بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم وجعلكم الله انتم الأعلون واهل العز والتمكين يا أبناء امة محمد العظيمة صلى الله عليه واله وسلم ..
اليقظة والحذر من الخداع والمخادعين مطلب شرعي فليتنبه اهل الايمان:-
من المعلوم إن غاية الكافرين مقاومة الإسلام ومحاربته، و يسعون بكل ما اوتوا من قوة ووسائل لأن يبقى ضعيفا وذليلا،،، بينما غاية المنافقين الذين يركنون الى الكفار :- نسف الإسلام وتدميره من الداخل، وإفنائه ككيان سياسي؛ وتشويهه عقائديا وفكريا ونظام حكم بشري و تشويهه كنظام اجتماعي ورابطة مجتمعية؛ ونظام اقتصادي تشويها ماديا ومعنويا.
وقد طلب الله تعالى منا الحذر والوعي الدائم على اهداف ومخططات المنافقين ووسائل حربهم للامة في الداخل، فهم رسل شياطين الجن والانس و اولياءهم .. كما حذرنا من دوام مراقبة تحركات الكفار العسكرية وعدم الاطمئنان لهم ...
المنافق والنفاق وصف إسلامي لم تعرفه العرب من قبل، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وكثير الحيل عظيم التلاعب، ماكر ويحسن التخلص، وله عدة أوجه. ولم يظهر هذا المصطلح الا في المدينة؛حيث اصبح للاسلام دولة وسلطان ... وكان مُبتَتَدأ امر النفاق ما دعا اليه يهود المدينة حسب ما سجله القران الكريم حيث قال سبحانه:-{وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(72)ال عمران}.
ثم اعقب سبحانه ذلك البيان عن نواياهم ومخططهم الخبيث فطلب من المؤمنين التيقظ والوعي والحذر وعدم الأمن الا لأهل الايمان الحق فقال سبحانه:- {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) ال عمران}...
ثم بين لنا ان ندرس ونعي دوافع اهل الكفر وما عندهم من مكونات ثقافة تدفعهم للعداء و وتولد في نفوسهم البغضاء تجاهنا، وربط ذلك بما هو مزور في كتابهم الذي يقدسونه ويتبعوه ؛ فيصنع منهم نفسيات ناقمة على الشعوب والامم ويولد عندهم العنصرية البغيضة التي اتبعوا فيها طريق ونهج اليس صاحب المعصية الاولى في الوجود، فرأوا انفسهم فوق البشر متوهمين ان الله سيرفع عنهم غضبه ولعنته يوما ما!! فقال سبحانه منبها لنا ومحذرا ليعتبر اولي الابصار ووالالباب واولي البصيرة من المؤمنين فيأخذوا حذرهم منهم ومن امثالهم دوما وفي كل حال فانهم لا يؤمن مكرهم ولا يؤمن جانبهم فقال سبحانه؛-{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) ال عمران}..فهم اساتذة المنافقين؛ وهم من علم العرب من احلافهم دروس وفنون النفاق ؛ الذي لم تكن تعرفه العرب من قبل في جاهليتها ؛؛ فقد كان العربي بطبعه وبما عنده من مفاهيم وقيم الاعتزاز بالنفس والذات لا ينافق ولا يكذب ولا يغدر؛بل يعتبر ذلك من خوارم المروءة وهابط الاخلاق التي يترفع عنها ؛ وكان اما معلنا للعدواة جهارا نهارا لا يجامل ولا يداهن؛ واما معلنا للولاء والصداقة بصدق ظاهرا وباطنا...
فلذلك نجد ان مدرسة النفاق تأسست في المدينة بفعل اهل الكتاب وقادها رأسين من رؤوس النفاق احدهما ابن ابي سلول حليف بني قينقاع والثاني ابو عامر الراهب النصراني !! وكلاهما اظهر الايمان وابطن الكفر والكيد للمسلمين من الداخل واما ابو عامر فقد كان ارتباطه بالروم قد كشفه وفضحه القران في قصة مسجد الضرار فراجعوها ..
وقد امرنا الله تعالى ان نعد للكفار العدة ونستعد ؛ فقال سبحانه:- { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)الانفال}.. وأمرنا سبحانه بأن نكون دوما على حذر من الاعداء وعلى درجة عالية من الوعي علة عدتهم وامكانياتهم ومخططاتهم وخططهم فقال لنا سبحانه:-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا (71) النساء}.
وأما اهل النفاق واتباع مدارسه فقد انزل فيهم سورة لتبقى قرانا خالدا يتلى على مر ايام الزمان ولياليه لنبقى في كل عصر على حذر منهم فهم العدو الذي يعمل في الداخل وهم من يَطَلِعُ ثم يُطلِعُ الكفار المعادين على عورات الامة ونقاط ضعفها وثغورها التي يمكن الدخول والغدر منها!! فقال سبحانه مفتتحا هذه السورة التي سميت باسمهم وارتبط اسمها بعملهم الشائن:- {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4)المنافقون}..
فلذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم الذين تتلمذوا على يدي النبي صلوات ربي وسلامه عليه واله على يقظة وحذر ووعي تام دائم ،، فقد سُئِلَ ابن عباس عن عمر رضي اللع عنهم فقال: " كان كالطير الحذر يرى أن له في كل موضع شركاً " ولا عجب فقد قال رضي الله عنه : لست بالخَبَّ ولا يخدعني الخَبُّ . فلم يكن بالمخادع ولا المخادع يستطيع أن يخدعه .. وكيف لا يكونون كذلك ومعلمهم ومربيهم صلوات ربي عليه يقول فيما رواه عنه أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ » رواه مسلم...
اذا فإن السذاجة المفرطة والوقوع في الخطأ مرة بعد مرة وانه لأمرٌ مشين ومنقصة لا تليق بالمؤمن ..ومن باب التوضيح فإن من الأمثلة التي تبين مدى سذاجة البعض وقلة فطنتهم وعدم وعيهم او انهم من اهل النفاقوذلك أقرب الصفات إليهم؛ اتباعهم لليهود والنصارى ومحاورتهم اليهود وطلب الصلح معهم وقد لدغوا منهم مراراً وتكراراً متناسيين قول الله تبارك وتعالى وهو العليم الحكيم : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ... الآية } [المائدة:82] فبين سبحانه أنهم أشد عداوة حتى من المشركين
وبين ان رضاهم عنا مستحيل ولا يكون حتى نغير ملتنا - اي طريقة تنفيذ ديننا في الحياة- فنحشره فقط في المعابد التي هكذا يريدون ان تتحول اليها المساجد!! {{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة:من الآية 120].
والمؤمن لا يرجو منهم وفاء بعهد أو تصديق لميثاق لقول الله عز وجل { أَو َكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } [سورة البقرة:100] . فالمؤمن كَيِّس ، فَطِن يعلم بأن اليهود والنصارى لن يقدموا لأمته السلام المزعوم ولا الرخاء المنشود ؛بل جاءوا لتفكيك وحدة الامة وقتل ابناءها وهتك اعرض نساءها ونهب ثروتها ... وها هو الواقع اليوم خير شاهد ..
اللهم اعز الاسلام واهله واذل النفاق واهله واهزم الكفر واهله ؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم وجعلكم الله انتم الأعلون واهل العز والتمكين يا أبناء امة محمد العظيمة صلى الله عليه واله وسلم ..
اليقظة والحذر من الخداع والمخادعين مطلب شرعي فليتنبه اهل الايمان:-
من المعلوم إن غاية الكافرين مقاومة الإسلام ومحاربته، و يسعون بكل ما اوتوا من قوة ووسائل لأن يبقى ضعيفا وذليلا،،، بينما غاية المنافقين الذين يركنون الى الكفار :- نسف الإسلام وتدميره من الداخل، وإفنائه ككيان سياسي؛ وتشويهه عقائديا وفكريا ونظام حكم بشري و تشويهه كنظام اجتماعي ورابطة مجتمعية؛ ونظام اقتصادي تشويها ماديا ومعنويا.
وقد طلب الله تعالى منا الحذر والوعي الدائم على اهداف ومخططات المنافقين ووسائل حربهم للامة في الداخل، فهم رسل شياطين الجن والانس و اولياءهم .. كما حذرنا من دوام مراقبة تحركات الكفار العسكرية وعدم الاطمئنان لهم ...
المنافق والنفاق وصف إسلامي لم تعرفه العرب من قبل، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وكثير الحيل عظيم التلاعب، ماكر ويحسن التخلص، وله عدة أوجه. ولم يظهر هذا المصطلح الا في المدينة؛حيث اصبح للاسلام دولة وسلطان ... وكان مُبتَتَدأ امر النفاق ما دعا اليه يهود المدينة حسب ما سجله القران الكريم حيث قال سبحانه:-{وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(72)ال عمران}.
ثم اعقب سبحانه ذلك البيان عن نواياهم ومخططهم الخبيث فطلب من المؤمنين التيقظ والوعي والحذر وعدم الأمن الا لأهل الايمان الحق فقال سبحانه:- {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) ال عمران}...
