بسم الله الرحمن الرحيم
14- من دروس القران التوعوية :-
2- تسمية الاشياء والامور باسمائها والحكمة من ذلك:-
من الضروري ان تدرك الامة ضرورة استعمال الاسماء و المصطلحات العربية والمصطلحات القرانية والشرعية في التخاطب بين افراد الامة فيما بينهم؛ وفي تخاطبهم مع الاخرين .. وذلك لانه من المعلوم أنّ للمفاهيم التي تنقلها الالفاظ وترسم صورها وتنقلها من المخاطبين الى اذهان المستمعين، دورًا مهمًّا في تقدُّم الأمم أو انحطاطها، وذلك باعتبار اللغة الوعاء الذي يحوي ثقافتها وفكرها وبالتالي الفاظها ومصطلحاتها هي الوسط الناقل للتصورات والمفاهيم والراسم لها في الاذهان، حيث ان الكلمة في اللغة انما هي رمز يرسم صورة ذهنية، فبمجرد استعارة مصطلح من ثقافة معيّنة أو من حقل معرفي آخر ثم يتم تداوله على أساس التطابق والتماثل مع المصطلح الأصل، يبدأ الخللُ يتسرَّب إلى النظام الفكري والثقافي للأمة، وإن بقي هذا الزيغان المفاهيمي مستمرًّا سيتآكل جسدها إلى أن تنهار أصولها وثوابتها وأركانها التي قامت عليها وبُنيت على اساسه عقليتها الفكرية ونفسيتها السلوكية، وبعد ذلك سننتقل من حالة تسرُّب المصطلح من ثقافة أخرى إلى حالة ترسُّب مضمون ذلك المصطلح الوافد على ثقافة الأمة، ومن ثم تلحق مفاهيمها عدّة أمراض من قَبِيل الميوعة والغموض والتشويه المفقد للشخصية وتمايز الهوية. حيث تفقد صبغتها الخاصة بها والتي تميزها عن بقية الامم التي صبغها ربها بها باتباع منهج القران الفكري الثقافي الفريد؛ الذي يصنع قادة يُؤثرون في الخلق ولا يتأثرون بما عندهم من ضلالات مهما كانت الاغراءات والمغريات؛ ويكبحون الدوافع والمثيرات التي من شأنها ارتكاب الحماقات والسفاهات المضيعة لامتياز وتميز الهوية والشخصية والصبغة الربانية؛التي اختارها الله لهذه الامة لتحقق في اخر زمن البشرية مهمة الاستخلاف في الارض ..وتأمل بتدبر قوله تعالى محذرا وناصحا ومبينا لقوم يعقلون :- {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)البقرة}.
فلذلك نجد ان القران اختار لكم خطابا خاصا وتدخل حتى في تراكيب الفاظه ومصطلحاته ؛ لتحافظوا على نهجكم المميز وشخصيتكم المستقلة وصبغتكم الزاهية ... فانظر معي لهذا الامر بالتمايز حتى في اختيار الالفاظ:-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة}.
وان من علامات الانتكاس التي حذرنا منها نبينا صلوات ربي وسلامه عليه واله ان تُستحل المحرمات تحت مسميات مستحدثة او مستوردة لها؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم:- [ليشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ] اخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه كما اخرجه الدارمي والنسائي وابوداود واحمد ...وها انتم ترون اليوم الخمر تُشرب باسم يحببها للنفوس ؛ فيقولون عنها مشروبات روحية !! وهي تسمية تحمل نقيضها بذاتها !! فأي روحية فيما حرم الله وجعله ام الكبائر!!؟ واستحلوا القينات والمعازف كمهنة باسم يحببها للنفوس؛ فقالوا فن وفنان؛للمغني الذي اسمه في لغتنا من قبل مخنث!! والقين المغنية اصبح اسمها فنانه!!
وفعلا مُسخوا اكثرهم اليوم كما ترون قردة تتراقص في الشوارع والطرقات ؛ وخنازير لا يعرفون الغيرة على الاعراض والمحرمات..!! ويستحلون ذلك تحت اسم الديمقراطية وكفالة الحريات!! فاستحلوا الزنا تحت اسم الترفيه؛ واستحلوا اللواط والسحاق تحت اسم المثلية التي تصنعها اليوم ثقافة ما يسمونه الجندرة!! والتي اصبحت مناهجنا الدراسية والتربوية التعليمية خاضعة لنظرياتها وتعاليمها المنحطة!! فتحت مسمى ضمان الحريات استبيحت اليوم كل الموبقات والمحرمات!! الحريات التي تصبح فقط محرمة عند اختيار الاسلام منهج حياة فقط!!!
نعم اعزائي الكرام ؛ ان اللفظ له مدلولاته المؤثرة في النفس قبولا ورفضا؛ فلذلك حذرنا صلى الله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال:: ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي، وفي رواية له.عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبغض الفاحش البذيء.) رواه الترمذي.
وقد امرنا الله تعالى ان نقول في حديثنا مع الناس الحسن من القول وهو القول الذي يحمل المعاني الشرعية الراقيةفقال سبحانه :-{إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83)البقرة}. وللاسف اننا تبعنا خطوات وطرق من قبلنا فتولينا كما تولو واعرضنا كما اعرضوا ودخلنا جحر الضب القذر العفن !!
في حين ان الله تعالى وجهنا لنأخذ احسن ما عند غيرنا وليس اسوأه كما هو حاصل اليوم تحت مسميات الحريات !! التي تقود للاستعباد للطاغوت بدوافع تحقيق الرغبات والشهوات حتى لو كانت باستحلال المحرمات !!
نعم ؛ فمما استحلوا جعل الواقع مصدرا للتفكير لا موضعا للتفكير ، فقالوا بسياسة الامر الواقع!! التي تبيح في شرعتهم الاعتداء والاحتلال والنهب والسلب واستعباد واسترقاق الامم والشعوب والبلاد والعباد!! واباحوا للص القتل تحت مسمى حق الدفاع عن النفس!! في حين ان الواقع ان جعلناه كما هو المطلوب شرعا موضعا للتفكير لما صبرنا هذه السنين التي هرم فيها من هرم وهلك فيها من هلك من غير فهم بينة ربه تعالى،،،ولعملنا على تغييره بكل ما اوتينا من عزم وايمان وقوة يقين !! ولما رضينا ان نبقى مسترقين مستضعفين مستعبدين من قبل اراذل الخلق وممن جعل الله منهم القردة والخنازير !!
قال الله تعالى:-{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)الزمر}.
وفي الختام نقول ونذكر بقوله تعالى:- {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45)ق}.
وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وممن يقولون للناس حسنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
14- من دروس القران التوعوية :-
2- تسمية الاشياء والامور باسمائها والحكمة من ذلك:-
من الضروري ان تدرك الامة ضرورة استعمال الاسماء و المصطلحات العربية والمصطلحات القرانية والشرعية في التخاطب بين افراد الامة فيما بينهم؛ وفي تخاطبهم مع الاخرين .. وذلك لانه من المعلوم أنّ للمفاهيم التي تنقلها الالفاظ وترسم صورها وتنقلها من المخاطبين الى اذهان المستمعين، دورًا مهمًّا في تقدُّم الأمم أو انحطاطها، وذلك باعتبار اللغة الوعاء الذي يحوي ثقافتها وفكرها وبالتالي الفاظها ومصطلحاتها هي الوسط الناقل للتصورات والمفاهيم والراسم لها في الاذهان، حيث ان الكلمة في اللغة انما هي رمز يرسم صورة ذهنية، فبمجرد استعارة مصطلح من ثقافة معيّنة أو من حقل معرفي آخر ثم يتم تداوله على أساس التطابق والتماثل مع المصطلح الأصل، يبدأ الخللُ يتسرَّب إلى النظام الفكري والثقافي للأمة، وإن بقي هذا الزيغان المفاهيمي مستمرًّا سيتآكل جسدها إلى أن تنهار أصولها وثوابتها وأركانها التي قامت عليها وبُنيت على اساسه عقليتها الفكرية ونفسيتها السلوكية، وبعد ذلك سننتقل من حالة تسرُّب المصطلح من ثقافة أخرى إلى حالة ترسُّب مضمون ذلك المصطلح الوافد على ثقافة الأمة، ومن ثم تلحق مفاهيمها عدّة أمراض من قَبِيل الميوعة والغموض والتشويه المفقد للشخصية وتمايز الهوية. حيث تفقد صبغتها الخاصة بها والتي تميزها عن بقية الامم التي صبغها ربها بها باتباع منهج القران الفكري الثقافي الفريد؛ الذي يصنع قادة يُؤثرون في الخلق ولا يتأثرون بما عندهم من ضلالات مهما كانت الاغراءات والمغريات؛ ويكبحون الدوافع والمثيرات التي من شأنها ارتكاب الحماقات والسفاهات المضيعة لامتياز وتميز الهوية والشخصية والصبغة الربانية؛التي اختارها الله لهذه الامة لتحقق في اخر زمن البشرية مهمة الاستخلاف في الارض ..وتأمل بتدبر قوله تعالى محذرا وناصحا ومبينا لقوم يعقلون :- {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)البقرة}.
