الهجرة إلى الغرب من هو المسؤول ؟!
31.08.2015
صالح القلاب
الرأي الاردنية
الاحد 30/8/2015
قبل أن يذهب الأوروبيون, الذين تتعرض بلدانهم لهذا الزحف الشرق أوسطي والأفريقي, بعيداً في الشكوى والنحيب عليهم أن يحددوا أسباب ومسببات هذه "الهجرة" التي هي في حقيقة الأمر لم تبدأ بعد ما أسموه: "الربيع العربي" وهذه التسمية ليست اختراعاً جديداً وإنما مأخوذة عمَّا سمي: "ربيع براغ" حيث كانت في عام 1968 أول ارتجاجات أوروبا الشرقية تحت أقدام الاتحاد السوفياتي وبالطبع بعد ارتجاجة المجر الشهيرة في عام 1956.
وهنا يبدو أنه ضروري التذكير بأنَّ حالة الفزع التي أثارها الإعلام الغربي ضد هذه الظاهرة, التي غدت مثار رعب للدول الأوروبية كلها, كانت في نهايات ثمانينات القرن الماضي وبداية تسعيناته حيث ظهرت أفلام سينمائية تظهر زحفاً بحرياً لمئات الأولوف من الأفارقة عرباً وغير عرب الذين كانوا يركبون أمواج البحر الأبيض المتوسط بأجسادهم العارية ليصل بعضهم إلى الشواطئ الاسبانية والفرنسية والإيطالية ويتحول البعض الآخر إلى موائد شهية لأسماك هذا البحر الذي أصبح البعض يطلقون عليه: "القبر الأسود المتجوع".
كان على الأوروبيين ألَّا يكتفوا بأفلام الرعب, التي أعدوها لإخافة مواطنيهم ولقرع أجراس التحذير من زحف أفريقي ومتوسطي بحري نحو بلدانهم, بل أن يحددوا دوافع وأسباب ومسببات هذه الهجرة المتوقعة قبل "أن يقع الفأس بالرأس", كما يقال, وقبل أن يحدث هذا الذي يجري الآن وكان عليهم أن يعترفوا بأن استعمارهم الشائن للبلدان التي غدت تقذف إليهم بهؤلاء هو السبب الرئيسي لمغادرة ألوف الشبان لبلدانهم بحثاً عن لقمة العيش وعن الحياة التي لا يجدونها في أوطانهم التي تركها الاستعمار المباشر نهباً للجهل والقمع والفساد والسلب.
ثم وبعد "الربيع العربي", حيث ثارت شعوب بعض الدول العربية ضد الاستبداد والقهر والإفقار وانعدام حتى الحدود الدنيا من الكرامات الإنسانية, كان على هذه الدول الغربية التي تذرف الآن دموعاً كدموع التماسيح أن تقف إلى جانب هذه الشعوب وأن تساندها لا أنْ تتبع سياسات تآمرية تتسم بالتردد وبعدم الحزم والحسم مما أدى إلى استشراء الظاهرة الإرهابية وتعاظم بطش الأنظمة الاستبدادية وبالتالي إلى هذه الهجرات المليونية العشوائية وأبشعها أن البحر الأبيض المتوسط تحول إلى مقبرة مائية كبيرة تبتلع كل يوم المئات من الأطفال والأمهات والآباء الذين غادروا أوطانهم ومدنهم وقراهم ومنازلهم وبيوتهم هرباً بأرواحهم وأرواح أطفالهم.
أليست الجريمة الأساسية أن تبقى الدول الكبرى, الغربية والشرقية, تخوض صراعاتها ومناكفاتها بينما نظام بشار الأسد تساعده إيران وتسانده دول معروفة مستمر في ذبح الشعب السوري وتدمير مدنه وقراه وتشريده ونثره في أربع رياح الأرض... أليس ما يجري في العراق الآن وما جرى على مدى الأثني عشر عاماً الماضية سببه تلك المعادلة الحقيرة التي وضعها بول بريمر بمباركة ومشاركة من اعتبروا أنفسهم منتصرين.. أليس السكوت الغربي, الأوروبي والأميركي, على تدخل إيران السافر في الشؤون العراقية والسورية.. واللبنانية واليمنية أيضاً هو أم الجرائم وهو بالتالي من دفع كل هذه الأعداد الهائلة لمغادرة بلدانها وركوب أمواج بحار الظلمات بحثاً عن أوطان غير أوطانهم التي تحولت إلى جحيم لا يطاق ولا يحتمل.
لماذا لم تدرك الدول التي تستهدفها هجرة الذين أقتلعهم التآمر والتردد والألاعيب السياسية أنه كان عليها أن تعرف ومبكراً أنَّ ألاعيب الأمم المتحدة ومن بينها وساطة ستفان دي ميستورا المضحكة – المبكية وإن التردد الأميركي والأوروبي وإنَّ تمسك الروس بنظام بشار الأسد وإن "فرملة" هؤلاء جميعاً لبعض الدول العربية التي ستدفع الثمن غالياً في النهاية إن هي بقيت حائرة وتقدم رجْلاً وتؤخر الأخرى هو المسؤول عن أمواج الذين ألقوا بأنفسهم وبأطفالهم في أمواج البحر الأبيض المتوسط هرباً مما واجهوه في أوطانهم.. ومما ترتب على مناورات وألاعيب ومؤامرات الدول الكبرى الغربية والشرقية ؟!
