بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السابعة=7= من سلسلة كيف نعقل ؟
اعزائي المتابعين الاكارم بناءا على ما طرحناه في الحلقة السابقة فانه يجدر بنا ان نخصص هذه الحلقة لنرى كيف يفكر الفقيه والعالم المجتهد الذي لاغنى للامة عنه في حياتها ووجودهم في الامة ضرورة من ضرورات الحياة والمجتمع و خاصةوان الله تعالى قال :- (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) وقال تعالى (( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )).. وان النبي الكريم قال:-( إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر). رواه الترمذي وغيره ..
ولما كان دور العلماء في الامة خطيرا وكبيرا فهم امناء الدين والكتاب والسنة كان لابد لنا من مرور ولو سريع نلقي به الضوء على طريقة تفكيرهم الشرعية التي يتعاملون بها مع نصوص خطاب ربنا وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم فكما هو معلوم للجميع ان الأحكام الشرعية تؤخذ من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من اجماع الصحابة والقياس بالعلة بي الاشباه والنظائر، ودور العقل فيها هو الفهم وإنزال الأحكام على الوقائع وليس دوره أن يشرع.
طريقة استنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها الأصلية ليس لها إلا سبيل واحد لا ثاني له، ولا يجوز الالتفاف عليه، وهي تتمثل بالتالي:
تتمثل الطريقة الشرعية في الاجتهاد بثلاث مراحل لا بد للمجتهد من أن يقوم بها باذلا الوسع في تحصيل غلبة الظن أن هذا هو حكم الله:
المرحلة الأولى: فهم الواقع الذي يراد إنزال الحكم الشرعي عليه، والفقه فيه، لذلك قالوا: حسن السؤال نصف الدين، فالسائل الباحث عن حكم الشرع في أمر لا بد له من أن يوضح كل دقيقة تتعلق بالموضوع المبحوث ليفهم المجتهد الأمر من كل جوانبه قبل أن ينزل عليه الحكم.
والمرحلة الثانية: تحقيق المناط، وذلك أن المجتهد يعرف الحكم الشرعي في الخمرة مثلا، فتحقيق المناط هو هل هذا الشراب واقعه واقع الخمر؟
فإذا قلت: الخمر حرام، فإن الحكم الشرعي هو حرمة الخمر، فتحقيق كون الشراب المعين خمراً أم ليس بخمر ليتأتى الحكم عليه بأنه حرام أو ليس بحرام هو تحقيق المناط، فتنظر مثلا إلى واقع النبيذ لترى تحقق الاسكار فيه لتنزل عليه حكم الخمرة أي الحرمة، وبعبارة أخرى فتحقيق المناط هو: أن يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله في هذا الواقع.
ثم المرحلة الثالثة الأخيرة، أن يقوم المجتهد بدراسة كل الأدلة الشرعية المتعلقة بهذا الواقع، ليستنبط منها الحكم الشرعي وينزله على هذا الواقع.
هذه هي الطريقة الشرعية في الاجتهاد ولا يمكن الوصول إلا من خلالها إلى معرفة حكم الله تعالى في المسائل المختلفة، وهي لا تتعدد. ولا يجوز لمفتي او العالم او المجتهد أن يعدل عن الحكم المستنبط استرضاءا لأهواء الناس ورغباتهم، لأن الله تعالى أعلم منهم بما يصلحهم، ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض. ولنا لقاء اخر باذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحلقة السابعة=7= من سلسلة كيف نعقل ؟
اعزائي المتابعين الاكارم بناءا على ما طرحناه في الحلقة السابقة فانه يجدر بنا ان نخصص هذه الحلقة لنرى كيف يفكر الفقيه والعالم المجتهد الذي لاغنى للامة عنه في حياتها ووجودهم في الامة ضرورة من ضرورات الحياة والمجتمع و خاصةوان الله تعالى قال :- (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) وقال تعالى (( فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )).. وان النبي الكريم قال:-( إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر). رواه الترمذي وغيره ..
ولما كان دور العلماء في الامة خطيرا وكبيرا فهم امناء الدين والكتاب والسنة كان لابد لنا من مرور ولو سريع نلقي به الضوء على طريقة تفكيرهم الشرعية التي يتعاملون بها مع نصوص خطاب ربنا وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم فكما هو معلوم للجميع ان الأحكام الشرعية تؤخذ من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من اجماع الصحابة والقياس بالعلة بي الاشباه والنظائر، ودور العقل فيها هو الفهم وإنزال الأحكام على الوقائع وليس دوره أن يشرع.
طريقة استنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها الأصلية ليس لها إلا سبيل واحد لا ثاني له، ولا يجوز الالتفاف عليه، وهي تتمثل بالتالي:
تتمثل الطريقة الشرعية في الاجتهاد بثلاث مراحل لا بد للمجتهد من أن يقوم بها باذلا الوسع في تحصيل غلبة الظن أن هذا هو حكم الله:
المرحلة الأولى: فهم الواقع الذي يراد إنزال الحكم الشرعي عليه، والفقه فيه، لذلك قالوا: حسن السؤال نصف الدين، فالسائل الباحث عن حكم الشرع في أمر لا بد له من أن يوضح كل دقيقة تتعلق بالموضوع المبحوث ليفهم المجتهد الأمر من كل جوانبه قبل أن ينزل عليه الحكم.
والمرحلة الثانية: تحقيق المناط، وذلك أن المجتهد يعرف الحكم الشرعي في الخمرة مثلا، فتحقيق المناط هو هل هذا الشراب واقعه واقع الخمر؟
فإذا قلت: الخمر حرام، فإن الحكم الشرعي هو حرمة الخمر، فتحقيق كون الشراب المعين خمراً أم ليس بخمر ليتأتى الحكم عليه بأنه حرام أو ليس بحرام هو تحقيق المناط، فتنظر مثلا إلى واقع النبيذ لترى تحقق الاسكار فيه لتنزل عليه حكم الخمرة أي الحرمة، وبعبارة أخرى فتحقيق المناط هو: أن يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله في هذا الواقع.
ثم المرحلة الثالثة الأخيرة، أن يقوم المجتهد بدراسة كل الأدلة الشرعية المتعلقة بهذا الواقع، ليستنبط منها الحكم الشرعي وينزله على هذا الواقع.
هذه هي الطريقة الشرعية في الاجتهاد ولا يمكن الوصول إلا من خلالها إلى معرفة حكم الله تعالى في المسائل المختلفة، وهي لا تتعدد. ولا يجوز لمفتي او العالم او المجتهد أن يعدل عن الحكم المستنبط استرضاءا لأهواء الناس ورغباتهم، لأن الله تعالى أعلم منهم بما يصلحهم، ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض. ولنا لقاء اخر باذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.