السبت: 09 شعبان 1435هجري، الموافق لـ 07 جوان 2014
كيفية التعامل مع الأسماء
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
أسماء خاطئة : أطلقت إيران إسم قاتل السادات على أحد شوارعها، وهذا خطأ سياسي إرتكبته إيران، فما كان لها أن تتخذ إسم قاتل لشارع من شوارعها، حتّى لو خالفت المقتول في كل ماذهب إليه في علاقاته مع الصهاينة.
وللتدليل على ذلك، فإن مصر اشترطت على إيران، إلغاء إسم القاتل من الشارع، لعودة العلاقات معها.
وفعلا تمّ سحب إسم القاتل من الشارع، بعد سنوات طوال من إطلاق إسمه ، وعادت العلاقا، بعد التغيّر الذي حدث حينها على هرم السلطة الإيرانية.
أسماء مكررة: تعرف الأمة رموزا كثيرة لا تنقرض ولا تنتهي، وإطلاق أسماء من الماضي السحيق، أو الحاضر القريب على منشآت علمية ودينية وثقافية، من الأعمال التي يشكر عليها القائم على إطلاق هذه الأسماء.
لكن أن يتكرر إسم واحد ، ويطلق على عدد كبيرة من المنشآت، دون غيره من بين آلاف الأسماء، فإنه علامة على طمس أسماء أخرىلاتقل أهمية، وتعريضها للنسيان دون قصد. وأمام القارئ والناقد مثالين، وهما..
تكرار إسم الصحابي : حين فتح سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، كان عدد الصحابة 14 ألف صحابي. فلا يعقل من ضمن هذا الكم من الصحابة، ناهيك عن التابعين وتابع التابعين وغيرهم، يختار عدد محدود جدا من الأسماء، وإطلاقها على كافة المنشآت العلمية والدينية والثقافية، وفي نفس الوقت، يتم تجاهل الآخرين، حتّى أنّه يخيّل للمتتبع، أن عدد الصحابة محصور في واحد أو إثنين أو أربعة، دون الآلاف المعروفة والمشهود لها بالفضائل والقيم.
تكرار أسماء الشهداء الجزائريين: نفس الكلام الذي ذكر ، بشأن تكرار أسماء معيّنة محدودة من الصحابة والتابعين، دون غيرهم يقال على إطلاق أسماء مجاهدين وشهداء جزائريين على منشآت علمية ودينية وسياسية ورياضية وفكرية، وحصرها في أسماء محدودة، تتكرر على معظم المؤسسات المنتشرة عبر البلاد.
إن عدد الشهداء والرجال الذين ماتوا لأجل الجزائر كبير جدا وإطلاق أسماء معيّنة محدودة، يعتبر إجحافا في حقّ أسماء أخرى، شهد لها التاريخ والميدان، بما تستحق أن يطلق إسمها على أعزّ الأماكن ، من حيث المكانة والاسم والمساحة.
إذن، وجب إعادة النظر في عدم تكرار نفس الأسماء، والالتفات لأسماء لم تذكر، ولم يطلق إسمها، خاصة تلك التي ضحّت بما تملك من نفس غالية، وشباب، وصحة، وعلم ، ومال، وجاه، ومنصب، ولم تركن للمغريات الكثيرة العديدة، التي عُرضت عليها في حينها.
إختزال الأسماء : إختزال رمز الإسم الذي يطلق على مؤسسة معيّنة، يعتبر إهانة للرمز، خاصة إذا كان من أهل السّبق في ميدانه. وقد لاحظت ذلك على إحدى المتوسطات، الذي أطلق عليها رمز عوض إسم.
فالاسم دال على صاحبه، ويدل على أفعاله، وحين يكتب بالرموز، فإن المرء يظل يبحث عن الاسم الحقيقي دون أن يعثر عليه. وقد يفهم من خلال الرمز إسما آخر، لاعلاقة له بصاحب الاسم، فَيَضِيعَ صاحب الرمز.
أرقام عوض الأسماء : من الظواهر التي ابتليت بها الجزائر، إطلاق الأرقام على المنشآت والعمارات، كأن يكتب مسكن 720، حي 100 مسكن، مستشفى 240 سرير، فتفقد المؤسسة المعنى الذي أنشئت لأجله، ويضيع المعنى الحقيق في خضم الأرقام، خاصة وأن المشاريع في استمرار، والأرقام في تصاعد.
