بسم الله الرحمن الرحيم
5- من دروس القران التوعوية
الاسلام والتغيير الشامل !!
قال الله عز وجل :- { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
إن معنى الآية الكريمة هو: أن الله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وذلك شامل لتغيير حالتهم الدنيوية التي هم عليها من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، فبسبب معاصيهم يتغير حالهم من السعادة الى الشقاء، والعكس كذلك، وعلى هذا يدور أغلب كلام المفسرين رحمهم الله .
لقد جاء الاسلام ليغير مجرى حياة البشرية عقيدة وفكرا وسلوكا وقيما ومفاهيم عملية، وليس مجرد مثل نظرية مثالية؛ ليست قابلة للتطبيق وفوق طاقة البشر وقدراتهم؛؛؛ او لا يتقبلها الواقع فيرفضها ولا يتقبلها ..بل قيم ومفاهيم وافكار عملية، تصطدم بالواقع السيء لتغيره، وتنصب على الواقع ليتغير بها؛ وليس ليتماشا هو او حاملها مع الواقع السيء ويسايره؛ بل لتخلق نمطا من اساليب العيش والحياة؛ يسلم الناس فيه امر قيادهم لله تعالى؛ فيكيفون انفسهم واهوائهم بما اوحى الله؛ وتصبح حياتهم وحتى مشاعرهم واحاسيسهم وفقا وتبعا لما انزل الله على نبيه سلام الله عليه؛ فلذك قال سبحانه في خواتيم البقرة ..- {لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت..))- اي ان التكاليف الشرعية انما جاءت بما في وسع الانسان المكلف وضمن طاقته وقدرته على استيعابها وتحملها؛ وشرع الرخص لأهل الاعذار في بعض الأمور في بعض الأحوال التي يكون الحكم الشرعي شاق الاداء؛قال سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسيره للاية الكريمة:- {( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . . فهو يتعقبهم بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم} ....لذلك وجدنا النبي عليه واله الصلاة و السلام يقولمخبرا على وجه الطلب باحداث انقلاب في النفس وهواها ومشتهاها والمشاعر والاحاسيس لتكون تبعا لما جاء به صلى الله عليه وسلم مبلغا به عن ربه تعالى :-(( لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))..قال الامام النووي رحمه الله حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ.
و التغيير المطلوب يشمل حتى المشاعر والاحاسيس وتكييفها وفق مقتضيات الايمان ومتطلباته ؛ فلذلك وجدناه سلام الله عليه يقول :-((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة واحمد...
واما محبته شخصيا صلوات ربي وسلامه عليه واله انما هي ليس لانه شخص عادي او عظيم من عظماء التاريخ او رمز من رموز الامة؛ بل لان الله اختاره ليكون سببا في الهدية والانقاذ من التيه والغواية !! صلى الله عليك والك يا سيدي يا رسول الله ...
وجاءفي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلاّ من نفسي. فقال:" والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي. فقال:" الآن يا عمر "))، رواه البخاري.
أخرج ابن أبي شيبة عن الحسن موقوفًا «ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل» ؛وأخرج البخاري في تاريخه ايضا عن أنس مرفوعًا «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة على بني آدم». فهكذا هو الايمان في ديننا وشريعتنا ؛انه ايمان يقلب ما في الانفس من مفاهيم وقيم وافكارها الهابطة ليرتقي ويسمو بها ؛فيغير الواقع السيء ليصبح واقعا طيبا طاهرا؛ ينتهج اهله بمنهج الله الذي به يتطهرون ويصلحون لتنفيذ امر ربهم ، فيحظون بتأييده ونصرته ونصره وتثبيتهم على الحق والهدى الذي اختاروه منهجا ودربا...
اللهم كيف نفوسنا وفق شرعك واهواءنا وفق هديك ومشاعرنا كما تحب وترضى واجعل حبنا وبغضنا فيك ولك.اللهم وانصر من نصر دينك واهله واخذل من خذل دينك وخذل اهله.. وثبتنا اللهم على الهدى والحق المبين وانصر اللهم المجاهدين في بيت المقدس واكنافه وثبت المرابطين واهزم اعداءهم فانهم لا يعجزونك وانت القوي العزيز المتين...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
5- من دروس القران التوعوية
الاسلام والتغيير الشامل !!
