--------اللعن واللعانون ------
اللعن هو: طلب الطرد من رحمة الله. ولا يدخل الناس الجنه إلا برحمة الله,,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى" قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته" [رواه البخاري ومسلم]
لقد كثر اللعن في هذه الايام بين الناس واستهان الناس به حتى اصبح ظاهرة اجتماعية في شوارعنا واسواقنا ومجالسنا وفي اماكننا العامة والخاصة وتعليقات الفيسبوك وغيرها ...حتى اصبح ترديده على الالسنة اكثر من التسبيح والذكر والاستغفار...
فما هو حكم اللعن ؟؟؟؟
وهاك الجواب من صاحب الثغر الطاهر المحفوظ عن الزلل والهوى والنطق به صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري في صحيحه عن ابي قلابة رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ومن لعن مؤمنا فهو كقتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله),, [اخرجه البخاري) ,, ومن لعن مؤمناً وهو لا يستحق اللعن ، رجعت اللعنة على صاحبها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمنياً وشمالاً فإذا لم تجد مكاناً رجعت إلى قائلها ),, [ أخرجه أبو داود ],, فشبه اللعن بالقتل وعادله به؛ في حديث البخاري ؛ وقال صلى الله عليه وسلم: «إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» رواه مسلم .
فاحذروا يا مسلمين لا يلعن بعضكم بعضا. فانظر ماذا حُرم اللعانون من كرامات يوم القيامة. وكفاهم شرا انهم يُحرمون ثواب الشهادة ومكانة الشفاعة، ذلك ان الشهيد له مكرمة الشفاعة يوم القيامة، فلما حرموا مكانة الشهادة حرموا كذلك مكانة الشفاعة.
ومن هدي النبي سلام الله عليه انه لم يكن لعانا فعن أبي هريرة قال : (( قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة )),, [رواه مسلم],,
عون أنس بن مالك قال : (( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه )) ,,[رواه البخاري],, فلم تأمرنا الشريعة بلعن اصحاب المعاصي,, ولكن امرتنا بنصحهم,, وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر,, وتذكيرهم بالله تعالى,, فإذا وجد المسلم احد العصاه فالواجب عليه نصحه,, وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم) ,,[رواه البخاري],,
وكانت العرب في جاهليتها تكره اللعن وتكره اسبابه فلذلك كانت تحيتهم لاشرافهم بقولهم : (أبيت َ اللعنَ ) قال ابن الانباري: بالنصب معناها: أبيت أن تاتي من الأشياء ما يُستحق اللعن ُ عليه ويقال للإثنين أبيتما اللعن , وللجمع أبيتم اللعنَ. فهذا الخلق كان في الجاهلية فما بالك في الاسلام الذي جاء ليتمم مكارم الاخلاق؟!!
ونسال الله تعالى العفو والعافية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2019-11-24, 4:26 am عدل 1 مرات