في ذكرى استقلال الكونغو (كينشاسا) 17 أيار/مايو 1960: قَسّم الإستعمار الكونغو إلى قِسْمَيْن، احتلت فرنسا الكونغو "برازافيل" واحتلت بلجيكا الكونغو "كنشاسا"، وتحَرَّرَ الكونغو، رسميا، من الإستعمار البلجيكي (الكونغو الديمقراطية حاليا، وعاصمتها "كنشاسا") يوم 17 أيار/مايو 1960 وكان الزعيم الوطني، وعامل البريد، "باتريس لومُومْبا" (1925 - 1961) يترأس حركة التحرير الوطني، التي ساهم في تأسيسها سنة 1958، وكان "لومومبا" ذا مُيُول اشتراكية، ويحظى بشعبية كبيرة، خلال فترة النضال ضد الإستعمار، الذي اعتقله عدّة مَرّات، وبعد الإستقلال وفوز الحركة الوطنية بالإنتخابات النيابية، سنة 1960، نَظّمت القوة الإستعمارية (بلجيكا)، بالإشتراك مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، انقلابًا عسكريًّا سنة 1961 ضدّ "لومومبا" بقيادة "موبوتو سيسي سيكو" رئيس هيئة الأركان، وألقي القبض على رئيس الحكومة "باتريس لومومبا" ونائب رئيس مجلس الشيوخ "جوزيف أوكيتو"، ووزير الإعلام "موريس موبولو"، وأعدمهم الجيش البلجيكي، لأنهم كانوا ضد الإستعمار وضد النظام القَبَلِي، وضد التقسيمات "الأثنية" للمواطنين، ويدعون إلى استفادة المواطنين الكونغوليين من الثروة المعدنية الهائلة، التي تستغلها الشركات البلجيكية والأوروبية والأمريكية، متعددة الجنسيات، وهو نفس النهج السياسي الذي دعا له "كوامي نكروما" في غانا، وكرّس "لومومبا" جهوده من أجل بناء "اقتصاد وطنين يضمن الإستقلال الحقيقي للبلاد، وينفع الأجْيال القادمة"، مما جعل الشركات متعددة الجنسية والسلطات الإستعمارية في بلجيكا وأمريكا (وغيرها)، تدعم عُملاءَها، ومن بينهم الرئيس "جوزيف كازافزبز" و"موبوتو"، وتُؤَسِّسُ مجموعات انفصالية، شرقي البلاد، مدعومة بمرتزقة من أمريكا وجنوب إفريقيا وأوروبا، وتخلق أزمة اقتصادية في البلاد، قبل خَطْف "لومومبا" وترحيله بالقوة إلى مقاطعة "كاتانغا" الانفصالية، حيث تم تعذيبه وإطلاق النار عليه وقتله، باسم "محاربة الشيوعية"، ليبْقى "موبوتو" في الحُكْم بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا والشركات متعددة الجنسية، طيلة ثلاثة عُقُود...
من مآثِرِ "باتريس لومومبا" إن الحركة الوطنية التي أَسَّسَها، كانت الحزب الكونغولي الوحيد في تاريخ البلاد، الذي قدم رؤية وطنية -بدلًا من الإثنية والعرقية والقَبَلِيّة- لمشاكل البلاد وللحلول المُقْتَرَحَة، وكتب "لومومبا" سنة 1960، في رسالة من السجن لزوجته: "سوف يأتي اليوم الذي يتحدث فيه التاريخ. لكنه لن يكون التاريخ الذي سيدرّس في بروكسل، أو باريس، أو واشنطن، أو الأمم المتحدة. سوف يكون التاريخ الذي يدرّس في الدول التي فازت بحريتها من الاستعمار والدُّمَى. سوف تكتب أفريقيا – من الشمال إلى الجنوب - تاريخها الخاص، وسيكون تاريخًا من المجد والكرامة".
من مآثِرِ "باتريس لومومبا" إن الحركة الوطنية التي أَسَّسَها، كانت الحزب الكونغولي الوحيد في تاريخ البلاد، الذي قدم رؤية وطنية -بدلًا من الإثنية والعرقية والقَبَلِيّة- لمشاكل البلاد وللحلول المُقْتَرَحَة، وكتب "لومومبا" سنة 1960، في رسالة من السجن لزوجته: "سوف يأتي اليوم الذي يتحدث فيه التاريخ. لكنه لن يكون التاريخ الذي سيدرّس في بروكسل، أو باريس، أو واشنطن، أو الأمم المتحدة. سوف يكون التاريخ الذي يدرّس في الدول التي فازت بحريتها من الاستعمار والدُّمَى. سوف تكتب أفريقيا – من الشمال إلى الجنوب - تاريخها الخاص، وسيكون تاريخًا من المجد والكرامة".