13- من دروس القران التوعوية
1= تسمية الاشياء بمسمياتها والحكمة من ذلك !!
قال رب العزة سبحانه :-{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)النجم}.
وقال الله تعالى في نفس السورة الكريمة:- {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَىٰ (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ (30)النجم}.
وقال تعالى:-{قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٧١ الأعراف﴾}.
وقال سبحانه :- {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٠ يوسف﴾}.
وقال تعالى:- {... حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا ... ﴿٧٨ الحج﴾}.
الاسم في لغة العرب واصطلاحها هو ما جعل علما على مسمى، اي اذا ذكر تبادر للذهن صورة المسمى به؛ فلذلك جاءت من هنا الاشكالية الفلسفية التي تبحث هل الاسم هو عين المسمى ام امر خارج عنه؟؟؛ و بالتالي جرت لنقاش هل الصفة نفس الموصوف ام امرا خارجا عنه مضافا اليه؛؛؛؟؟!!
ومختصر القول في هذه المسألة تحديدا ولفك هذا الاشكال نقول هذه المباحث تجوز في حق الخلق؛ ولا تجوز في حق الاحد الذي لم يكن له كفوا احد ولا شبيه ولا مثيل فامتنع تصور الصورة في حقه جل وعلا ... وبالتالي امتنع استعمال المقارنة؛فما يجوز في حق الخلق لا يجوز في حق الخالق ..
فالكريم اسم لله تعالى قائم بذاته وصفة مستغرقة واجبة في حق الذات العلية ... فالكرم المسمى به الكريم وكذلك الكرم المتصف به الكريم انما هو معان قائمة في الذات العلية .. ولكن الكرم في حق البشر فلا يتصف بالكرم الا من اصبح كريما؛ اي اكتسب الصفة بفعل ما يورثها.. فصفات الانسان مكتسبة وصفات الخالق ذاتية، والاسم المشير للوحدانية والتفرد والتحلي بصفات الكمال والجمال هو فقط ما يصح اطلاقه عليه تعالى ...
فلذلك لا يجوز ترجمة كلمة الله الى اللغات الاخرى الا بما يفيد من اسمائها معنى الخالق المدبر الذي اوجد الخلق من العدم ثم دبر امر وجودهم بمنا يستقيم مع وجود مفردات الوجود ...
فلا يجوز ترجمة لفظ الجلالة -(الله)- الى كلمة -God- لان هذه الكلمة عند اطلاقها تعني في ذهن السامع الاقانيم الثلاث!! الاب والابن والروح القدس !! فلذلك ترجمها الى هذا اللفظ -God-من اكبر الاخطاء ؛ لان اللفظ ينقل المعنى الذي وضع للدلالة عليه ؛ وهذا اللفظ او الاسم عندهم يطلق على تصورهم للاله المجزأ والمتحد من اب وابن وروح قدس ؛ كما ويطلق عندهم على على كل معبود من صنم وغيره .. والاصل ان تترجم فقط بالكتابة وليس بمحاولة مقابلة الاسم باسم لا يفيد نفس المعنى المراد ايصاله للسامع حين يسمع لفظ الاسم .. فيجب ان تكتب عند الترجمة هكذا: (Allah).. فهذا اللفظ يستوعب معنى الوحدانية والاحدية اي التفرد في الوجود بلا جنس ولا نوع .
وذلك لعموم انكار الله تعالى على الكفار تسمياتهم المشيرة الى المعبودات المقدسة عندهم؛ وذلك في قوله تعالى {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ ۖ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿٧١ الأعراف﴾}.
وقول سبحانه :- {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٠ يوسف﴾}.
فالاصل في اسماء الله تعالى وصفاته انها توقيفية فهو اعلم سبحانه بما يليق به من صفات واسماء يُنزل بها السلطان والبرهان المفيد للعلم والجزم وليس اتباع الظن في حق اسماءه وصفاته جل وعلا ...
ولنا وقفة اخر في هذا الباب ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...