ثم بين لنا ان ندرس ونعي دوافع اهل الكفر وما عندهم من مكونات ثقافة تدفعهم للعداء و وتولد في نفوسهم البغضاء تجاهنا، وربط ذلك بما هو مزور في كتابهم الذي يقدسونه ويتبعوه ؛ فيصنع منهم نفسيات ناقمة على الشعوب والامم ويولد عندهم العنصرية البغيضة التي اتبعوا فيها طريق ونهج اليس صاحب المعصية الاولى في الوجود، فرأوا انفسهم فوق البشر متوهمين ان الله سيرفع عنهم غضبه ولعنته يوما ما!! فقال سبحانه منبها لنا ومحذرا ليعتبر اولي الابصار ووالالباب واولي البصيرة من المؤمنين فيأخذوا حذرهم منهم ومن امثالهم دوما وفي كل حال فانهم لا يؤمن مكرهم ولا يؤمن جانبهم فقال سبحانه؛-{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) ال عمران}..فهم اساتذة المنافقين؛ وهم من علم العرب من احلافهم دروس وفنون النفاق ؛ الذي لم تكن تعرفه العرب من قبل في جاهليتها ؛؛ فقد كان العربي بطبعه وبما عنده من مفاهيم وقيم الاعتزاز بالنفس والذات لا ينافق ولا يكذب ولا يغدر؛بل يعتبر ذلك من خوارم المروءة وهابط الاخلاق التي يترفع عنها ؛ وكان اما معلنا للعدواة جهارا نهارا لا يجامل ولا يداهن؛ واما معلنا للولاء والصداقة بصدق ظاهرا وباطنا...
فلذلك نجد ان مدرسة النفاق تأسست في المدينة بفعل اهل الكتاب وقادها رأسين من رؤوس النفاق احدهما ابن ابي سلول حليف بني قينقاع والثاني ابو عامر الراهب النصراني !! وكلاهما اظهر الايمان وابطن الكفر والكيد للمسلمين من الداخل واما ابو عامر فقد كان ارتباطه بالروم قد كشفه وفضحه القران في قصة مسجد الضرار فراجعوها ..
وقد امرنا الله تعالى ان نعد للكفار العدة ونستعد ؛ فقال سبحانه:- { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)الانفال}.. وأمرنا سبحانه بأن نكون دوما على حذر من الاعداء وعلى درجة عالية من الوعي علة عدتهم وامكانياتهم ومخططاتهم وخططهم فقال لنا سبحانه:-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا (71) النساء}.
وأما اهل النفاق واتباع مدارسه فقد انزل فيهم سورة لتبقى قرانا خالدا يتلى على مر ايام الزمان ولياليه لنبقى في كل عصر على حذر منهم فهم العدو الذي يعمل في الداخل وهم من يَطَلِعُ ثم يُطلِعُ الكفار المعادين على عورات الامة ونقاط ضعفها وثغورها التي يمكن الدخول والغدر منها!! فقال سبحانه مفتتحا هذه السورة التي سميت باسمهم وارتبط اسمها بعملهم الشائن:- {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4)المنافقون}..
فلذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم الذين تتلمذوا على يدي النبي صلوات ربي وسلامه عليه واله على يقظة وحذر ووعي تام دائم ،، فقد سُئِلَ ابن عباس عن عمر رضي اللع عنهم فقال: " كان كالطير الحذر يرى أن له في كل موضع شركاً " ولا عجب فقد قال رضي الله عنه : لست بالخَبَّ ولا يخدعني الخَبُّ . فلم يكن بالمخادع ولا المخادع يستطيع أن يخدعه .. وكيف لا يكونون كذلك ومعلمهم ومربيهم صلوات ربي عليه يقول فيما رواه عنه أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ » رواه مسلم...
اذا فإن السذاجة المفرطة والوقوع في الخطأ مرة بعد مرة وانه لأمرٌ مشين ومنقصة لا تليق بالمؤمن ..ومن باب التوضيح فإن من الأمثلة التي تبين مدى سذاجة البعض وقلة فطنتهم وعدم وعيهم او انهم من اهل النفاقوذلك أقرب الصفات إليهم؛ اتباعهم لليهود والنصارى ومحاورتهم اليهود وطلب الصلح معهم وقد لدغوا منهم مراراً وتكراراً متناسيين قول الله تبارك وتعالى وهو العليم الحكيم : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ... الآية } [المائدة:82] فبين سبحانه أنهم أشد عداوة حتى من المشركين
وبين ان رضاهم عنا مستحيل ولا يكون حتى نغير ملتنا - اي طريقة تنفيذ ديننا في الحياة- فنحشره فقط في المعابد التي هكذا يريدون ان تتحول اليها المساجد!! {{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة:من الآية 120].
والمؤمن لا يرجو منهم وفاء بعهد أو تصديق لميثاق لقول الله عز وجل { أَو َكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } [سورة البقرة:100] . فالمؤمن كَيِّس ، فَطِن يعلم بأن اليهود والنصارى لن يقدموا لأمته السلام المزعوم ولا الرخاء المنشود ؛بل جاءوا لتفكيك وحدة الامة وقتل ابناءها وهتك اعرض نساءها ونهب ثروتها ... وها هو الواقع اليوم خير شاهد ..
اللهم اعز الاسلام واهله واذل النفاق واهله واهزم الكفر واهله ؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...