بيئة - رأس المال ضد المُحيط السّليم وضد الحياة: ساعدت الحكومات شركات صناعة المُبِيدات على إلحاق أضرار كبيرة بكوكب الأرض، شبيهة بالأضْرَار التي ألحَقَتْها صناعة التّبغ بالصحة، وسمحت لها قوانين الدول الرأسمالية الكُبْرَى - تحت ذريعة "الأمن الغذائي" وزيادة الإنتاجية - بتسميم المحيط وبفرض بذورها وطرق إنتاجها، وبتغيير نمط الإنتاج الزراعي ونوعية غذاء البشر، رغم الدّلائل العديدة التي تُشير إلى ضَرَرِها، وذلك منذ قرابة خمسة عُقُود، مما ألحق أضْرَرًا جسيمة بصحة العاملين بقطاع الفلاحة وبالمستهلكين، أي كافة سُكّان العالم. استخدم مُزارِعُو العالم 8,6 مليار كيلوغرام من مبيد "غليفوسات" خلال حوالي 45 سنة، وهي كمية ضخمة من السّموم التي انتشرت في التربة والهواء والماء والطعام، لتكون سبَبًا في وفاة 200 ألف شخص سنويا وفي زيادة حالات السرطان والعُقْم، وغيرها من الأمراض الخطيرة، وقَضَت هذه المبيدات على أنواع من الأسماك والثّدْيِيّات وأنواع من الحشرات التي كانت تقوم بمهمة تلقيح النبات والأشجار، وقَضَتْ على 44% من الطيور التي كانت موجودة في المزارع، خلال عقدين من الزمن، وفق تقرير للأمم المتحدة، بينما بلغت إيرادات مبيعات صناعة المبيدات حوالي 45 مليار دولارا سنويًّا، وخصّصت شركات المبيدات، وفي طليعتها الشركة الأمريكية "مونسانتو" (اشترتها شركة "باير" الألمانية مُؤَخّرًا) مبالغ من أرباحها لشراء ذمم الباحثين والعُلَماء والقُضاة والصحافيين ونواب البرلمانات والسياسيين، لِتُواصِل جني الأرباح الضّخمة من نَشْر الموت في العالم، ومن التمتع بالحصانة، رغم تراكم الأدِلّة على خَطَرِ مُنْتجاتها من المُبِيدات السّامّة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم إما مباشرة كَمُبِيدات أو عبر الإنتاج الزراعي الأمريكي ثم الأرجنتيني والبرازيلي والصيني وغيرها من المنتجات المُعالَجَة بالمبيدات و (أو) المُعَدَّلَة وراثيا، وفي مقدمتها الذرة وفول الصُّويا، وأكثر من نصف الإنتاج الغذائي العالمي، رغم التزام العديد من الدول، منذ 1992 بتقييد استخدام المبيدات وخفض حجمها في قطاع الفلاحة وفي المُحيط، لكن كانت الغَلَبَة (لحد الآن) لمنطق قانون السّوق، ضد صحة الإنسان وضد سلامة المُحِيط... عن تقرير لمنظمة الصحة العالمية - حزيران 2018 +مقالَيْن جماعيَّيْن نشرتهما الصحيفة الكندية ( Le Devoir ) 15/03 و 25/08/18
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم