مازالت جارتي التي لا أعرفها تستدين ثمانية أرغفة من الخبز كلما تأخر زوجها في العمل... ومازلت أرسل مع ابنتها الصغيرة عشرة.. ففي الحقيقة لا أعرف عدد المتحلقين حول مائدتها حتى الان.. ولا أبحث عن تفاصيلها ..حيث أعلم أن العلاقات تحتاج للري والتهذيب والترميم التي تحتاج للوقت الذي لا أملكه دائما في فوضاي الجميلة تلك التي أعيشها مهما أنكرتها أمي .. لذا أفضل أن أخبر من أحبهم بأني أحبهم .. ثم أمضي ..فقط .أعلم أنها لا تعلم كيف أجد وقتا لكل شيء أحبه ويحبني...وكيف يتكيف جسدي مع ساعات النوم التي أحتاجها دون القلق من مواعيد مصاحبة الأرق لي تلك التي أجد دائما ما أفعله فيها دون هشها أو التوسل لها كي تمنحني من دقائق النوم هدهدة.. فأمي طيبة جدا ككل الناس من حولي الان ..فما زلت لا أعلم لماذا أجد كل هذا الحب عندما أحتاج لفضفضة في الخامسة صباحا مع توأم روحي (جنين) أختي الصغرى التي كنت دائما الصغرى إليها...رغم أني منشغلة دائما عنها.. الجميع يلقون التحية في المحال التجارية التي أزورها نادرا.. أجد دائما من يحمل مغي صغاري لعربة ...وكأنهم جميعا يدركون جهلي بالتعامل مع هذة التفاصيل التي أفضل دائما أن تنتهي بمهاتفة عملية لا تؤمن بها أمي. تماما كعدم إيمانها بأمهات هذا العصر اللواتي يملكن أحلاما خاصة بهن في وقت تراه لا يصلح سوى لدفع عربة أحلام أولادهن.. اذ تفضل لمس وشم البصل قبل أن تضيفه لمشترياتها .. بينما تقدم لي درسها الفني لذلك ..في الحقيقة حاولت اكتشاف الرائحة التي تفضلها تقديرا لمجهودها ..لأكتشف أن حاسة شمي تكره البصل وتمقته ..بل انها تتعايش معه كضرورة مثل كل ضروريات الحياة...لذا طلبت من أبو كرم الذي يوصل حاجيتي لمنزلي بحب ..أن يقوم بالمهمة التي يحبها كأمي تماما...لأكتفي بتناولها منه بعد شكره والابتسام له..ابتسامة صغيرة ..يقدرها عادة دون صمت ...
إلا أني في الحقيقة أحب كل من تجاوزا الستين السبعين الثمانين ... حيث أرى في ملامحهم وجهك أبي ..إلا أنهم ما زالوا لا يدركون المعنى الدقيق من وقوفي للحظتين أمامهم دون فعل أي شيء سوى تأملك..
فنم بسلام فهذي الأرض أتعبها الزحام...
---------
أهذي
رباب الناجي
إلا أني في الحقيقة أحب كل من تجاوزا الستين السبعين الثمانين ... حيث أرى في ملامحهم وجهك أبي ..إلا أنهم ما زالوا لا يدركون المعنى الدقيق من وقوفي للحظتين أمامهم دون فعل أي شيء سوى تأملك..
فنم بسلام فهذي الأرض أتعبها الزحام...
---------
أهذي
رباب الناجي