وقفة مع ايتين كريمتين
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85].
اخرج الطبري في تفسيره ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾، قال: "يكون هذا أعلم مِن هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوقَ كلِّ عالم"
اما قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85]. فقد قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان : "ذكَر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه ما أعطى خَلقه من العلم إلا قليلاً بالنسبة إلى علمه جل وعلا؛ لأن ما أُعطيَه الخلق من العلم بالنسبة إلى عِلم الخالق قليل جدًّا.
ومن الآيات التي فيها الإشارةُ إلى ذلك قولُه تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]، وقولُه: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27]"[.
فإذا عُلم ذلك، أدرَك الإنسانُ مبلغَه من العلم، وعلم قدرَ نفسه؛ لئلاَّ يغتر بانتهاء الأمر إلى ما بلَغه هو.وهكذا تكون أخلاق أهل العلم والإنصاف. فان مقتل اهل العلم في الغرور والكبرياء .. ومقتل اهل الدعوة في النظرة الفوقية لانفسهم والدونية لغيرهم.. في حين ان نبينا ارسل صلى الله عليه واله وسلم رحمة للعالمين.. ومن الرحمة ان تشفق على الاخرين وتعمل جاهدا لحجزهم عن النار والعذاب .. روى الامام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا ، فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ ، فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ ....
فدوما تذكر بيثين انه := ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ وانه ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾.
ومن احسن ما قيل في هذا الصدد واظنه للامام الشافعي رحمه الله :- لا يزال العالم عالما ما لم يقل انا عالم ..فان قالها فقد جهل.
اللهم نعوذ بك من الكبر والوهم والغرور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85].
اخرج الطبري في تفسيره ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾، قال: "يكون هذا أعلم مِن هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوقَ كلِّ عالم"
اما قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85]. فقد قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان : "ذكَر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه ما أعطى خَلقه من العلم إلا قليلاً بالنسبة إلى علمه جل وعلا؛ لأن ما أُعطيَه الخلق من العلم بالنسبة إلى عِلم الخالق قليل جدًّا.
ومن الآيات التي فيها الإشارةُ إلى ذلك قولُه تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]، وقولُه: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27]"[.
فإذا عُلم ذلك، أدرَك الإنسانُ مبلغَه من العلم، وعلم قدرَ نفسه؛ لئلاَّ يغتر بانتهاء الأمر إلى ما بلَغه هو.وهكذا تكون أخلاق أهل العلم والإنصاف. فان مقتل اهل العلم في الغرور والكبرياء .. ومقتل اهل الدعوة في النظرة الفوقية لانفسهم والدونية لغيرهم.. في حين ان نبينا ارسل صلى الله عليه واله وسلم رحمة للعالمين.. ومن الرحمة ان تشفق على الاخرين وتعمل جاهدا لحجزهم عن النار والعذاب .. روى الامام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا ، فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ ، فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ ....
فدوما تذكر بيثين انه := ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ وانه ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾.
ومن احسن ما قيل في هذا الصدد واظنه للامام الشافعي رحمه الله :- لا يزال العالم عالما ما لم يقل انا عالم ..فان قالها فقد جهل.
اللهم نعوذ بك من الكبر والوهم والغرور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.