سؤال:-
ما رايكم في مقولة من خدعنا بالله انخدعنا له؟
وهل هذا منهج يعمم على المسلمين ليتخلقوا به؟
الجواب.: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:-
هذه المقولة صحت نسبتها للصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ولكي نفهمها جيدا لا بد من فهمها في سياق قصة ورودها، فان النصوص اذا بترت عن سياقها او اجتزئت من جملة مقالها ادت الى فهم مشوه وابتعد قارئها عن مقصودها وغاية المتحدث التي اراد.
وملخص قصة هذا القول كما رواها ابو نعيم في الحلية وابن سعد في الطبقات وغيرهم عن نافع قال : كان ابن عمر اذا اشتد عجبه بشيئ من ماله قربه لربه , و كان رقيقه – أى عبيده – قد عرفوا ذلك منه , فربما لزم أحدهم المسجد , فأذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه : يا أبا عبد الرحمن و الله ما بهم الا أن يخدعوك ! فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له.
هذا سياق القصة وهذه مناسبتها والقصة تدل على خُلق عظيم اتصف به هذا الصحابي الجليل الصالح في معاملته مع من هم اضعف منه واقل شانا وقدرا، فان طلبوه امرا باظهارهم التذلل لله قبل ذلك منهم وكافأهم عليه وتلك من مكارم الاخلاق ومروءة كرام النفوس ، فكما قيل سيد القوم ليس بالغبي ولكنه من يتغابى ، فلا يدقق في صغائر الامور وتوافهها مع قومه واتباعه ولا ينبش عن القلوب ليفضح سرائرها، فولاية السرائر هي لله وحده الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
واما في التعامل مع عامة الناس فالاصل هو احسان الظن بالناس
واما في التعامل مع الاقران والانداد والمنافسين من المسلمين فالاصل فيه مقوله: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني"
واما في التعامل مع الاعداء فالاصل فيه مقولة :" احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ " وكانت العرب تقول: العقل التجارب والحزم سوء الظن .
وبشكل عام يجب على المسلم ان يكون متيقظا فطنا واعيا مدركا صاحب كياسة ونباهة وكما قيل ( الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ ) . فلا ننخدع بزخرف قول او حسن مظهر او كبير عرض....، ولا نُخدع الا برغبتنا وبتجاهل منا لما نريد نحن تجاهله ونرغب في السكوت عنه ...فالحذر الحذر ثم الحذر الحذر خاصةً في هذه الايام التي كثر فيها الخداع بالله وبدينه وبنصوص كتابه وسنة رسوله ووقف الدعاة على ابواب جهنم علنا بلا خوف ولا خشية، واتخذوا من الخداع وسيلة ونهجا ممنهجا مدروسا.. ينفذه في الحياة اناس بلغ فجورهم ان تحكموا باعينهم فبكوا وتباكوا وقت يخدمهم البكاء والتباكي وضحكوا وقت يخدمهم الضحك واظهار السرور .. فزوروا حتى المشاعر والاحاسيس خدمة لكل غرض بخس خسيس......
وعلينا ان ندرك ان ليس كل سكوت رضا فالمغتصبة تسكت خشية الفضيحة، والمغلوب على امره يسكت لحين ما يستطيع الظفر والثأر، وقد قالت العرب سكوت النسا اقرار وسكوت الرجال انكار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رايكم في مقولة من خدعنا بالله انخدعنا له؟
وهل هذا منهج يعمم على المسلمين ليتخلقوا به؟
الجواب.: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:-
هذه المقولة صحت نسبتها للصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ولكي نفهمها جيدا لا بد من فهمها في سياق قصة ورودها، فان النصوص اذا بترت عن سياقها او اجتزئت من جملة مقالها ادت الى فهم مشوه وابتعد قارئها عن مقصودها وغاية المتحدث التي اراد.
وملخص قصة هذا القول كما رواها ابو نعيم في الحلية وابن سعد في الطبقات وغيرهم عن نافع قال : كان ابن عمر اذا اشتد عجبه بشيئ من ماله قربه لربه , و كان رقيقه – أى عبيده – قد عرفوا ذلك منه , فربما لزم أحدهم المسجد , فأذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه : يا أبا عبد الرحمن و الله ما بهم الا أن يخدعوك ! فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له.
هذا سياق القصة وهذه مناسبتها والقصة تدل على خُلق عظيم اتصف به هذا الصحابي الجليل الصالح في معاملته مع من هم اضعف منه واقل شانا وقدرا، فان طلبوه امرا باظهارهم التذلل لله قبل ذلك منهم وكافأهم عليه وتلك من مكارم الاخلاق ومروءة كرام النفوس ، فكما قيل سيد القوم ليس بالغبي ولكنه من يتغابى ، فلا يدقق في صغائر الامور وتوافهها مع قومه واتباعه ولا ينبش عن القلوب ليفضح سرائرها، فولاية السرائر هي لله وحده الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
واما في التعامل مع عامة الناس فالاصل هو احسان الظن بالناس
واما في التعامل مع الاقران والانداد والمنافسين من المسلمين فالاصل فيه مقوله: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني"
واما في التعامل مع الاعداء فالاصل فيه مقولة :" احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ " وكانت العرب تقول: العقل التجارب والحزم سوء الظن .
وبشكل عام يجب على المسلم ان يكون متيقظا فطنا واعيا مدركا صاحب كياسة ونباهة وكما قيل ( الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ ) . فلا ننخدع بزخرف قول او حسن مظهر او كبير عرض....، ولا نُخدع الا برغبتنا وبتجاهل منا لما نريد نحن تجاهله ونرغب في السكوت عنه ...فالحذر الحذر ثم الحذر الحذر خاصةً في هذه الايام التي كثر فيها الخداع بالله وبدينه وبنصوص كتابه وسنة رسوله ووقف الدعاة على ابواب جهنم علنا بلا خوف ولا خشية، واتخذوا من الخداع وسيلة ونهجا ممنهجا مدروسا.. ينفذه في الحياة اناس بلغ فجورهم ان تحكموا باعينهم فبكوا وتباكوا وقت يخدمهم البكاء والتباكي وضحكوا وقت يخدمهم الضحك واظهار السرور .. فزوروا حتى المشاعر والاحاسيس خدمة لكل غرض بخس خسيس......
وعلينا ان ندرك ان ليس كل سكوت رضا فالمغتصبة تسكت خشية الفضيحة، والمغلوب على امره يسكت لحين ما يستطيع الظفر والثأر، وقد قالت العرب سكوت النسا اقرار وسكوت الرجال انكار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته