بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالخير والبركة والنصرة والنصر والعز والتمكين
الاسلام والتغيير المجتمعي :-
يتوجب على الدعاة الذين وحملة لواء التغيير واحداثه في المجتمع بجميع جوانب حياته؛ معالجة مشكلتين اساسيتين في العقلية المسلمة المعاصرة، وهما: اعتبار كثير من المسلمين أوضاعهم الحضارية قدرًا إلهيًا ينبغي الاستسلام له والقعود عن تغييره ضمن فهم غير دقيق لعقيدة القضاء والقدر، والمشكلة الثانية: نظر مسلمي العصر إلى الإنسان والشعوب الأوربية على أن لها مكانة نبوغ لا تُلحَق؛ وشأواً لا يُدرَك؛ وقدرة لا تُقاوَم،، ونتيجة هذا وذاك هي القعود والاستسلام للواقع. والرضا بما يمليه الغرب ويرتضيه.. وكأنه القضاء والقدر المحتم ..في حين ان التغيير قدر يُدفع به قدر التغلب، ويتوجب على الامة المستسلمة ان تأخذ به للخروج مما هم فيه،، وذلك بتغيير المفاهيم والمقاييس الهابطة او المشوشة لديهم والتي اوصلتهم الى هذا الحال المزري .. فلذلك لا بد من ضرب مفاهيم وقيم ومقاييس الباطل؛ واحقاق مفاهيم وقيم ومقاييس الحق ..
والمتأمل في النص القراني الذي يغوص في اعماق النفس البشرية يجد ان الله تعالى شأنه ربط قرار تغيره لاوضاع الناس بمدى استعدادهم للتغيير واختيارهم له؛ فان كان خيرا كتب لهم الخير؛وان اختاروا منهج الشر عاقبهم بالشر من ضيق وضنك فان لم يرجعوا اخذهم اخذ عاد وثمود !!
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
وقال سبحانه:- {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)الانفال}....
واسمع لما يوحى:- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه:١٢٤] ...
وانظر بتدبر الى قوله تعالى:- {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)}[السجدة] .
وختاما تدبر قول الله تعالى :- {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)هود} ...
وقد وصف الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بصورة دائمة لا يتوقفون عنها، فقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71].
و في صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : - [ إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده] .
ويقول النبي صلى الله عليه واله وسلم: "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب". رواه أبو داود.
جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واكرمنا ربنا بنصره ونصرته للمجاهدين والمرابطين في بيت المقدس واكنافه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالخير والبركة والنصرة والنصر والعز والتمكين
الاسلام والتغيير المجتمعي :-
يتوجب على الدعاة الذين وحملة لواء التغيير واحداثه في المجتمع بجميع جوانب حياته؛ معالجة مشكلتين اساسيتين في العقلية المسلمة المعاصرة، وهما: اعتبار كثير من المسلمين أوضاعهم الحضارية قدرًا إلهيًا ينبغي الاستسلام له والقعود عن تغييره ضمن فهم غير دقيق لعقيدة القضاء والقدر، والمشكلة الثانية: نظر مسلمي العصر إلى الإنسان والشعوب الأوربية على أن لها مكانة نبوغ لا تُلحَق؛ وشأواً لا يُدرَك؛ وقدرة لا تُقاوَم،، ونتيجة هذا وذاك هي القعود والاستسلام للواقع. والرضا بما يمليه الغرب ويرتضيه.. وكأنه القضاء والقدر المحتم ..في حين ان التغيير قدر يُدفع به قدر التغلب، ويتوجب على الامة المستسلمة ان تأخذ به للخروج مما هم فيه،، وذلك بتغيير المفاهيم والمقاييس الهابطة او المشوشة لديهم والتي اوصلتهم الى هذا الحال المزري .. فلذلك لا بد من ضرب مفاهيم وقيم ومقاييس الباطل؛ واحقاق مفاهيم وقيم ومقاييس الحق ..
والمتأمل في النص القراني الذي يغوص في اعماق النفس البشرية يجد ان الله تعالى شأنه ربط قرار تغيره لاوضاع الناس بمدى استعدادهم للتغيير واختيارهم له؛ فان كان خيرا كتب لهم الخير؛وان اختاروا منهج الشر عاقبهم بالشر من ضيق وضنك فان لم يرجعوا اخذهم اخذ عاد وثمود !!
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
وقال سبحانه:- {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53)الانفال}....
واسمع لما يوحى:- {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه:١٢٤] ...
وانظر بتدبر الى قوله تعالى:- {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)}[السجدة] .
وختاما تدبر قول الله تعالى :- {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)هود} ...
وقد وصف الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بصورة دائمة لا يتوقفون عنها، فقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71].
و في صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : - [ إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده] .
ويقول النبي صلى الله عليه واله وسلم: "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب". رواه أبو داود.
جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واكرمنا ربنا بنصره ونصرته للمجاهدين والمرابطين في بيت المقدس واكنافه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...