100مليار دولار حقا مهدرا لمصر في غاز شرق المتوسط
حاورته: فاطمة العربي- تصوير: محمد عادل
الدكتور خالد عودة لـ الأهرام المسائي:
100مليار دولار حقا مهدرا لمصر في غاز شرق المتوسط
بدرجة من التفاؤل جاءنا من اعلانه عن حق مصر التاريخي فيما اعلنت عنه اسرائيل من كشف لبئرين للغاز
في مياه البحر المتوسط مؤخرا ذهبنا للدكتور خالد عودة عالم الجيولوجيا بجامعة أسيوط نستوضح الأمر وما بين مد وجزر بسبب ما تلقيناه من معلومات وبيانات وخرائط وغيرها توضح مدي ما يتعرض له الشعب المصري من تفريط في حقوقه, وما بين اتهامات ودلائل عليها يبقي حق مصر في مائه مليار دولار كحد أدني من صافي ارباح حقول الغاز في مياه المتوسط المصرية في الوقت الذي نواجه فيه أزمة مالية تجعلنا نقترض بضعة مليارات سندا قويا ودافعا للتحرك باقصي سرعة ليثبت النظام السياسي الحالي حسن نواياه وادارته لموارد مصر وحقوق شعبها الذي أئتمنه عليها.
والي نص الحوار:
** بداية ما هي تفاصيل التقرير الذي قدمتوه للمسئولين منذ أيام حول أبار الغازالتي أعلنت اسرائيل عن اكتشافهما أخيرا؟
* تفاصيل هذا الأمر ترجع إلي أن لكل دولة حدودا اقليمية وحدودا اقتصادية في المياة التي توجد علي سواحلها والحدود الاقليمية تصل إلي12 ميلا بحريا والحدود الاقتصادية تصل إلي200 ميل من الساحل وبالنسبة لمصر ففي البحر الأبيض والمتوسط لها12 ميلا تمثل حدودها الاقليمية و ممنوع الاقتراب منها الا بإذنها و200 ميل حدودا اقتصادية تتحرك فيها وهي تصل إلي360 كليو مترا تقريبا ويحق لنا فيها الاستثمار واستغلال أي ثروات موجودة بها لكن دون منع أي سفن من المرور بها, واذا كان بين الدولتين مسافة أقل من400 ميل بحري يتم التقسيم بالمناصفة ما لم يكن لاحدي الدولتين حق تاريخي في أكثر من النصف مثلما حدث في تقسيم المياه الاقتصادية ما بين البحرين وقطر في الخليج ففي التقسيم تحت اشراف الأمم المتحدة البحرين أخذت95% من المساحة كحق تاريخي وقطر لم تأخذ سوي5% فقط, وهنا نعود إلي حق مصر التاريخي في مياه البحر المتوسط وخاصة شرق البحر المتوسط حيث يوجد جبل غاطس تحت المياه اسمه اراتوستينس يبلغ ارتفاعه2000 متر وقد غطس اسفل المياه في العصور الجيولوجية القديمة وقد سمي باسم مكتشفه وهو مصري وكان يعمل أمينا لمكتبة الإسكندرية في هذه الفترة سنة200 قبل الميلاد وهو ما يؤكد حق مصر التاريخي في هذا الجبل كملك خالص لها علي مدي العصور وفي العصر الحديث عندما بدأ تقسيم المياه فتم تقسيم المياه بين مصر وقبرص اليونانية وللأسف عند رسم الحدود معها لم نطالب بالحق التاريخي لنا في المياه ولكن عند رسم الحدود عند المنتصف كان سفح الجبل ملكا خالصا لمصر لكن عدم مطالبتنا بالجبل والحق التاريخي كان حلقة ضمن حلقات التفريط في حقوق مصر التي وضعتنا في مشكلة الان عند الحديث عن الثروات المصرية في مياه المتوسط.
** وهل لهذا التفريط علاقة بما نتحدث عنه من اكتشاف الغاز؟ وما هي بقية الآثار المترتبة علي ذلك؟
* بالطبع لأن عدم مطالبتنا بحقنا التاريخي هو تفريط في حقوقنا الأمر الذي جعل رسم الحدود عند خط المنتصف فقط أي عند سفح الجبل وبقيته يتجاوز المنتصف بحوالي2 كيلو متر, مما يعد مشكلة حيث الثروات جميعها من بترول أو غاز وغيره أسفل هذا الجبل وعند التنقيب لا يتم الحفر تحت الجبل الذي يبلغ ارتفاعه2000 متر من الحجر الجيري تحت المياه ولكن يتم الحفر في السفح سواء في الجهة الشمالية أو الجنوبية.
** اذن ما علاقة اسرائيل بالأمر؟
* الحكاية تبدأ من عام1999 عندما أعلنت مصر عن امتياز للشركات الأجنبية للحفر وكان اسمه امتياز نميت الذي فازت به شركة رويال ديتش شل وهي شركة شل العالمية المعروفة وتم الاتفاق معها من قبل الهيئة العامة للبترول أن يكون لها امتياز الحفر في عدة مناطق منها هذه المنطقة, وفي سنة2004 وتحديدا في16 فبراير أعلن سامح فهمي وزير البترول وقتها وبحضور رئيس الشركة ومدير فرعها في مصر عن اكتشاف أكبر بئرين للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط وأن هذين البئرين علي عمق2400 متر في المياه وهو عمق كبير يحتاج أنواعا خاصة من الحفارات لا تتواجد سوي في هذه الشركة وتم استخدامها في المكسيك للحفر بهذا العمق الكبير, وفي المؤتمر كان الحديث بمثابة بشري لمصر ووعدوا المصريين أن الحفر اعتبارا من2004 وحتي2008 ليبدأ بعد ذلك الانتاج, وهنا يجب التنويه إلي أن رسم الحدود بين مصر وقبرص اليونانية كان قبل ذلك بعام واحد أي في2003, أي لو كنا قد اعتدينا علي حدودهم بهذا الاعلان والحفر لما تركونا كل هذه السنوات بدون أي اعتراض, وفي2008 لم نسمع أي شيء عن انتهاء الحفر أو بدء الانتاج ثم مرت2009 وبداية2010 وكان الشغل الشاغل الانتخابات والاعداد للتوريث وغيره إلي أن جاء منتصف2010 ففي يونيو تحديدا اعلنت قبرص أنها رسمت الحدود البحرية مع اسرائيل وهو ما لا يمكن حدوثه فعليا وقانونيا بدون وجود مصر التي لم ترسم حدودا مائية لها مع اسرائيل حتي الآن.
تفريط
** وماذا كان رد الفعل المصري ازاء ذلك؟
* لم نسمع عن أي تحرك وتركوا الأمر يمر وتجور اسرائيل علي حق مصر رغم أن وزارة الخارجية اليونانية أرسلت خطابا لوزير الخارجية المصري تطالب فيه بضرورة المشاركة المصرية لتحديد الاحداثيات حيث تريد البحث عن الغاز مثلنا في البحر مما يوضح مدي التفريط الذي كان من نتائجه اعلان اسرائيل بعد رسمها للحدود مع قبرص عن اكتشافها لأكبر بئر غاز أسموه ليفياتان, وكان التدليس أنهم لم يذكروا فيه المنطقة أو الجبل ولكن الاعلان في منطقة متنازع عليها بعدها أوضحت الشركة التي تحفر أنه في جبل اراتوستينس, ثم كان الاعلان عن أن الاكتشاف علي عمق2400 متر, وهو ما أدي إلي كشف الأمر لأن البحر المتوسط أعماقه مختلفة بإثبات عالم مصري يعمل بالولايات المتحدة الأمريكية اسمه نائل الشافعي صاحب موسوعة المعرفة وقد شكل فريقا علميا دوليا أوضحوا من خلال الأبحاث أن اسرائيل تحصل علي الغاز من مصر وأن هذا البئر خاص بمصر وبالفعل تلقيت علي البريد الالكتروني الخاص بي رسائل من علماء عالميين يطلبون التحقق من الأمر, وبالفعل بدأت رحلة البحث عن الخرائط الاسرائيلية الخاصة بهذا الاكتشاف وأنا علي يقين بأن الحكومة الاسرائيلية لا يمكنها وضع خريطة رسمية لأنها تدرك أنها بهذا سوف تعطينا الدليل لمقاضاتها قانونيا لذلك فقد أوعزت الحكومة هناك لشركات البترول لاظهار خرائط وكذلك فعل التليفزيون الاسرائيلي والجامعات هناك وبالاطلاع عليها جميعا وهي حوالي سبع خرائط لا توجد خريطة مثل الأخري وليس محددا بها احداثيات للطول أو العرض ولا يرسم فيها جبل اراتوستينس ولاتوجد خريطة بها مقياس للرسم سوي خريطة واحدة تؤكد زيف كل الخرائط الأخري الأمر الذي جعل وجهة البحث عن مناطق الأعماق2400 متر في شرق البحر المتوسط وأين توجد تحديدا فكانت صور وبيانات الأقمار الصناعية هي وسيلة كشف الأكاذيب.
** وماذا أوضحت هذه الصور والبيانات؟
* أولا موقع الحفر الذي أعلنت عنه مصر ثم ادعت اسرائيل اكتشافها ليفياتان فيه يبعد عن حيفا235 كيلو مترا بينما يبعد عن مصر190 كيلو مترا فقط بالاضافة الي أن جبل اراتوستينس سفحه الشرقي لايتبع اسرائيل بأي حال ولكن يتبع المياه الاقليمية للبنان وقبرص التركية بينما السفح الجنوبي لمصر وقبرص اليونانية وأي اكتشافات به هو ملك لمصر أو علي الأقل تكون شريكا أساسيا فيه وهو مايتضح بشكل كبير في الخرائط التي تعلنها قبرص كما أنه لايوجد عمق يصل لـ2400 متر سوي في هذه المنطقة أي أن اكتشاف بئر للغاز في هذا العمق لايكون الا في هذه المنطقة ويكون حقا لمصر وهو ما ينطبق علي ما أعلنه سامح فهمي في2004 وما اعلنت اسرائيل اكتشافه بعد ذلك.
شل خدعتنا
**ولكن ماذا عن الفترة من2008 موعد بدء الانتاج وفق ما أعلنه وزير البترول المصري من2004 وحتي اليوم؟
*حقيقة نحن لانعرف ونريد توضيحا من المسئولين عن البلاد حول مانستشعره من حدوث تدليس وبيع لمصر وخداع شركة شل لنا وعدم اتخاذ أي اجراء ضدها حيث بعد اعلان قبرص اليونانية في يناير2011 لاكتشافها ثاني اكبر بئر للغاز الطبيعي أسموه أفروديت وأعلنت أنه علي عمق2400 متر وعند سفح جبل اراتوستينس وكذلك في منطقة متنازع عليها ثم قامت ثورة25 يناير ودخلت البلد في هوجة وفوضي وتسلم المجلس العسكري قيادة مصر وفي مارس2011 أعلنت شركة رويال ديتش شل انسحابها من حق الامتياز وانها لاتستطيع استكمال العمل, وهنا لابد أن نتساءل عن معلومات فترة الامتياز منذ2004 وحتي2011 وهل التعاقد بينها وبين وزارة البترول لايوجد به أي شروط جزائية عن تجاوزها للفترة المقررة حيث كان من المفترض أن بدء الانتاج يكون في2008 وفق ما أعلن فما هي الاجراءات المصرية الواجب اتخاذها تجاه هذا التأخير وعدم الالتزام الذي أضاع علي مصر الكثير؟
ويكفي أن نعلم أن قبرص بعد اعلانها كشفها لبئر الغاز في المنطقة التي قالت انها متنازع عليها وفي الخرائط التي أعلنت عنها هناك خريطة في الموقع القبرصي للغاز في اكتوبر2011 تم تقسيمه لـبلوكات رقم12 منها يقع في المثلث المصري الخالص هو امتياز نميد مع شركة شل التي انسحبت العام الماضي لتوضح الخريطة أن به بئر افروديت القبرصي ويبعد عنه البئر الاسرائيلي المزعوم بمسافة2 كيلو متر فقط في حين تظهره الخرائط الاسرائيلية أنه علي مسافة50 كيلو مترا لكي يقربوه منهم, وهنا لابد من الاشارة الي أن هذا الأمر كان السبب الحقيقي وراء زيارة رئيس الوزراء التركي أردوغان لمصر الذي اعتقدنا أنها للتهنئة بالثورة في حين أنه أتي ليطلب منا الغاء اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص اليونانية لاخلالها بالاتفاق مرتين أولها عندما رسمت الحدود مع اسرائيل ووضعتها كدولة بيننا وبينهم والمرة الثانية كانت برسمها الحدود دون وجود الجانب المصري وهو أمر ممنوع قانونا لحق الاعتراض في حال الجور علي حدود مصر الشرقية كطرف ثالث بسبب هذا الترسيم,وكل ذلك بالاضافة الي أن قبرص اليونانية لم تتفق حتي اليوم مع قبرص التركية في الحدود مما تسبب في زيارة أردوغان لمصر وبعده بأيام جاء لمصر وزير الخارجية اليوناني وطلب مقابلة وزير الخارجية المصري وابدي قلقه من الغاء الترسيم فيعلن الوزير المصري في نهاية مارس من2011 أن مصر لاتفكر اطلاقا في الغاء ترسيم الحدود مع قبرص بعدها قامت تركيا بضرب الممر بين البئرين القبرصي والاسرائيلي بالبوارج البحرية واذا بنا نعرف أنه يبلغ2 كيلو متر فقط وليس كما تدعي