ليلى وقيس
حوارية ثنائية
1
ليلى _:
قمرٌ على شرفات قلبك لا يميلْ
قمرٌ عليلْ
قد بات في خدر المواجد غائباً
عن ساحة الحلم الجميلْ
يا قيس أتلفني الصدودْ
كلّ الحروف تظاهرت ضدّ الوصيدْ
فالحجر تمّ على القصيد
قيس _ :
ها قد تناثر عقدك الغالي الفريدْ
وأكاد من فرط التياعي ألثم الحبّات ِ
بالقلب الوجيدْ
قد كان غيبي فوق ما احتمل المثولْ
قد بات يضرب في فيافٍ من أفولْ
هل في زوايا الروح متسع لحرف من شتاتْ
هل في خبايا الدّن بعضٌ من نبيذ الأغنياتْ
2
ليلى:_ خذْ من دمي سرّ الوجودْ
وإنِ استطعتَ نأيت أكثر بالفريدْ
وشربت من ماء السؤال وما ارتويتْ
قد زادك الترحال عشقاً من جديدْ
يا أيها اللاظي وجمرك
قد تبرعم في الوريدْ
خذني إليك وما أراك بقادرٍ
مادام يثقلك الحديدْ .
قيس :_ ها قد نصبت الوهم في رمل المدى
ووقدت ناري من ضيائك يا ندى
إنْ بحتِ بالسّر المعمّد بالظنونْ
وأجبت عني , من أكونْ
ورويت للملأ التشظّي حين يبعثه الجنون
متهافتاً بين التخلّق والردى
أيقنت من باب الحقيقة باليقينْ
أن لا وجود ولا عدمْ
ما دام يحكمنا السأمْ
3
ليلى وقيس
ليلى:_
أكاد ألامس فيك النداءْ
وأرقأ بالحدس دمع السماءْ
لزحفٍ حثيثٍ يطارد فجري
ويحمل في راحتيه العناءْ
رويدك بعض ارتجاع القصيدِ
إذا ما تصعّد فيه الفضاءْ
قيس :_
دراكِ .. دراكِ وباسم هواكِ
حملت الجبال على مقلتيَّ
وبين ضلوعي
وأقلعت بالمستحيل لشطّ رضاكِ
وما كنتِ غير انتهائي
إلى ما ابتدأتْ
فكيف الوصول لعين البقاء
إذا ما تصدّع صبر السماءْ؟
4
ليلى _ :
ما زلتَ تغزلُ من خيوط الصمت وجدَكْ
وتغيب عنك الشمس, تقلع في وجيب اليّم
تغرق في مداك
يا من يشتتني هواك
هل بت تنسل من رؤاك الفجر
تستلّ العبور إلى صداك
هل بّت في خدر التوّحد تستغيث
هل من مغيثْ
يا ليلة الإسراء ردّي للمدى المسلولِ
ما سرق البريقْ
ما أودع الدمع الهتونْ
بغائر السّر العميقْ
قيس :_
هذي فلول الضيم يقنصها المروقْ
هذي روايات الحرائق تمتطي الآهاتِ
تعرج في مدارات الصعودْ
لا يا حبيبة لم يصفّدني المروقْ
بل زدت من ترياق روحي
حين غبتِ
فإذا امتثلتِ لشاخص القلب ظلالاً ما ظلمتِ
فتفيئي وجع النوى , وتمايدى في البالِ
ميسي كالبريقْ
5
ليلى :_
وحياة حبّك ما صرفت الوجد دمعا
أو انصرفت عن الهوى يا قيس طوعا
هذي سفائن غربتي ترسو على رمل انزياحك
وعروش زهوي في مدارات رياحك
من شاهق الأيام آثار تسافهها العوادي
وحياة سرّك لن يغيرني اعتدادي .
قيس:_
وحياة عينك يا ليال
ما انفكّ طيفك يعتلي متن الخيال
وما أزال قتيل حسنك ما أزال
حرمت عليّ جنانك الهيفاء من أزل الحريق
وأنا وأنت نداور الزمن الصفيق
ونخطّ في سفر المواجد ما تخلّق من جديد
هي سورة الوجد الرؤى ,
عيد الوجود .
6
ليلى_:
ما تني تنأى وتنأى
والدروب الزاحفات ْ
سدها الرعب الرهيبْ
والقلوب الواجفاتْ
صارت اليوم قذائفْ
والعقول الراسياتْ
مثلما العُهْن القديمْ
أين أنت اليوم مني
هل تخطاك المشيبْ
أم سئمت العيش
في أرض الطيوبْ .
قيس: _
أينما حلّ العبثْ
غادر العيشَ الرجاءْ
حينما يغدو الشرابُ
من دماء الأبرياء
ويصير الزاد من سِقْط الضميرْ
سوف نغدو يا حياتي
في بحار من مرار
ليس يروينا القليل
ليس يهدينا إلينا ما تنحى منّ فروعٍ
حين وارينا الأصولْ
فاعذريني يا منايَ
إن كبا المهر الأصيلْ
7
ليلى :_
ياقيس يضرمني هواك فأستجير
وألوب في دارات وجدي من سعيرْ
وأراك في برد التلّبد قد غدوت كما الغديرْ
لا موج يقذف باللآلئ والمحارْ
لا رجع يرتشف الرنين من الدوارْ
فهلِ اكتفت اليوم بالخبز الكسير ْ
ما عاد زادك من أثيرْ
قيس
:_
تتنصّلين من الغواية والفتنْ
قد ناء حملي اليوم َ , طال الحمل ما طال الزمنْ
وغرقت دهراً في لجينك أستعين على النوائب بالمحنْ
قد كان زادي من رنيمك حين راوده الشروقْ
متصادياً في بهو روحي بالمزيد من البريقْ
فإذا تنكّب كاهلي بجريرة الوزر الثقيلْ
لا تعذليني يا ذكاء فما صَبَأْت ولن أميلْ
8
ليلى:_
في ردهة البال المسيّج بالنجوم
والكون يغفوعلى الوجيب
يستلني شوق عجيب
من مكمن السرّ الكتوم
في ساحة القلب الرحيب
وأراك من أزل الغيوب
تستاف أعناق الحرائقِ
مطلقاً فيّ المدى.
قيس:_
يساجلني هديلك بالرفيف
ويغويني على الملأ انتسابك للطيوف
وتزدلف الأماني بما يثير وما يدير
يا شجوك المبتل بالقطر الشفيف
هيمان شرّده الهوى
والليل يحلم بالشروق
والنهر تيّمه السّنا
في دارة الصّمت الغريبْ
9
ليلى_:
غيابك يملي عليَّ الفصولْ
وينثر زهره بين الحقولْ
ويطلق فيّ انقلاب الرؤى
ليأخذ بُعْدَه فصلُ الذهولْ
فإمّا امتثلت لداعي الوميضْ
وسجّيت ليلك فوق الهبوطِ
وتحت النهوضْ
تماثلت في دارة المستحيلْ
وأوقدت للروح شمع السبيلْ
_ : قيس
لهجسكِ هذا الشفيف الخطيفْ
دوارٌ يخاصر ريب التوجّسِ
بين المثول وبين الأفولْ
فليتك وعد يخاتل وجدي
وليتني قطرٌعلى ورد صمتك ِ
ذاك الحريفْ
10
ليلى:
حلم يجسّده الخيال بما تناذرمن صورْ
فإذا به عقد تفرّد بالدّررْ
واختار جيده من غوايات الغرائب والطرائفِ
إذْ تحدّر من ينابيع الأزلْ
حلم تصابى في فضاءات الغزلْ
نشوان يرفل بارتعاشات التخلّقِ
حين أطلقه الأملْ
من سالف الأسر المعلّل بالعلل .
يختارني هذا الطريقْ
فيشب في روعي العقيقْ .
