بسم الله الرحمن الرحيم
مواقف كرم يعجز عنها البتروليون...!!!
سمعنا في اخبار الاوائل من سلف امتنا قصصا عن مكارم الاخلاق والشيم والطباع بما يكاد يكون ضربا من الخيال...وسمعنا عن اشخاص ضربوا المثل وضربت بهم الامثال في المكارم والحلم وحسن الخلق من هذه الامة في جاهليتها واسلامها وكانوا يتفاخرون بالكرم ويتسابقون في ميادينه وممن ذكرهم التاريخ لنا واشتهر على كل لسان وضربت بكرمه ومكارمه الامثال حاتم الطائي الذي لا يذكر اسمه الا مقرونا بالكرم . ومما يؤثر عنه في ذلك ما ذكره التنوخي في المستجاد قال : إن رجلاً سأل حاتماً الطائي فقال يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم ؟ قال نعم غلام يتيم . وذلك أنى نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم فعمد إلى رأس فذبحه وأصلح لحمه وقدمه إلى . وكان فيما قدم الدماغ ، فقلت طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً بعد رأس ويقدم الدماغ ، وأنا لا أعلم فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً ، فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها . فقلت له لم فعلت ذلك ؟! قال يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وأبخل عليك به ، إن ذلك لسبه على العرب قبيحة . فقيل يا حاتم فبماذا عوضته ؟ قال بثلثمائة ناقة حمراء، وبخمسمائة رأس من الغنم . فقيل أنت أكرم منه، قال هيهات، بل هو والله أكرم، لأنه جاد بكل ما ملك ، وأنا جدت بقليل من كثير.
ومن الأجواد المشاهير في الجاهلية أيضاً عبد الله بن جدعان وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره ووقع فيها صغير فغرق وذكر ابن قتيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ لقد كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمَىِّ ] أي وقت الظهيــرة،والجفنة الاناء الواسع للطعام مصنوعا من الحجر او الفخار..ويروى انه جعل منادياً ينادى كل ليله على ظهر الكعبة أن هلموا إلى جفنه ابن جدعان.ومناد اخر يسير نشطا مسرعا في طرقات مكة، فقال أميه في ذلك شعرا:-
له داع بمكـة مشمعـــــل *** وآخر فـوق كعبتهــا ينـــــادى
إلى روح مـــن الشيـزى مـلاء *** لبــــاب البـــر يلبك بالشهاد
والشيزى طعام يصنع من القمح والعسل او عصير العنب
والعرب في جاهليتهم قدروا معنى الإنسانية الحقيقية بتقديم ما يحفظ على الإنسان حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته، ولذلك عظموا الكرم وإطعام الطعام وقرنوا بينه وبين الشجاعة، ووصفوا بالكرم عظماء القوم حيث كانوا لا يسودون عليهم بخيلا ولا جبانا، وكان الكرم في مقدمه الفضائل والخصال التي يحرص و يحب العربي أن يتحلى ويوصف بها وكانت عندهم من صفات ومتطلبات السيادة.
وجاءهم الاسلام ورسالته ..جاء الدين الحنيف بقيمه وتعاليمه الكريمة معظما للكرم مادحا للكرماء، ذاما للبخل والشح، غارسا قيمه الكريمة الشريفة في النفوس، فازداد المؤمنون كرما الى كرم الطبع والسجية، واصبحت غايته بدل التفاخر والمباهاة ارضاء الله تعالى الذي امرهم بالانفاق من رزقه.. ووعدهم بالخلف (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)سبأ و قال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران 133 - 134 وقال تعالى ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجــون تجارة لن تبور ) فاطر 67 وقال ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم ) آل عمران 92 وقال ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبه أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة 261 ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنت لا تظلمون )البقرة 272 ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) الليل 5-10 كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [ لا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبداً] صحيح الجامع،وفى حديث آخر [ شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع ] رواه أبو داود فلاحظ انه قرن بين الشح والجبن، وفى حديث آخر [ اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ] رواه مسلم
وعن أبي هُريرة قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا متفقٌ عَلَيْهِ.
فاصبح الكرم طبع كل مسلم من عرب ومن عجم، ومظهرا من مظاهر تعبدهم ونظام حياتهم، واخذوا يفعلونه عبادة من عظيم عبادات الاسلام، واصبح الكرم امرا طبيعيا في حياتهم لا يستغربه ولا يستهجنه الا من لم يتربى على قيم الدين والعقيدة . إن المؤمن إذا جاد فإن الإسلام علمه أن يجود لله وفى ذلك يقول الشاعر
ليــس يعطيـــك للرجـــاء أو الخـــــوف *** ولكــــــن يلـــــــذ طعـــــــم العطــــاء
ومع ذلك سمعنا عمن فاقوا غيرهم من اهل الكرم ومنهم الصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعين واستمرت مسيرة الكرم والجود في الامة حتى اصبحت وكانها صفات وراثية تتوارثها جينات النسل جيلا فجيلا وممن ذكروا وفاقوا اهل زمانهم مع ان الكل كان كريما اسماء ذكرت كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وقيلت فيهم الاشعار واشتغل برواياتهم اهل الاخبار، حتى ذكروا من فعالهم ما لا يكاد يصدقه اهل زماننا.
الذي افسدته قيم وافكار ومفاهيم الراسمالية والنفعية المادية العفنة، مع انه لم يكن لديهم لا بترول ولا مناجم ذهب ومعادن، ولكنهم انفقوا ما كسبوا من خير فأخلفه لهم الله تعالى مباركا، ودمتم اهل كرم وكرامة وخير وفضل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مواقف كرم يعجز عنها البتروليون...!!!
