بسم الله الرحمن الرحيم
9=وقفات مع الذكر=9=اية الكرسي -الوقفة الخامسة-خلاصة المعاني ..
{ اللَّهُ لا إله إلا هو الحي القيوم لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هو الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } البقرة .
{ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } تعريف بالخالق المدبر المعبود بحق أي أنه لا شىء يستحق العبادة سوى الله لان من معاني كلمة ﴿الإله﴾ هو المعبود الذي يستحقّ العبادة بمحبة واخلاص، وكلمة معبود أي يستحق العبادة بتعلق ومحبة، و العبادة هنا هي نهاية التذلل لله أو بعبارة أخرى غاية الخشوع و الخضوع لله تعالى يقول ربنا تبارك و تعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} و يقول أيضاً { وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }واستحق الطاعة والعبادة والاذعان والخضوع له وحده بمحبة واخلاص لانه لاشريك له ولانه لااله غيره في الوجود فوجب له اخلاصها على خلقه سبحانه.فالله هو الخالق من العدم ولا يخلق من العدم سواه وهو المدبر لامر من خلق بعد اخراجه من العدم الى الوجود وهذا العلم اساس المعارف والعلوم ان تعرف ربك وتعرف كيفية التوجه والانقياد اليه تعالى في كل امرك وشانك ومعرفته سبحانه راس العلوم واساسها قال الله تعالى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (19)﴾ وهي دعوة وامر من الله تعالى للانسان ان يتفكر ويتدبر ليصل الى درجة العلم والعلم ما افاد القطع والجزم واليقين بانه لايصح ولا يجوز في هذا الكون المنتظم بنظام دقيق لا مجال فيه للعبثية والصدفة الا ان يكون مخلوق لخالق واحد لا اله الا هو.سئل احدهم عن الخالق فقال للسائل إن سألت عن ذاته فليس كمثله شىء و إن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و إن سألت عن إسمه فهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم و إن سألت عن فعله فكل يومٍ هو في شأن أي أن الله يغير أحوال العباد بمشيئته الأزلية التي لا تتغير.).. فهو صمد سبحانه لا يعتريه تغيير ولا تبديل ولا اطوار كم يعتري خلائقه.لااله الا هو..نفي واثبات.. فلا النافية للجنس عنه وله فليس هناك احد غيره اله وليس له جنس كما توهم المعددون والمشركون من ثانوية وفلاسفة وغيرهم فقالوا بتعدد الالهة ..اي ليس هناك جنس يقال له الهة..بل هناك اله واحد هو الله لا اله الا هو ..الحي القيوم ..الحي في ذاته فوهب الحياة للاحياء والحي الذي لا يموت لانه ال اذا دخلت على الصفات استغرقتها..فغيره يقال له حي ان كان من الاحياء ولا يقال عنه الحي لان حيات المخلوقات مؤقتة محدودة باجل فيموتون عند انتهاء الاجل وهو الحي الذي لا يموت فناسب الوصف بعدها بالقيوم اي القائم الدائم الذي لا يموت ويقوم امر الوجود به وبقيامه فهو الذي يستند الوجود الى وجوده ولا يستند هو في وجوده سبحانه الى وجود فلذلك لا تجوز عليه الغفلو ولا السهو ولا النوم او ماهو اقل منه السنة والوسن وهو الشعور بالحاجة الى النوم طلبا للراحة لانه سبحانه لايتعب ليستريح اي هو ليس خاضع لما يعتري البشر والخلق من احوال واطوار ولا يقاس بمقلييس البشر فلذلك قال بعد وصف نفسه بالانفراد في وجوده ونفي النوع والجنس عن ذاته ووصف نفسه بالحي والقيوم :-لاتاخذه سنة ولا نوم..وهل يغفل ملك عن ملكه الا ضاع منه واندثر!! فلذا قال :-