_ : قيس
يامن يضاهيها غرامي فتستحيلْ
وتلوذ من فرط التوجّد بالبديلْ
هل بات غيمك حالةً للوهمِ
يحبسها احتشاءْ
أم غاض فيضكِ في سراديب الفضاءْ
يا سرّك الخافي يخاطفه الفضولْ
هل بات غيثك في خوابي الغمرِ
يحلم بالهطولْ
وليدة عنتابي
حوارية ثنائية
1
ليلى _:
قمرٌ على شرفات قلبك لا يميلْ
قمرٌ عليلْ
قد بات في خدر المواجد غائباً
عن ساحة الحلم الجميلْ
يا قيس أتلفني الصدودْ
كلّ الحروف تظاهرت ضدّ الوصيدْ
فالحجر تمّ على القصيد
قيس _ :
ها قد تناثر عقدك الغالي الفريدْ
وأكاد من فرط التياعي ألثم الحبّات ِ
بالقلب الوجيدْ
قد كان غيبي فوق ما احتمل المثولْ
قد بات يضرب في فيافٍ من أفولْ
هل في زوايا الروح متسع لحرف من شتاتْ
هل في خبايا الدّن بعضٌ من نبيذ الأغنياتْ
2
ليلى:_ خذْ من دمي سرّ الوجودْ
وإنِ استطعتَ نأيت أكثر بالفريدْ
وشربت من ماء السؤال وما ارتويتْ
قد زادك الترحال عشقاً من جديدْ
يا أيها اللاظي وجمرك
قد تبرعم في الوريدْ
خذني إليك وما أراك بقادرٍ
مادام يثقلك الحديدْ .
قيس :_ ها قد نصبت الوهم في رمل المدى
ووقدت ناري من ضيائك يا ندى
إنْ بحتِ بالسّر المعمّد بالظنونْ
وأجبت عني , من أكونْ
ورويت للملأ التشظّي حين يبعثه الجنون
متهافتاً بين التخلّق والردى
أيقنت من باب الحقيقة باليقينْ
أن لا وجود ولا عدمْ
ما دام يحكمنا السأمْ
3
ليلى وقيس
ليلى:_
أكاد ألامس فيك النداءْ
وأرقأ بالحدس دمع السماءْ
لزحفٍ حثيثٍ يطارد فجري
ويحمل في راحتيه العناءْ
رويدك بعض ارتجاع القصيدِ
إذا ما تصعّد فيه الفضاءْ
قيس :_
دراكِ .. دراكِ وباسم هواكِ
حملت الجبال على مقلتيَّ
وبين ضلوعي
وأقلعت بالمستحيل لشطّ رضاكِ
وما كنتِ غير انتهائي
إلى ما ابتدأتْ
فكيف الوصول لعين البقاء
إذا ما تصدّع صبر السماءْ؟
4
ليلى _ :
ما زلتَ تغزلُ من خيوط الصمت وجدَكْ
وتغيب عنك الشمس, تقلع في وجيب اليّم
تغرق في مداك
يا من يشتتني هواك
هل بت تنسل من رؤاك الفجر
تستلّ العبور إلى صداك
هل بّت في خدر التوّحد تستغيث
هل من مغيثْ
يا ليلة الإسراء ردّي للمدى المسلولِ
ما سرق البريقْ
ما أودع الدمع الهتونْ
بغائر السّر العميقْ
قيس :_
هذي فلول الضيم يقنصها المروقْ
هذي روايات الحرائق تمتطي الآهاتِ
تعرج في مدارات الصعودْ
لا يا حبيبة لم يصفّدني المروقْ
بل زدت من ترياق روحي
حين غبتِ
فإذا امتثلتِ لشاخص القلب ظلالاً ما ظلمتِ
فتفيئي وجع النوى , وتمايدى في البالِ
ميسي كالبريقْ
5
ليلى :_
وحياة حبّك ما صرفت الوجد دمعا
أو انصرفت عن الهوى يا قيس طوعا
هذي سفائن غربتي ترسو على رمل انزياحك
وعروش زهوي في مدارات رياحك
من شاهق الأيام آثار تسافهها العوادي
وحياة سرّك لن يغيرني اعتدادي .
قيس:_
وحياة عينك يا ليال
ما انفكّ طيفك يعتلي متن الخيال
وما أزال قتيل حسنك ما أزال
حرمت عليّ جنانك الهيفاء من أزل الحريق
وأنا وأنت نداور الزمن الصفيق
ونخطّ في سفر المواجد ما تخلّق من جديد
هي سورة الوجد الرؤى ,
عيد الوجود .
