تأثير تجارب الاقتراب من الموت على العلم الحديث - قتيبة صالح فنجان
التغيّرات في المواقف والسلوك التي تعقب حالات الاقتراب من الموت.[1]
يُفيد حوالي 8% من الناس الذين مرّوا بتجربة اقتراب من الموت, أن حياتهم قد تغيّرت وإلى الأبد بسبب ما حدث لهم.
وفي نظرة متفحصة ,لما نجم عن ذلك من نماذج مدهشة,فإن هؤلاء لم يحصلوا على استعادة بهجة الحياة وعلى وجهة نظر روحانية فحسب,بل برهنوا على حصول تغيّرات نفسية وفسيولوجية معيّنة لم يمرّوا بها من قبل,والأمر نفسه قد حدث مع الأطفال الذين مرّوا بتجربة الاقتراب من الموت وكذلك المراهقين.
لقد حاول العديد من الباحثين ان يوثقوا مثل هذه التغيرات عبر السنين,وحتى من دون التمويل الضروري لهذه الدراسة الطبية.
في حين يشعر اغلب الباحثين أن البحث قد تم لتعليل الإقرار بمعيار التغيّر الناجم عن التجربة ووضع المعلومات حوله,عارفين ما هو نموذجي لأصحاب هذه التجارب ,الذي يساعدهم على تخفيف أية قلق أو اضطراب وكذلك عائلاتهم وأصدقائهم,كما هو الحال مع أخصائي الرعاية الصحيّة والمجتمع بصورة عامة.
يمكن فهم نموذج النتائج التي تعقب حالات الاقتراب من الموت,بشكل أفضل ,إذا درسنا التغيّرات في الصفات الأساسية بصورة منفصلة تحت عنوان التغيّرات النفسية والفسيولوجية,وسأشرح التفاصيل كالآتي:
التغيّرات في الصفات النفسية الأساسية.
انعدام الخوف من الموت,يصبح أكثر روحانية وأقل تدينا,اتسام طبيعة التفكير بالمثالية,تعمّق النظرة الفلسفية,التعرّض إلى نوبات عديدة من الاكتئاب,يصبح أكثر كرما وتّصدّقا من قبل,توسع مفهوم المحبة و يحاول في نفس الوقت أن يكون صاحب مبادرة ويحافظ على العلاقات الطيبة,الطفل الذي في داخله أو حالة الطفولة التي لم تُحسم بعد تظهر على سطح الشخصية.
ضعف حس المنافسة ويكون أكثر قناعة بالهدف من الوجود,ورفض جميع القيود السابقة على الحياة ويصبح مؤديا لدوره الطبيعي في الحياة,زيادة قوة عمل حاسة اللمس والذوق والشم,وكذلك ازدياد مستوى الحدس والقدرات الروحية ,ويصاحب ذلك القدرة على معرفة أو عيش المستقبل,يكون شخصا جذابا وطفلا يتمتع بحاسة البهجة والاندهاش,قلّة التعرض إلى حالات الإجهاد, يصبح أكثر استقلالا وموضوعية,ويمكنه أيضا الاستمرار في حالة الانعزال والانفصال عن الجسد,كما يمكنه الاندماج في أية حالة تستحوذ على اهتمامه,تواق إلى المعرفة والتعلّم ,شديد الفضول.
· يكون من مرّوا بتجربة الاقتراب من الموت محبين ويتقبلون الآخرين من دون الاقتصار على العلاقات والظروف الاجتماعية المتوقعة.
إنهم يرون أنفسهم شديدي المحبة للجميع على السواء,كرماء وصريحين ,تثيرهم القدرات والأمور المدهشة عند كل شخص يلتقونه.
يرغبون في أن يصبحوا مصدرا للحب الكوني, أعضاء عائلة مرتبكون ويميلون لاعتبار هذا التحول المفاجئ في سلوكهم نوعا من التهديد الغريب, كما لو أنهم أحبوا شخصا كان قد أصبح معزولا وغير مبال, حتى وإن كان شخصا باردا وغير محبوب.