له ما في السموات والارض..فمن كان له سعة وعظم هذا الملك والملكوت لابد وان يكون اهلا لحفظه فلايؤوده حفظهما اي لا يتعبه ولا يرهقه حفظ هذا الملك المشهود ولا ذاك الملكوت الاعلى الاعظم والاكبر ..من ذا الذي يشفع عنده ..لهيبته وعظمته فلا يبتديء احد الشفاعة عنده الا باذنه هو تعالى شفاعة تكريم وتشريف لمن يشاء من عباده فياذن له ..يعلم مابين ايديهم وما خلفهم..فيما كان وما هو حاضر وما هو مستقبل من امورهم وامور الخلق كافة علم محيط ولا يحيطون مخلوقاته بعلمه لان علمه محيط الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير !! ولا يتاتى للمخلوق المحدود في عقله ومداركه ان يحيط بشيء من علمه الا بما شاء له الله ان يدرك ويعلم فوسع كرسيه والكرسي فسروه على انه العلم وسعته وفسر على انه الكرسي الذي يرمز للملك والحكم وعظم السلطان والجاه والشان -ولا يؤوده حفظهما ..وهو العلي العظيم العلي عن المكان والزمان ومدارك العقول التي ليس لها نصيب من ادراك ذاته الا العلم بوجوب وجوده وصفاته والعظيم المتناهي الكبر قدرا ومكانة فوق كل شيء وهذه الصفات السبع كما قال العلماء التي ذكرتها هذه الاية هي اساس الصفات الواجبة له تعالى جميعا..
من مثل هذه المعاني نفهم اذا لماذا ندب لنا رسولنا الكريم وطلب منا ان نتلوها دبر كل صلاة ورغبنا في ذلك وندرك لماذا كانت سيدة واعظم اي القران الكريم لانها اشتملت على اساسيات الاعتقاد وما كان فيها من ردود على شبهات اهل الانحراف والضلال كما اشرنا في حلقة سابقة من وقفاتنا مع هذه الاية العظيمة نفعنا الله واياكم بها وبمعانيها وبفضلها وجعلنا واياكم ممن يتلون القران حق تلاوته ويتبعون هديه واحكامه ولا حرمنا الله واياكم نوره لافي الدنيا ولا في الاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
9=وقفات مع الذكر=9=اية الكرسي -الوقفة الخامسة-خلاصة المعاني ..
{ اللَّهُ لا إله إلا هو الحي القيوم لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هو الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } البقرة .
{ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ } تعريف بالخالق المدبر المعبود بحق أي أنه لا شىء يستحق العبادة سوى الله لان من معاني كلمة ﴿الإله﴾ هو المعبود الذي يستحقّ العبادة بمحبة واخلاص، وكلمة معبود أي يستحق العبادة بتعلق ومحبة، و العبادة هنا هي نهاية التذلل لله أو بعبارة أخرى غاية الخشوع و الخضوع لله تعالى يقول ربنا تبارك و تعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} و يقول أيضاً { وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }واستحق الطاعة والعبادة والاذعان والخضوع له وحده بمحبة واخلاص لانه لاشريك له ولانه لااله غيره في الوجود فوجب له اخلاصها على خلقه سبحانه.فالله هو الخالق من العدم ولا يخلق من العدم سواه وهو المدبر لامر من خلق بعد اخراجه من العدم الى الوجود وهذا العلم اساس المعارف والعلوم ان تعرف ربك وتعرف كيفية التوجه والانقياد اليه تعالى في كل امرك وشانك ومعرفته سبحانه راس العلوم واساسها قال الله تعالى ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (19)﴾ وهي دعوة وامر من الله تعالى للانسان ان يتفكر ويتدبر ليصل الى درجة العلم والعلم ما افاد القطع والجزم واليقين بانه لايصح ولا يجوز في هذا الكون المنتظم بنظام دقيق لا مجال فيه للعبثية والصدفة الا ان يكون مخلوق لخالق واحد لا اله الا هو.سئل احدهم عن الخالق فقال للسائل إن سألت عن ذاته فليس كمثله شىء و إن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد و إن سألت عن إسمه فهو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمن الرحيم و إن سألت عن فعله فكل يومٍ هو في شأن أي أن الله يغير أحوال العباد بمشيئته الأزلية التي لا تتغير.).. فهو صمد سبحانه لا يعتريه تغيير ولا تبديل ولا اطوار كم يعتري خلائقه.لااله الا هو..نفي واثبات.. فلا النافية للجنس عنه وله فليس هناك احد غيره اله وليس له جنس كما توهم المعددون والمشركون من ثانوية وفلاسفة وغيرهم فقالوا بتعدد الالهة ..اي ليس هناك جنس يقال له الهة..بل هناك اله واحد هو الله لا اله الا هو ..الحي القيوم ..الحي في ذاته فوهب الحياة للاحياء والحي الذي لا يموت لانه ال اذا دخلت على الصفات استغرقتها..فغيره يقال له حي ان كان من الاحياء ولا يقال عنه الحي لان حيات المخلوقات مؤقتة محدودة باجل فيموتون عند انتهاء الاجل وهو الحي الذي لا يموت فناسب الوصف بعدها بالقيوم اي القائم الدائم الذي لا يموت ويقوم امر الوجود به وبقيامه فهو الذي يستند الوجود الى وجوده ولا يستند هو في وجوده سبحانه الى وجود فلذلك لا تجوز عليه الغفلو ولا السهو ولا النوم او ماهو اقل منه السنة والوسن وهو الشعور بالحاجة الى النوم طلبا للراحة لانه سبحانه لايتعب ليستريح اي هو ليس خاضع لما يعتري البشر والخلق من احوال واطوار ولا يقاس بمقلييس البشر فلذلك قال بعد وصف نفسه بالانفراد في وجوده ونفي النوع والجنس عن ذاته ووصف نفسه بالحي والقيوم :-لاتاخذه سنة ولا نوم..وهل يغفل ملك عن ملكه الا ضاع منه واندثر!! فلذا قال :-
له ما في السموات والارض..فمن كان له سعة وعظم هذا الملك والملكوت لابد وان يكون اهلا لحفظه فلايؤوده حفظهما اي لا يتعبه ولا يرهقه حفظ هذا الملك المشهود ولا ذاك الملكوت الاعلى الاعظم والاكبر ..من ذا الذي يشفع عنده ..لهيبته وعظمته فلا يبتديء احد الشفاعة عنده الا باذنه هو تعالى شفاعة تكريم وتشريف لمن يشاء من عباده فياذن له ..يعلم مابين ايديهم وما خلفهم..فيما كان وما هو حاضر وما هو مستقبل من امورهم وامور الخلق كافة علم محيط ولا يحيطون مخلوقاته بعلمه لان علمه محيط الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير !! ولا يتاتى للمخلوق المحدود في عقله ومداركه ان يحيط بشيء من علمه الا بما شاء له الله ان يدرك ويعلم فوسع كرسيه والكرسي فسروه على انه العلم وسعته وفسر على انه الكرسي الذي يرمز للملك والحكم وعظم السلطان والجاه والشان -ولا يؤوده حفظهما ..وهو العلي العظيم العلي عن المكان والزمان ومدارك العقول التي ليس لها نصيب من ادراك ذاته الا العلم بوجوب وجوده وصفاته والعظيم المتناهي الكبر قدرا ومكانة فوق كل شيء وهذه الصفات السبع كما قال العلماء التي ذكرتها هذه الاية هي اساس الصفات الواجبة له تعالى جميعا..
من مثل هذه المعاني نفهم اذا لماذا ندب لنا رسولنا الكريم وطلب منا ان نتلوها دبر كل صلاة ورغبنا في ذلك وندرك لماذا كانت سيدة واعظم اي القران الكريم لانها اشتملت على اساسيات الاعتقاد وما كان فيها من ردود على شبهات اهل الانحراف والضلال كما اشرنا في حلقة سابقة من وقفاتنا مع هذه الاية العظيمة نفعنا الله واياكم بها وبمعانيها وبفضلها وجعلنا واياكم ممن يتلون القران حق تلاوته ويتبعون هديه واحكامه ولا حرمنا الله واياكم نوره لافي الدنيا ولا في الاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.