6
ليلى_:
ما تني تنأى وتنأى
والدروب الزاحفات ْ
سدها الرعب الرهيبْ
والقلوب الواجفاتْ
صارت اليوم قذائفْ
والعقول الراسياتْ
مثلما العُهْن القديمْ
أين أنت اليوم مني
هل تخطاك المشيبْ
أم سئمت العيش
في أرض الطيوبْ .
قيس: _
أينما حلّ العبثْ
غادر العيشَ الرجاءْ
حينما يغدو الشرابُ
من دماء الأبرياء
ويصير الزاد من سِقْط الضميرْ
سوف نغدو يا حياتي
في بحار من مرار
ليس يروينا القليل
ليس يهدينا إلينا ما تنحى منّ فروعٍ
حين وارينا الأصولْ
فاعذريني يا منايَ
إن كبا المهر الأصيلْ
7
ليلى :_
ياقيس يضرمني هواك فأستجير
وألوب في دارات وجدي من سعيرْ
وأراك في برد التلّبد قد غدوت كما الغديرْ
لا موج يقذف باللآلئ والمحارْ
لا رجع يرتشف الرنين من الدوارْ
فهلِ اكتفت اليوم بالخبز الكسير ْ
ما عاد زادك من أثيرْ
قيس
:_
تتنصّلين من الغواية والفتنْ
قد ناء حملي اليوم َ , طال الحمل ما طال الزمنْ
وغرقت دهراً في لجينك أستعين على النوائب بالمحنْ
قد كان زادي من رنيمك حين راوده الشروقْ
متصادياً في بهو روحي بالمزيد من البريقْ
فإذا تنكّب كاهلي بجريرة الوزر الثقيلْ
لا تعذليني يا ذكاء فما صَبَأْت ولن أميلْ
8
ليلى:_
في ردهة البال المسيّج بالنجوم
والكون يغفوعلى الوجيب
يستلني شوق عجيب
من مكمن السرّ الكتوم
في ساحة القلب الرحيب
وأراك من أزل الغيوب
تستاف أعناق الحرائقِ
مطلقاً فيّ المدى.
قيس:_
يساجلني هديلك بالرفيف
ويغويني على الملأ انتسابك للطيوف
وتزدلف الأماني بما يثير وما يدير
يا شجوك المبتل بالقطر الشفيف
هيمان شرّده الهوى
والليل يحلم بالشروق
والنهر تيّمه السّنا
في دارة الصّمت الغريبْ
9
ليلى_:
غيابك يملي عليَّ الفصولْ
وينثر زهره بين الحقولْ
ويطلق فيّ انقلاب الرؤى
ليأخذ بُعْدَه فصلُ الذهولْ
فإمّا امتثلت لداعي الوميضْ
وسجّيت ليلك فوق الهبوطِ
وتحت النهوضْ
تماثلت في دارة المستحيلْ
وأوقدت للروح شمع السبيلْ
_ : قيس
لهجسكِ هذا الشفيف الخطيفْ
دوارٌ يخاصر ريب التوجّسِ
بين المثول وبين الأفولْ
فليتك وعد يخاتل وجدي
وليتني قطرٌعلى ورد صمتك ِ
ذاك الحريفْ
10
ليلى:
حلم يجسّده الخيال بما تناذرمن صورْ
فإذا به عقد تفرّد بالدّررْ
واختار جيده من غوايات الغرائب والطرائفِ
إذْ تحدّر من ينابيع الأزلْ
حلم تصابى في فضاءات الغزلْ
نشوان يرفل بارتعاشات التخلّقِ
حين أطلقه الأملْ
من سالف الأسر المعلّل بالعلل .
يختارني هذا الطريقْ
فيشب في روعي العقيقْ .
_ : قيس
يامن يضاهيها غرامي فتستحيلْ
وتلوذ من فرط التوجّد بالبديلْ
هل بات غيمك حالةً للوهمِ
يحبسها احتشاءْ
أم غاض فيضكِ في سراديب الفضاءْ
يا سرّك الخافي يخاطفه الفضولْ
هل بات غيثك في خوابي الغمرِ
يحلم بالهطولْ
وليدة عنتابي