31.08.2015
صالح القلاب
الرأي الاردنية
الاحد 30/8/2015
قبل أن يذهب الأوروبيون, الذين تتعرض بلدانهم لهذا الزحف الشرق أوسطي والأفريقي, بعيداً في الشكوى والنحيب عليهم أن يحددوا أسباب ومسببات هذه "الهجرة" التي هي في حقيقة الأمر لم تبدأ بعد ما أسموه: "الربيع العربي" وهذه التسمية ليست اختراعاً جديداً وإنما مأخوذة عمَّا سمي: "ربيع براغ" حيث كانت في عام 1968 أول ارتجاجات أوروبا الشرقية تحت أقدام الاتحاد السوفياتي وبالطبع بعد ارتجاجة المجر الشهيرة في عام 1956.
وهنا يبدو أنه ضروري التذكير بأنَّ حالة الفزع التي أثارها الإعلام الغربي ضد هذه الظاهرة, التي غدت مثار رعب للدول الأوروبية كلها, كانت في نهايات ثمانينات القرن الماضي وبداية تسعيناته حيث ظهرت أفلام سينمائية تظهر زحفاً بحرياً لمئات الأولوف من الأفارقة عرباً وغير عرب الذين كانوا يركبون أمواج البحر الأبيض المتوسط بأجسادهم العارية ليصل بعضهم إلى الشواطئ الاسبانية والفرنسية والإيطالية ويتحول البعض الآخر إلى موائد شهية لأسماك هذا البحر الذي أصبح البعض يطلقون عليه: "القبر الأسود المتجوع".
كان على الأوروبيين ألَّا يكتفوا بأفلام الرعب, التي أعدوها لإخافة مواطنيهم ولقرع أجراس التحذير من زحف أفريقي ومتوسطي بحري نحو بلدانهم, بل أن يحددوا دوافع وأسباب ومسببات هذه الهجرة المتوقعة قبل "أن يقع الفأس بالرأس", كما يقال, وقبل أن يحدث هذا الذي يجري الآن وكان عليهم أن يعترفوا بأن استعمارهم الشائن للبلدان التي غدت تقذف إليهم بهؤلاء هو السبب الرئيسي لمغادرة ألوف الشبان لبلدانهم بحثاً عن لقمة العيش وعن الحياة التي لا يجدونها في أوطانهم التي تركها الاستعمار المباشر نهباً للجهل والقمع والفساد والسلب.
ثم وبعد "الربيع العربي", حيث ثارت شعوب بعض الدول العربية ضد الاستبداد والقهر والإفقار وانعدام حتى الحدود الدنيا من الكرامات الإنسانية, كان على هذه الدول الغربية التي تذرف الآن دموعاً كدموع التماسيح أن تقف إلى جانب هذه الشعوب وأن تساندها لا أنْ تتبع سياسات تآمرية تتسم بالتردد وبعدم الحزم والحسم مما أدى إلى استشراء الظاهرة الإرهابية وتعاظم بطش الأنظمة الاستبدادية وبالتالي إلى هذه الهجرات المليونية العشوائية وأبشعها أن البحر الأبيض المتوسط تحول إلى مقبرة مائية كبيرة تبتلع كل يوم المئات من الأطفال والأمهات والآباء الذين غادروا أوطانهم ومدنهم وقراهم ومنازلهم وبيوتهم هرباً بأرواحهم وأرواح أطفالهم.
أليست الجريمة الأساسية أن تبقى الدول الكبرى, الغربية والشرقية, تخوض صراعاتها ومناكفاتها بينما نظام بشار الأسد تساعده إيران وتسانده دول معروفة مستمر في ذبح الشعب السوري وتدمير مدنه وقراه وتشريده ونثره في أربع رياح الأرض... أليس ما يجري في العراق الآن وما جرى على مدى الأثني عشر عاماً الماضية سببه تلك المعادلة الحقيرة التي وضعها بول بريمر بمباركة ومشاركة من اعتبروا أنفسهم منتصرين.. أليس السكوت الغربي, الأوروبي والأميركي, على تدخل إيران السافر في الشؤون العراقية والسورية.. واللبنانية واليمنية أيضاً هو أم الجرائم وهو بالتالي من دفع كل هذه الأعداد الهائلة لمغادرة بلدانها وركوب أمواج بحار الظلمات بحثاً عن أوطان غير أوطانهم التي تحولت إلى جحيم لا يطاق ولا يحتمل.
لماذا لم تدرك الدول التي تستهدفها هجرة الذين أقتلعهم التآمر والتردد والألاعيب السياسية أنه كان عليها أن تعرف ومبكراً أنَّ ألاعيب الأمم المتحدة ومن بينها وساطة ستفان دي ميستورا المضحكة – المبكية وإن التردد الأميركي والأوروبي وإنَّ تمسك الروس بنظام بشار الأسد وإن "فرملة" هؤلاء جميعاً لبعض الدول العربية التي ستدفع الثمن غالياً في النهاية إن هي بقيت حائرة وتقدم رجْلاً وتؤخر الأخرى هو المسؤول عن أمواج الذين ألقوا بأنفسهم وبأطفالهم في أمواج البحر الأبيض المتوسط هرباً مما واجهوه في أوطانهم.. ومما ترتب على مناورات وألاعيب ومؤامرات الدول الكبرى الغربية والشرقية ؟!