الفروق اللغوية بين النصر والنصرة
قال في معجم الفروق اللغوية :- الفرق بين النصرة والاعانة: أن النصرة لا تكون الا على المنازع المغالب والخصم المناوئ المشاغب، والاعانة تكون على ذلك وعلى غيره تقول أعانه على من غالبه ونازعه ونصره عليه وأعانه على فقره إذا أعطاه ما يعينه وأعانه على الاحمال
ولا يقال نصره على ذلك فالاعانة عامة والنصرة خاصة.
وقال:- الفرق بين النصر والمعونة : النصر: يختص بالمعونة على الاعداء.
والمعونة: عامة في كل شئ.
فكل نصر معونة ولا ينعكس.
ويدل عليه قوله تعالى: " إنا لننصر رسلنا " و " وينصرك الله نصرا عزيزا " و "ونصرناهم فكانوا هم الغالبين " .
فإن مساق الآيات الاخبار عن ظفر الانبياء عليهم السلام، ونصرتهم على أعدائهم، إما بالغلبة في القتال، أوبظهار الحجة بالبرهان.
فالنصر يشمل معنى تحقيق الغلبة والظهوروالظفر بالعدو والحاق الهزيمة به معنويا وحسيا بالفكر او بالسلاح اوبكليهما... وكذلك يكون معنى النصرالفوزوتحقيق الغلبة.ومن هنا جاء اسم (النَّاصِر): وهو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المؤيدُ المُيسِّر للغلبة .
اما النصرة فهي اعانة صاحب القضية ومساندته بالولاء والتاييد والامداد، لاظهار دعواه وتمكينه من الحصول على مراده، فالنصرة عموما داخلة في النصر، وشرط له من شروطه والله تعالى اعلم.
فالنصر المعنوي لابد له من انصار ودعاة وحماة للدعوة . والنصر المادي لا بد له من جند معدون مستعدون بما يستطيعون من قوة واسبابها.
والنصر في عقيدتنا الاسلامية ليس له سبب الا واحد وهو ارادة الله تعالى، مثله كمثل الاجل والرزق، اما كيف فلا تسل لانه اذا اراد سبحانه شيئا ان يكون قال له كن فيكون، وقد بين لنا الله تعالى ان النصر لا يكون الا من عنده فقال ((.. وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10))الانفال).
ويجب ان يكون معلوما أنّ الإسلام ليس دين جغرافيا، فالأرض لا تعني للإسلام إلا من حيث هي محلٌّ لإقامة العدل والعيش للانسان فيها بشرف وكرامة، وبما هي مكان يسمح للمرء أن يعيش فيها بطريقة تنسجم مع منظومة القيم الإلهيّة التي يريدها الله أن تكون فيها منهاجًا للحياة لمن على ظهرها، فقال سبحانه في بيان تهيئته وخلقه للارض للعيش فيها: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10)فصلت) ، وقال سبحانه في بيان طلبه من الخلق التزام منهاجه على ظهرها :- (قُلنَا اهبِطُواْ مِنهَا جَمِيعاۖ فَإِمَّا يَأتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُون) [البقرة:38]. و قال تعالى (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشقَىٰ) [طه:123] . ومن هنا نجد أنّه عزّ وجلّ لا يقبل عذر من يعتذر بالضغوط التي تؤدّي إلى الاستضعاف: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} (النساء:97). وبناء على هذه النظرة إلى الأرض والحياة، يكون النصر للهدى والايمان ولو بعد حينٍ، وعلى المدى البعيد فان هزيمة البغي والكفر والضلال محققة لا محالة، ومن اسباب الهزيمة ومقدماتها افلاس العدو الثقافي والاخلاقي والحضاري، وانكشاف السراب الذي يوهم به الناس انه على شيء ،فيظهر عند الاحتكاك الجدي انه ليس على شيء، فلم يعد بوسع حضارات اهل الارض اليوم ان تقدم للبشرية ما ينهض بها الانسان، بل غاية ما وصلت اليه حضاراتهم هو هبوط الانسان وشذوذه وخروجه وانحطاطه عن مستوى قيم الفطرة الانسانية ، والحرب العالمية على غزة اليوم شاهد حاضر، وهذا من ارهاصات النصر القادم لامحالة باذن الله تعالى ، فصبرا صبرا اهل بيت المقدس فانتم الظاهرون على الحق القاهرون لعدوكم الى ان يأتيكم امر الله القريب ان شاء الله بنصر الامة ونصرتها واعلاء شأنها برفع راية الاسلام لا رايات الاستسلام والذل والهوان ،فقد روى كل من الطبراني والامام احمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ )، قال العالم المجاهد الشهيد ابن بطال: إنها تكون في بيت المقدس، كما رواه الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه : (قيل : يا رسول الله ! أين هم؟ قال : ببيت المقدس). فبشراكم يا أهل الثبات على الحق ، بشراكم يا اهل بيت المقدس واكنافه المباركة،ايها الظاهرين على الحق ، وايها القاهرين لعدوكم، ولينصرن الله من ينصره والله عزيز حكيم.
اللهم عجل لنا بنصرك ونصرتك وتمكينك لاهل دينك الحق في الارض، اللهم كثر العدو وقل الصديق ولا ناصر ولا مولى لامتنا الا انت ، اللهم انك تسمع وترى فانت حسبنا ونعم الوكيل ، اللهم انه اقبل شهرك الفضيل فاكتب لنا فيه العز والتمكين والحسم والنصر المبين ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-02-24, 7:34 am عدل 2 مرات