اسرائيل عندما تم تصعيد الامر للأمم المتحدة حيث تقدمت قبرص بشكوي ضد تركيا وأسمتها دبلوماسية البوارج وقامت اسرائيل بنصب صواريخ علي بئر ليفياتان لمنع الاقتراب منه وفي يناير2012 تم الاعلان بكل بجاحة من الطرفين القبرصي والاسرائيلي بدء انتاج الغاز من البئر واستطرد الدكتور خالد عودة قائلا لسة الفضيحة الأكبر.. واستكمل في يوم22 ابريل2012 عندما أعلن الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وقتها عن الغاء اتفاقية الغاز مع اسرائيل بعد تكرار ضرب أنابيب الغاز وكان رد الفعل الاسرائيلي الصمت ولم يحدث حتي مجرد الشكوي رغم أن الغاز المصري يمثل حوالي43% من حجم استخداماتها الداخلية واعتقدنا أننا أصبحنا أقوياء واستطعنا اخافة اسرائيل بذلك, الا أنه في29 من نفس الشهر أي بعد أسبوع من اعلان الجنزوري أعلنت اسرائيل عن اكتشافها لبئر ثان أسمته شمشون جنوب ليفياتان علي عمق1086 مترا وبالتدقيق في الخرائط حول الأمر نجد أن هذا البئر علي بعد114 كيلو مترا من دمياط! ويحوي غازا صافيا بقيمة20 مليار دولار ولم نسمع أي رد من أي مسئول مصري سواء في الحكومة او المجلس العسكري وانتهي الأمر بصمت يشير الي أنه لايمكن أن يكون الأمر قد تم الا باتفاق بيننا وبين اسرائيل.
اهمال المجلس العسكري
** هل تقصد انهام المجلس العسكري في هذا الموضوع بالاهمال الجسيم وعليهم ايضاح ماذا تم تحديدا؟
* لدي دليل علي ذلك فمنذ انسحاب الشركة من الامتياز في بداية العام الماضي لم يصدر أي رد فعل سواء بمحاسبة الشركة ومقاضاتها والحصول علي تعويض منها أو باعلان امتياز جديد لشركات جديدة مما يوحي باتفاق دولي تشارك فيه اطراف عالمية لنفاجأ منذ فترة بشركات البترول تنزل بامتياز جديد لمصر يظهر الأعماق والابار وفي صور الأقمار الصناعية في جوجل2012 وجدت في منطقة ايراتوستينس نقطة سوداء وبفتحها تبين أنها حفار يعمل في موقع حفر علي بعد114 كيلو مترا من دمياط المصرية وطالبت البحرية المصرية والمخابرات والمساحة العسكرية لمعرفة من الذي يحفر في أرضنا ونحن لاندري أو نعلم اذا كنا لانعلم, لأفاجأ بأن الامتياز الجديد لشركات البترول يحوي حدودا بيننا وبين اسرائيل وتركت فيه مصر جبل ايراتوستينوس لاسرائيل بالاضافة الي23 كيلو مترا بينهم.
** وهل اطلعت جهات رسمية علي ما لديك من معلومات ليكون هناك رد فعل حالي؟
* بالفعل دعيت أمام لجنة الأمن القومي بمجلس الشوري في14 رمضان الماضي وشرحت لهم الأمر وكان يوجد ممثلون لهيئة البترول وأخرجوا هذه الخريطة التي توضح الحدود الشرقية مع اسرائيل وعندما سألتهم عن هذا التدليس في رسم الحدود الذي يوضح التفريط في الحقوق المصرية بخلو حدود مصر من حقها التاريخي في جبل ايراتوستينوس فكان الرد أنه لا شأن لنا بالأمر فنحن مجرد أشخاص فنيين وأن هذه الخريطة جاءتنا من المجلس العسكري مما يوحي بشئ واحد اما أن المجلس العسكري وقع اتفاقية مع اسرائيل لترسيم الحدود معها من خلف ظهر الشعب المصري ولم يعرض الأمر علي مجلس الشعب المصري الذي كان من الواجب عرض مثل هذا الأمر عليه أو أنه تنازل طوعا ولأسباب لا نعلمها عن حقوق مصرية بدليل خرائط الامتياز الجديدة التي تؤكد اهدار حقوقنا وقد وضعت الامر امام لجنة الأمن القومي بمجلس الشوري التي طلب رئيسها من المجلس العسكري ارسال شخص للمحاسبة والرد, كما أرسلت ملفا بهذا الشأن للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية للتحقيق في الأمر واتخاذ اجراءات عاجلة لحماية حقوق مصر المهدرة بالوثائق المصرية.
** وهل يمكن تدارك الأمر في ظل أنهم يعملون حاليا وبدأوا بالفعل في استخراج الغاز وبيعه؟
* ل نحن بالوثائق والخرائط تنازلنا عن حقوقنا فلابد من محاسبة من فعل ذلك كان لابد من إعلان كامل الحقائق علي الشعب المصري وحتي لو كان هناك نوع من التوازنات أو المواءمات فحق مصر الاقليمي والتاريخي في مياه شرق المتوسط يجعلها شريكة بالنصف أو علي الأقل بالثلث في هذه الابار المكتشفة مع قبرص واسرائيل فضلا عن ان بئر شمشون لا يمكن المفاصلة عليه فهو بالكامل داخل مياهنا ومن حقنا.
الحل: ترسيم الحدود
** وما التصرف حاليا؟
* أطالب بشكل عاجل بوقف الامتياز الأخير وتشكيل لجنة عليا عاجلة لعودة حدودنا كما كانت والغاء الترسيم السابق مع قبرص اليونانية لأنها أخلت به واعادة الترسيم مرة اخري ومشاركتها في بئري الغاز سواء ليفياتان أو أفروديت ولا علاقة لنا باسرائيل واذا كانت تريد ادخالها فليكن في نصيبها هي أما بئر شمشون فهو حق خالص لمصر وبالقوة العسكرية يجب ضرب أي حفار موجود به فهو في مياهنا.
** سبق وأن قدمت خريطة تثبت وجود واحات جديدة في الصحراء الغربية, تؤدي إلي زرع3.5 مليون فدان اعتمادا علي خزان جوفي رئيسي فما موقف الدولة حاليا من هذا المشروع ومتي نبدأ التنفيذ؟
* في اطار تفتيت مصر واضاعتها من قبل الأنظمة السابقة بطريقة تفكيك مؤسسات أو ضمها لأخري مثلما تم مع هيئة تعمير الصحراء التي كانت تتبع رئاسة مجلس الوزراء وأيضا مركز بحوث الصحراء الذي لا يزال موجودا لكنه تابع لوزارة الزراعة رغم ان مديره بدرجة وزير وفقا لقانون انشائه وبالعودة إلي الصحراء المصرية فالعلماء الجيولوجيون خلال الـ40 سنة الأخيرة رسموا خرائط الصحراء في المساحة الجيولوجية أطلقوا عليها خرائط كونيكو وتم رسم بحر الرمال الأعظم علي بحر من الكثبان الرملية الملساء وفي مارس2011 كنا نجري أبحاثا عن كيفية انقاذ مصر من غرق أجزاء من الدلتا وكان احد الحلول احياء مشروع منخفض القطارة وبصور التقطها الردار المكوك لبعثة وكالة ناسا الطبوغرافية وجدنا واحات ومنخفضات وهضابا مثل الواحات واثار المياه فأرسلنا النتائج للدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة السابق وقتها وبعدها عقد مؤتمر صحفي لعلماء متخصصين في يونية وتم التأكيد فيه علي النتائج التي توصلنا لها لكن العبرة بالنتائج علي أرض الواقع فتم تشكيل بعثة من مركز بحوث الصحراء تحت رئاستي مع الفريق البحثي لجامعة أسيوط وبالفعل تحركنا في26 يونيو ولم يحدث في تاريخ البعثات العلمية رحلة بهذا الشكل في هذا التوقيت الذي ودعنا فيه زملاءنا وداعا اخيرا لنفاجأ بالتحرك بالسيارات وكأننا في الأوتوستراد في هذه الرمال التي تعلو10 سنتيمترات فقط عن صخور من الحجر الأبيض النوبي الذي كان يعد الخزان الرئيسي للمياه المصرية علي السطح وكأنه يقول لنا دق هنا وخذ مياهك وظللنا حتي3 يوليو نحقق ما لدينا من صور وبعد العودة كتبنا التقرير بعد التحاليل بالمعامل الا اننا بعد الانتهاء فوجئنا بتغيير الوزير وكان الوزير الجديد ليس لديه علم بالامر وبعد مؤتمر صحفي للاعلان عن المشروع تم عرض الأمر بالتقارير الخاصة به علي وزير الموارد المائية