سمعنا في اخبار الاوائل من سلف امتنا قصصا عن مكارم الاخلاق والشيم والطباع بما يكاد يكون ضربا من الخيال...وسمعنا عن اشخاص ضربوا المثل وضربت بهم الامثال في المكارم والحلم وحسن الخلق من هذه الامة في جاهليتها واسلامها وكانوا يتفاخرون بالكرم ويتسابقون في ميادينه وممن ذكرهم التاريخ لنا واشتهر على كل لسان وضربت بكرمه ومكارمه الامثال حاتم الطائي الذي لا يذكر اسمه الا مقرونا بالكرم . ومما يؤثر عنه في ذلك ما ذكره التنوخي في المستجاد قال : إن رجلاً سأل حاتماً الطائي فقال يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم ؟ قال نعم غلام يتيم . وذلك أنى نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم فعمد إلى رأس فذبحه وأصلح لحمه وقدمه إلى . وكان فيما قدم الدماغ ، فقلت طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً بعد رأس ويقدم الدماغ ، وأنا لا أعلم فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً ، فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها . فقلت له لم فعلت ذلك ؟! قال يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وأبخل عليك به ، إن ذلك لسبه على العرب قبيحة . فقيل يا حاتم فبماذا عوضته ؟ قال بثلثمائة ناقة حمراء، وبخمسمائة رأس من الغنم . فقيل أنت أكرم منه، قال هيهات، بل هو والله أكرم، لأنه جاد بكل ما ملك ، وأنا جدت بقليل من كثير.
ومن الأجواد المشاهير في الجاهلية أيضاً عبد الله بن جدعان وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره ووقع فيها صغير فغرق وذكر ابن قتيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [ لقد كنت أستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمَىِّ ] أي وقت الظهيــرة،والجفنة الاناء الواسع للطعام مصنوعا من الحجر او الفخار..ويروى انه جعل منادياً ينادى كل ليله على ظهر الكعبة أن هلموا إلى جفنه ابن جدعان.ومناد اخر يسير نشطا مسرعا في طرقات مكة، فقال أميه في ذلك شعرا:-
له داع بمكـة مشمعـــــل *** وآخر فـوق كعبتهــا ينـــــادى
إلى روح مـــن الشيـزى مـلاء *** لبــــاب البـــر يلبك بالشهاد
والشيزى طعام يصنع من القمح والعسل او عصير العنب
والعرب في جاهليتهم قدروا معنى الإنسانية الحقيقية بتقديم ما يحفظ على الإنسان حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته، ولذلك عظموا الكرم وإطعام الطعام وقرنوا بينه وبين الشجاعة، ووصفوا بالكرم عظماء القوم حيث كانوا لا يسودون عليهم بخيلا ولا جبانا، وكان الكرم في مقدمه الفضائل والخصال التي يحرص و يحب العربي أن يتحلى ويوصف بها وكانت عندهم من صفات ومتطلبات السيادة.
وجاءهم الاسلام ورسالته ..جاء الدين الحنيف بقيمه وتعاليمه الكريمة معظما للكرم مادحا للكرماء، ذاما للبخل والشح، غارسا قيمه الكريمة الشريفة في النفوس، فازداد المؤمنون كرما الى كرم الطبع والسجية، واصبحت غايته بدل التفاخر والمباهاة ارضاء الله تعالى الذي امرهم بالانفاق من رزقه.. ووعدهم بالخلف (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)سبأ و قال تعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنه عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران 133 - 134 وقال تعالى ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجــون تجارة لن تبور ) فاطر 67 وقال ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم ) آل عمران 92 وقال ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبه أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة 261 ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنت لا تظلمون )البقرة 272 ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) الليل 5-10 كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [ لا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبداً] صحيح الجامع،وفى حديث آخر [ شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع ] رواه أبو داود فلاحظ انه قرن بين الشح والجبن، وفى حديث آخر [ اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ] رواه مسلم
وعن أبي هُريرة قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا متفقٌ عَلَيْهِ.
فاصبح الكرم طبع كل مسلم من عرب ومن عجم، ومظهرا من مظاهر تعبدهم ونظام حياتهم، واخذوا يفعلونه عبادة من عظيم عبادات الاسلام، واصبح الكرم امرا طبيعيا في حياتهم لا يستغربه ولا يستهجنه الا من لم يتربى على قيم الدين والعقيدة . إن المؤمن إذا جاد فإن الإسلام علمه أن يجود لله وفى ذلك يقول الشاعر
ليــس يعطيـــك للرجـــاء أو الخـــــوف *** ولكــــــن يلـــــــذ طعـــــــم العطــــاء
ومع ذلك سمعنا عمن فاقوا غيرهم من اهل الكرم ومنهم الصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعين واستمرت مسيرة الكرم والجود في الامة حتى اصبحت وكانها صفات وراثية تتوارثها جينات النسل جيلا فجيلا وممن ذكروا وفاقوا اهل زمانهم مع ان الكل كان كريما اسماء ذكرت كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وقيلت فيهم الاشعار واشتغل برواياتهم اهل الاخبار، حتى ذكروا من فعالهم ما لا يكاد يصدقه اهل زماننا.
الذي افسدته قيم وافكار ومفاهيم الراسمالية والنفعية المادية العفنة، مع انه لم يكن لديهم لا بترول ولا مناجم ذهب ومعادن، ولكنهم انفقوا ما كسبوا من خير فأخلفه لهم الله تعالى مباركا، ودمتم اهل كرم وكرامة وخير وفضل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.