فلذلك نجد ان القران اختار لكم خطابا خاصا وتدخل حتى في تراكيب الفاظه ومصطلحاته ؛ لتحافظوا على نهجكم المميز وشخصيتكم المستقلة وصبغتكم الزاهية ... فانظر معي لهذا الامر بالتمايز حتى في اختيار الالفاظ:-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة}.
وان من علامات الانتكاس التي حذرنا منها نبينا صلوات ربي وسلامه عليه واله ان تُستحل المحرمات تحت مسميات مستحدثة او مستوردة لها؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم:- [ليشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ، والمغنِّياتِ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ] اخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه كما اخرجه الدارمي والنسائي وابوداود واحمد ...وها انتم ترون اليوم الخمر تُشرب باسم يحببها للنفوس ؛ فيقولون عنها مشروبات روحية !! وهي تسمية تحمل نقيضها بذاتها !! فأي روحية فيما حرم الله وجعله ام الكبائر!!؟ واستحلوا القينات والمعازف كمهنة باسم يحببها للنفوس؛ فقالوا فن وفنان؛للمغني الذي اسمه في لغتنا من قبل مخنث!! والقين المغنية اصبح اسمها فنانه!!
وفعلا مُسخوا اكثرهم اليوم كما ترون قردة تتراقص في الشوارع والطرقات ؛ وخنازير لا يعرفون الغيرة على الاعراض والمحرمات..!! ويستحلون ذلك تحت اسم الديمقراطية وكفالة الحريات!! فاستحلوا الزنا تحت اسم الترفيه؛ واستحلوا اللواط والسحاق تحت اسم المثلية التي تصنعها اليوم ثقافة ما يسمونه الجندرة!! والتي اصبحت مناهجنا الدراسية والتربوية التعليمية خاضعة لنظرياتها وتعاليمها المنحطة!! فتحت مسمى ضمان الحريات استبيحت اليوم كل الموبقات والمحرمات!! الحريات التي تصبح فقط محرمة عند اختيار الاسلام منهج حياة فقط!!!
نعم اعزائي الكرام ؛ ان اللفظ له مدلولاته المؤثرة في النفس قبولا ورفضا؛ فلذلك حذرنا صلى الله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال:: ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي، وفي رواية له.عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يبغض الفاحش البذيء.) رواه الترمذي.
وقد امرنا الله تعالى ان نقول في حديثنا مع الناس الحسن من القول وهو القول الذي يحمل المعاني الشرعية الراقيةفقال سبحانه :-{إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83)البقرة}. وللاسف اننا تبعنا خطوات وطرق من قبلنا فتولينا كما تولو واعرضنا كما اعرضوا ودخلنا جحر الضب القذر العفن !!
في حين ان الله تعالى وجهنا لنأخذ احسن ما عند غيرنا وليس اسوأه كما هو حاصل اليوم تحت مسميات الحريات !! التي تقود للاستعباد للطاغوت بدوافع تحقيق الرغبات والشهوات حتى لو كانت باستحلال المحرمات !!
نعم ؛ فمما استحلوا جعل الواقع مصدرا للتفكير لا موضعا للتفكير ، فقالوا بسياسة الامر الواقع!! التي تبيح في شرعتهم الاعتداء والاحتلال والنهب والسلب واستعباد واسترقاق الامم والشعوب والبلاد والعباد!! واباحوا للص القتل تحت مسمى حق الدفاع عن النفس!! في حين ان الواقع ان جعلناه كما هو المطلوب شرعا موضعا للتفكير لما صبرنا هذه السنين التي هرم فيها من هرم وهلك فيها من هلك من غير فهم بينة ربه تعالى،،،ولعملنا على تغييره بكل ما اوتينا من عزم وايمان وقوة يقين !! ولما رضينا ان نبقى مسترقين مستضعفين مستعبدين من قبل اراذل الخلق وممن جعل الله منهم القردة والخنازير !!
قال الله تعالى:-{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)الزمر}.
وفي الختام نقول ونذكر بقوله تعالى:- {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45)ق}.
وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وممن يقولون للناس حسنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..