والري وقتها الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الحالي ليتم الاعلان عن بدء المشروع بشكل عملي بأقرب مكانين للواحات المعمورة لتكون البداية بالفرافرة الجديدة التي تقع غرب الفرافرة وفيها220 الف فدان بالاضافة إلي مليون فدان جنوب سيوة مباشرة يمكن اقامة مجتمعات كاملة عليها تبدأ بالفرافرة الجديدة ثم منخفض التحرير ومنخفضات ثورة25 يناير الثلاثة ومنخفض الشهداء ومنخفض عودة كمكافأة لي وسمي علي اسم الشهيد المستشار عبدالقادر عودة والدي أول شهيد عام1954, وأرجو من النظام الحالي ألا يسير علي درب النظام السابق وأن يستفيد من علماء مصر في مشروعاته والا يفعل مثله عندما اكتشفت مع الفريق الجيولوجي الدولي مقياس الزمن العالمي جنوب الاقصر وأصبحت المحمية رقم27 كافأني النظام السابق بعام ونصف العام في السجن.
** ختاما هل هناك نظريات علمية تشير إلي هجرة البترول من دولة لاخري؟ وما المعايير التي تحكم ذلك؟
* أي حركة أرضية ولولاها ما توقف البترول في مكان لاستخراجه وكذلك المياه حيث الهزات الارضية تنتج شروخا لتكون هناك طبقات مسامية امام طبقات غير مسامية تساعد في استخراج البترول وتسمي مصائد لا تتكون الا بتراكيب جيولوجية تتكون بهزات أرضية قوية وهو ما يفسر عدم ارتباط تواجد البترول مع المياه والغاز حيث الأصل في الامر ان يكون البترول اعلي المياه وأسفل الغاز في الابار المثالية التي لم تتأثر بهذه الحركات الأرضية.
**
الدكتور خالد عودة في سطور
الأستاذ الدكتور خالد عبد القادر عودة هو أستاذ الطبقات والحفريات قسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة أسيوط ونائب رئيس الفريق الدولي ورئيس الفريق البحثي المصري لمشروع القطاع الدولي العياري للباليوسين ـ الأيوسين.
* تخرج من كلية العلوم ـ جامعة أسيوط حاصلا علي بكالوريوس الدرجة الخاصة في الجيولوجيا عام1964 بتقدير عام امتياز وحصل علي درجة دكتوراه الفلسفة في الطبقات والحفريات عام1971.
* رئيس الفريق الجيولوجي المصري في المشروعات العلمية الدولية المشتركة في جنوب مصر والباحث الرئيسي المصري للمشروع العلمي الأمريكي ـ المصري المشترك علي جيولوجية جنوب وادي النيل وكذلك الباحث المصري الرئيسي للفريق المصري ـ الدولي المشكل من جانب جامعات أمريكا وأوروبا وأسيوط عام2005 لحماية آثار وادي الملوك غرب الأقصر تحت رعاية الهيئةالمصرية العامة للأثار وممثل مصر في اللجنة الدولية لتطوير علم الطبقات التأريخية وممثل مصر في اللجنة الدولية لنشر علوم الحفريات الدقيقة.
* للدكتور عودة39 بحثا منشورا في الدوريات الأجنبية(34 بحثا) والمحلية(5 بحوث) حتي عام2007 وأيضا كتاب منشور صادر من مؤسسة الميكروباليونتولوجي بالمتحف الأمريكي للعلوم الطبيعية بعنوان دراسات استراتجرافية علي الباليوسين ـ الإيوسين بحنوب مصر, الجزء الأول, وجار إعداد الجزء الثاني.
* قام المتحف الأمريكي للعلوم الطبيعية بنشر مجلد خاص يضم الجزء الأول من البحوث التي أجراها الدكتور خالد عودة مع الفريق الدولي بجنوب مصر في يوليو2003 وأثمرت عن اكتشاف التتابع العياري الدولي بجنوب مصر وجار حاليا نشر الجزء الثاني.