لا ينصر هذا الدين الا من احاط به من جميع جوانبه
بنو شيبان يوم التقاهم الرسول الكريم وصديقه ابو بكر قبلوا دعوة النبي سلام الله عليه ولم ينكروها ولكن ارتباطهم باتفاقيات مع الفرس كبلهم عن نصرة هذا الدين ونبيه العظيم ففقدوا شرف النصرة ولم يحوزوه.وذلك بفعل الاتفاقيات مع الدول الاستكبارية الكافرة.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته أبو بكر الصديق قد قابل وفد بني شيبان في موسم الحج ودار بينهم الحوار التالي:
تقدّم أبو بكر فسلّم فقال: من القوم؟
قالوا: شيبان بن ثعلبة.
فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟
فقال مفروق -أحد زعماء القبيلة-: إنّا لا نزيد على الألف، ولن تغلب ألف من قلة.
فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟
فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى، وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة، ويديل علينا أخرى.. لعلك أخو قريش؟
فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فها هو ذا!
فقال مفروق: إلامَ تدعونا يا أخا قريش؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تُئووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله، وكذّبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد».
فقال مفروق: وإلامَ تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فوالله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151].
فقال مفروق: دعوت -والله- إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك، وظاهروا عليك..
ثم ردّ الأمر إلى هانئ بن قبيصة -أحد زعماء القبيلة- فقال: وهذا هانئ شيخنا، وصاحب ديننا.
فقال هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى تركنا ديننا، واتباعنا دينك لمجلسٍ جلست إلينا، لا أوّل له ولا آخر – لذلّ في الرأي، وقلة نظر في العاقبة أن الزلة مع العجلة، وإنّا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدًا، ولكن نرجع وترجع، وننظر..
ثم كأنّه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة -أحد زعماء القبيلة-، فقال: وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا!
فقال المثنى -وأسلم بعد ذلك-: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة، في تركنا ديننا ومتابعتنا دينك، وإنّا إنما نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السّمامة!
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذان الصريان»؟
قال: أنهار كسرى، ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى، فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، وإنّا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثًا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه -يا أخا قريش- مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب، فعلنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته الحاسمة -رغم حاجته لمن يؤويه- والتي أبان فيها سمة أساسية من سمات منهج الله تعالى، وعُمدة من عماد النظام الإسلامي، أنه شاملٌ لكل مجالات الحياة، وأنه جزءٌ واحد لا يتجزأ:
«ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق! وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه. أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟»
فقال النعمان بن شريك -أحد زعماؤهم-: اللهم فلك ذاك.
أنها فرصة بكل المقايسس ان يحصل الرسول صلى الله عليه وسلم على نصرة قبيلة بني شيبان القوية التي تمتلك ألف فارس والذين أبدوا أتم الاستعداد أن يدفعوا عنه العرب دون الفرس.
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض عرض بني شيبان المشروط لأنه لا أنصاف حلول في الأصول؛ فالإسلام نظام شامل، لا يقوم إلا شاملاً، فمَن ينصره على العرب لا بُدّ أن ينصره على العجم.لا تدرج ولا تعرج ولا اعوجاج في المنهج خذوا الاسلام دفعة او دعوه فان جزأتموه شوهتموه و قتلتموه فهو الحق المبين ولنا قول حبيبنا سلام الله عليه ان دين الله كما قال لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه.اللهم هيء لهذا الدين من يحيطه من جميع جوانبه وينصره واجعلنا من اهل رايته.
والسلام عليكم ورحمة الله
بنو شيبان يوم التقاهم الرسول الكريم وصديقه ابو بكر قبلوا دعوة النبي سلام الله عليه ولم ينكروها ولكن ارتباطهم باتفاقيات مع الفرس كبلهم عن نصرة هذا الدين ونبيه العظيم ففقدوا شرف النصرة ولم يحوزوه.وذلك بفعل الاتفاقيات مع الدول الاستكبارية الكافرة.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته أبو بكر الصديق قد قابل وفد بني شيبان في موسم الحج ودار بينهم الحوار التالي:
تقدّم أبو بكر فسلّم فقال: من القوم؟
قالوا: شيبان بن ثعلبة.
فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟
فقال مفروق -أحد زعماء القبيلة-: إنّا لا نزيد على الألف، ولن تغلب ألف من قلة.
فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟
فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى، وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله يديلنا مرة، ويديل علينا أخرى.. لعلك أخو قريش؟
فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فها هو ذا!
فقال مفروق: إلامَ تدعونا يا أخا قريش؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تُئووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله، وكذّبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد».
فقال مفروق: وإلامَ تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فوالله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151].
فقال مفروق: دعوت -والله- إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك، وظاهروا عليك..
ثم ردّ الأمر إلى هانئ بن قبيصة -أحد زعماء القبيلة- فقال: وهذا هانئ شيخنا، وصاحب ديننا.
فقال هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى تركنا ديننا، واتباعنا دينك لمجلسٍ جلست إلينا، لا أوّل له ولا آخر – لذلّ في الرأي، وقلة نظر في العاقبة أن الزلة مع العجلة، وإنّا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدًا، ولكن نرجع وترجع، وننظر..
ثم كأنّه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة -أحد زعماء القبيلة-، فقال: وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا!
فقال المثنى -وأسلم بعد ذلك-: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة، في تركنا ديننا ومتابعتنا دينك، وإنّا إنما نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السّمامة!
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذان الصريان»؟
قال: أنهار كسرى، ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى، فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول، وإنّا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثًا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه -يا أخا قريش- مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب، فعلنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولته الحاسمة -رغم حاجته لمن يؤويه- والتي أبان فيها سمة أساسية من سمات منهج الله تعالى، وعُمدة من عماد النظام الإسلامي، أنه شاملٌ لكل مجالات الحياة، وأنه جزءٌ واحد لا يتجزأ:
«ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق! وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه. أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟»
فقال النعمان بن شريك -أحد زعماؤهم-: اللهم فلك ذاك.
أنها فرصة بكل المقايسس ان يحصل الرسول صلى الله عليه وسلم على نصرة قبيلة بني شيبان القوية التي تمتلك ألف فارس والذين أبدوا أتم الاستعداد أن يدفعوا عنه العرب دون الفرس.
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض عرض بني شيبان المشروط لأنه لا أنصاف حلول في الأصول؛ فالإسلام نظام شامل، لا يقوم إلا شاملاً، فمَن ينصره على العرب لا بُدّ أن ينصره على العجم.لا تدرج ولا تعرج ولا اعوجاج في المنهج خذوا الاسلام دفعة او دعوه فان جزأتموه شوهتموه و قتلتموه فهو الحق المبين ولنا قول حبيبنا سلام الله عليه ان دين الله كما قال لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه.اللهم هيء لهذا الدين من يحيطه من جميع جوانبه وينصره واجعلنا من اهل رايته.
والسلام عليكم ورحمة الله