قد تنجم بعض الأخطاء بسبب هذا الطريقة الغير مقيّدة في التعبير عن العاطفة,كالخيانة ,الأمر الذي ربما يؤدي إلى الطلاق.
· إن أحد أسباب التي تجعل من الحياة تبدو مختلفة بعد ذلك ,هو حصول أصحاب هذه التجارب على أسس للمقارنة لم يكونوا يألفونها من قبل,فقد يفقدون المعاني المألوفة التي اعتادوا عليها في عيش حياتهم أو تختفي كليا,لتحلّ محلّها اهتمامات أُخرى تكون لها الأولوية.
إن التحول في النقاط الأساسية قد يؤدي إلى ظهور الطفل الوديع والساذج,مع اختفاء المعايير والقيم السابقة,كما يمكن أن يختفيا معه الحذر والفطنة الفطريين,فيصبح من المألوف أن نسمع بان أصحاب تجارب الاقتراب من الموت قد تم خداعهم,أو قد أصبحوا ضحية لشخص ما,أو تورطوا بسبب الحظ العاثر أو في حادث ما,لكنهم في الوقت نفسه قادرين على استيعاب ما حدث لهم ,فيستعيدون قدرتهم على التمييز الجيّد.
· إن اغلب الذين مروّا بتجربة الاقتراب من الموت ,قد طوّروا إحساسهم بانعدام الزمن,ويميلون للاندفاع مع التغيّر الطبيعي للنور والظلام,ويظهرون تركيزا أشد على اللحظة الحاضرة وأهميّة أن يكون الإنسان في الزمن الحاضر,فتبدو مسالة التحسُب للمستقبل أمرا لا يعود إليهم,وينظر الآخرين إلى هذا النوع من التصرف على أنه غريب.
إنهم يبذلون ما في وسعهم كي يتجاهلوا التغيّر الحاصل في إدراكاتهم الحسية,رغم أنهم نادرا ما يتجاهلون التغيّر الحاصل لطريقتهم في الكلام,وسبب هذا يعود إلى أنهم يشيرون إلى أن مرحلتهم هذه ,هي نوع من الفاصل الذي يفصل ما بين حياتهم السابقة والحاضرة.
· ليس هناك ما ينفي بأن أصحاب تجارب الاقتراب من الموت ,قد أصبحوا يتمتعون بحدس قوي بعد التجربة,فتصبح الاستعراضات التي يقوم بها الوسطاء امرأ مألوفا ,كحالة الخروج من الجسد , لقاء الكائنات الروحية أثناء حالة الاقتراب من الموت,استحضار المستقبل, معرفة ما يريد أن يقوله الآخرين وإتمام جملته قبل أن يتلفظ بها,سماع كلام النباتات والحيوانات,و يُخيف مثل هذا السلوك أقرباء صاحب التجربة وأصدقاؤه ,وليس يقلقهم فحسب.
لا تتغيّر المعتقدات الدينية الشخصية ولا تغيّر أو تمنع هذا التوسع الحاصل في القدرات والدوافع, ويبقى صاحب التجربة راغبا في أن يعرف كيفية التحكم بمثل هذه القدرات وتنقيتها.
· الحياة المغلوطة ,تبتدئ لتصبح ذات معنى وهدف,وتصبح القدرة على الصفح تحل محّل النوازع السابقة للإدانة و الانتقاد ويتحول من صفة الاندفاع القوي والنظرة المادية إلى فيلسوف لين العريكة,وعلى هذا المنوال يمكن لأؤلئك الذين هم أكثر تراخيا والغير ملتزمين,أن يصبحوا أكثر حيوية ونشاط,عاقدين العزم على القيام ببعض الإصلاحات في العالم.و يبدءون بالتركيز على التطور الروحي الداخلي في نمو الشخصية من دون الاهتمام بالمعايير الاجتماعية, أما عائلاتهم التي تستولي عليهم الحيرة, بادئ الأمر, يمكن أن تتأثر كثيرا بما شهدوه من التغيّرات الناجمة عن التجربة, الأمر الذي يجعلها حدثا مشتركا.