قال الله عز وجل :- { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
إن معنى الآية الكريمة هو: أن الله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وذلك شامل لتغيير حالتهم الدنيوية التي هم عليها من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، فبسبب معاصيهم يتغير حالهم من السعادة الى الشقاء، والعكس كذلك، وعلى هذا يدور أغلب كلام المفسرين رحمهم الله .
لقد جاء الاسلام ليغير مجرى حياة البشرية عقيدة وفكرا وسلوكا وقيما ومفاهيم عملية، وليس مجرد مثل نظرية مثالية؛ ليست قابلة للتطبيق وفوق طاقة البشر وقدراتهم؛؛؛ او لا يتقبلها الواقع فيرفضها ولا يتقبلها ..بل قيم ومفاهيم وافكار عملية، تصطدم بالواقع السيء لتغيره، وتنصب على الواقع ليتغير بها؛ وليس ليتماشا هو او حاملها مع الواقع السيء ويسايره؛ بل لتخلق نمطا من اساليب العيش والحياة؛ يسلم الناس فيه امر قيادهم لله تعالى؛ فيكيفون انفسهم واهوائهم بما اوحى الله؛ وتصبح حياتهم وحتى مشاعرهم واحاسيسهم وفقا وتبعا لما انزل الله على نبيه سلام الله عليه؛ فلذك قال سبحانه في خواتيم البقرة ..- {لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت..))- اي ان التكاليف الشرعية انما جاءت بما في وسع الانسان المكلف وضمن طاقته وقدرته على استيعابها وتحملها؛ وشرع الرخص لأهل الاعذار في بعض الأمور في بعض الأحوال التي يكون الحكم الشرعي شاق الاداء؛قال سيد قطب رحمه الله تعالى في تفسيره للاية الكريمة:- {( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . . فهو يتعقبهم بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم} ....لذلك وجدنا النبي عليه واله الصلاة و السلام يقولمخبرا على وجه الطلب باحداث انقلاب في النفس وهواها ومشتهاها والمشاعر والاحاسيس لتكون تبعا لما جاء به صلى الله عليه وسلم مبلغا به عن ربه تعالى :-(( لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))..قال الامام النووي رحمه الله حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ.
و التغيير المطلوب يشمل حتى المشاعر والاحاسيس وتكييفها وفق مقتضيات الايمان ومتطلباته ؛ فلذلك وجدناه سلام الله عليه يقول :-((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة واحمد...
واما محبته شخصيا صلوات ربي وسلامه عليه واله انما هي ليس لانه شخص عادي او عظيم من عظماء التاريخ او رمز من رموز الامة؛ بل لان الله اختاره ليكون سببا في الهدية والانقاذ من التيه والغواية !! صلى الله عليك والك يا سيدي يا رسول الله ...
وجاءفي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ((يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلاّ من نفسي. فقال:" والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "، فقال له عمر: فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي. فقال:" الآن يا عمر "))، رواه البخاري.
أخرج ابن أبي شيبة عن الحسن موقوفًا «ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل» ؛وأخرج البخاري في تاريخه ايضا عن أنس مرفوعًا «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة على بني آدم». فهكذا هو الايمان في ديننا وشريعتنا ؛انه ايمان يقلب ما في الانفس من مفاهيم وقيم وافكارها الهابطة ليرتقي ويسمو بها ؛فيغير الواقع السيء ليصبح واقعا طيبا طاهرا؛ ينتهج اهله بمنهج الله الذي به يتطهرون ويصلحون لتنفيذ امر ربهم ، فيحظون بتأييده ونصرته ونصره وتثبيتهم على الحق والهدى الذي اختاروه منهجا ودربا...
اللهم كيف نفوسنا وفق شرعك واهواءنا وفق هديك ومشاعرنا كما تحب وترضى واجعل حبنا وبغضنا فيك ولك.اللهم وانصر من نصر دينك واهله واخذل من خذل دينك وخذل اهله.. وثبتنا اللهم على الهدى والحق المبين وانصر اللهم المجاهدين في بيت المقدس واكنافه وثبت المرابطين واهزم اعداءهم فانهم لا يعجزونك وانت القوي العزيز المتين...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته