات العلاج الواردة في الاحاديث لاختلاف العلة والمرض
يتبع .....