· إن وعي أصحاب هذه التجارب يجعلهم ينظرون إلى صاحب أو صاحبة التجربة على أنه روح خالدة, تقيم مع شكل مادي, حيث يمكنها تعلّم الدروس خلال فترة الإقامة المؤقتة على الأرض, إنهم يدركون أنهم ليسوا أجسادهم, فيعتنق الكثير منهم نظرية التقمص,وفي النهاية, تصبح للحياة الحاضرة و للجسد الحاضر خصوصيتهما و أهميتهما مرة أخرى.
· ما الذي يجعل الغريب يصبح مألوفا على الفور ,وما الذي يجعل المألوف يصبح غريبا أيضا على الفور؟
رغم أن العالم لم يتغيّر,لكن صاحب التجربة قد تغيّر,فيبدءون يميلون إلى استخدام الأساليب الروائية في التخاطب,حتى أنهم يستخدمون عبارات مثالية ومبالغة في التعبير عن أنفسهم.
وبشيء من الصبر والجهود المشتركة, يمكن تحسين سبل التخاطب ويمكن استعادة بعضا من النمطية في الحياة, ولكن يبدو أن صاحب التجربة يبقى مستعدا لسماع تلك النغمة التي تقول, أنه ليس هناك شخص آخر يمكنه أن يستمر في هذه الحياة الطويلة.
التغيّرات في الصفات الفسيولوجية الأساسية.
التحول في عملية التفكير,حيث ينتقل من التفكير المنطقي الانتقائي إلى التفكير الجمعي,حيث تجتمع الأفكار وتندفع معا,الارتياح إلى الغموض,ازدياد معدل الذكاء,كما يصبح أكثر إبداعا,وحساسا بصورة غير طبيعيي تجاه الضوء والصوت,و اقل أو أكثر مستوى للطاقة بصورة أساسية (حتى وإن كان الجسد مفعم بالطاقة,وكذلك ازدياد الحدة الجنسية),اضطراب عمل الساعة البيولوجية وانخفاض معدل ضغط الدم,التسارع في العمليات الأيضية للجسم وارتفاع نسبة التمثيل الغذائي,(انخفاض معدل استقبال العقاقير الطبية والمركبات الكيمائية العلاجية),وغالبا ما يتحول إلى خيار العناية الصحية كعلاج بديل,حساسية تجاه الكهرباء,تعدد أنواع الادراكات الحسية,ارتفاع مستوى التحسس وحساسية في الجسد,يمكنه أن يمتلك القدرة على الشفاء,الميل للخضروات والحبوب (فقدان الشهية للحم),يبدو أنه قد أصبح أصغر سنا(حيث يظهر الفرق قبل أو بعد الصور).
· يمكن للتحسس من الضوء والصوت أن يصبحا مسألة جدية, الأمر الذي يحتم تغيير بعض طرق العيش.
ففي حين يتعلّم أغلب أصحاب تجارب الاقتراب من الموت التقليل من التعرّض لأشعة الشمس, لا يتمكن الآخرين من ذلك بصورة كافية.أما فيما يتعلّق بالصوت العالي والأصوات المنفرة, فإن كل واحد منهم يعاني من الصعوبة في ذلك تقريبا.
كما لا يستطيع اغلبهم أن يستمر في تحمّل موسيقى الروك الصاخبة,في حين يفضل غالبية واسعة منهم الموسيقى الكلاسيكية ,والألحان المتناغمة والأصوات الطبيعية ,ويصبح متحمّس لاستخدام الموسيقى في العلاج.
· يحدث تدفق الطاقة أو هبوطها في الجسم للكثير منهم,كما يمكن أن تصاحبهم الأنوار في الهواء,حيث يعتبر الباحثين على أنه انعتاق للكونداليني( كلمة سنسكريتية تعني الطاقة التي تلتف حول قاعدة العمود الفقري).
حيث يُفترض أن طاقة الكونداليني والطاقة الروحية واحدة,لكن لا تزال النظرية التي تقول ذلك غير مُبرهنة.
ولكي تستطيع متابعة البحث الجاري في هذه المسألة ويمكنك الاتصالKundalini Research Network, c/o Dale Pond, R#5, Flesherton, Ontario, NOC IEO Canada..
· يشير التحسس من الكهرباء إلى حالة حقول القوى أو الطاقة حول الشخص التي تؤثر على الأجهزة الكهربائية القريبة وكذلك الأجهزة التقنية.
وعادة ما تكون مختلفة في الأثر والتأثير,فقد لاحظ بعضهم ,أن للساعة يمكن أن تتوقف,ارتفاع الصوت في الميكروفون,توقف أشرطة التسجيل,تغّير قنوات التلفاز من دون أن يكون أحد قد استخدم جهاز التحكم عن بُعد,انفجار زجاجات المصابيح,تعطّل جهاز الهاتف,فقدان الحواسيب لذاكرتها بشكل مفاجئ,وأمور أخرى كثيرة.
يُفيد أصحاب التجارب الأكثر اطمئنانا مع هذه الميّزات الجديدة, بعدد أقل من الحوادث, بخلاف أولئك الذين لا يزالون في عملية خلق موازنة.
· إن التغيّرات الفسيولوجية ,تستمر طوال التغيّر الحاصل في الواقف,الأمر الذي يؤدي في النهاية بأصحاب التجارب إلى الاقتراب من الصحة والقدرة على المعالجة,العمل,المال,طراز العيش ونتائج العلاقات الاجتماعية.
لقد قال الكثير منهم أنهم يشعرون كما لو أنهم يتعلمون من جديد كيفية استخدام أجسادهم وعقولهم,وحالما يقومون بعملية التوازن, فإن أغلبهم قد عادوا إلى الحياة أصحاء وبحياة أكثر إنتاجا وسعادة, أكثر روحانية وطاقة من قبل.
إن إنكار أو التقليل من أهمية النتائج التي تعقب هذه التجارب, يبدو وكأنها ستجعل الشخص يشعر أنه غير مكتمل وغير مرغوب به لسنوات أخرى.
لا يمكن تزييف النتائج التي تعقب تجارب الاقتراب من الموت,كما لا يمكنك أن تخفي استجابتك للطريقة التي تؤثر عليك (سواء أن كنت تدرك ما الذي تفعله أم لا).
قد تكون قادرا على تأجيل بداياتها أو أن تُقلّّل من تأثيرها, لكن لا يمكنك أن تتظاهر بطريقة ما, ذلك التحول الحياتي بالإمكانيات المعقدة التي تجلبها هذه التجارب.
وبغّض النظر عن أية دراما جلبتها حالات الاقتراب من الموت,فأن ما يحدث بعدها ,له قيّم حقيقية ومعاني أصيلة قد تم وضعها.
ملاحظات مفيدة.
من الممكن حدوث تجربة اقتراب من الموت, كالتجارب التي تحدث من دون أن يكون هناك تهديد بالاقتراب من الموت الطبيعي.
فالأطفال, مثلا, يمكن أن يحلموا بأحلام قوية للموت, كما يمكن للبالغين أن ينجوا من حوادث مؤسفة, أو يجدوا أنفسهم قد انسابوا في حالات مختلفة من التأمل, ليكتشفوا بعد ذلك أنهم قد تغيّروا.
وإذا ما كانت الحالة حقيقية ,فإن الشخص سوف يرينا نفس النموذج للتغيّر الحاصل بسبب تجربة الاقتراب من الموت ,عند صاحب التجربة.
تستغرق عملية تعديل وموازنة التأثيرات التي تعقب التجربة بعض الوقت, فتكون السنوات الثلاثة التالية للتجربة, أكثر اضطرابا, إن لم يستعد صاحب التجربة نفسه تماما.
إن أصحاب التجارب وعائلاتهم مدعوين لحضور أو الاتصال بالمجموعات المحلية لمؤسسة أبحاث الاقتراب من الموت, وقراءة الكتب التالية لما تتضمنه من بحوث دراسية معمّقة عن النتائج التي تجربة الاقتراب من الموت.
