لا تتجملوا أيام الخطبة
"ابني كريم النفس كبير العقل على خلق ودين، على أنه حاد الطباع عصبي المزاج؛ يحب النظام، وإذا تأخر موعد طعامه، أو تنغص نومه، غضب وثار. ولا يحب المشي في الأسواق وتضييع الساعات في الترهات، ومشغول أكثر الأوقات". قالتها السيدة بكل صراحة، وهي تتقدم لخطبة الفتاة.
صِدْقُها وطيب أصل عائلتها، وعلو حسبهم، دفع الأهل للموافقة، وتم عقد القران، على خوف مما سمعوه عن شخصية الشاب.
وصار الخاطب إذا جاء لزيارتها كان بملابسه القديمة وبعض الغبار يعلو حذاءه، وإذا خرج بها أخذها للمطاعم الرخيصة السريعة، ويهديها أشياء رمزية، ويتعامل معها بطريقة طبيعية، ويكلمها عن آماله وآلامه واهتماماته، وطباعه وأولوياته.... مما زاد قلق أهلها، على أنهم لم يجدوا مسوغاً للفسخ، والفتاة راشدة ومتفهمة لما تراه وتسمعه
وتم الزواج، وأصبحت الفتاة بأحسن حال، وعرفت مع الرجل السعادة، ورأت فيه صفات ومزايا عالية، فالرجل ملتزم وكريم وحنون وخلوق، فسألته: "ما حملك على صنعت"، قال: "فعلته لأعرف كيف ستكون حياتنا بعد الزواج: فأنا رجل أعمل بالتجارة ودخلي يتفاوت بين شهر وآخر ومُعرض للخسارة، وأنا امرؤ تجاوزت الثلاثين فاستقرت شخصيتي وطباعي، فأردت أن تعرفيني وأنا في أسوأ أحوالي، فإذا وافقك سلوكي نجح زواجنا، وإذا رغبت عني ذهب كل واحد لحاله قبل الدخول، فلا أؤذيك ولا تؤذيني".
القصة حقيقية، وفيها حكمة بالغة، وإن الخطبة للتعارف، واكتشاف الطباع، ومعرفة الخبايا، ودراسة الفروقات، ومحاولة الانسجام والتقارب... فجعلوها للأحلام والرومانسيات، وتبادل الكلمات الجميلة والنزهات والهدايا الغالية، فإذا تم الزواج ظهرت الحقيقة وبدأت المشكلات الكبيرة.
فأيها أيها الخاطبان: تصرفا على طبيعتكما، وانتبها لطباعكما، وابحثا عما يجمع بينكما، فإذا تم الوفاق،
وصار الزواج عندها تجملوا لبعضكم بعضاً! فالتجمل يكون بعد الزواج؛ ويظهر بالتعاون والإيثار من أجل مصير هذه الشركة التي لا تكون السعادة لطرف واحد فيها دون الآخر أبداً، ويسبب شقاء أي طرف شقاء الآخر.
"ابني كريم النفس كبير العقل على خلق ودين، على أنه حاد الطباع عصبي المزاج؛ يحب النظام، وإذا تأخر موعد طعامه، أو تنغص نومه، غضب وثار. ولا يحب المشي في الأسواق وتضييع الساعات في الترهات، ومشغول أكثر الأوقات". قالتها السيدة بكل صراحة، وهي تتقدم لخطبة الفتاة.
صِدْقُها وطيب أصل عائلتها، وعلو حسبهم، دفع الأهل للموافقة، وتم عقد القران، على خوف مما سمعوه عن شخصية الشاب.
وصار الخاطب إذا جاء لزيارتها كان بملابسه القديمة وبعض الغبار يعلو حذاءه، وإذا خرج بها أخذها للمطاعم الرخيصة السريعة، ويهديها أشياء رمزية، ويتعامل معها بطريقة طبيعية، ويكلمها عن آماله وآلامه واهتماماته، وطباعه وأولوياته.... مما زاد قلق أهلها، على أنهم لم يجدوا مسوغاً للفسخ، والفتاة راشدة ومتفهمة لما تراه وتسمعه
وتم الزواج، وأصبحت الفتاة بأحسن حال، وعرفت مع الرجل السعادة، ورأت فيه صفات ومزايا عالية، فالرجل ملتزم وكريم وحنون وخلوق، فسألته: "ما حملك على صنعت"، قال: "فعلته لأعرف كيف ستكون حياتنا بعد الزواج: فأنا رجل أعمل بالتجارة ودخلي يتفاوت بين شهر وآخر ومُعرض للخسارة، وأنا امرؤ تجاوزت الثلاثين فاستقرت شخصيتي وطباعي، فأردت أن تعرفيني وأنا في أسوأ أحوالي، فإذا وافقك سلوكي نجح زواجنا، وإذا رغبت عني ذهب كل واحد لحاله قبل الدخول، فلا أؤذيك ولا تؤذيني".
القصة حقيقية، وفيها حكمة بالغة، وإن الخطبة للتعارف، واكتشاف الطباع، ومعرفة الخبايا، ودراسة الفروقات، ومحاولة الانسجام والتقارب... فجعلوها للأحلام والرومانسيات، وتبادل الكلمات الجميلة والنزهات والهدايا الغالية، فإذا تم الزواج ظهرت الحقيقة وبدأت المشكلات الكبيرة.
فأيها أيها الخاطبان: تصرفا على طبيعتكما، وانتبها لطباعكما، وابحثا عما يجمع بينكما، فإذا تم الوفاق،
وصار الزواج عندها تجملوا لبعضكم بعضاً! فالتجمل يكون بعد الزواج؛ ويظهر بالتعاون والإيثار من أجل مصير هذه الشركة التي لا تكون السعادة لطرف واحد فيها دون الآخر أبداً، ويسبب شقاء أي طرف شقاء الآخر.