بسم الله الرحمن الرحيم
6= من دروس القران التوعوية:-
السير حسب اليقين والتثبت
قال تعالى:-{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)}[سورة الإسراء].
وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ: دعوة إلى التحري والتثبت قبل اتخاذ الموقف وقبل التصرف، والمعنى: لا تتبع ما ليس لك به علم، بل الواجب أن تتثبت في كل ما تقوله أو تعمله أو تتلقاه... لان التثبت يولد حسن الرأي ورشاده؛ واقتفاء ما ليس لك به علم من دون تثيت وبيان وبرهان ودليل يؤدي بك الى تيه الرأي؛ وضلال الفكر... و أصل (القفو) الاتباع، تقول: قفوت أثر فلان إذا تتبعت أثره. والعلم هو ما أفاد القطع وولد اليقين قال تعالى((فاعلم انه لا اله الا الله))19 محمد ...
ومعلوم أن الإنسان يكون أسيراً لما يتلقفه من أفكار ومعتقدات فيتبعها و يعمل بمقتضاها، وبهذا تعرف خطورة هذا الجانب...
و قوله: مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ: عام لكل شيء؛ وذلك أن لفظة "مَا" تفيد العموم فهذا يشمل الكلام في الأعراض من الغيبة والنميمة.؛ و يشمل القذفَ والبهتَ والكذبَ؛ كما و يشمل سائر أنواع الاعتقادات الباطلة؛؛؛ هذا فيما يفعله الإنسانُ ويبتدئه، وهكذا الشأن فيما يتلقاه ويتلقفه عن غيره من تصديق الأقوال والإشاعات المغرضة؛ والاخبار الكاذبة؛ والمعلومات المزيفة، كاتهام الصالحين والوقيعة في أعراضهم، وأن يقول: سمعتُ ولم يسمع وتقبل الأفكار الفاسدة، والمذاهب المنحرفة، والتقاليد والمفاهيم والقيم المستوردة المخالفة لقيم ومفاهيم العقيدة واحكام الشريعة. "والله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم، وقد حرم سبحانه الكلام بلا علم مطلقاً، وخص القول عليه بلا علم بالنهي، فقال تعالى: وَلاَ تَقْفُ، وقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ... [(33) سورة الأعراف].
وأمر بالعدل على أعداء المسلمين، فقال: كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [(سورة المائدة]"؛ وامرنا تعالى بالتثبت والتحقق والتمحيص المولد لليقين؛قال تعالى:-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)الحجرات} .
وقد نهانا الله تعالى عن اتباع الظن وبين لنا انه لا يغني من الحق شيئا. وانه اثم شنيع:لاتبنى به عقائد ولا تصورات؛لانه يقود للوهم والخيال المخالف لمطابقة الواقع؛ فيولد الاعتقاد الباطل الذي لا برهان عليه ولا دليل حق؛ قال الله تعالى:-{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَىٰ (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ (30) النجم}...
وقال تعالى:-{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}.
والنبي ﷺ يقول: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"..
و كما نهانا سبحانه عن الظن نهانا كذلك عن الشك؛ فهما اساس دمار المعتقد واساس دمار العقل وبالتالي الفكر والتفكير المنتج الصانع للواقع الحق؛ المزهق للباطل واقتفاءه ؛ كما ان الشك يمحق الشخصية ويميعها ؛ فلا يكون صاحبها صاحب موقف، ولا يستطيع تمييز طريق الحق من طرق الباطل وشعابه ومسالكه؛ وهذا من صفات اهل النفاق المنبوذة؛ فال تعالى:-{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلً {النساء: 143}..
فالشك يقود الى جريمة الريب في الحق، ومجانبته وعدم اتباعه؛ قال الله تعالى:-{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10) ابراهيم} ..
قوله: إِنَّ السَّمْعَ الخ: الجملة هنا تعليلية؛ لأن "إنَّ" تأتي للتعليل، والمعنى على هذا: انته عما لا يحل لك؛ لأن الله أنعم عليك بالسمع والبصر والعقل لتشكره، وهو مختبرك بذلك، وسائلك عنه فلا تستعمل نعمة الله في معصيته، قال الله تعالى: وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [(78) سورة النحل]..
ومدح الله تعالى اهل العقل والحجى الذين يتثبتون ويختارون من الحديث احسنه؛ واحسن الحديث ما كان منبثقا ومتولدا من المعتقد الحق؛ وبين سبحانه ان ذلك منهج الهدى وسبيل المهتدين ؛ فقال سبحانه:- {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) الزمر}...
ان قمة الوعي واعلى درجاته هو ان تبني مواقفك وتتخذ قراراتك وفق ايمانك و عقيدتك؛ التي يجب ان تكون هي مقياس فكرك وقاعدة تفكيرك؛ و منها تنبثق احكام تصرفاتك واعمالك وضوابط سلوكك؛ و بأحكامها تنضبط دوافع اشباعاتك وبموجبها تتكيف مشاعرك واحاسيسك...
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واجعلنا ممن يقتفون كتابك وسنة نبيك ولا تجعلنا ممن يقتفي ما ليس له به علم؛ وتبتنا على الحق واليقين وجنبنا الباطل واتباع الطاغوت وانصرنا على اعداء دينك ؛ وثبت وانصر عبادك الصابرين المرابطين المصابرين لعدوهم ولا تخذلهم انك على نصرنا ونصرتنا لقدير فما لنا مولا سواك؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
6= من دروس القران التوعوية:-
السير حسب اليقين والتثبت
قال تعالى:-{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36)}[سورة الإسراء].
وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ: دعوة إلى التحري والتثبت قبل اتخاذ الموقف وقبل التصرف، والمعنى: لا تتبع ما ليس لك به علم، بل الواجب أن تتثبت في كل ما تقوله أو تعمله أو تتلقاه... لان التثبت يولد حسن الرأي ورشاده؛ واقتفاء ما ليس لك به علم من دون تثيت وبيان وبرهان ودليل يؤدي بك الى تيه الرأي؛ وضلال الفكر... و أصل (القفو) الاتباع، تقول: قفوت أثر فلان إذا تتبعت أثره. والعلم هو ما أفاد القطع وولد اليقين قال تعالى((فاعلم انه لا اله الا الله))19 محمد ...
ومعلوم أن الإنسان يكون أسيراً لما يتلقفه من أفكار ومعتقدات فيتبعها و يعمل بمقتضاها، وبهذا تعرف خطورة هذا الجانب...
و قوله: مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ: عام لكل شيء؛ وذلك أن لفظة "مَا" تفيد العموم فهذا يشمل الكلام في الأعراض من الغيبة والنميمة.؛ و يشمل القذفَ والبهتَ والكذبَ؛ كما و يشمل سائر أنواع الاعتقادات الباطلة؛؛؛ هذا فيما يفعله الإنسانُ ويبتدئه، وهكذا الشأن فيما يتلقاه ويتلقفه عن غيره من تصديق الأقوال والإشاعات المغرضة؛ والاخبار الكاذبة؛ والمعلومات المزيفة، كاتهام الصالحين والوقيعة في أعراضهم، وأن يقول: سمعتُ ولم يسمع وتقبل الأفكار الفاسدة، والمذاهب المنحرفة، والتقاليد والمفاهيم والقيم المستوردة المخالفة لقيم ومفاهيم العقيدة واحكام الشريعة. "والله يحب الكلام بعلم وعدل، ويكره الكلام بجهل وظلم، وقد حرم سبحانه الكلام بلا علم مطلقاً، وخص القول عليه بلا علم بالنهي، فقال تعالى: وَلاَ تَقْفُ، وقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ... [(33) سورة الأعراف].
وأمر بالعدل على أعداء المسلمين، فقال: كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [(سورة المائدة]"؛ وامرنا تعالى بالتثبت والتحقق والتمحيص المولد لليقين؛قال تعالى:-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)الحجرات} .
وقد نهانا الله تعالى عن اتباع الظن وبين لنا انه لا يغني من الحق شيئا. وانه اثم شنيع:لاتبنى به عقائد ولا تصورات؛لانه يقود للوهم والخيال المخالف لمطابقة الواقع؛ فيولد الاعتقاد الباطل الذي لا برهان عليه ولا دليل حق؛ قال الله تعالى:-{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَىٰ (27) وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ (30) النجم}...
وقال تعالى:-{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}.
والنبي ﷺ يقول: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"..
و كما نهانا سبحانه عن الظن نهانا كذلك عن الشك؛ فهما اساس دمار المعتقد واساس دمار العقل وبالتالي الفكر والتفكير المنتج الصانع للواقع الحق؛ المزهق للباطل واقتفاءه ؛ كما ان الشك يمحق الشخصية ويميعها ؛ فلا يكون صاحبها صاحب موقف، ولا يستطيع تمييز طريق الحق من طرق الباطل وشعابه ومسالكه؛ وهذا من صفات اهل النفاق المنبوذة؛ فال تعالى:-{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلً {النساء: 143}..
فالشك يقود الى جريمة الريب في الحق، ومجانبته وعدم اتباعه؛ قال الله تعالى:-{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9) ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10) ابراهيم} ..
قوله: إِنَّ السَّمْعَ الخ: الجملة هنا تعليلية؛ لأن "إنَّ" تأتي للتعليل، والمعنى على هذا: انته عما لا يحل لك؛ لأن الله أنعم عليك بالسمع والبصر والعقل لتشكره، وهو مختبرك بذلك، وسائلك عنه فلا تستعمل نعمة الله في معصيته، قال الله تعالى: وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [(78) سورة النحل]..
ومدح الله تعالى اهل العقل والحجى الذين يتثبتون ويختارون من الحديث احسنه؛ واحسن الحديث ما كان منبثقا ومتولدا من المعتقد الحق؛ وبين سبحانه ان ذلك منهج الهدى وسبيل المهتدين ؛ فقال سبحانه:- {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) الزمر}...
ان قمة الوعي واعلى درجاته هو ان تبني مواقفك وتتخذ قراراتك وفق ايمانك و عقيدتك؛ التي يجب ان تكون هي مقياس فكرك وقاعدة تفكيرك؛ و منها تنبثق احكام تصرفاتك واعمالك وضوابط سلوكك؛ و بأحكامها تنضبط دوافع اشباعاتك وبموجبها تتكيف مشاعرك واحاسيسك...
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واجعلنا ممن يقتفون كتابك وسنة نبيك ولا تجعلنا ممن يقتفي ما ليس له به علم؛ وتبتنا على الحق واليقين وجنبنا الباطل واتباع الطاغوت وانصرنا على اعداء دينك ؛ وثبت وانصر عبادك الصابرين المرابطين المصابرين لعدوهم ولا تخذلهم انك على نصرنا ونصرتنا لقدير فما لنا مولا سواك؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...