حديث الجمعة طابت جمعتكم واكرم الله جمعكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث جمعتنا عن الجمعة
سمي يوم الجمعة جمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة وذكر ربهم تعالى،وكانت العرب في الجاهلية تسميه -عُروبة- ،
وكانت العرب تسمي ايام الاسبوع كما سجّلها المسعودي ، هكذا:
الأحد: "أوّل"
الاثنين: "أهوَن"
الثلاثاء: "جِبّار"
الاربعاء: "دُبّار"
الخميس: "مؤنِس"
الجمعة: "عَروبة"
السبت: "شَيّار".
وقد جمعها الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني شعراً في:
أؤمل أن أعيش وأنّ يومي لأول أو لأهْـــوَن أو جبار
. أو التالي دبار فإن أفته فمؤنس أو عروبة أو شيار
وفي "مختار الصحاح" قولاً للطبري يفسّر فيه مقام ومعنى يوم الجمعة: "إِنَّمَا سُمِّيَتْ الْجُمُعَة جُمْعَة لِأَنَّهَا مُشْتَقَّة مِنْ الْجَمْع فَإِنَّ أَهْل الْإِسْلَام يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فِي كُلّ أُسْبُوع مَرَّة بِالْمَساجدِ الْكِبَار".
وفي قواميس المعاني العربية فإن "الجمعة" مشتقة من التجمع والالتئام.
وفيما يتصل باللفظ، ترد كلمة "الجمعة" في سورة الجمعة بضمّ حرفي الجيم والميم (جُمُعَة): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ".
واتفقت المراجع التاريخية على أن كعب بن لؤي هو الذي بدّل اسم يوم العَروبة إلى يوم الجمعة، وكان يلفظ الكلمة، حسب ما ورد في رواية البخاري عن بعض التابعين والمفسّرين، بفتح الجيم وتسكين الميم (الجَمْعَة) والتي تعني الحشد، اللفيف، التجمّع.
وكعب هذا هو الجدّ السابع للنبي صلى الله عليه وسلم. وهو كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وخلفه يبدأ بـ مرّة، وينتهي بالنبي محمد، مرورا بـ كلاب وقصيّ وعبد مناف وهاشم وعبد المطّلب وعبد الله.
وكان كعب بن لؤي حنيفيا موحدا على ملة ابيه ابراهيم عليه السلام، وخطيباً مرموقاً، يعرف علوم عصره وسابقيه من الامم ويقرأ الكتاب، وكانت تجتمع إليه الصفوة والعامة من قريش وغيرها من القبائل للافادة من علومه، وخاصة في كل يوم جمعة. وكانت العرب، تعظيما لمقامه، تؤرخ أحداثها بقبل وبعد موته حتى كان عام الفيل.
ويورد ابن كثير في "البداية والنهاية" رواية أبو نعيم عن أبي سلمة، قوله: "كان كعب بن لؤي يجمع قومه يوم الجمعة، وكانت قريش تسميه العروبة، فيخطبهم، فيقول: أما بعد، فاسمعوا، وتعلموا، وافهموا، واعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام. كل ذلك إلى بلاء، فصلوا أرحامكم ، وثمّروا أموالكم، وأوفوا بعهودكم، وأصلحوا أحوالكم. فهل رأيتم مِن هالك رجع، أوميتاً نشر، الدار أمامكم، والظنّ خلاف ما تقولون فزيّنوا حَرَمكم (الكعبة) وعظموه، وتمسّكوا به ولا تفارقوه، فسيأتي له نبأ عظيم".
وأما أول جمعة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ; فقال أهل السير والتواريخ : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا حتى نزل بقباء على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين اشتد الضحى . ومن تلك السنة يعد التاريخ . فأقام بقباء إلى يوم الخميس وأسس مسجدهم . ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة ; فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ القوم في ذلك الموضع مسجدا ; فجمع بهم وخطب . وهي أول خطبة خطبها بالمدينة ، وقال فيها : " الحمد لله . أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره ، وأعادي من يكفر به . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، والنور والموعظة والحكمة على فترة من الرسل ، وقلة من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنو من الساعة ، وقرب من الأجل . من يطع الله ورسوله فقد رشد . ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا . أوصيكم بتقوى الله ، فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله . واحذروا ما حذركم الله من نفسه ; فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة . ومن يصلح الذي بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية ، لا ينوي به إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره ، وذخرا فيما بعد الموت ، حين يفتقر المرء إلى ما قدم . وما كان مما سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا . ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد . هو الذي صدق قوله ، وأنجز وعده ، لا خلف لذلك ; فإنه يقول تعالى : ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد . فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية ; فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا . ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما . وإن تقوى الله توقي مقته وتوقي عقوبته وتوقي سخطه . وإن تقوى الله تبيض الوجوه ، وترضي الرب ، وترفع الدرجة . فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله ، فقد علمكم كتابه ، ونهج لكم سبيله ; ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين . فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، وعادوا أعداءه ، وجاهدوا في الله حق جهاده ; هو اجتباكم وسماكم المسلمين . ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة . ولا حول ولا قوة إلا بالله . فأكثروا ذكر الله تعالى ، واعملوا لما بعد الموت ; فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس . ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ، ويملك من الناس ولا يملكون منه . الله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " .
وطاب بكل خير يوم جمعتكم وجمعكم وجمع الله امر امته على الخير والهدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث جمعتنا عن الجمعة
سمي يوم الجمعة جمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة وذكر ربهم تعالى،وكانت العرب في الجاهلية تسميه -عُروبة- ،
وكانت العرب تسمي ايام الاسبوع كما سجّلها المسعودي ، هكذا:
الأحد: "أوّل"
الاثنين: "أهوَن"
الثلاثاء: "جِبّار"
الاربعاء: "دُبّار"
الخميس: "مؤنِس"
الجمعة: "عَروبة"
السبت: "شَيّار".
وقد جمعها الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني شعراً في:
أؤمل أن أعيش وأنّ يومي لأول أو لأهْـــوَن أو جبار
. أو التالي دبار فإن أفته فمؤنس أو عروبة أو شيار
وفي "مختار الصحاح" قولاً للطبري يفسّر فيه مقام ومعنى يوم الجمعة: "إِنَّمَا سُمِّيَتْ الْجُمُعَة جُمْعَة لِأَنَّهَا مُشْتَقَّة مِنْ الْجَمْع فَإِنَّ أَهْل الْإِسْلَام يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فِي كُلّ أُسْبُوع مَرَّة بِالْمَساجدِ الْكِبَار".
وفي قواميس المعاني العربية فإن "الجمعة" مشتقة من التجمع والالتئام.
وفيما يتصل باللفظ، ترد كلمة "الجمعة" في سورة الجمعة بضمّ حرفي الجيم والميم (جُمُعَة): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ".
واتفقت المراجع التاريخية على أن كعب بن لؤي هو الذي بدّل اسم يوم العَروبة إلى يوم الجمعة، وكان يلفظ الكلمة، حسب ما ورد في رواية البخاري عن بعض التابعين والمفسّرين، بفتح الجيم وتسكين الميم (الجَمْعَة) والتي تعني الحشد، اللفيف، التجمّع.
وكعب هذا هو الجدّ السابع للنبي صلى الله عليه وسلم. وهو كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وخلفه يبدأ بـ مرّة، وينتهي بالنبي محمد، مرورا بـ كلاب وقصيّ وعبد مناف وهاشم وعبد المطّلب وعبد الله.
وكان كعب بن لؤي حنيفيا موحدا على ملة ابيه ابراهيم عليه السلام، وخطيباً مرموقاً، يعرف علوم عصره وسابقيه من الامم ويقرأ الكتاب، وكانت تجتمع إليه الصفوة والعامة من قريش وغيرها من القبائل للافادة من علومه، وخاصة في كل يوم جمعة. وكانت العرب، تعظيما لمقامه، تؤرخ أحداثها بقبل وبعد موته حتى كان عام الفيل.
ويورد ابن كثير في "البداية والنهاية" رواية أبو نعيم عن أبي سلمة، قوله: "كان كعب بن لؤي يجمع قومه يوم الجمعة، وكانت قريش تسميه العروبة، فيخطبهم، فيقول: أما بعد، فاسمعوا، وتعلموا، وافهموا، واعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام. كل ذلك إلى بلاء، فصلوا أرحامكم ، وثمّروا أموالكم، وأوفوا بعهودكم، وأصلحوا أحوالكم. فهل رأيتم مِن هالك رجع، أوميتاً نشر، الدار أمامكم، والظنّ خلاف ما تقولون فزيّنوا حَرَمكم (الكعبة) وعظموه، وتمسّكوا به ولا تفارقوه، فسيأتي له نبأ عظيم".
وأما أول جمعة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ; فقال أهل السير والتواريخ : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا حتى نزل بقباء على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين اشتد الضحى . ومن تلك السنة يعد التاريخ . فأقام بقباء إلى يوم الخميس وأسس مسجدهم . ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة ; فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ القوم في ذلك الموضع مسجدا ; فجمع بهم وخطب . وهي أول خطبة خطبها بالمدينة ، وقال فيها : " الحمد لله . أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره ، وأعادي من يكفر به . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، والنور والموعظة والحكمة على فترة من الرسل ، وقلة من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنو من الساعة ، وقرب من الأجل . من يطع الله ورسوله فقد رشد . ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا . أوصيكم بتقوى الله ، فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله . واحذروا ما حذركم الله من نفسه ; فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة . ومن يصلح الذي بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية ، لا ينوي به إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره ، وذخرا فيما بعد الموت ، حين يفتقر المرء إلى ما قدم . وما كان مما سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا . ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد . هو الذي صدق قوله ، وأنجز وعده ، لا خلف لذلك ; فإنه يقول تعالى : ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد . فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية ; فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا . ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما . وإن تقوى الله توقي مقته وتوقي عقوبته وتوقي سخطه . وإن تقوى الله تبيض الوجوه ، وترضي الرب ، وترفع الدرجة . فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله ، فقد علمكم كتابه ، ونهج لكم سبيله ; ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين . فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، وعادوا أعداءه ، وجاهدوا في الله حق جهاده ; هو اجتباكم وسماكم المسلمين . ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة . ولا حول ولا قوة إلا بالله . فأكثروا ذكر الله تعالى ، واعملوا لما بعد الموت ; فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس . ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ، ويملك من الناس ولا يملكون منه . الله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " .
وطاب بكل خير يوم جمعتكم وجمعكم وجمع الله امر امته على الخير والهدى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.