سبق لوسائل الإعلام الجزائرية، المكتوبة خاصة، أن نبّهت لخطورة إطلاق الأرقام على المؤسسات المختلفة منذ مدّة، واعتبرت ذلك من قبيل معاملة المساجين، وتشبيه بهم، حين توضع لهم أرقام في التعامل مع حياتهم اليومية.
الحروف عوض الأسماء: حين كنت بكلية العلوم الاقتصادية 2001 – 2010، وبعدها نقلت إلى كلية الهندسة المدنية والمعمارية 2010 - 2014 ، وبما أن الكليتين كانتا في طور الإنشاء، فقد تمّ إطلاق الحروف على المدرجات ..
مدرج أ. مدرج ب. مدرج ج. مدرجA. مدرج B. مدرج C. مدرج M. مدرج N. مدرج L.
ومازلت أتذكر، أني عرضت على المسؤولين القائمين على الكليتين، إطلاق أسماء من ذات التخصص على المدرجات والقاعات الكبرى، كإطلاق علماء في العلوم الاقتصادية، ومفكرين في العلوم التجارية، على مدرجات كلية الاقتصاد. وإطلاق أسماء علماء في الهندسة المدنية، وفي الهندسة المعمارية على المدرجات التابعة للكلية.
ولم تأخذ لحد الساعة، الملاحظات بعين الاعتبار، بل قوبلت بالرفض الشديد، والاستهزاء الشنيع.
وإنه لمنظر مشوّه، أن تدخل الجامعة، فتقابلك لوحات بالحروف، تدخل على المدرجات والقاعات، وكأنها مؤسسة لمحو الأمية.
ويزداد الأمر سوء، حين يضاف للإسم العربي، حرف أجنبي، فيمسي على الشكل المشوه التالي ..
مدرجA. مدرج B. مدرج C. مدرج M. مدرج N. مدرج L.
وهذا التناقض والضعف ، حتّى في اختيار الأسماء، التي تناسب الهيئة المعنية، يعطي صورة ولو مصغرة عن المستوى العلمي والأخلاقي، الذي وصلت إليه المؤسسات العلمية، وكذا القائمين عليها.
أسماء أهل المنطقة أولا: الدول والمجتمعات تتبادل إطلاق الأسماء على الشوارع والهيئات فيما بينها. ويعتبر هذا من مظاهر العالمية التي تكتسح المعمورة من خلال تبادل الأسماء.
الولايات المتحدة الأمريكية، تطلق إسم الأمير عبد القادر على أحد شوارعها. ويطلق إسم فلسطين على شوارع عدة من الدول العربية، وغير ذلك من الأسماء.
ونفس الشيء، يقال للأسماء التي تطلق داخل التراب الوطني، فتجد إسم معيّن من ولاية معيّنة، يطلق على شوارع وهيئات في عدّة ولايات، وهذا أمر مستحسن، خاصة وأن الاسم المعني، أصبحت له صبغة وطنية ودولية، فيما قدّم وأخّر.
لكن النقطة التي يود أن يشير إليها المتتبع ويطرحها، وهو يستحضر أمثلة حيّة على ذلك، وهي ..
حين تكون مؤسسة كبيرة ووحيدة في ولاية معيّنة، كالمطار، والجامعة، والمسجد الكبير، فهنا وجب إطلاق إسم من الولاية ، صاحبة المشروع والمؤسسة.
وبعد أن يزداد عدد المنشآت ، يمكن إطلاق إسم من ولاية أخرى، أو دولة أخرى، كما تطلق الولايات الأخرى والدول الأخرى، أسماء غيرها على منشآتها المختلفة.
أما أن يختار للولاية صاحبة المشروع الوحيد والضخم، إسم من ولاية أخرى، فإن ذلك من الإجحاف في حق الولاية ورجالها، الذين ساهموا في بناء أمة، ناهيك عن ولاية محدودة في الطول والعرض، والأداء والتأثير، وفي نفس الوقت، يعتبر ذلك اتّهاما بالعقم، وعدم إنجاب من يطلق إسمه على أكبر مؤسسة، ووحيدة في تلك الولاية.
النطق السليم للأسماء : حين كان صاحب الأسطر طالبا في جامعة الجزائر 1986 – 1990، وقف كغيره من الطلبة، ينتظر الحافلة المتجهة إلى الحي الجامعي بن عكنون. وبجانب كل رصيف وضعت لوحة، تحمل إسم الحي الذي تتجه إليه الحافلة. وكتب على إحداهن باللغة الفرنسية: "Caroubier". وبحكم براءته، سأل زملاءه أين الحافلة المتجهة إلى "الخروبة"؟. واتّخذه الزملاء يومها سخرية، لأن "Caroubier"هي "الخروبة". وكان الأجدر، أن تكتب باللغة الفرنسية، كما تنطق باللغة العربية "Kharouba".
إن سوء نطق الإسم ، ينسي الاسم الحقيقي، ويطمس آثاره وأعماله. ويكفي أن الصيادلة يضعون على صيدليتهم إسم " Avicenne"، ومع مرور الزمن، نسي النّاس إسم "ابن سينا"، واعتبروا " Avicenne"، طبيب غربي ، متناسين أنه نُطْق غربي، لعالم وطبيب وفيلسوف عربي، ولد سنة 370 هـ وتوفي سنة 427 هـ.
والأسماء لابد أن تكتب بالأجنبية، كما تنطق باللغة العربية، حتى يعرف الأجنبي النطق الأصلي للإسم، ويتمكّن من معرفة أصل الكلمة، والبحث عنها باسمها الحقيقي من ناحية الكتابة والنطق.
إحترام أسماء الغير : مهما كانت أسماء المجتمعات الأخرى، لابد من إحترامها، وعدم الإساءة إليها. فلا يحتفل بموت أصحابها، ولا تطلق على أماكن سيّئة السمعة، ولا على الحيوانات، ولا يحتفل باسم ، سبق أن قتل إسما آخر، خاصة إذا كان المجتمع الآخر يحترمه، ويعتبره من الكبار، كأن يُحتفل بمن قتل الخلفاء الراشدين، فإنّ ذلك مسيء للمشاعر، ومحيي للضغائن والأحقاد، ومساعد على سفك الدماء.
مسجد السيّدة مريم : من الأمور الحسنة، أن بعض المساجد في بعض دول المشرق العربي، أطلقت إسم سيدّتنا مريم بنت عمران، عليها السلام على بعض المساجد. وهذا يمثّل قمّة التسامح، والتعايش السليم والآمن، ويُعتبر قدوة، لمن أن أراد يقرّب إليه من يراه بعيدا، ويتقرّب إليه.
كيفية التعامل مع الأسماء
معمر حبار
econo.pers@gmail.com
أسماء خاطئة : أطلقت إيران إسم قاتل السادات على أحد شوارعها، وهذا خطأ سياسي إرتكبته إيران، فما كان لها أن تتخذ إسم قاتل لشارع من شوارعها، حتّى لو خالفت المقتول في كل ماذهب إليه في علاقاته مع الصهاينة.
وللتدليل على ذلك، فإن مصر اشترطت على إيران، إلغاء إسم القاتل من الشارع، لعودة العلاقات معها.
وفعلا تمّ سحب إسم القاتل من الشارع، بعد سنوات طوال من إطلاق إسمه ، وعادت العلاقا، بعد التغيّر الذي حدث حينها على هرم السلطة الإيرانية.
أسماء مكررة: تعرف الأمة رموزا كثيرة لا تنقرض ولا تنتهي، وإطلاق أسماء من الماضي السحيق، أو الحاضر القريب على منشآت علمية ودينية وثقافية، من الأعمال التي يشكر عليها القائم على إطلاق هذه الأسماء.
لكن أن يتكرر إسم واحد ، ويطلق على عدد كبيرة من المنشآت، دون غيره من بين آلاف الأسماء، فإنه علامة على طمس أسماء أخرىلاتقل أهمية، وتعريضها للنسيان دون قصد. وأمام القارئ والناقد مثالين، وهما..
تكرار إسم الصحابي : حين فتح سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، كان عدد الصحابة 14 ألف صحابي. فلا يعقل من ضمن هذا الكم من الصحابة، ناهيك عن التابعين وتابع التابعين وغيرهم، يختار عدد محدود جدا من الأسماء، وإطلاقها على كافة المنشآت العلمية والدينية والثقافية، وفي نفس الوقت، يتم تجاهل الآخرين، حتّى أنّه يخيّل للمتتبع، أن عدد الصحابة محصور في واحد أو إثنين أو أربعة، دون الآلاف المعروفة والمشهود لها بالفضائل والقيم.