التغيّرات في المواقف والسلوك التي تعقب حالات الاقتراب من الموت.[1]
يُفيد حوالي 8% من الناس الذين مرّوا بتجربة اقتراب من الموت, أن حياتهم قد تغيّرت وإلى الأبد بسبب ما حدث لهم.
وفي نظرة متفحصة ,لما نجم عن ذلك من نماذج مدهشة,فإن هؤلاء لم يحصلوا على استعادة بهجة الحياة وعلى وجهة نظر روحانية فحسب,بل برهنوا على حصول تغيّرات نفسية وفسيولوجية معيّنة لم يمرّوا بها من قبل,والأمر نفسه قد حدث مع الأطفال الذين مرّوا بتجربة الاقتراب من الموت وكذلك المراهقين.
لقد حاول العديد من الباحثين ان يوثقوا مثل هذه التغيرات عبر السنين,وحتى من دون التمويل الضروري لهذه الدراسة الطبية.
في حين يشعر اغلب الباحثين أن البحث قد تم لتعليل الإقرار بمعيار التغيّر الناجم عن التجربة ووضع المعلومات حوله,عارفين ما هو نموذجي لأصحاب هذه التجارب ,الذي يساعدهم على تخفيف أية قلق أو اضطراب وكذلك عائلاتهم وأصدقائهم,كما هو الحال مع أخصائي الرعاية الصحيّة والمجتمع بصورة عامة.
يمكن فهم نموذج النتائج التي تعقب حالات الاقتراب من الموت,بشكل أفضل ,إذا درسنا التغيّرات في الصفات الأساسية بصورة منفصلة تحت عنوان التغيّرات النفسية والفسيولوجية,وسأشرح التفاصيل كالآتي:
التغيّرات في الصفات النفسية الأساسية.
انعدام الخوف من الموت,يصبح أكثر روحانية وأقل تدينا,اتسام طبيعة التفكير بالمثالية,تعمّق النظرة الفلسفية,التعرّض إلى نوبات عديدة من الاكتئاب,يصبح أكثر كرما وتّصدّقا من قبل,توسع مفهوم المحبة و يحاول في نفس الوقت أن يكون صاحب مبادرة ويحافظ على العلاقات الطيبة,الطفل الذي في داخله أو حالة الطفولة التي لم تُحسم بعد تظهر على سطح الشخصية.
ضعف حس المنافسة ويكون أكثر قناعة بالهدف من الوجود,ورفض جميع القيود السابقة على الحياة ويصبح مؤديا لدوره الطبيعي في الحياة,زيادة قوة عمل حاسة اللمس والذوق والشم,وكذلك ازدياد مستوى الحدس والقدرات الروحية ,ويصاحب ذلك القدرة على معرفة أو عيش المستقبل,يكون شخصا جذابا وطفلا يتمتع بحاسة البهجة والاندهاش,قلّة التعرض إلى حالات الإجهاد, يصبح أكثر استقلالا وموضوعية,ويمكنه أيضا الاستمرار في حالة الانعزال والانفصال عن الجسد,كما يمكنه الاندماج في أية حالة تستحوذ على اهتمامه,تواق إلى المعرفة والتعلّم ,شديد الفضول.
· يكون من مرّوا بتجربة الاقتراب من الموت محبين ويتقبلون الآخرين من دون الاقتصار على العلاقات والظروف الاجتماعية المتوقعة.
إنهم يرون أنفسهم شديدي المحبة للجميع على السواء,كرماء وصريحين ,تثيرهم القدرات والأمور المدهشة عند كل شخص يلتقونه.
يرغبون في أن يصبحوا مصدرا للحب الكوني, أعضاء عائلة مرتبكون ويميلون لاعتبار هذا التحول المفاجئ في سلوكهم نوعا من التهديد الغريب, كما لو أنهم أحبوا شخصا كان قد أصبح معزولا وغير مبال, حتى وإن كان شخصا باردا وغير محبوب.
قد تنجم بعض الأخطاء بسبب هذا الطريقة الغير مقيّدة في التعبير عن العاطفة,كالخيانة ,الأمر الذي ربما يؤدي إلى الطلاق.
· إن أحد أسباب التي تجعل من الحياة تبدو مختلفة بعد ذلك ,هو حصول أصحاب هذه التجارب على أسس للمقارنة لم يكونوا يألفونها من قبل,فقد يفقدون المعاني المألوفة التي اعتادوا عليها في عيش حياتهم أو تختفي كليا,لتحلّ محلّها اهتمامات أُخرى تكون لها الأولوية.
إن التحول في النقاط الأساسية قد يؤدي إلى ظهور الطفل الوديع والساذج,مع اختفاء المعايير والقيم السابقة,كما يمكن أن يختفيا معه الحذر والفطنة الفطريين,فيصبح من المألوف أن نسمع بان أصحاب تجارب الاقتراب من الموت قد تم خداعهم,أو قد أصبحوا ضحية لشخص ما,أو تورطوا بسبب الحظ العاثر أو في حادث ما,لكنهم في الوقت نفسه قادرين على استيعاب ما حدث لهم ,فيستعيدون قدرتهم على التمييز الجيّد.
· إن اغلب الذين مروّا بتجربة الاقتراب من الموت ,قد طوّروا إحساسهم بانعدام الزمن,ويميلون للاندفاع مع التغيّر الطبيعي للنور والظلام,ويظهرون تركيزا أشد على اللحظة الحاضرة وأهميّة أن يكون الإنسان في الزمن الحاضر,فتبدو مسالة التحسُب للمستقبل أمرا لا يعود إليهم,وينظر الآخرين إلى هذا النوع من التصرف على أنه غريب.
إنهم يبذلون ما في وسعهم كي يتجاهلوا التغيّر الحاصل في إدراكاتهم الحسية,رغم أنهم نادرا ما يتجاهلون التغيّر الحاصل لطريقتهم في الكلام,وسبب هذا يعود إلى أنهم يشيرون إلى أن مرحلتهم هذه ,هي نوع من الفاصل الذي يفصل ما بين حياتهم السابقة والحاضرة.
· ليس هناك ما ينفي بأن أصحاب تجارب الاقتراب من الموت ,قد أصبحوا يتمتعون بحدس قوي بعد التجربة,فتصبح الاستعراضات التي يقوم بها الوسطاء امرأ مألوفا ,كحالة الخروج من الجسد , لقاء الكائنات الروحية أثناء حالة الاقتراب من الموت,استحضار المستقبل, معرفة ما يريد أن يقوله الآخرين وإتمام جملته قبل أن يتلفظ بها,سماع كلام النباتات والحيوانات,و يُخيف مثل هذا السلوك أقرباء صاحب التجربة وأصدقاؤه ,وليس يقلقهم فحسب.
لا تتغيّر المعتقدات الدينية الشخصية ولا تغيّر أو تمنع هذا التوسع الحاصل في القدرات والدوافع, ويبقى صاحب التجربة راغبا في أن يعرف كيفية التحكم بمثل هذه القدرات وتنقيتها.
· الحياة المغلوطة ,تبتدئ لتصبح ذات معنى وهدف,وتصبح القدرة على الصفح تحل محّل النوازع السابقة للإدانة و الانتقاد ويتحول من صفة الاندفاع القوي والنظرة المادية إلى فيلسوف لين العريكة,وعلى هذا المنوال يمكن لأؤلئك الذين هم أكثر تراخيا والغير ملتزمين,أن يصبحوا أكثر حيوية ونشاط,عاقدين العزم على القيام ببعض الإصلاحات في العالم.و يبدءون بالتركيز على التطور الروحي الداخلي في نمو الشخصية من دون الاهتمام بالمعايير الاجتماعية, أما عائلاتهم التي تستولي عليهم الحيرة, بادئ الأمر, يمكن أن تتأثر كثيرا بما شهدوه من التغيّرات الناجمة عن التجربة, الأمر الذي يجعلها حدثا مشتركا.
· إن وعي أصحاب هذه التجارب يجعلهم ينظرون إلى صاحب أو صاحبة التجربة على أنه روح خالدة, تقيم مع شكل مادي, حيث يمكنها تعلّم الدروس خلال فترة الإقامة المؤقتة على الأرض, إنهم يدركون أنهم ليسوا أجسادهم, فيعتنق الكثير منهم نظرية التقمص,وفي النهاية, تصبح للحياة الحاضرة و للجسد الحاضر خصوصيتهما و أهميتهما مرة أخرى.
· ما الذي يجعل الغريب يصبح مألوفا على الفور ,وما الذي يجعل المألوف يصبح غريبا أيضا على الفور؟
رغم أن العالم لم يتغيّر,لكن صاحب التجربة قد تغيّر,فيبدءون يميلون إلى استخدام الأساليب الروائية في التخاطب,حتى أنهم يستخدمون عبارات مثالية ومبالغة في التعبير عن أنفسهم.
وبشيء من الصبر والجهود المشتركة, يمكن تحسين سبل التخاطب ويمكن استعادة بعضا من النمطية في الحياة, ولكن يبدو أن صاحب التجربة يبقى مستعدا لسماع تلك النغمة التي تقول, أنه ليس هناك شخص آخر يمكنه أن يستمر في هذه الحياة الطويلة.
التغيّرات في الصفات الفسيولوجية الأساسية.
التحول في عملية التفكير,حيث ينتقل من التفكير المنطقي الانتقائي إلى التفكير الجمعي,حيث تجتمع الأفكار وتندفع معا,الارتياح إلى الغموض,ازدياد معدل الذكاء,كما يصبح أكثر إبداعا,وحساسا بصورة غير طبيعيي تجاه الضوء والصوت,و اقل أو أكثر مستوى للطاقة بصورة أساسية (حتى وإن كان الجسد مفعم بالطاقة,وكذلك ازدياد الحدة الجنسية),اضطراب عمل الساعة البيولوجية وانخفاض معدل ضغط الدم,التسارع في العمليات الأيضية للجسم وارتفاع نسبة التمثيل الغذائي,(انخفاض معدل استقبال العقاقير الطبية والمركبات الكيمائية العلاجية),وغالبا ما يتحول إلى خيار العناية الصحية كعلاج بديل,حساسية تجاه الكهرباء,تعدد أنواع الادراكات الحسية,ارتفاع مستوى التحسس وحساسية في الجسد,يمكنه أن يمتلك القدرة على الشفاء,الميل للخضروات والحبوب (فقدان الشهية للحم),يبدو أنه قد أصبح أصغر سنا(حيث يظهر الفرق قبل أو بعد الصور).
· يمكن للتحسس من الضوء والصوت أن يصبحا مسألة جدية, الأمر الذي يحتم تغيير بعض طرق العيش.
ففي حين يتعلّم أغلب أصحاب تجارب الاقتراب من الموت التقليل من التعرّض لأشعة الشمس, لا يتمكن الآخرين من ذلك بصورة كافية.أما فيما يتعلّق بالصوت العالي والأصوات المنفرة, فإن كل واحد منهم يعاني من الصعوبة في ذلك تقريبا.
كما لا يستطيع اغلبهم أن يستمر في تحمّل موسيقى الروك الصاخبة,في حين يفضل غالبية واسعة منهم الموسيقى الكلاسيكية ,والألحان المتناغمة والأصوات الطبيعية ,ويصبح متحمّس لاستخدام الموسيقى في العلاج.
· يحدث تدفق الطاقة أو هبوطها في الجسم للكثير منهم,كما يمكن أن تصاحبهم الأنوار في الهواء,حيث يعتبر الباحثين على أنه انعتاق للكونداليني( كلمة سنسكريتية تعني الطاقة التي تلتف حول قاعدة العمود الفقري).
حيث يُفترض أن طاقة الكونداليني والطاقة الروحية واحدة,لكن لا تزال النظرية التي تقول ذلك غير مُبرهنة.
ولكي تستطيع متابعة البحث الجاري في هذه المسألة ويمكنك الاتصالKundalini Research Network, c/o Dale Pond, R#5, Flesherton, Ontario, NOC IEO Canada..
· يشير التحسس من الكهرباء إلى حالة حقول القوى أو الطاقة حول الشخص التي تؤثر على الأجهزة الكهربائية القريبة وكذلك الأجهزة التقنية.
وعادة ما تكون مختلفة في الأثر والتأثير,فقد لاحظ بعضهم ,أن للساعة يمكن أن تتوقف,ارتفاع الصوت في الميكروفون,توقف أشرطة التسجيل,تغّير قنوات التلفاز من دون أن يكون أحد قد استخدم جهاز التحكم عن بُعد,انفجار زجاجات المصابيح,تعطّل جهاز الهاتف,فقدان الحواسيب لذاكرتها بشكل مفاجئ,وأمور أخرى كثيرة.
يُفيد أصحاب التجارب الأكثر اطمئنانا مع هذه الميّزات الجديدة, بعدد أقل من الحوادث, بخلاف أولئك الذين لا يزالون في عملية خلق موازنة.
· إن التغيّرات الفسيولوجية ,تستمر طوال التغيّر الحاصل في الواقف,الأمر الذي يؤدي في النهاية بأصحاب التجارب إلى الاقتراب من الصحة والقدرة على المعالجة,العمل,المال,طراز العيش ونتائج العلاقات الاجتماعية.
لقد قال الكثير منهم أنهم يشعرون كما لو أنهم يتعلمون من جديد كيفية استخدام أجسادهم وعقولهم,وحالما يقومون بعملية التوازن, فإن أغلبهم قد عادوا إلى الحياة أصحاء وبحياة أكثر إنتاجا وسعادة, أكثر روحانية وطاقة من قبل.
إن إنكار أو التقليل من أهمية النتائج التي تعقب هذه التجارب, يبدو وكأنها ستجعل الشخص يشعر أنه غير مكتمل وغير مرغوب به لسنوات أخرى.
لا يمكن تزييف النتائج التي تعقب تجارب الاقتراب من الموت,كما لا يمكنك أن تخفي استجابتك للطريقة التي تؤثر عليك (سواء أن كنت تدرك ما الذي تفعله أم لا).
قد تكون قادرا على تأجيل بداياتها أو أن تُقلّّل من تأثيرها, لكن لا يمكنك أن تتظاهر بطريقة ما, ذلك التحول الحياتي بالإمكانيات المعقدة التي تجلبها هذه التجارب.
وبغّض النظر عن أية دراما جلبتها حالات الاقتراب من الموت,فأن ما يحدث بعدها ,له قيّم حقيقية ومعاني أصيلة قد تم وضعها.
ملاحظات مفيدة.
من الممكن حدوث تجربة اقتراب من الموت, كالتجارب التي تحدث من دون أن يكون هناك تهديد بالاقتراب من الموت الطبيعي.
فالأطفال, مثلا, يمكن أن يحلموا بأحلام قوية للموت, كما يمكن للبالغين أن ينجوا من حوادث مؤسفة, أو يجدوا أنفسهم قد انسابوا في حالات مختلفة من التأمل, ليكتشفوا بعد ذلك أنهم قد تغيّروا.
وإذا ما كانت الحالة حقيقية ,فإن الشخص سوف يرينا نفس النموذج للتغيّر الحاصل بسبب تجربة الاقتراب من الموت ,عند صاحب التجربة.
تستغرق عملية تعديل وموازنة التأثيرات التي تعقب التجربة بعض الوقت, فتكون السنوات الثلاثة التالية للتجربة, أكثر اضطرابا, إن لم يستعد صاحب التجربة نفسه تماما.
إن أصحاب التجارب وعائلاتهم مدعوين لحضور أو الاتصال بالمجموعات المحلية لمؤسسة أبحاث الاقتراب من الموت, وقراءة الكتب التالية لما تتضمنه من بحوث دراسية معمّقة عن النتائج التي تجربة الاقتراب من الموت.