تكرار أسماء الشهداء الجزائريين: نفس الكلام الذي ذكر ، بشأن تكرار أسماء معيّنة محدودة من الصحابة والتابعين، دون غيرهم يقال على إطلاق أسماء مجاهدين وشهداء جزائريين على منشآت علمية ودينية وسياسية ورياضية وفكرية، وحصرها في أسماء محدودة، تتكرر على معظم المؤسسات المنتشرة عبر البلاد.
إن عدد الشهداء والرجال الذين ماتوا لأجل الجزائر كبير جدا وإطلاق أسماء معيّنة محدودة، يعتبر إجحافا في حقّ أسماء أخرى، شهد لها التاريخ والميدان، بما تستحق أن يطلق إسمها على أعزّ الأماكن ، من حيث المكانة والاسم والمساحة.
إذن، وجب إعادة النظر في عدم تكرار نفس الأسماء، والالتفات لأسماء لم تذكر، ولم يطلق إسمها، خاصة تلك التي ضحّت بما تملك من نفس غالية، وشباب، وصحة، وعلم ، ومال، وجاه، ومنصب، ولم تركن للمغريات الكثيرة العديدة، التي عُرضت عليها في حينها.
إختزال الأسماء : إختزال رمز الإسم الذي يطلق على مؤسسة معيّنة، يعتبر إهانة للرمز، خاصة إذا كان من أهل السّبق في ميدانه. وقد لاحظت ذلك على إحدى المتوسطات، الذي أطلق عليها رمز عوض إسم.
فالاسم دال على صاحبه، ويدل على أفعاله، وحين يكتب بالرموز، فإن المرء يظل يبحث عن الاسم الحقيقي دون أن يعثر عليه. وقد يفهم من خلال الرمز إسما آخر، لاعلاقة له بصاحب الاسم، فَيَضِيعَ صاحب الرمز.
أرقام عوض الأسماء : من الظواهر التي ابتليت بها الجزائر، إطلاق الأرقام على المنشآت والعمارات، كأن يكتب مسكن 720، حي 100 مسكن، مستشفى 240 سرير، فتفقد المؤسسة المعنى الذي أنشئت لأجله، ويضيع المعنى الحقيق في خضم الأرقام، خاصة وأن المشاريع في استمرار، والأرقام في تصاعد.
سبق لوسائل الإعلام الجزائرية، المكتوبة خاصة، أن نبّهت لخطورة إطلاق الأرقام على المؤسسات المختلفة منذ مدّة، واعتبرت ذلك من قبيل معاملة المساجين، وتشبيه بهم، حين توضع لهم أرقام في التعامل مع حياتهم اليومية.
الحروف عوض الأسماء: حين كنت بكلية العلوم الاقتصادية 2001 – 2010، وبعدها نقلت إلى كلية الهندسة المدنية والمعمارية 2010 - 2014 ، وبما أن الكليتين كانتا في طور الإنشاء، فقد تمّ إطلاق الحروف على المدرجات ..
مدرج أ. مدرج ب. مدرج ج. مدرجA. مدرج B. مدرج C. مدرج M. مدرج N. مدرج L.
ومازلت أتذكر، أني عرضت على المسؤولين القائمين على الكليتين، إطلاق أسماء من ذات التخصص على المدرجات والقاعات الكبرى، كإطلاق علماء في العلوم الاقتصادية، ومفكرين في العلوم التجارية، على مدرجات كلية الاقتصاد. وإطلاق أسماء علماء في الهندسة المدنية، وفي الهندسة المعمارية على المدرجات التابعة للكلية.
ولم تأخذ لحد الساعة، الملاحظات بعين الاعتبار، بل قوبلت بالرفض الشديد، والاستهزاء الشنيع.
وإنه لمنظر مشوّه، أن تدخل الجامعة، فتقابلك لوحات بالحروف، تدخل على المدرجات والقاعات، وكأنها مؤسسة لمحو الأمية.
ويزداد الأمر سوء، حين يضاف للإسم العربي، حرف أجنبي، فيمسي على الشكل المشوه التالي ..
مدرجA. مدرج B. مدرج C. مدرج M. مدرج N. مدرج L.
وهذا التناقض والضعف ، حتّى في اختيار الأسماء، التي تناسب الهيئة المعنية، يعطي صورة ولو مصغرة عن المستوى العلمي والأخلاقي، الذي وصلت إليه المؤسسات العلمية، وكذا القائمين عليها.
أسماء أهل المنطقة أولا: الدول والمجتمعات تتبادل إطلاق الأسماء على الشوارع والهيئات فيما بينها. ويعتبر هذا من مظاهر العالمية التي تكتسح المعمورة من خلال تبادل الأسماء.
الولايات المتحدة الأمريكية، تطلق إسم الأمير عبد القادر على أحد شوارعها. ويطلق إسم فلسطين على شوارع عدة من الدول العربية، وغير ذلك من الأسماء.
ونفس الشيء، يقال للأسماء التي تطلق داخل التراب الوطني، فتجد إسم معيّن من ولاية معيّنة، يطلق على شوارع وهيئات في عدّة ولايات، وهذا أمر مستحسن، خاصة وأن الاسم المعني، أصبحت له صبغة وطنية ودولية، فيما قدّم وأخّر.
لكن النقطة التي يود أن يشير إليها المتتبع ويطرحها، وهو يستحضر أمثلة حيّة على ذلك، وهي ..
حين تكون مؤسسة كبيرة ووحيدة في ولاية معيّنة، كالمطار، والجامعة، والمسجد الكبير، فهنا وجب إطلاق إسم من الولاية ، صاحبة المشروع والمؤسسة.
وبعد أن يزداد عدد المنشآت ، يمكن إطلاق إسم من ولاية أخرى، أو دولة أخرى، كما تطلق الولايات الأخرى والدول الأخرى، أسماء غيرها على منشآتها المختلفة.
أما أن يختار للولاية صاحبة المشروع الوحيد والضخم، إسم من ولاية أخرى، فإن ذلك من الإجحاف في حق الولاية ورجالها، الذين ساهموا في بناء أمة، ناهيك عن ولاية محدودة في الطول والعرض، والأداء والتأثير، وفي نفس الوقت، يعتبر ذلك اتّهاما بالعقم، وعدم إنجاب من يطلق إسمه على أكبر مؤسسة، ووحيدة في تلك الولاية.
النطق السليم للأسماء : حين كان صاحب الأسطر طالبا في جامعة الجزائر 1986 – 1990، وقف كغيره من الطلبة، ينتظر الحافلة المتجهة إلى الحي الجامعي بن عكنون. وبجانب كل رصيف وضعت لوحة، تحمل إسم الحي الذي تتجه إليه الحافلة. وكتب على إحداهن باللغة الفرنسية: "Caroubier". وبحكم براءته، سأل زملاءه أين الحافلة المتجهة إلى "الخروبة"؟. واتّخذه الزملاء يومها سخرية، لأن "Caroubier"هي "الخروبة". وكان الأجدر، أن تكتب باللغة الفرنسية، كما تنطق باللغة العربية "Kharouba".
إن سوء نطق الإسم ، ينسي الاسم الحقيقي، ويطمس آثاره وأعماله. ويكفي أن الصيادلة يضعون على صيدليتهم إسم " Avicenne"، ومع مرور الزمن، نسي النّاس إسم "ابن سينا"، واعتبروا " Avicenne"، طبيب غربي ، متناسين أنه نُطْق غربي، لعالم وطبيب وفيلسوف عربي، ولد سنة 370 هـ وتوفي سنة 427 هـ.
والأسماء لابد أن تكتب بالأجنبية، كما تنطق باللغة العربية، حتى يعرف الأجنبي النطق الأصلي للإسم، ويتمكّن من معرفة أصل الكلمة، والبحث عنها باسمها الحقيقي من ناحية الكتابة والنطق.
إحترام أسماء الغير : مهما كانت أسماء المجتمعات الأخرى، لابد من إحترامها، وعدم الإساءة إليها. فلا يحتفل بموت أصحابها، ولا تطلق على أماكن سيّئة السمعة، ولا على الحيوانات، ولا يحتفل باسم ، سبق أن قتل إسما آخر، خاصة إذا كان المجتمع الآخر يحترمه، ويعتبره من الكبار، كأن يُحتفل بمن قتل الخلفاء الراشدين، فإنّ ذلك مسيء للمشاعر، ومحيي للضغائن والأحقاد، ومساعد على سفك الدماء.
مسجد السيّدة مريم : من الأمور الحسنة، أن بعض المساجد في بعض دول المشرق العربي، أطلقت إسم سيدّتنا مريم بنت عمران، عليها السلام على بعض المساجد. وهذا يمثّل قمّة التسامح، والتعايش السليم والآمن، ويُعتبر قدوة، لمن أن أراد يقرّب إليه من يراه بعيدا، ويتقرّب إليه.